nanci taha
New Member
أحمل مصباحي في بياض النهار.. أبحث عن أخ.
. بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نعم، همزة وخاء تعني (أخ).
ف أخ كلمة ذات حرفين حلقيين يحتاج النطق بهما إلى جهد،
فليس التلفظ بهما سهلاً ميسوراً،
بل يحتاج إلى شيء من المكابدة
على قدر مكابدة الإحساس والميل إلى الأخ،
وهو بحرفيه الحلقيين يشعر بمدى الكدح إليه
، فلا غرور فهو العضد الذي يعين على متاعب الطريق
، وكأنك حين تقول: أخ، تستشعر معناه العاطفي استشعارً عميقاً.
والأخ يطلق على أخ الدم وأخ الدين،
فعندما تتوجع وتتأوه تتلفظ ب: أخ، كأنك تستدعيه تلهفاً
، فهو رمز لاستشعار شدة الشوق والحاجة الملحة
، ذاك أخ الدين والدعوة والطاعة، أخ في الله ولله.
أبحث عن أخ يأخذ بيدي ويقول:
اجلس بنا نؤمن ساعة، ويهمس في أذني أخي.
. إني أحبك في الله ، ويبتسم ابتسامة في طياتها الحب والصدق،
وأقول له أحبك الله الذي أحببتني فيه يا أخي، وبارك الله فيك،
وجزاك الله خيراً، بعدها أحس بنسمات عطر يأخذ الألباب
، ويسري في العروق، ولا تتحمل العين، فتذرف الدموع ثم يقول:
أخي نحن أقوى رابطة على وجه الأرض
، نحن نقف على منابر من نور إن شاء الله يغبطنا عليها الأنبياء والشهداء
، ونستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله إن شاء الله
. (حديث رواه الترمذي).
أبحث عن أخ.. يرفع التكلف..
ويترك حضيض الدينار والدرهم.
ويحسن في ذات الإله إذا رأى *** مضيماً لأهل الحق لا يسأم البلا
وإخوانه الأدنون كل موفق *** بصير بأمر الله يسمو إلى العلا
يذكرني بالآخرة كما قال الحسن البصري:
"إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا.
. وإخواناً يذكروننا بالآخرة".
أخٌ اتخذ الإيثار شعاراً: ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة))
الأخٌ يقبل عليّ، ويسدد خللي، ويعفو عن زللي، يألف ويؤلف
، إذا اشتكيت اشتكى، وإذا بكيت بكى، يحزن لحزني ويفرح لفرحي
: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجس
د إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) رواه البخاري.
روائح نسيم المحبة تفوح منه *** كأن الدنيا تتسع لما أراه
روى عن الأثرم أنه قال:
دخل اليزيدي يوماً على الخليل بن أحمد وهو جالس على وسادة
، فأوسع له، فجلس مع اليزيدي على وسادته، فقال له اليزيدي
: أحسبني قد ضيقت عليك؟ فقال الخليل:
ما ضاق مكان على اثنين متحابين والدنيا
لا تسع اثنين متباغضين (نزهة الألباب).
أبحث عن أخ هو مرآة لي، إن رأى مني ما لا يعجب
ه سددّني وقوّمني وحاطني في السر والعلاني
ة بدل التعاتب بالتغافر، ولم يسلك طريق التناف
ر كلما صافحته، قال لي: رب اغفر لي ولأخي هذا.
خصاله وأفعاله:
أبحث عن أخ.. يكف لسانه إلا بخير..
فلا يذكر إخوانه بعيب ولا يعاتبهم، ولا يسخر منهم، ولا يلمزهم،
يستر عيوبهم ودائماً يدعوهم بأحب الأسماء إليهم،
وإذا جن المساء عليه رفع يديه،
واستحضر صور من يعرف من إخوانه في ذهنه،
ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرف منهم،
ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء:
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك،
والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك،
وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وآدم ودها،
واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو،
واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك،
وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير
(من مقال لمصطفى عبد الجليل الحباب بتصرف).
