اعرف عدوك – د. محمد هداية

قصي حمدان

New Member
اعرف عدوك – د. محمد هداية
آيات سورة الأعراف محور حلقة اليوم: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17))
معرفة العدو أول خطوة للخروج على سلطان الشيطان ومفاتيح الخروج من سلطان الشيطان موجودة في القرآن الكريم. آيات سورة الحجر (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)) ذكرت لنا حقيقة ان الشيطان عدو للانسان وجاء فيها التكليف باتخاذ الشيطان عدواً فماذا نحتاج لأخذ الشيطان عدواً؟
قوله تعالى (إن الشيطان لكم عدو) هذا تقرير وقوله تعالى (فاتخذوه عدوا) هذا تكليف من الله تعالى للمسلم باتخاذ الشيطان عدواً. ولو أن الانسان العاصي استحضر العقوبة ساعة أراد فعل المعصية ما قدِم الى المعصية ولو تذكر الزاني مثلاً عقوبة الزنا وأنه يستتر من الناس جميعاً ولا يستتر من الله تعالى الذي سيقول له يوم القيامة: عبدي استحييت من الناس جميعاً ولم تستحي مني لماذا جعلتني أهون الناظرين اليك؟ لما أقدم على المعصية. تكليف الله تعالى للمسلمين باتخاذ الشيطان عدواً حتى يفكر في حيل الشيطان بالدخول للانسان وبهذا يتمكن الانسان من اغلاق البواب في وجه الشيطان بمفاتيح وأبواب كثيرة.
يعرض القرآن الكريم كل ما قاله الشيطان والمسألة تعود ان الانسان ينسى في لحظة أن هذا اغواء أو تزيين أو عمل من اعمال الشيطان فيقع في المعصية.
والتزيين أبوابه كثيرة وفي بعض الاحيان يشعر الانسان أن هذا التزيين هو حديث بينه وبين نفسه لا حوار بينه وبين الشيطان فكيف نميّز بين حوار النفس والحوار مع الشيطان؟
الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة التنفس أن النفس تصر على معصية بعينها أما الشيطان فيوسوس للانسان في كل مجال سرقة، زنا، يوسوس في الصلاة او في صيام أو غيرها من العبادات لأنه يريد لأي معصية.
التكليف من الله تعالى (فاتخذوه عدواً) تدل على عملية مقاومة وعمل شديد حتى يملّ الشيطان من الانسان ونتذكر قوله صلى الله عليه وسلم " قال نعم لكن الله أعانني عليه حتى أسلم " وقلنا سابقاً أن قوله صلى الله عليه وسلم (حتى أسلم) دليل على أنه عمل كثيراً معه حتى أسلم الشيطان وفي هذا توصيف لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للتكليف (فاتخذوه عدواً).
الشيطان من ابليس وهو القرين الموكل بالانسان ومع الشيطان نبحث عن المفاتيح أما اذا كانت النفس هي التي تأمر بالمعصية يجب أن أحولها من نفس أمارة بالسوء الى نفس لوّامة. قال تعالى (ونهى النفس عن الهوى) فما الهوى؟
الدين نزل من السماء بمنهج فما بالك اذا خلطنا بين الدين والديانة ويظهر أننا لم نفهم الفرق بين الدين والديانة فالدين واحد والديانات متعددة (اي الرسالات) ولا يجب أن نقول أديان لأن الدين واحد وهو الاسلام فاليهودية ديانة دينها الاسلام والمسيحية ديانة دينها الاسلام. ومن الناس من يقوم بصناعة منهج على هواه فلا يقوم لصلاة الصبح في وقتها وإنما يؤخرها للساعة التاسعة أو غيرها ولا يبدو عليه الندم لأنه نام عنها في وقتها وللأسف نجد الكثير من المسلمين يعملون منهجاً خاصاً بهم ولو أنهم سخّروا النفس للطاعة لأغلقوا منافذ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء. لو استيقظ الناس وقد فاتته صلاة الصبح في وقتها فشعر بالندم واستغفر ربه وصلّى عندما استيقظ ثم جاهد نفسه على الاستيقاظ في الايام التالية في وقت الصلاة لكان خيراً أما ما يحصل للأسف مع الكثيرين هو أنهم يحاولون تبرير عدم استيقاظهم للصلاة ويدافعون عن هذا الخطأ بقولهم لا بأس والله غفور رحيم وأنهم متعبون وغير ذلك من الأعذار ولو أنهم ندموا لكان خيراً لهم لأن الندم يستوجب التوبة والاستغفار ولو لم يندم هؤلاء فان تقصيرهم سيتكرر. وفي قوله تعالى في سورة الفجر (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)) ثم قوله تعالى (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)) في الحالتين جاء الرد من الله تعالى (كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)).
الآيات يتكرر فيها محاولة الشيطان التنصل من خطئه والتهمة (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر) وقال في آية أخرى (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) هذه الايات وقع بعض المفسرين لها في الخطأ في تفسير قوله تعالى (فإنك من المنظرين) ولم يقل الى يوم الوقت المعلوم في آيات سورة الاعراف وكأنه يظهر أن الله تعالى استجاب لطلب الشيطان بانظاره الى يوم يبعثون وهذا غير صحيح ونقول أنه يجب عند تفسير الآيات في سورة الأعراف أن نشير الى آيات سورة الحجر لأن القرآن كلٌ لا يتجزأ
