بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظم جديدة تتواصل مع الإنترنت تدمج فيها أجهزة قياس النبض مع النظام العالمي لتحديد المواقع أو مقاييس الطاقة والأداء
يستخدم عشاق الرياضة بشكل متزايد تقنيات واجهزة إلكترونية مساعدة. منها أجهزة لرصد نبضات القلب، واجهزة كومبيوتر تركب على الدراجات الهوائية، وأجهزة صغيرة تحصي السرعة والمسافة المقطوعة، والزمن الذي استغرقته الرحلة، وعدد دورات العجلات في الدقيقة الواحدة. كما تشهد اقبالا كبيرا أحدث ما توصل اليه المهندسون من هذه الادوات، مثل تلك التي تراقب الجهد المبذول وتقيسه. وهذه تستخدم أجهزة استشعار في محور العجلة الخلفية لحساب القدرة بالواط بعد بذل كمية من الطاقة. كذلك فإنها توفر للرياضيين المعلومات الاخرى التي قد يحتاجونها، مثل معدل ضربات القلب، وأقصى ما يصل اليه، وعدد الدورات في الدقيقة الواحدة، مع قياس الوقت ومعدل السرعة. وبمقدور الرياضي بعد ركوب الدراجة أن يضع جميع هذه المعلومات على الكومبيوتر لتتحول الى رسومات وتخطيطات بيانية تنبئه عن ادائه.
انه لأمر آخاذ ان ترى ما بذلته من طاقة وجهد، لكن ستيفن مادين رئيس تحرير مجلة «بايسكل» (الدراجة الهوائية) الذي يستخدم نفسه مثل هذه العدد والمقاييس، حذر من أن يتحول هذا الامر الى هاجس كبير، فهو يقول «لا تكونوا من أنصار حساب الواط» لكون بعض الناس باتوا يركزون على ذلك بحيث تزول كل لذة بالنسبة الى ركوب الدراجات.
رياضة وبيانات
* ولكن هل مثل هذا الهاجس ممكن؟ ان عالم الرياضة بات يتقولب ويتشكل بشكل متزايد حسب المعلومات والبيانات، خاصة لراكبي الدراجات الذين يملكون افضل العدد والادوات لمراقبة أنفسهم. أما العداءون فيؤقتون المسافات التي يقطعونها ويرصدون معدلات ضربات قلوبهم ويستخدمون أحيانا أجهزة تحديد المواقع (جي بي اس) لقياس سرعاتهم والمسافات التي يقطعونها. ثم هناك الذين يمارسون الرياضات المعتدلة الذين يركبون أجهزة قياس صغيرة على أحزمتهم (بيدوميتر) لقياس عدد الخطوات التي يقطعونها يوميا.
وبعض هذه المعدات جديدة تماما. فأجهزة قياس معدلات النبض متوفرة منذ سنوات، لكن جرى توصيلها أخيرا الى النظام العالمي لتحديد المواقع، أو مقاييس الطاقة والأداء. والان تقوم الشركات بتقديم عدد وادوات تعتمد أساسا على الإنترنت لتسهيل عملية قياس الجهد الذي يقومون به.
منذ ستة اشهر خلت قامت شركة نايك بتأسيس موقع حديث على الشبكة يتيح للعدائين الحصول على برنامج للتدريب حسب المواصفات، وعلى جدول لتوثيق جميع التمرينات المختلفة، وقياس معدل ضربات القلب والمسافة المقطوعة، والمسافة التي قطعتها الخطوة الواحدة، وحالة الطقس والطريق التي يجري عليها التمرين. وتقول الشركة ان نحو 11 الف عداء يستخدمون هذا الموقع اسبوعيا.
أما موقع شركة «موشن بيسد تكنولوجيس» على الشبكة الذي مضت عليه سنة واحدة فيوفر للرياضيين والاشخاص العاديين فسحة لتخزين المعلومات وتحليلها والتي يحصلون عليها من النظام العالمي لتحديد المواقع. ووفقا لما تقوله الشركة هذه فان الموقع المذكور استقطب نحو 10 الاف مستخدم حتى الان استنادا الى كلارك ويبر أحد مؤسسيها.