أبحث عن أخ.. يداه بالخير
تان،
ولسانه رطب بذكر الله، إن أشار إليه بنان بسب أو شتم احتسب،
وكان منه الصفح والغفران، بابه مفتوح، وماله مبذول،
من يذهب إليه طلبه مجاب قبل أن يبدأ بالسؤال، هو الذي قيل فيه:
"رب أخ لك لم تلده أمك"، تحس منه حسن الخلق والرحمة والتواضع،
وخشوع النظرة، وحسن اللقاء، والاستماع، ورقة الابتسامة،
وحب دعوته، وأدب كلمته، وتضحية لإخوته، يشغل تفكيري،
ويملك جوارحي، حتى أني لا أطيق أن أبتعد
عنه ساعة من نهار أو ليل، فهو كنز غال..
أفتش وأبحث عن أخ هو كالشمعة المضيئة التي تحترق لتنير غيرها
بهدوء تام دون أن يحدث ضوضاء حولها، ويعيش لإخوانه ودعوته،
وتبدوا الحياة طويلة وعميقة، والعمر يتضاعف
بقدر الإحساس بالأخوة، فما أسعد الإنسان الذي تعطف عليه الحياة،
وتمنحه مثل هذا الأخ الذي لم تلده أمه:
أخي في فؤادي وفي مسمعي *** وفي خاطري أنت والأضلع
أخي في حناياك يجري هواي *** وروحك في الكون تسري معي
أخي إن بسمت فعن مبسمي *** وأن أنت نُحت فمن أدمعي
أخ إن تراءى لعيني الصباح *** تبينت نورك في المطلع
أخي أنا أنت فمن منهل *** سقينا الحياة ومن مشرع
أخي أنا أنت فآمالنا *** وآلامنا فيض من منبع
أخي نغم أنت يحلو به *** فمي ويهش له مسمعي
===============================
ف أخ كلمة ذات حرفين حلقيين يحتاج النطق بهما إلى جهد،
فليس التلفظ بهما سهلاً ميسوراً،
بل يحتاج إلى شيء من المكابدة
على قدر مكابدة الإحساس والميل إلى الأخ،
وهو بحرفيه الحلقيين يشعر بمدى الكدح إليه
، فلا غرور فهو العضد الذي يعين على متاعب الطريق
، وكأنك حين تقول: أخ، تستشعر معناه العاطفي استشعارً عميقاً.
والأخ يطلق على أخ الدم وأخ الدين،
فعندما تتوجع وتتأوه تتلفظ ب: أخ، كأنك تستدعيه تلهفاً
، فهو رمز لاستشعار شدة الشوق والحاجة الملحة
، ذاك أخ الدين والدعوة والطاعة، أخ في الله ولله.
أبحث عن أخ يأخذ بيدي ويقول:
اجلس بنا نؤمن ساعة، ويهمس في أذني أخي.
. إني أحبك في الله ، ويبتسم ابتسامة في طياتها الحب والصدق،
وأقول له أحبك الله الذي أحببتني فيه يا أخي، وبارك الله فيك،
وجزاك الله خيراً، بعدها أحس بنسمات عطر يأخذ الألباب
، ويسري في العروق، ولا تتحمل العين، فتذرف الدموع ثم يقول:
أخي نحن أقوى رابطة على وجه الأرض
، نحن نقف على منابر من نور إن شاء الله يغبطنا عليها الأنبياء والشهداء
، ونستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله إن شاء الله
. (حديث رواه الترمذي).
أبحث عن أخ.. يرفع التكلف..
ويترك حضيض الدينار والدرهم.
ويحسن في ذات الإله إذا رأى *** مضيماً لأهل الحق لا يسأم البلا
وإخوانه الأدنون كل موفق *** بصير بأمر الله يسمو إلى العلا
يذكرني بالآخرة كما قال الحسن البصري:
"إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا.
