يهاجم ناشطون فلسطينيون حافلة اسرائيلية مما يرغم الرئيس الفلسطيني على التحرك لتجنب غضب الرأي العام الدولي، هذا ليس سردا لوقائع فعلية بل هو سيناريو في لعبة فيديو جديدة هدفها احلال السلام في الشرق الاوسط.
يتحتم على اللاعب في لعبة بيسميكر (صانع السلام) الاختيار ما بين دور الرئيس الفلسطيني ودور رئيس الوزراء الاسرائيلي، وفي كلا الحالتين يتوجب عليه ايجاد مخرج سياسي من مواقف واحداث معقدة وحساسة، وتجنب تعريض عملية السلام لمزيد من المخاطر.
وتتضمن اللعبة تقارير مصورة حقيقية ويكسب اللاعبون نقاطا اضافية وفقا لتجاوبهم مع اوضاع تترتب عليها انعكاسات محلية ودولية على حد سواء.
ويمكن على سبيل المثال للذي يختار دور الرئيس الفلسطيني كسب نقاط من خلال القيام بتحرك من اجل السلام او ايجاد تسويات ترضي الطرفين او انشاء بنى تحتية او اقامة حوار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.
والهدف الاخير لكل لاعب يكمن في ايجاد حل دائم للنزاع والفوز بجائزة نوبل قبل انتهاء ولايته.
وقال احد مصممي اللعبة اريك براون "نريد ان نثبت ان في وسع لعبة فيديو الاهتمام بمشكلات اجتماعية اساسية والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو بالتأكيد مسألة تهم العديد من الناس في العالم باسره".
وعرضت لعبة "بيسميكر" بنجاح الشهر الماضي في مهرجان "ساندانس" للافلام وهي متوافرة بالانكليزية والعربية والعبرية بسعر 20 دولارا ويمكن ان تستمر ست ساعات.
وقالت سوزان سيغرمان رئيسة جمعية غيمز فور تشاينج (العاب من اجل التغيير) التي لا تتوخى الربح والتي تساند ابتكار العاب فيديو تتناول مسائل اجتماعية وقضايا مطروحة في العالم "رأينا خلال السنتين الماضيتين العديد من الالعاب الجديدة التي تركز على مشكلات اجتماعية لكن هذه اللعبة هي الاولى التي اخذتها صناعة الالعاب التجارية على محمل الجد".
واوضحت "ان نقطة القوة في هذه اللعبة تكمن في اثارة اهتمام الشبان والجيل المقبل من السياسيين والقادة" مضيفة "سيكون الامر رائعا ان اهتم البالغون اليوم بهذه اللعبة".
وابتكرت خلال السنتين الماضيتين العاب جدية اخرى من الطراز نفسه وفق التعبير المعتمد، منها دارفور ايز داينغ (دارفور تموت) التي تناولت الوضع في هذا الاقليم السوداني وفود فورس (قوة الغذاء) التي اطلقتها الامم المتحدة للتوعية بمشكلة الجوع في العالم.
وقام اريك براون (30 عاما) بابتكار اللعبة الجديدة بالتعاون مع آسي بوراك (35 عاما) الضابط السابق في الاستخبارات الاسرائيلية.
وقال "لا ندعي اننا نضع خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط، لكن نأمل فقط ان يعي كل من يلعب هذه اللعبة المشكلات الواجب اخذها بالاعتبار في كل من الطرفين".
وتابع "كل ما نفعله اننا نعرض فكرة بسيطة مفادها انه يمكن تحقيق تقدم على الاقل في عالمنا نحن عالم الالعاب".
واعتبر انه يمكن للقادة السياسيين الاسرائيليين والفلسطنيين ان يستفيدوا من اللعبة ويدركوا انه يتحتم عليهم في نهاية المطاف تقديم تنازلات متبادلة.
غير ان السيناريوات التي تطرحها اللعبة قد تكون شاقة حتى بالنسبة للضالعين في المشكلة الحقيقية، وروى اريك براون في هذا الاطار "قيل لنا ان جنرالا اسرائيليا لعب وخسر بعد خمس دقائق فقط وقد اعتبر اللعبة غير واقعية".
منقــــول............