في سورة الحجر استثنى الشيطان العباد المخلَصين وجاء الرد من الله تعالى بالاستثناء وتعديل الاستثناء (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) أي أن سلطان الشيطان سيكون على من اتبعه من الغاوين. والغاوون يأتون مقابل عباد الرحمن الذي جاء وصفهم في آيات سورة الفرقان. فالذي سيعبد الرحمن بمواصفات عباد الرحمن في سورة الفرقان يكون خارج وصف الغاوين والغاوين هم الذين سيقابلون الشيطان عند الصراط المستقيم (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) والغاوي هو الذي يريد الغواية بنفسه وليس من سلطان الشيطان عليه لاغوائه. وصفهم الله تعالى بأنهم غاوون وليس بسلطان الشيطان عليهم ولم ينتظروا أن يغويهم الشيطان (الا من اتبعك من الغاوين ) ولم تقل الآية ممن أغويتهم وهذا دليل على أن الله تعالى نسب الغواية لهم وليس للشيطان.
قال تعالى في سورة الأعراف (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) فهل سيقعد الشيطان عند كل انسان يبحث عن المنهج حتى يوقعه؟ وإذا عرفنا اين سيقعد الشيطان يمكن عندها أن نغلق ابواب دخوله للانسان للتزيين والاغواء.
البعض يفهم من كلمة (أغويتني) أن الله سبحانه وتعالى أغوى الشيطان فما هو الاغواء؟ وهل يقع بفعل فاعل أو يكون للشخص استعداد؟
آدم عليه السلام غوى بعد أن عصى بدليل الآية (فعصى آدم ربه فغوى) فالذي بدأ بالمعصية هو آدم والاغواء لا يأتي الا بعد المعصية حتى من الشيطان ولا تقع المعصية الا بعد أن يعش الشخص عن ذكر الرحمن (ومن يعش عن ذكر الرحمن تقيض له شيطاناً فهو له قرين). وبعض المفسرين قالوا أن معنى أغويتني أي أضللتني ولكن هذا خطأ فالمولى عز وجل بخِلقته للشيطان من نار دعاه الى الضلال فوافق الشيطان (دعوتني فاستجبت) والشيطان نفسه قال مثل هذا الكلام في الآية (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم) فالاغواء عموماً هو دعوة وليس إضلال. قوله تعالى (فبما أغويتني) أي لما دعوتني يا رب وجعلت خِلقتي على هذا النمط. الطاعة جاءت في أمر يحبّه وهو منفّذها أي جاءت المعصية على هواه. ونلاحظ أن الآيات مرة جاءت بلفظ (بما) لتبيّن السبب ومرة (فبما) بمعنى فبالسبب. وكل ما يحصل هو في الأصل في منتهى علم الله تعالى وحكمته سبحانه الذي لا يُسأل عما يفعل.
كان هناك أمر سجود مطلق والشيطان يعلم أن الله تعالى هو الذي أمره والله تعالى أمره بالسجود وهو سبحانه يعلم أن الشيطان لن يطيع الأمر والدنيا على مُراد الله تعالى ومن مراده تعالى أن يوجد شيطان ليس قاهراً وإنما يغوي هذا فيُضلّه ويحاول مع آخر فلا يوافقه.
الشيطان وضّح المكان الذي سيعمل فيه وهذا فضل من الله تعالى حتى نتنبّه (لأقعدن لهم صراطك المستقيم). في آية قال تعالى على لسان الشيطان (لأزينن) وفي آية أخرى شرح أين يكون التزيين (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) نحن نكرر (اهدنا الصراط المستقيم) في اليوم سبع عشرة مرة والشيطان سيحاول أن يبعدنا عن هذا الصراط المستقيم نحن لن نجد الشيطان في الخمّارات ودور القمار ولكن تجده في الصلاة والصيام والحج وسبق وتكلمنا كثيراً عن حججنا ولم نحج وصمنا ولم نصم وصلّنا وما صليّنا فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
(لأقعدنّ) هذا تصريح واضح من الشيطان الذي سيتربص بكل مسلم على الصراط المستقيم ويبدأ من الشهادة وكثيراً ما نسمع بعض المؤذنين يقول في الأذان (اشهد أن سيدنا محمدا رسول الله) وهذا لا يصح لأن الاذان توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن نزيد على الأذان ما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحصل هذا من محاولات الشيطان لابعاد المسلمين عن الصراط المستقيم وقد تبدو بعض الامور صغيرة ولا يرى فيها فاعلوها ضرراً ولكن علينا أن نذكر أن معظم النار من مستصغر الشرّ. أول الصراط المستقيم هو الشهادة ثم الصلاة والزكاة والصيام والحج. الشيطان كما قلنا دلّ على المكان الذي يبدأ عمله منه وهو مكان الطاعات. الطاعات تبدأ صعبة مع الانسان لأن الشيطان يبدأ من هذه المرحلة.
المولى تعالى يبيّن أن الشيطان يقعد عند الصراط المستقيم لماذا وُصِف هذا الفعل (لأقعدنّ) فما معناه وما معنى أن يقعد الشيطان للمؤمنين عند هذا المكان؟
