●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
المعروف بين الجمهور أنّ السلف الصالح هم الأشاعرة والماتريدية أُصولا، والمذاهب الأربعـة ـ أعني الأحناف، والمالكية، والشوافع، والحنابلة ـ فروعاً، وآراؤهم وفتاواهم معروفة ومدوّنة في مصادرهم وليس فيها ما يوافق آراء الوهّابية والسلفية.
وكذا بقيّة المذاهب المنقرضة كمذهب الحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وداود الظاهري، وابن جرير الطبري، وغيرهم.
وحتّى الصحابة والتابعون فإنّ رواياتهم وآثارهم منقولة ومدوّنة، ولا نرى فيها أثراً لما يدّعيه الوهّابية أو السلفية، نعم هناك منهم من ادّعى بأنّهم على مذهب أحمد بن حنبل، إلاّ أنّه ليس بصحيح، لأنّ الحنابلة أنكروا ذلك وردّوا عليهم، منهم:
____________
الشيخ سليمان بن عبد الوهّاب الحنبلي، أخو محمّد بن عبد الوهّاب، له كتاب " الصواعق الإلهية في الردّ على الوهّابية " وهو مطبوع.
والشيخ عبد القدّومي النابلسي في " رحلته ".
والشيخ عفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي، له كتاب " الصواعق والرعود ".
والعلاّمة محمّد بن عبد الرحمن بن عفالق الحنبلي، له كتاب " تهكّم المقلّدين بمن ادّعى تجديد الدين ".
والشيخ حسن الشطّي، له رسالة في الردّ عليهم.
وعبد المحسن الأشيقري الحنبلي، له مؤلف في الردّ على الوهابية.
والشيخ مصطفى بن أحمد بن حسن الشطّي الحنبلي، له كتاب " النقول الشرعية في الردّ على الوهّابية ".
فضلا عن عشرات الردود من بقيّة علماء المذاهب الأُخرى.
علماً بأنّ علماء الكلام والملل والنحل حدّدوا بأنّ أُصول الفرق الإسلامية تعود إلى أربع فرق، وهي: 1 ـ المعتزلة، 2 ـ الخوارج، 3 ـ المرجئة أو الصفاتية، 4 ـ الشيعة.
ولا ندري أيّ عنوان من هذه العناوين ينطوي تحته لواء السلفية؟ نعم، نرى لهـم اهتمـامـاً واضحـاً بآراء ومصـنّفـات ابن خزيمة النيسابوري ـ صاحب كتاب " التوحيد " والذي يسمّيه الرازي كتاب الشرك لما فيه من تجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوقين ـ، وعثمان بن سعيد الدارمي ـ صاحب كتابي " الردّ على الجهمية " و" النقض على بشر المريسي " ـ، وكان ابن تيمية يوصي بكتابي الدارمي هذين أشدّ الوصية ويعظمهما جداً، ولذا تصدّى له أغلب فقهاء عصره وأفتوا بابتداعه وضلاله، وحوكم على ذلك وسجن أكثر
من مـرّة حتّى مات في السجن، ثمّ تلميذه وتوْلبه ابن القيّم الجوزية، فإذا كانوا يقصدون بالسلف الصالح هؤلاء؟ فلا خير ولا فلاح بهذا السلف.
قال العلاّمة شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري: لا يوجد في كتب علماء أهل السُنّة والجماعة عبارة (السلفية) و (مذهب السلفية) ، ومثل هذه الأسماء ابتدعت من طرق الوهّابيّين واللامذهبيّين(1) .
وتحت عنوان (التمذهب بالسلفية بدعة لم تكن من قبل) ، قال محمّد سعيد رمضان البوطي وهو من كبار علماء الشام في كتابه " السلفية مرحلـة زمنيـة مباركـة لا مذهب إسلامي ": إذا عرف المسلم نفسـه بأنّه ينتمي إلى ذلك المذهب الذي يسمّى اليـوم بـالسلفية فـلا ريب أنّـه مبتدع(2) .
وقال: إنّ من الخطأ بمكان أن نعمد إلى كلمة (السلف) فنصوغ منها مصطلحاً جديداً طارئاً على تاريخ الشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي ألا وهو (السلفية) فنجعله عنواناً مميزاً تندرج تحته فئة معينة من المسلمين تتّخذ لنفسها من معنى هذا العنوان وحده مفهوماً معيناً، وتعتمد فيه على فلسفة متميزة بحيث تغدو هذه الفئة بموجب ذلك، جماعة إسلامية جديدة في قائمة جماعات المسلمين المتكاثرة والمتعارضة بشكل مؤسف في هذا العصر، تمتاز عن بقيّة المسلمين بأفكارها وميولها، بل تختلف عنهم حتّى بمزاجها النفسي ومقاييسها الأخلاقية كما هو الواقع اليوم فعلا.
