nanci taha
New Member
سواء علمت بذلك أم لم تعلم تتسرب من حياتك كمية هائلة من الثواني والدقائق المهدرةالتي تتراكم بطريقة مدهشة خلال العام ؛ فعشر دقائق تقضيها يوميا أمام إشارات المرور تساوي يومين ونصفا في العام . وساعتان تقضيهما أمام التلفاز يعني ضياع شهر من السنة . وأربع ساعات تقضيها في الحش بالمسؤولين يعني شهرين من الغيبة والنميمة ( والله .. كثيييير( !!
هذه الحسابات العجيبة طافت في رأسي بعد أن تأملت وجه رجل في الثمانين من عمره وسألت نفسي كيف قضى ما فات من أيامه ، وعلى ماذا توزعت اهتماماته ؟
فثمانون عاما تعني حياة طولها ( 700800 ) ساعة؛ وإذا افترضنا انه كان ينام بمعدل 8 ساعات في اليوم فهذا يعني أنه قضى 27 سنة تقريبا من عمره نائما . وإذا كان يعمل بمعدل 7 ساعات في اليوم فهذا يعني أنه عمل لمدة 19 سنة مع الأخذ بعين الاعتبار إجازته الأسبوعية والسنوية.
وباستعمال طرق مشابهة في الجمع والحساب تستطيع الخروج بنتائج عجيبة وغير متوقعة .. فالرجل المذكور مثلا قضى 8 سنوات وثلاثة أشهر في صلاة وتعبد ، واكثر من 6 سنوات ونصف في صيام رمضان ( بصرف النظر عن صيامه التطوعي ) .. وإذا كان يسوق سيارته بمعدل ساعة في اليوم فهذا يعني أنه قضى أكثر من 3 سنوات من عمره سائقا . أما على مائدة الطعام فيقضى أكثر من 7 سنوات آكلا وأكثر من ذلك إذا كان من أصحاب الشهية الكبيرة . أما في غرفة النوم ( .. وأقصد هنا .. غرفة النوم) فساعتان في الاسبوع تعني 347 يوما من حياته يقضيها في مسعى حثيث للإنجاب وحفظ النسل !!
أما في الحمام فيقضي 10 أشهر من عمره بين غسيل ووضوء وجلوس على المرحاض . أما المصاب بهوس الاستحمام فيقضي سنتين من عمره تحت الدش فقط !!
... أيضا يقضي الإنسان أكثر من خمس سنوات أمام شاشة التلفزيون ، في حين يستهلك المشي 3 سنوات خلال الثمانين عاما .. ويقضي الرجل قرابة الشهرين في حلاقة ذقنه وقرابة الستة أشهر لارتداء ملابسه والنظر لساعته لمدة ثلاثة أيام .. أما المرأة فتقضي ستة اشهر من عمرها في التبرج وعامين لارتداء الملابس والنظر الى المرآة ...
وخمس دقائق على الهاتف تسرق من عمر الرجل 3 أشهر و10 أيام .. أما بالنسبة للنساء فترتفع فترة الدردشة عبر الهاتف إلى ست سنوات ونصف !!
... ومن خلال هذه الحسابات (كلها) يتضح أن أعمالا وتصرفات كنا نعدها صغيرة تسرق من أعمارنا أوقاتا ثمينة أشبه بذرات الذهب التيتتساقط منا بلا توقف ..
ورغم اعترافي بأن كثيرا منها يدخل ضمن ممارسات يومية يصعب تجاهلها أو التخلص منها ؛ إلا أن التمعن فيها قد يفيدنا في اختصارها أو دمجها أو انجازها بطريقة أكثر فعالية ...
ولأنها أغلى من ذرات الذهبولأن الحياة بطبعها فرصة قصيرة تأتي أوقاتنا المهدرة ضمن أول ما نُسأل عنه يوم القيامة ...
"عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه " !
اضافة
الوقت أو الزمن ، مصطلح قديم وهو يدل على مرور الأحداث
في فترات معينة ، لذلك الذي يمر من هذا الزمن لا يمكن أن يعود.
نبّه القرآن الكريم إلى أهمية الوقت كثيراً في سياقات مختلفة وبصيغ متعددة منها الدهر، الحين
الآن، اليوم، الأجل، الأمد، السرمد، الأبد، الخلد، العصر… وغير ذلك من الألفاظ الدالة
على مصطلح الوقت. وتتمثل أهمية ومحورية مفهوم الزمن في الرؤية الإسلامية من خلال
عدة وجوه يمكن إجمال أهمها في:
أولاً: الوقت من أصول النعم: إن نعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى، ومن أَجَلِّها نعمة الوقت
، فالوقت هو "عمر الحياة، وميدان وجود الإنسان، وساحة ظله وبقائه ونفعه وانتفاعه
وقد أشار القرآن إلى عِظمِ هذا الأصل في أصول النعم، وألمح إلى عُلوّ مقداره على غيره
فجاءت آيات كثيرة ترشد إلى قيمة الزمن ورفيع قدره وكبير أثره
يقول الله عز وجل في معرض الامتنان وبيان عظيم فضله على الإنسان في سورة إبراهيم:
"وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)"
فامتن سبحانه في جلائل نعمه بنعمة الليل والنهار، وهما الزمن الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه
ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته.
