طاقة مفقودة

nanci taha

New Member




تجد أحدهم فجأة، وقد فاضت كل عباراته بالأمل، والود، والمفردات التي لم تعتدها منه، وقبل أن تسعدك المفاجأة، ويفرحك التغيير الذي طرأ عليه،
تفاجأ أنه يريد منك شيئاً، أو أنه غيّر أسلوبه لسبب ما قد لا يكون متعلقاً بك أنت، ولكنه مرتبط بآخرين، أو بظروف طارئة، أو موقف سيبني
عليه ما يريد مستقبلاً!



هل تلومه؟


أم ترثي له بأن أصبحت مواقفه عبئاً عليه، وسلوكياته مرهونة بما يريد الآخر لا بما يريد هو؟
هي صورة لأشخاص في الغالب لا تريد أن نراها، وإن اعتقدوا هم أننا مغيبون عنها.
هي صورة قد يقدمها أحدنا دون أن يشعر أنها غير مرغوبة، وفي اعتقاده هو أنها سوف تترك أثراً إيجابياً لدى الآخرين، وبالتالي تكون
سلبياتها خادشة لكل ما هو ساكن واعتيادي!
فمثلاً يعتقد البعض - وبالذات السلبيون - أن تنفيذهم لكل ما يُطلب منهم قد يكون رائعاً، وفاتحاً لأبواب الأمكنة المغلقة لهم، يعتقدون
أن الانصياع بشكل كلي لطلبات الآخر، تواجد مطلق في سمائه، وتمدد لجذورهم داخل أراضيه.




يعتقدون أيضاً أن الاستجابة المفرطة، وفتح أفقهم للآخر كاملاً ليتجول فيه يعني الوصول إليه أحياناً، ويعني انعدام القدرة على مواجهته
أو رفض ما يريد، وفي كلتا الحالتين يقع هذا المستجيب في دائرة لا تمنحه إرادته، ولا تعطيه حقه في الرفض أو القبول، أو المواءمة
بين رغباته، ورغبات الآخرين، ومع ذلك يكابر ويجاهد من أجل أن يفتح كل الأبواب لغيره، ويُنجز لهم على حسابه!
مثل هؤلاء كثيراً ما يعجزون عن الالتقاء بأنفسهم، بل والكارثة أنهم لا يبحثون عنها، ولا يعنيهم في الأصل إن وجدوها، أم ظلت غائبة عنهم!
لا يعرفون ما يريدون، أو ما هي متطلباتهم الحقيقية، بعيداً عن متطلبات الآخر الذي يكون السعي مفرطاً دائماً لتحقيقها!



لا أعتقد أنهم وجدوا الوقت الكافي رغم اتساعه لديهم وكثرته لمناقشة أخطائهم، ومعرفة أسبابها، ومحاولة عدم تكرارها بدلاً من ممارسة
هذه الاعتذارات المتكررة للآخرين، والتي فقدت لونها ومعناها، وأصبحت ضمن سياق هذه الشخصية التي لا تعرف ماذا تريد؟
أو ماذا تبحث عنه؟
مثل هؤلاء أيضاً يعجزون عن تكوين تلك الجمل المفيدة والمختصرة للتعبير عن رأيهم، وإيصاله إلى الطرف الآخر، ويستغرقون زمناً
طويلاً في تفنيد وتفصيل ما يريدون، وهو في الأصل حق من حقوقهم، والأهم من ذلك أن هذا الشرح قد يسبقه طلب، أو رغبة الحديث
رغم أنهم ليسوا في حاجة ماسة إلى الاستئذان، لأن الحقوق الأساسية لا يتم طلبها بل أخذها على الفور!
تتألم وأنت تشاهده يعجز عن اتخاذ قرار بسيط، ويتهدج صوته، ويغيب تفكيره، وهو يحاول طرحه، وبالتالي يفقد كل ثقته بنفسه، وطاقته
وهو يحاول بجدية أن يفرضها!



هو يفقد كل شيء دون أن يعرف، يفقد ثقته بنفسه، يفقد النظرة المحترمة في عيون الآخرين، يكرّس صورته السلبية التي تقوم على إحساسه
المستمر بالتقصير والذنب والتفكير المتكرر للاعتذار من الآخر!
لديه طاقة وقد تتجه بصورة إيجابية. لكن مع ذلك يحاول جاهداً دون أدنى تفكير تحويلها إلى منحنى سلبي وبائس من خلال تركيزه المطلق
على الآخر بعيداً عن نفسه - التي كثيراً ما يردد رغم أنه قد يقوم بأشياء طيبة أنه لم يفعل ما يستحق - لأنه اعتاد على فقدان التوازن
من أجل إرضاء غيره، وحتى هذه لم يحققها!​
 


الله يعطيك العافيه
دمتِ متالقة مبدعة متميزية

/ / /
 


nsaayat81ece34181.gif

سلمت يدآإك ع ـلىآإ الطرح..
لـآآ ع ــدمنـآ تــمــيـــزك يـآآآآإرب..
لك آرق التحايا
 
عودة
أعلى