nanci taha
New Member
>
> أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين
>
> قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس
> إلى التفاصيل
>
>
> كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في
>
> الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس
>
> كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره
>
> كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني
>
> بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا
>
> لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة
>
> السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد
>
> البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية
>
> من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد
>
> فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة
>
> البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه
>
> الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين
>
> المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه
>
> منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من
>
> هذا المنظر المؤثر
>
> ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت
>
> ؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه
>
> ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم
>
> التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني
>
> برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى
>
> غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته
>
> الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى
>
> المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟
>
> قال ببراءته : لا
>
> أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر
>
> إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود
>
> أبي
>
> قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس
>
> الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ
>
> ينظر إلى الأرض
>
> ويقول:
>
> أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) :
>
> ماما عند أخوالي !!!!!!
>
> قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟
>
> قال أيمن :
>
> من زمان .. من زمان !!
>
> قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟
>
> قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت
>
> وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !!
>
> هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة
>
> وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما
>
> استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟
>
> قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس
>
> أبوي !! وزوجته !!
>
> ثم استرسل في البكاء !!
>
> قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟
>
> قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو
>
> مرة تكفى ياأستاذ !!
>
> قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟
>
> قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!!
> قلت له : يا ياسر .
>
> زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !!
>
> قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم
>
> تسب أمي عندنا !!
> قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟
>
> قال : ما فيه أحد يتابعنا ..
> </b>> وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !!
> قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟
>
> قال : الخادمة ..
>
> وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !!
>
> وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !
>
> اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. !
>
> حاولت رفع معنوياته .
>
> فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !
>
> قال : أنا ما أبي منها شيء !
> قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة ..
>
> وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !
>
> قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .
>
> قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة
>
> التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور
>
> وسأعود إليكما بعد قليل
>
> خرجت من عندهما ..
>
> وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي ..
>
> ويقطع فؤادي !
>
> ما ذنب الصغيرين !؟
>
> ما الذي اقترفاه ؟
>
> حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !!
>
> أين الرحمة !؟
>
> أين الضمير !؟
>
> أين الدين !؟
>
> بل أين الإنسانية !؟
>
> قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !!
>
> جمعت المعلومات عنهما .
>
> وعن أسرة أمهما ..
>
> وعرفت أنها تسكن في الرياض !!
>
> سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟
>
> أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !!
>
> وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير ..
>
> قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .
>
> وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !!
>
> عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !!
>
> حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح ..
>
> فهو كثير الأسفار والترحال ..
>
> بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !!
>
> استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي
>
> وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك ..
>
> ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك ..
>
> ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !!
>
> نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !
>
> قلت له : حتماً والدك يحبك ..
>
> ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه ..
>
> ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد
>
> الأسباب !!
>
> هزَّ رأسه موافقاً !!
>
> قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك ..
>
> اجتهد في ذلك !!
> قال : أنا ودي أحل واجباتي .
>
> بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !!
>
> قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ
>
> قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني
>
> اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !!
>
> صدقوني ..
>
> كأني أقرأ قصة في كتاب !!
>
> أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
>
> قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل
>
> ما تستطيع من واجباتك !!
>
> رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !!
>
> قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !!
>
> هي أغلى مكافأة تتمناها !!
>
> نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !!
>
> قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!
>
> ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !!
>
> لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .
>
> ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها
>
> وهو يقول :
>
> تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !!
>
> قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد ..
>
> قال : أعدك !!
>
> بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .
>
> وساعدني في ذلك بقية المعلمين
>
> فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ .
>
> أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !!
>
> كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!!
>
> ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !!
>
> استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر ..
>
> فوافق ..
>
> اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .
>
> فردت امرأة كبيرة السن ..
>
> قلت لها : أم ياسر موجودة !!
> قالت : ومن يريدها ؟
> قلت : معلم ياسر !!
> قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره ..
>
> حسبي الله على اللي كان السبب ..
>
> حسبي الله على اللي حرمها منه !!
> هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !!
> قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !!
> جاءت أم ياسر المكلومة ..
>
> مسرعة ..
>
> حدثتني وهي تبكي !!
>
> قالت : أستاذ ..
>
> وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !!
> قلت : ياسر بخير .. وعافية ..
>
> وهو مشتاق لك !!
> قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !!
>
> قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك )
>
> ودي أسمع صوته وصوت أيمن ..
>
> أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !!
> لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!
>
> يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟
>
> قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار ..
>
> لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه ..
