قصي حمدان
New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في المنتدى
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع كثرة ما رأيت من تذمر الداعي إذا تأخرت اجابته فيعترض على الله و هو لا يدري
فدرءا لهذه المشكلة و توضيحا للأمر كتبت هذا الموضوع
هل تريد أن يكون دعاؤك مستجابا ؟ و ما هي حكمة تأخير الاجابة ؟
1- لا تتعجل في الدعاء و اعلم أن لله حكمةً في تأخير الإجابة : و التعجل هو أن يدعو أحدكم ربه ويسأله أمراً ، ويظل يدعو ويدعو ويلهج بالدعاء ، ولكن لا يجد إجابة لدعائه ، فَيَكُفُّ حينئذٍ عن الدعاء وييأس من الإجابة ، وهذا هو عين ما نهى عنه رسول الله r : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ) .. ( رواه البخاري ( 11/140 ) ، ومسلم ( 17/51 ـ 52 ) ، وأبو داود ( 1484 ) ، والترمذي ( 3387 ) ، وابن ماجه ( 3853 ) ، وأحمد ( 2/487 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه )
2- استوف شروط الدعاء :
- استحضر قلبك عند الدعاء.
- كن أثناء الدعاء على يقين تام بالإجابة
- ادع ربك بخشوع و خضوع و تذلل .
3- طهر آفاتك .
4 – تب من ذنوبك توبة صادقة .
5- أطب مطعمك ( اجعله حلالا ) وقد ورد في الحديث : ( يا سعدُ ! أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .. وورد في الحديث الصحيح : ( ثم ذكر الرجل أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطمعه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذِيَ بالحرام. فأنى يستجاب لذلك ! ) ( رواه مسلم ( 7/100 ) ، والترمذي ( 2989 ) ، والإمام أحمد ( 2/328 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه ) . )
.. فعليك أن تنظف طرق الإجابة من أوساخ الذنوب ..
6- اعلم أن عدم إجابة الدعاء قد يكون سببه أن الله قد ادخر لك ثوابه وأجره في الآخرة ، أو صرف عنك من السوء مثله ؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله r قال : ( ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم ) فقال رجل من القوم: إذاً نُكْثِرُ ؟ قال : ( الله أكثر ) ( رواه الترمذي ( 3573 ) وصححه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، ورواه أحمد ( 3/18 ) . والحاكم في المستدرك ( 1/493 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال الحاكم : صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه ووافه الذهبي . ) . وفي روايةٍ للحاكم زيادةُ ( أو يدخر له من الأجر مثلها ) . ولعل ذلك أفضلُ لك أخي المسلم ؛ إذ إن ادخار الدعاء لك في الآخرة سيرفع درجاتك يوم القيامة ويُعْلي مراتبَك ، ويوميئذٍ ستفرح بذلك فرحاً عظيماً ، وتتمنى أن لو كان كل دعائك قد أدُّخِرَ لك أجرُه وثوابه في الآخرة .
7- اعلم أنه قد يكون في تأخير الإجابة ابتلاءٌ جديدٌ من الله لعبده يختبر به إيمانه ويمحصه به ؛ لأنه حينما تتأخر الإجابة يوسوس الشيطان للعبد ويقول له : الكرم واسع ، والبخل معدوم ؛ فما فائدة تأخير الإجابة ؟ إلى غير ذلك من وساوسه . فعلى العبد المؤمن ساعتَها أن يقاوم تلك الوساوس ويطردها عن نفسه بكل الوسائل ، وعليه أن يدرك ساعتها أنه لو لم يكن في تأخير الإجابة سِرٌّ سوى أن يبلو الله العبد بمحاربة عدو الله وعدوه إبليس ، لكفى في ذلك من حكمة ..
8- من حكمة تأخير الإجابة أن يدرك المسلم حقيقة هامة ، وهي أنه عبدٌ لله عز وجل ، وأن الله مالكٌ ، والمالك له حق التصرف فيما يملك بالمنع أو الإعطاء ؛ فإن أعطى فمن فضله وله المنة علينا ، وإن منع فبعَدلِه وله الحجة علينا.. وحتى تُدرِكَ أنك لست أجيراً تغضب حينما لا تُعْطى أجرَك . وحينما تتأخر الإجابة يتمحص الإيمان ، ويظهر الفارق بين المؤمنين حقاً وبين من سواهم ؛ فالمؤمن لا يتغير قلبه نحو ربه حينما تتأخر الإجابة ، بل تزداد عبوديته لله عز وجل .