الشيطان يعلم ماذا يفعل. حالات القيام بعمل إما أن تقوم على أداء المهمة وإما تقعد على أداء المهمة وإما ترتخي وتضطجع على مهمة (قيام، قعود، اضطجاع) اختار لفظ القعود لأنها أكثر راحة له للقيام بالمهمة لا يريد القيام حتى لا يتعب ولا يريد الاضطجاع حتى حتى لا يتكاسل ففي حالة القعود لا يكون الانسان لا مجهداً ولا متكاسلاً فاختار تعالى لفظ (لأقعدن) وحالة القعود ليبيّن كم يعلم الشيطان عمله فهو عندما يقعد يعمل وهو مرتاح ونحن في لغتنا اليومية نستعمل هذا التعبير ولهذا اختار أحسن وضع يؤدي فيه مهمة الاغواء وهو مرتاح.
قال تعالى (خُذ الكتاب بقوة) هل يدل هذا على أنه حتى نصل يجب أن نعمل بضمير وأمانة؟
الأخذ يكون بقوة وتوصيف القوة للأخذ لأن الكتاب يستحق هذا والكتاب قوي وعندما تأخذه تأخذه بقوة أي تتحرى الألفاظ والمعاني وتتدبر المعاني والتدبر هو الأخذ بالقوة.
(لأقعدنّ لهم) ترصد كل واحد له واحد مكلّف، (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) من هذه الآية نلاحظ أن الشيطان يأتي من أربع جهات (يمين وشمال) (أمام وخلف) وترك جهتين (فوق وتحت) فلماذا تركت هاتان الجهتان؟
جهة الفوقية حرسها الله تعالى لتطمئن وأنت تدعوه وجهة التحتية حرسها الله تعالى لك بقيامك وركوعك وسجودك. الذي يسرح في الصلاة يكون العيب منه وليس من الشيطان بدليل هذه الآية والجهات التي حرسها الله تعالى من الشيطان فكما قلنا التحتية جهة حرسها الله تعالى فلا يقربها الشيطان ولهذا لم تُذكر هاتات الجهتان مع الجهات الأخرى التي وردت في الآية. والتحتية تبدأ الصلاة قائماً ثم تركع ثم تسجد وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فمنع الله تعالى الشيطان من هذه الجهة ولو انتبه الانسان على هاتين الجهتين يقفل بذلك الأبواب على الشيطان.
من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم (وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي) فهل لهذا معنى مرتبط بما نقول؟
كان دعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم الأساسي (اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا) عندما تأتي المصيبة في الدنيا يجب أن نهتم لها إن كنا مسلمين حقيقين أما أن تأتي المصيبة في الدين فهذه مصيبة. أكبر مصيبة في الدنيا هي الموت وإذا كان الميت من الصالحين علينا أن لا نحزن لأنه ينتقل من جوار الدنيا الى جوار الحقّ. أبو بكر الصديق وبلال رضي الله عنهما ساعة الموت كان أهلهم يبكون حزناً على فراقهم فقال أبو بكر (لا كرباه على أبيك بعد اليوم غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه) وكلك قال بلال (لا تقولي واكرباه قولي وا فرحتاه غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه). وعندما حضرت السيدة فاطمة في مرض أبيها صلى الله عليه وسلم همس في أذنها مرة فبكت ثم ثانية فتبسمت وعندما سُئلت قالت أنه في المرة الأولى أخبرها أنه سيموت فبكت ثم أخبرها أنها أول من تلحق به من أهله فتبسمت لأن المصيبة في الدنيا مقدور عليها أما أن تكون في الدين.
الرجل الذي يموت أعماله سرٌ بينه وبين ربه لكن عندما أعلم أن فلاناً كان يصلي ويصوم ويحج وكان تواباً فهل أحزن إذا علمت بوفاته؟ حزني عليه يكون حزن فراق فقط. ولهذا نقول ونشدد أن الصلاة محورية جداً ولو صلُحت الصلاة صلُح الدين وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة والذي يصلي هو محروس ويقفل على الشيطان جهتين منهما تقفل باقي الجهات.
والدعاء هو العبادة وهذه تدل على الفوقية وعندما يدعو الانسان يكون مطمئناً أن الشيطان ليس في هذه الجهة الفوقية.
نسأل الله تعالى كما علّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا) وهذا فضل من الله تعالى أن يمرض الانسان لأنه بذلك يستدرك نفسه قبل وفاته فيتوب ويعوّض ما فاته من تقصير وعلى المريض أن يجتهد وعلى المريض أن يحمد الله تعالى لأن مرضه هذا موت بإنذار. ومن الانذارات بالموت المشيب والمرض ومت الناس حولنا كلها من الانذارات حتى يستدرك العبد نفسه.
قال تعالى (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) باستعمال (من) لأن المجيء بـ (من) يأتي بقرب وتلاصق وجاءت (من) للجهة التي ليس فيها أحد، أما قوله تعالى (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ) باستعمال (عن) تعني يأتي بجفاء مرتقب وجاءت (عن) للجهة التي فيها ملك عن اليمين ملك وعن الشمال ملك فيأتي الملك عن حذر كما في قوله (عن اليمين وعن الشمال قعيد) لأن الملك قاعد ويعرف ان الشيطان سيأتي من هذه الجهة. فالانسان عنده جهتين مقفولتين حرسهما الله تعالى من الشيطان فعلينا أن نُغلق عليه باقي الجهات ونفتح باب الحسنات ونغلق باب السيئات.
منقول من موقع اسلاميات
 