>
> شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره ..
>
> لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!!
>
> قالت : والده !! ( الله يسامحه ) ..
>
> كنت له نعم الزوجة .
>
> ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !!
>
> ثم قالت : المهم .
>
> ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!
>
> قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني ..
>
> لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !!
>
> قالت : أبشر !
>
> دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب ..
>
> قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !!
>
> لم ينبت ببنت شفه .
>
> أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي
>
> وقال : أمي .. أمي .. أمي ..
> تحول الحديث إلى بكاء !!
>
>
> تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده ..
>
> وشوقاً سكن قلبه !!
>
> حدثها .. خمسة عشر دقيقة !!
>
> أما أيمن ...
>
> فكان حديثها معه قصة أخرى ..
>
> كان بكاء وصراخ من الطرفين !!
>
> ثم أخذتُ السماعة منهما .
>
> وكأنني أقطع طرفاً من جسمي ..
>
> فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ..
>
> لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !!
>
> قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها !
>
> قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة
>
> مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية ..
>
> وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !!
>
> عاد الصغير .. فقبَّل يدي ..
>
> وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !!
>
> قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!
>
> مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن ..
>
> يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !!
>
> في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج
>
> فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه
>
> بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب
>
> ( السابع ) !!
>
> دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة ..
>
> وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك ..
>
> ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه ..
>
> وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه
>
> كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل ..
>
> كانت من عدة صفحات !!
>
> بعثتها .
>
> ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !!
>
> خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !!
>
> خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !!
>
> ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !!
>
> ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية
>
> بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !!
>
> في صبيحة يوم الثلاثاء ..
>
> قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً ..
>
> وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة
>
> والهندام !!
>
> أسرع إليَّ ياسر .
>
> وسلمت عليه ..
>
> وجذبني حتى يقبل رأسي !!
> وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !!
>
> ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير ..
>
> ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده ..
>
> ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !!
>
> أقبل الرجل فسلم عليّ ..
>
> وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !!
>
> أردت الحديث معه
>
> فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح ..
>
> يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي
>
> ( زوجتي ) !!
>
> نعم أنا الجاني والمجني عليه !!
>
> أنا الظالم والمظلوم !!
>
> فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !!
>
> بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن ..
>
> فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !!
>
> قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك
> قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!
> أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين
>
> قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس
> إلى التفاصيل
>
>
> كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في
>
> الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس
>
> كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره
>
> كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني
>
> بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا
>
> لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة
>
> السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد
>
> البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية
>
> من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد
>
> فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة
>
> البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه
>
> الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين
>
> المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه
>
> منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من
>
> هذا المنظر المؤثر
>
> ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت
>
> ؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه
>
> ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم
>
> التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني
>
> برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى
>
> غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته
>
> الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى
>
> المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟
>
> قال ببراءته : لا
>
> أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر
>
> إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود
>
> أبي
>
> قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس
>
> الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ
>
> ينظر إلى الأرض
>
> ويقول:
>
> أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) :
>
> ماما عند أخوالي !!!!!!
>
> قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟
>
> قال أيمن :
>
> من زمان .. من زمان !!
>
> قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟
>
> قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت
>
> وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !!
>
> هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة
>
> وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما
>
> استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟
>
> قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس
>
> أبوي !! وزوجته !!
>
> ثم استرسل في البكاء !!
>
> قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟
>
> قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو
>
> مرة تكفى ياأستاذ !!
>
> قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟
>
> قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!!
> قلت له : يا ياسر .
>
> زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !!
>
> قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم
>
> تسب أمي عندنا !!
> قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟
>
> قال : ما فيه أحد يتابعنا ..
> </b>> وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !!
> قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟
>
> قال : الخادمة ..
>
> وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !!
>
> وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !
>
> اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. !
>
> حاولت رفع معنوياته .
>
> فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !
>
> قال : أنا ما أبي منها شيء !
> قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة ..
>
> وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !
>
> قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .
>
> قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة
>
> التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور
>
> وسأعود إليكما بعد قليل
>
> خرجت من عندهما ..
>
> وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي ..
>
> ويقطع فؤادي !
>
> ما ذنب الصغيرين !؟
>
> ما الذي اقترفاه ؟
>
> حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !!
>
> أين الرحمة !؟
>
> أين الضمير !؟
>
> أين الدين !؟
>
> بل أين الإنسانية !؟
>
> قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !!
>
> جمعت المعلومات عنهما .
>
> وعن أسرة أمهما ..