بل إنّنا لا نعدو الحقيقة إن قلنا: إنّ اختراع هذا المصطلح بمضامينه الجديدة التي أشرنا إليها بدعة طارئة في الدين لم يعرفها السلف الصالح
وكذا بقيّة المذاهب المنقرضة كمذهب الحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وداود الظاهري، وابن جرير الطبري، وغيرهم.
وحتّى الصحابة والتابعون فإنّ رواياتهم وآثارهم منقولة ومدوّنة، ولا نرى فيها أثراً لما يدّعيه الوهّابية أو السلفية، نعم هناك منهم من ادّعى بأنّهم على مذهب أحمد بن حنبل، إلاّ أنّه ليس بصحيح، لأنّ الحنابلة أنكروا ذلك وردّوا عليهم، منهم:
____________
الشيخ سليمان بن عبد الوهّاب الحنبلي، أخو محمّد بن عبد الوهّاب، له كتاب " الصواعق الإلهية في الردّ على الوهّابية " وهو مطبوع.
والشيخ عبد القدّومي النابلسي في " رحلته ".
والشيخ عفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي، له كتاب " الصواعق والرعود ".
والعلاّمة محمّد بن عبد الرحمن بن عفالق الحنبلي، له كتاب " تهكّم المقلّدين بمن ادّعى تجديد الدين ".
والشيخ حسن الشطّي، له رسالة في الردّ عليهم.
وعبد المحسن الأشيقري الحنبلي، له مؤلف في الردّ على الوهابية.
والشيخ مصطفى بن أحمد بن حسن الشطّي الحنبلي، له كتاب " النقول الشرعية في الردّ على الوهّابية ".
فضلا عن عشرات الردود من بقيّة علماء المذاهب الأُخرى.
علماً بأنّ علماء الكلام والملل والنحل حدّدوا بأنّ أُصول الفرق الإسلامية تعود إلى أربع فرق، وهي: 1 ـ المعتزلة، 2 ـ الخوارج، 3 ـ المرجئة أو الصفاتية، 4 ـ الشيعة.
ولا ندري أيّ عنوان من هذه العناوين ينطوي تحته لواء السلفية؟ نعم، نرى لهـم اهتمـامـاً واضحـاً بآراء ومصـنّفـات ابن خزيمة النيسابوري ـ صاحب كتاب " التوحيد " والذي يسمّيه الرازي كتاب الشرك لما فيه من تجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوقين ـ، وعثمان بن سعيد الدارمي ـ صاحب كتابي " الردّ على الجهمية " و" النقض على بشر المريسي " ـ، وكان ابن تيمية يوصي بكتابي الدارمي هذين أشدّ الوصية ويعظمهما جداً، ولذا تصدّى له أغلب فقهاء عصره وأفتوا بابتداعه وضلاله، وحوكم على ذلك وسجن أكثر
من مـرّة حتّى مات في السجن، ثمّ تلميذه وتوْلبه ابن القيّم الجوزية، فإذا كانوا يقصدون بالسلف الصالح هؤلاء؟ فلا خير ولا فلاح بهذا السلف.
قال العلاّمة شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري: لا يوجد في كتب علماء أهل السُنّة والجماعة عبارة (السلفية) و (مذهب السلفية) ، ومثل هذه الأسماء ابتدعت من طرق الوهّابيّين واللامذهبيّين(1) .
وتحت عنوان (التمذهب بالسلفية بدعة لم تكن من قبل) ، قال محمّد سعيد رمضان البوطي وهو من كبار علماء الشام في كتابه " السلفية مرحلـة زمنيـة مباركـة لا مذهب إسلامي ": إذا عرف المسلم نفسـه بأنّه ينتمي إلى ذلك المذهب الذي يسمّى اليـوم بـالسلفية فـلا ريب أنّـه مبتدع(2) .
وقال: إنّ من الخطأ بمكان أن نعمد إلى كلمة (السلف) فنصوغ منها مصطلحاً جديداً طارئاً على تاريخ الشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي ألا وهو (السلفية) فنجعله عنواناً مميزاً تندرج تحته فئة معينة من المسلمين تتّخذ لنفسها من معنى هذا العنوان وحده مفهوماً معيناً، وتعتمد فيه على فلسفة متميزة بحيث تغدو هذه الفئة بموجب ذلك، جماعة إسلامية جديدة في قائمة جماعات المسلمين المتكاثرة والمتعارضة بشكل مؤسف في هذا العصر، تمتاز عن بقيّة المسلمين بأفكارها وميولها، بل تختلف عنهم حتّى بمزاجها النفسي ومقاييسها الأخلاقية كما هو الواقع اليوم فعلا.
بل إنّنا لا نعدو الحقيقة إن قلنا: إنّ اختراع هذا المصطلح بمضامينه الجديدة التي أشرنا إليها بدعة طارئة في الدين لم يعرفها السلف الصالح