. وإخواناً يذكروننا بالآخرة".
أخٌ اتخذ الإيثار شعاراً: ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة))
الأخٌ يقبل عليّ، ويسدد خللي، ويعفو عن زللي، يألف ويؤلف
، إذا اشتكيت اشتكى، وإذا بكيت بكى، يحزن لحزني ويفرح لفرحي
: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجس
د إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) رواه البخاري.
روائح نسيم المحبة تفوح منه *** كأن الدنيا تتسع لما أراه
روى عن الأثرم أنه قال:
دخل اليزيدي يوماً على الخليل بن أحمد وهو جالس على وسادة
، فأوسع له، فجلس مع اليزيدي على وسادته، فقال له اليزيدي
: أحسبني قد ضيقت عليك؟ فقال الخليل:
ما ضاق مكان على اثنين متحابين والدنيا
لا تسع اثنين متباغضين (نزهة الألباب).
أبحث عن أخ هو مرآة لي، إن رأى مني ما لا يعجب
ه سددّني وقوّمني وحاطني في السر والعلاني
ة بدل التعاتب بالتغافر، ولم يسلك طريق التناف
ر كلما صافحته، قال لي: رب اغفر لي ولأخي هذا.
خصاله وأفعاله:
أبحث عن أخ.. يكف لسانه إلا بخير..
فلا يذكر إخوانه بعيب ولا يعاتبهم، ولا يسخر منهم، ولا يلمزهم،
يستر عيوبهم ودائماً يدعوهم بأحب الأسماء إليهم،
وإذا جن المساء عليه رفع يديه،
واستحضر صور من يعرف من إخوانه في ذهنه،
ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرف منهم،
ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء:
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك،
والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك،
وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وآدم ودها،
واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو،
واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك،
وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير
(من مقال لمصطفى عبد الجليل الحباب بتصرف).
أبحث عن أخ.. يداه بالخير
ولسانه رطب بذكر الله، إن أشار إليه بنان بسب أو شتم احتسب،
وكان منه الصفح والغفران، بابه مفتوح، وماله مبذول،
من يذهب إليه طلبه مجاب قبل أن يبدأ بالسؤال، هو الذي قيل فيه:
"رب أخ لك لم تلده أمك"، تحس منه حسن الخلق والرحمة والتواضع،
وخشوع النظرة، وحسن اللقاء، والاستماع، ورقة الابتسامة،
وحب دعوته، وأدب كلمته، وتضحية لإخوته، يشغل تفكيري،
ويملك جوارحي، حتى أني لا أطيق أن أبتعد
عنه ساعة من نهار أو ليل، فهو كنز غال..
أفتش وأبحث عن أخ هو كالشمعة المضيئة التي تحترق لتنير غيرها
بهدوء تام دون أن يحدث ضوضاء حولها، ويعيش لإخوانه ودعوته،
وتبدوا الحياة طويلة وعميقة، والعمر يتضاعف
بقدر الإحساس بالأخوة، فما أسعد الإنسان الذي تعطف عليه الحياة،
وتمنحه مثل هذا الأخ الذي لم تلده أمه:
أخي في فؤادي وفي مسمعي *** وفي خاطري أنت والأضلع
أخي في حناياك يجري هواي *** وروحك في الكون تسري معي
أخي إن بسمت فعن مبسمي *** وأن أنت نُحت فمن أدمعي
أخ إن تراءى لعيني الصباح *** تبينت نورك في المطلع
أخي أنا أنت فمن منهل *** سقينا الحياة ومن مشرع
أخي أنا أنت فآمالنا *** وآلامنا فيض من منبع
أخي نغم أنت يحلو به *** فمي ويهش له مسمعي
===============================
اسأل الله ان يرزقني وإياكم هذه الأخوة
وأن يشفع كل منّا في بعض (كل محب يشفع لأخيه في الله) يوم القيامة.
تحياتي