دعِ الخلقَ للخالق

nanci taha

New Member



كان فيما يحكى قديماً أن رجلاً غريباً مر ببلدةٍ في طريقِ سفرة ، وعندما كان يسير وجد امرأةً جميلة بل أجمل من رأت عيناه ، ولم يستطع أن يرفع بصره عنها ومشى خلفها ووجدها تذهبُ الي السوق ، وهناك سأل الناسَ عنها وهل في هذه البلدة من هي أجمل منها، فأجابه الجميعُ بأنها أجمل من في البلدة .

فلما كان هذا الغريبُ غنياً قرّر بينه وبين نفسِه أن يبحثَ عن أصلها لكي يتقدم لها للزواج ، فسأل مرةً أخرى عنها فإذا به يُصدَم بأنها متزوجة ...!!


ولكن الشيطان لم يدعه فقرّر أن يرى هذا الزوج الذي منَّ اللهُ عليه بهذه الحسناء ، فسارَ وراءها حتى وجدَها تدخلُ في كوخٍ صغيرٍ فقير، وظلّ متوارياً عن الأنظار حتى يرى زوجها فإذا به يجدُ رجلاً دميمَ الخلقة، فقيراً ليس به ما يجذبُ النساءِ ....!!

انتظر مرةً اخرى حتى خرجت المرأةُ من بيتِها وظلّ يتبعها حتى وصلت إلى مكانٍ ليس به أحدٌ غيرهما

فاستوقفها قائلا : يا أختاهـ هل لي أن أتحدث معك في شيء ؟!

أجابت : إن كنتَ تريد خيراً فقل وإلا فلا.

قال : كيف لجميلةٍ مثلك أن تتزوج مثل هذا الرجل الفقير دميم الخلقة ....؟!!

نظرت إليه المراة وقالت في ثبات : يا عبد الله إنني وزوجي سعداء بما أنعم الله علينا من تقارب ورحمة ومودة ..

فانا لا أراه كما تقول ،

أما اذا سلّمتُ بما تقوله فلعله قد قام يوماً بعمل خيرٍ كثير وأراد الله سبحانة أن يكافئه على خيره وكنتُ أنا المكافأة ...


ولعلي قد قمتُ بعملٍ سيءٍ فأراد الله أن يعاقبني فكان هو العقاب


ثم سكتت وأكملت : يا عبدالله دع الخلق للخالق ولا تسأل لم أنعم الله علي أحد أو أبتلي أحدا فان الله أعلم بخلقه

دعِ الخلقَ للخالق

جملة كثيراً مانسمعها عند الحديث عن المنكرات
إن تحدث أحدٌ عن الفساد أو أراد أن ينصح قيل له : دع الخلق للخالق

المكان الفلاني يكثر فيه الفساد ولابد من وجود الهيئة ... دعوا الخلق للخالق !!

كثر التبرج والسفور علينا بالمناصحة ... دعوا الخلق للخالق !!

التحذير من مخالفات شرعية ... دعوا الخلق للخالق !!

والحقيقة أن الجملة مُستخدمة في غير محلها

فترك الخلق للخالق بعدم التطفل على حياتهم والتجسس عليهم أو البحث عن ما أنعم الله به عليهم ولماذا أنعم عليهم ...؟؟ ( مثلما وَرَد في القصة السابقة )

أما إن كانت المسألة تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم وتثقيف الناس بأمور دينهم التي ربما يجهلونها أو نسوها فـ يجب النصح وتغيير المنكر

لا ترك الخلق للخالق حتى لا تنتشر المعاصي أكثر وأكثر
 
عودة
أعلى