وقد أكدت السنة المحمدية ما جاء في القرآن الكريم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس"2. ومعنى قوله: "كثير من الناس"، "
أي أن الذي يوفق لذلك قليل… فقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش
، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون"
هذه الحسابات العجيبة طافت في رأسي بعد أن تأملت وجه رجل في الثمانين من عمره وسألت نفسي كيف قضى ما فات من أيامه ، وعلى ماذا توزعت اهتماماته ؟
فثمانون عاما تعني حياة طولها ( 700800 ) ساعة؛ وإذا افترضنا انه كان ينام بمعدل 8 ساعات في اليوم فهذا يعني أنه قضى 27 سنة تقريبا من عمره نائما . وإذا كان يعمل بمعدل 7 ساعات في اليوم فهذا يعني أنه عمل لمدة 19 سنة مع الأخذ بعين الاعتبار إجازته الأسبوعية والسنوية.
وباستعمال طرق مشابهة في الجمع والحساب تستطيع الخروج بنتائج عجيبة وغير متوقعة .. فالرجل المذكور مثلا قضى 8 سنوات وثلاثة أشهر في صلاة وتعبد ، واكثر من 6 سنوات ونصف في صيام رمضان ( بصرف النظر عن صيامه التطوعي ) .. وإذا كان يسوق سيارته بمعدل ساعة في اليوم فهذا يعني أنه قضى أكثر من 3 سنوات من عمره سائقا . أما على مائدة الطعام فيقضى أكثر من 7 سنوات آكلا وأكثر من ذلك إذا كان من أصحاب الشهية الكبيرة . أما في غرفة النوم ( .. وأقصد هنا .. غرفة النوم) فساعتان في الاسبوع تعني 347 يوما من حياته يقضيها في مسعى حثيث للإنجاب وحفظ النسل !!
أما في الحمام فيقضي 10 أشهر من عمره بين غسيل ووضوء وجلوس على المرحاض . أما المصاب بهوس الاستحمام فيقضي سنتين من عمره تحت الدش فقط !!
... أيضا يقضي الإنسان أكثر من خمس سنوات أمام شاشة التلفزيون ، في حين يستهلك المشي 3 سنوات خلال الثمانين عاما .. ويقضي الرجل قرابة الشهرين في حلاقة ذقنه وقرابة الستة أشهر لارتداء ملابسه والنظر لساعته لمدة ثلاثة أيام .. أما المرأة فتقضي ستة اشهر من عمرها في التبرج وعامين لارتداء الملابس والنظر الى المرآة ...
وخمس دقائق على الهاتف تسرق من عمر الرجل 3 أشهر و10 أيام .. أما بالنسبة للنساء فترتفع فترة الدردشة عبر الهاتف إلى ست سنوات ونصف !!
... ومن خلال هذه الحسابات (كلها) يتضح أن أعمالا وتصرفات كنا نعدها صغيرة تسرق من أعمارنا أوقاتا ثمينة أشبه بذرات الذهب التيتتساقط منا بلا توقف ..
ورغم اعترافي بأن كثيرا منها يدخل ضمن ممارسات يومية يصعب تجاهلها أو التخلص منها ؛ إلا أن التمعن فيها قد يفيدنا في اختصارها أو دمجها أو انجازها بطريقة أكثر فعالية ...
ولأنها أغلى من ذرات الذهبولأن الحياة بطبعها فرصة قصيرة تأتي أوقاتنا المهدرة ضمن أول ما نُسأل عنه يوم القيامة ...
"عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه " !
اضافة
الوقت أو الزمن ، مصطلح قديم وهو يدل على مرور الأحداث
في فترات معينة ، لذلك الذي يمر من هذا الزمن لا يمكن أن يعود.
نبّه القرآن الكريم إلى أهمية الوقت كثيراً في سياقات مختلفة وبصيغ متعددة منها الدهر، الحين
الآن، اليوم، الأجل، الأمد، السرمد، الأبد، الخلد، العصر… وغير ذلك من الألفاظ الدالة
على مصطلح الوقت. وتتمثل أهمية ومحورية مفهوم الزمن في الرؤية الإسلامية من خلال
عدة وجوه يمكن إجمال أهمها في:
أولاً: الوقت من أصول النعم: إن نعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى، ومن أَجَلِّها نعمة الوقت
، فالوقت هو "عمر الحياة، وميدان وجود الإنسان، وساحة ظله وبقائه ونفعه وانتفاعه
وقد أشار القرآن إلى عِظمِ هذا الأصل في أصول النعم، وألمح إلى عُلوّ مقداره على غيره
فجاءت آيات كثيرة ترشد إلى قيمة الزمن ورفيع قدره وكبير أثره
يقول الله عز وجل في معرض الامتنان وبيان عظيم فضله على الإنسان في سورة إبراهيم:
"وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)"
فامتن سبحانه في جلائل نعمه بنعمة الليل والنهار، وهما الزمن الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه
ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته.
وقد أكدت السنة المحمدية ما جاء في القرآن الكريم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس"2. ومعنى قوله: "كثير من الناس"، "
أي أن الذي يوفق لذلك قليل… فقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش
، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون"