قصي حمدان
New Member
لا تنس شهر الله المحرم ويوم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في المنتدى ، حرصا مني عليكم لتتعرضوا لنفحات ربي ، أذكركم بيوم عاشوراء الذي سيحل علينا بعد يومين أو ثلاثة فلنستعد و لنعرف ماذا نفعل
شهر الله المحرّم هو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم : عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ." رواه البخاري 2958 و مسلم 1679
و لكن قبل أن أبدأ بيوم عاشوراء أنوه أنه على كل مسلم : أن لا يتكل على صيام هذا اليوم مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل " ا.هـ الجواب الكافي /13
مشروعية صيام شهر محرم : لما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فضل صيام شهر محرم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1163
وسبب صيام يوم عاشوراء : ما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قدم النبي – صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ( ما هذا ) ؟ قالوا: هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ) رواه البخاري (1900)
وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجباً؛ لحديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه" رواه مسلم (1136).
فضل صيام يوم عاشوراء : جاء في حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله" رواه أحمد (5/296)، ومسلم (1163).
كما يسن أن يُصام يوم قبله أو بعده : لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً" رواه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095) و صيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم – رحمه الله تعالى-: (مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم) ا.هـ زاد المعاد (2/75).
و إن وافق عاشوراء يوم الجمعة أو السبت فلا بأس بالصيام فيهما أو في أحدهما، لأن المنهي عنه هو إن وافق و إفراد الجمعة أو السبت بالصيام، لأجل أنه الجمعة أو السبت ، أما إذا كان للصيام فيهما سبب شرعي يقتضيه، كيوم عاشوراء، أو يوم عرفة، ونحوهما فلا نهي حينئذ.
ويستحب حث الصبيان على صيامه؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قال: أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار "مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم" قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" رواه البخاري (1690)، ومسلم (1136).
وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم : منها صلاة عاشوراء ، والاغتسال في هذا اليوم أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة. وإنما المستحب صومه .
ومن الأحاديث العاشورية الموضوعة المنتشرة :
1- ( من وسع على عياله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته ) : وهو مشهور جدا
انظر : كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2/572 وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم 1 / 111 وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني 1/601 و كتاب أسنى المطالب للحوت 1 / 292
قال حرب: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث ؟ فقال: لا أصل له وليس له إسناد يثبت. منهاج السنة (4/555)، وقال شيخ الإسلام: (حديث موضوع مكذوب) ا.هـ الفتاوى (25/300).
2- ( من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع و من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة و مرة ( قل هو الله أحد ) غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماضية و خمسين مستقبلة و بنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور و من سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين)
انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 150 و كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2 / 45 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي 1 / 184
3- (من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر و العصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي عشر مرات و قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات و ذلك البيت ... الخ )
انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 47 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 474 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 90
4- (صلاة الخصماء و هي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/111و كتاب القصاص و المذكرين للإمام ابن الجوزي 1 / 312
5- ( صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110
6- ( صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورةالإخلاص ثلاث مرات )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110
7- )من صام يومعاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد (
انظر : كتاب الموضوعات العلامة ابن الجوزي 2 / 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93
8- (من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك (
انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 96 وكتاب الآثار المرفوعة 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114
9- ( من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة )
انظر : كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ص 402 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/149 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/108
10- ( من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت (
انظر : وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113
11- (من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم)
انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114
12- ( من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه )
انظر : كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 306 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و 632 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 332
13- ( خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراءوملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه الله من النار يوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء)
انظر : كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1 / 266 وكتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعةالمرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149
وهناك غيرها الكثير الكثير
فهذا ما استطعت جمعه ، أسأل الله العلي القدير الفردوس الأعلى وما قرب منها من قول أو عمل
أخوكم في الله قصي حمدان
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في المنتدى ، حرصا مني عليكم لتتعرضوا لنفحات ربي ، أذكركم بيوم عاشوراء الذي سيحل علينا بعد يومين أو ثلاثة فلنستعد و لنعرف ماذا نفعل
شهر الله المحرّم هو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم : عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ." رواه البخاري 2958 و مسلم 1679
و لكن قبل أن أبدأ بيوم عاشوراء أنوه أنه على كل مسلم : أن لا يتكل على صيام هذا اليوم مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل " ا.هـ الجواب الكافي /13
مشروعية صيام شهر محرم : لما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فضل صيام شهر محرم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1163
وسبب صيام يوم عاشوراء : ما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قدم النبي – صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ( ما هذا ) ؟ قالوا: هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ) رواه البخاري (1900)
وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجباً؛ لحديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه" رواه مسلم (1136).
فضل صيام يوم عاشوراء : جاء في حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله" رواه أحمد (5/296)، ومسلم (1163).
كما يسن أن يُصام يوم قبله أو بعده : لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً" رواه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095) و صيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم – رحمه الله تعالى-: (مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم) ا.هـ زاد المعاد (2/75).
و إن وافق عاشوراء يوم الجمعة أو السبت فلا بأس بالصيام فيهما أو في أحدهما، لأن المنهي عنه هو إن وافق و إفراد الجمعة أو السبت بالصيام، لأجل أنه الجمعة أو السبت ، أما إذا كان للصيام فيهما سبب شرعي يقتضيه، كيوم عاشوراء، أو يوم عرفة، ونحوهما فلا نهي حينئذ.
ويستحب حث الصبيان على صيامه؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قال: أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار "مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم" قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" رواه البخاري (1690)، ومسلم (1136).
وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم : منها صلاة عاشوراء ، والاغتسال في هذا اليوم أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة. وإنما المستحب صومه .
ومن الأحاديث العاشورية الموضوعة المنتشرة :
1- ( من وسع على عياله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته ) : وهو مشهور جدا
انظر : كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2/572 وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم 1 / 111 وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني 1/601 و كتاب أسنى المطالب للحوت 1 / 292
قال حرب: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث ؟ فقال: لا أصل له وليس له إسناد يثبت. منهاج السنة (4/555)، وقال شيخ الإسلام: (حديث موضوع مكذوب) ا.هـ الفتاوى (25/300).
2- ( من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع و من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة و مرة ( قل هو الله أحد ) غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماضية و خمسين مستقبلة و بنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور و من سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين)
انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 150 و كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2 / 45 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي 1 / 184
3- (من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر و العصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي عشر مرات و قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات و ذلك البيت ... الخ )
انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 47 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 474 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 90
4- (صلاة الخصماء و هي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/111و كتاب القصاص و المذكرين للإمام ابن الجوزي 1 / 312
5- ( صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110
6- ( صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورةالإخلاص ثلاث مرات )
انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110
7- )من صام يومعاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد (
انظر : كتاب الموضوعات العلامة ابن الجوزي 2 / 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93
8- (من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك (
انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 96 وكتاب الآثار المرفوعة 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114
9- ( من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة )
انظر : كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ص 402 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/149 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/108
10- ( من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت (
انظر : وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113
11- (من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم)
انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114
12- ( من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه )
انظر : كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 306 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و 632 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 332
13- ( خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراءوملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه الله من النار يوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء)
انظر : كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1 / 266 وكتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعةالمرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149
وهناك غيرها الكثير الكثير
فهذا ما استطعت جمعه ، أسأل الله العلي القدير الفردوس الأعلى وما قرب منها من قول أو عمل
أخوكم في الله قصي حمدان