>
> وعرفت أنها تسكن في الرياض !!
>
> سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟
>
> أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !!
>
> وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير ..
>
> قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .
>
> وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !!
>
> عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !!
>
> حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح ..
>
> فهو كثير الأسفار والترحال ..
>
> بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !!
>
> استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي
>
> وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك ..
>
> ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك ..
>
> ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !!
>
> نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !
>
> قلت له : حتماً والدك يحبك ..
>
> ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه ..
>
> ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد
>
> الأسباب !!
>
> هزَّ رأسه موافقاً !!
>
> قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك ..
>
> اجتهد في ذلك !!
> قال : أنا ودي أحل واجباتي .
>
> بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !!
>
> قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ
>
> قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني
>
> اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !!
>
> صدقوني ..
>
> كأني أقرأ قصة في كتاب !!
>
> أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
>
> قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل
>
> ما تستطيع من واجباتك !!
>
> رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !!
>
> قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !!
>
> هي أغلى مكافأة تتمناها !!
>
> نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !!
>
> قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!
>
> ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !!
>
> لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .
>
> ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها
>
> وهو يقول :
>
> تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !!
>
> قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد ..
>
> قال : أعدك !!
>
> بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .
>
> وساعدني في ذلك بقية المعلمين
>
> فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ .
>
> أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !!
>
> كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!!
>
> ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !!
>
> استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر ..
>
> فوافق ..
>
> اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .
>
> فردت امرأة كبيرة السن ..
>
> قلت لها : أم ياسر موجودة !!
> قالت : ومن يريدها ؟
> قلت : معلم ياسر !!
> قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره ..
>
> حسبي الله على اللي كان السبب ..
>
> حسبي الله على اللي حرمها منه !!
> هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !!
> قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !!
> جاءت أم ياسر المكلومة ..
>
> مسرعة ..
>
> حدثتني وهي تبكي !!
>
> قالت : أستاذ ..
>
> وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !!
> قلت : ياسر بخير .. وعافية ..
>
> وهو مشتاق لك !!
> قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !!
>
> قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك )
>
> ودي أسمع صوته وصوت أيمن ..
>
> أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !!
> لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!
>
> يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟
>
> قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار ..
>
> لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه ..
>
> شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره ..
>
> لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!!
>
> قالت : والده !! ( الله يسامحه ) ..
>
> كنت له نعم الزوجة .
>
> ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !!
>
> ثم قالت : المهم .
>
> ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!
>
> قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني ..
>
> لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !!
>
> قالت : أبشر !
>
> دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب ..
>
> قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !!
>
> لم ينبت ببنت شفه .
>
> أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي
>
> وقال : أمي .. أمي .. أمي ..
> تحول الحديث إلى بكاء !!
>
>
> تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده ..
>
> وشوقاً سكن قلبه !!
>
> حدثها .. خمسة عشر دقيقة !!
>
> أما أيمن ...
>
> فكان حديثها معه قصة أخرى ..
>
> كان بكاء وصراخ من الطرفين !!
>
> ثم أخذتُ السماعة منهما .
>
> وكأنني أقطع طرفاً من جسمي ..
>
> فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ..
>
> لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !!
>
> قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها !
>
> قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة
>
> مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية ..
>
> وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !!
>
> عاد الصغير .. فقبَّل يدي ..
>
> وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !!
>
> قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!
>
> مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن ..
>
> يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !!
>
> في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج
>
> فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه
>
> بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب
>
> ( السابع ) !!
>
> دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة ..
>
> وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك ..
>
> ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه ..
>
> وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه
>
> كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل ..
>
> كانت من عدة صفحات !!
>
> بعثتها .
>
> ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !!
>
> خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !!
>
> خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !!
>
> ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !!
>
> ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية
>
> بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !!
>
> في صبيحة يوم الثلاثاء ..
>
> قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً ..
>
> وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة
>
> والهندام !!
>
> أسرع إليَّ ياسر .
>
> وسلمت عليه ..
>
> وجذبني حتى يقبل رأسي !!
> وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !!
>
> ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير ..
>
> ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده ..
>
> ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !!
>
> أقبل الرجل فسلم عليّ ..
>
> وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !!
>
> أردت الحديث معه
>
> فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح ..
>
> يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي
>
> ( زوجتي ) !!
>
> نعم أنا الجاني والمجني عليه !!
>
> أنا الظالم والمظلوم !!
>
> فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !!
>
> بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن ..
>
> فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !!
>
> قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك
> قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!