9- ربما كان مَنْعُك من الإجابة سبباً لوقوفك على باب الله عز وجل ، والاستمرار في التضرع إليه واللجأ إليه ، وربما لو أعطاك ما تريد لانشغلت به عن ربك ومولاك وتركت السؤال والدعاء وهما مخ العبادة بذاتها .. وهذا هو حال أكثرنا ، بدليل أنه لولا هذه النازلة والبلاء ما رأيناك على باب اللجأ ـ على حد قول “ابن الجوزي” رحمه الله ـ ؛ فالبلاء المحض هو ما يشغلك عن الله ، أما الذي يقيمك بين يديه ففيه خيرك . وقد حكى “ابن الجوزي” عن “يحيى البكاء” : أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال : يا رب ! كم أدعوك ولا تجبيني ؟ فقال : يا يحيى ! إني أحب أن أسمع صوتك (صيد الخاطر لابن الجوزي : ص 86 .)
10 - أنه قد يكون في إجابتك حصولُ إثم أو زيادةُ ضررٍ لك في دينك أو فتنةٌ لك ، أو يكون الذي تطلبه من الدعاء ظاهرهُ الخير لك وحقيقته الشر عليك ـ وخاصة لمن يترك الأدعية المأثورة ويطلب من الله شيئاً محدوداً .
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أُسِرْتَ ، وإن أُسِرْتَ تَنَصَّرْتَ ..
11- إن لكل دعاءٍ قَدَراً وقَدْراً ؛ وليس من المعقول أن تدعوَ اليوم أن يقيم الله الخلافة الإسلامية الراشدة ثم تنتظر أن يحدث ذلك غداً ( مع أن الله قادر على ذلك و لكن ليتم سنة الكون ) ، فإن لهذه الدعوة العظيمة وهذا الحدث الخطير قَدَراً وقَدْراً وشروطاً وأسباباً ومقدماتٍ تتبعها نتائج وعملٌ كثير وبذل عظيم وتربية لجيل كامل يصنعه الله على عينه ، ويمكن له في الأرض تمكين هداية ورشاد .
تم والحمد لله رب العالمين
أخوتي في المنتدى
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع كثرة ما رأيت من تذمر الداعي إذا تأخرت اجابته فيعترض على الله و هو لا يدري
فدرءا لهذه المشكلة و توضيحا للأمر كتبت هذا الموضوع
هل تريد أن يكون دعاؤك مستجابا ؟ و ما هي حكمة تأخير الاجابة ؟
1- لا تتعجل في الدعاء و اعلم أن لله حكمةً في تأخير الإجابة : و التعجل هو أن يدعو أحدكم ربه ويسأله أمراً ، ويظل يدعو ويدعو ويلهج بالدعاء ، ولكن لا يجد إجابة لدعائه ، فَيَكُفُّ حينئذٍ عن الدعاء وييأس من الإجابة ، وهذا هو عين ما نهى عنه رسول الله r : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ) .. ( رواه البخاري ( 11/140 ) ، ومسلم ( 17/51 ـ 52 ) ، وأبو داود ( 1484 ) ، والترمذي ( 3387 ) ، وابن ماجه ( 3853 ) ، وأحمد ( 2/487 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه )
2- استوف شروط الدعاء :
- استحضر قلبك عند الدعاء.
- كن أثناء الدعاء على يقين تام بالإجابة
- ادع ربك بخشوع و خضوع و تذلل .
3- طهر آفاتك .
4 – تب من ذنوبك توبة صادقة .
5- أطب مطعمك ( اجعله حلالا ) وقد ورد في الحديث : ( يا سعدُ ! أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .. وورد في الحديث الصحيح : ( ثم ذكر الرجل أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطمعه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذِيَ بالحرام. فأنى يستجاب لذلك ! ) ( رواه مسلم ( 7/100 ) ، والترمذي ( 2989 ) ، والإمام أحمد ( 2/328 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه ) . )
.. فعليك أن تنظف طرق الإجابة من أوساخ الذنوب ..