اللهم اغفر لعبدك قصى انه يدعو الى دينك و اغفرلنا يارب و اجعل هذا العمل في ميزان حسناته و اجعلنا من المؤمنين الطائعين أمين و الحمد لله رب العالمين.
 
اللهم اغفر لعبدك قصى انه يدعو الى دينك و اغفرلنا يارب و اجعل هذا العمل في ميزان حسناته و اجعلنا من المؤمنين الطائعين أمين و الحمد لله رب العالمين.
اللهم امين يارب العالمين
اشكر مجهودك اخي قصي الاكثر من رائع في نشر الدعوة الاسلامية
ويارب تكون منارة من منارات الخير دائما وابدا
تحيتي
دمت بود
 
اللهم اغفر لعبدك قصى انه يدعو الى دينك و اغفرلنا يارب و اجعل هذا العمل في ميزان حسناته و اجعلنا من المؤمنين الطائعين أمين و الحمد لله رب العالمين.
اللهم آمين و لكم يا أخي / أخوتي
مشكور أخي الغالي على حسن متابعتك و تشجيعك لي و أرجو من الله أن أكون عند حسن ظنكم
 
اللهم اغفر لعبدك قصى انه يدعو الى دينك و اغفرلنا يارب و اجعل هذا العمل في ميزان حسناته و اجعلنا من المؤمنين الطائعين أمين و الحمد لله رب العالمين.
اللهم امين يارب العالمين
اشكر مجهودك اخي قصي الاكثر من رائع في نشر الدعوة الاسلامية
ويارب تكون منارة من منارات الخير دائما وابدا
تحيتي
دمت بود
مشكورة يا أختي الكريمة
اللهم آمين لنا و لكم و لجميع المسلمين
أسأل الله تعالى أن يحرر لنا قدسنا الشريف من دنس و نجس المشركين آمين آمين آمين
 
عودة
أعلى