6- اعلم أن عدم إجابة الدعاء قد يكون سببه أن الله قد ادخر لك ثوابه وأجره في الآخرة ، أو صرف عنك من السوء مثله ؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله r قال : ( ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم ) فقال رجل من القوم: إذاً نُكْثِرُ ؟ قال : ( الله أكثر ) ( رواه الترمذي ( 3573 ) وصححه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، ورواه أحمد ( 3/18 ) . والحاكم في المستدرك ( 1/493 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال الحاكم : صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه ووافه الذهبي . ) . وفي روايةٍ للحاكم زيادةُ ( أو يدخر له من الأجر مثلها ) . ولعل ذلك أفضلُ لك أخي المسلم ؛ إذ إن ادخار الدعاء لك في الآخرة سيرفع درجاتك يوم القيامة ويُعْلي مراتبَك ، ويوميئذٍ ستفرح بذلك فرحاً عظيماً ، وتتمنى أن لو كان كل دعائك قد أدُّخِرَ لك أجرُه وثوابه في الآخرة .
7- اعلم أنه قد يكون في تأخير الإجابة ابتلاءٌ جديدٌ من الله لعبده يختبر به إيمانه ويمحصه به ؛ لأنه حينما تتأخر الإجابة يوسوس الشيطان للعبد ويقول له : الكرم واسع ، والبخل معدوم ؛ فما فائدة تأخير الإجابة ؟ إلى غير ذلك من وساوسه . فعلى العبد المؤمن ساعتَها أن يقاوم تلك الوساوس ويطردها عن نفسه بكل الوسائل ، وعليه أن يدرك ساعتها أنه لو لم يكن في تأخير الإجابة سِرٌّ سوى أن يبلو الله العبد بمحاربة عدو الله وعدوه إبليس ، لكفى في ذلك من حكمة ..
8- من حكمة تأخير الإجابة أن يدرك المسلم حقيقة هامة ، وهي أنه عبدٌ لله عز وجل ، وأن الله مالكٌ ، والمالك له حق التصرف فيما يملك بالمنع أو الإعطاء ؛ فإن أعطى فمن فضله وله المنة علينا ، وإن منع فبعَدلِه وله الحجة علينا.. وحتى تُدرِكَ أنك لست أجيراً تغضب حينما لا تُعْطى أجرَك . وحينما تتأخر الإجابة يتمحص الإيمان ، ويظهر الفارق بين المؤمنين حقاً وبين من سواهم ؛ فالمؤمن لا يتغير قلبه نحو ربه حينما تتأخر الإجابة ، بل تزداد عبوديته لله عز وجل .
9- ربما كان مَنْعُك من الإجابة سبباً لوقوفك على باب الله عز وجل ، والاستمرار في التضرع إليه واللجأ إليه ، وربما لو أعطاك ما تريد لانشغلت به عن ربك ومولاك وتركت السؤال والدعاء وهما مخ العبادة بذاتها .. وهذا هو حال أكثرنا ، بدليل أنه لولا هذه النازلة والبلاء ما رأيناك على باب اللجأ ـ على حد قول “ابن الجوزي” رحمه الله ـ ؛ فالبلاء المحض هو ما يشغلك عن الله ، أما الذي يقيمك بين يديه ففيه خيرك . وقد حكى “ابن الجوزي” عن “يحيى البكاء” : أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال : يا رب ! كم أدعوك ولا تجبيني ؟ فقال : يا يحيى ! إني أحب أن أسمع صوتك (صيد الخاطر لابن الجوزي : ص 86 .)
10 - أنه قد يكون في إجابتك حصولُ إثم أو زيادةُ ضررٍ لك في دينك أو فتنةٌ لك ، أو يكون الذي تطلبه من الدعاء ظاهرهُ الخير لك وحقيقته الشر عليك ـ وخاصة لمن يترك الأدعية المأثورة ويطلب من الله شيئاً محدوداً .
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أُسِرْتَ ، وإن أُسِرْتَ تَنَصَّرْتَ ..
11- إن لكل دعاءٍ قَدَراً وقَدْراً ؛ وليس من المعقول أن تدعوَ اليوم أن يقيم الله الخلافة الإسلامية الراشدة ثم تنتظر أن يحدث ذلك غداً ( مع أن الله قادر على ذلك و لكن ليتم سنة الكون ) ، فإن لهذه الدعوة العظيمة وهذا الحدث الخطير قَدَراً وقَدْراً وشروطاً وأسباباً ومقدماتٍ تتبعها نتائج وعملٌ كثير وبذل عظيم وتربية لجيل كامل يصنعه الله على عينه ، ويمكن له في الأرض تمكين هداية ورشاد .
تم والحمد لله رب العالمين