كذلك فان «كارميشيل ترينغ سيستمس» الشركة التي أقيمت على الإنترنت منذ ست سنوات على يد كريس كارميشيل مدرب لانس ارمسترونغ استطاعت خلال هذه المدة ضم 10 الاف راكب دراجة ورياضي آخر الى زبائنها. ويقوم المشتركون في هذا الموقع بارسال المعلومات الخاصة بتمارينهم الى مدربيهم وتلقي بالمقابل البرامج التي يصفها هؤلاء لهم وفقا لتسعيرة تراوح بين 39 دولارا و499 دولارا حسب كمية توجيهات التدريب التي يحصلون عليها والمعلومات التي يرسلونها.
تقنيات تحفز الرياضة
* ان المشتركين في سباق «تور دي فرانس» الشهير في فرنسا يستخدمون عدادات لقياس الجهد لتقدير مدى لياقتهم خلال تمارينهم لبلوغ اقصى ادائهم خلال الاسابيع الثلاثة من يوليو من كل عام.
أما بالنسبة الى الرياضيين الضعفاء «فإنهم اذا رغبوا في تحسين حالتهم ولياقتهم، وبالتالي ان يصبحوا قادرين على المنافسة»، كما يقول مايكل بيري العالم النفسي بشؤون الرياضة، فما عليهم سوى معرفة كم كان التمرين شديدا. وأوضح قائلا «ان الاسلوب الوحيد لتحسين اللياقة هو العمل بجدية وجهد اكبر، وافضل أسلوب لمعرفة ذلك هو القدرة على رصد ذلك سواء كان ذلك عن طريق مقياس للجهد، أو مقياس لمعدل ضربات القلب».
ويقول البعض ومنهم غرانت ماكاليستر، 35 سنة، استاذ اللغة الالمانية في جامعة وايك فوريست ان رصد جهده الرياضي غير حياته، «فقد قام لاول مرة بمراقبة معدل ضربات قلبه في العام 1997. ولكونه أحد الهواة في سباق الدراجات كان يحاول أن يرى الجهد المبذول من قبله، فكلما ازدادت معدلات ضربات قلبه كلما كان الجهد عاليا. وهو على غرار الاخرين، فقد تحولت عادة رصد معدلات ضربات القلب الى بوابة لهاجس التعلق بالمعلومات والبيانات.
وكان الجهاز الثاني الذي حاز عليه ماك اليستر هو كومبيوتر يركب على الدراجة. فقد كان يشعر انه عار تماما ان لم يكن هناك نوع من أجهزة الكومبيوتر مركبة على عجلته. وقبل عامين استطاع ادخار بعض المال لشراء عداد للجهد بمبلغ 700 دولار، هو الارخص الذي استطاع العثور عليه. وهو الان يستخدمه في كل ركوب ليرسل النتائج والبيانات التي يسجلها الى «كارمايكل ترينغ سيستمز» لتحليلها. فقد منحه هذا الامر غرضا لتدريباته.
أما مات كانتر الذي يملك محل «كينس بايك شوب» للدراجات في بلدة «ونستون ـ سالم» في ولاية نورث كارولينا الذي ينافس ماك اليستر في السباقات المحلية فيقول ان ماك اليستر كان جيدا لكنه ليس بمتسابق بارز. لكنه الان يتدرب بمقياس للجهد مما جعله يتغلب على الجميع.
والبعض الاخر يراقب أداءه ليكون دافعا لهم لاحراق المزيد من السعرات الحرارية.
الاعتدال واللياقة
* ستيفن غاي، 52 سنة، من جهته، من مدينة بوتستاون في ولاية بنسلفانيا، بدأ تدريباته في العام الماضي عندما انضم الى دراسة لتخفيف الوزن التي تخضع المنضمين اليها الى حمية معينة وتدريبات رياضية معتدلة في معظم الأيام. لكن غاي رغب في المزيد، ألا وهو استخدام التدريبات الرياضية للاسراع في تخسيس وزنه، فقرر ركوب الدراجات الهوائية وممارسة رياضة الجري والقفز على الحبل.
وبعد فترة اشترت له زوجته جهازا لرصد ضربات القلب مما جعله يسجل كل جهد يقوم به. والجهاز هذا عبارة عن رباط ضيق مرن باداة استشعار بلاستيكية في المقدمة. ويقوم بوضع الرباط حول صدره لتقوم أداة الاستشعار ببث الاشارات الكهربائية الى ساعة خاصة في معصمه التي تبين معدل ضربات القلب في الدقيقة الواحدة.
وكان جهاز غاي هذا قد جاء بمخطط يبين الحد الاقصى لضربات القلب لدى الانسان. والحد الاقصى هذا ينخفض ضربة واحدة عادة مع مرور كل عام، ولا أحد يدري لماذا. ويقول المخطط ان المعدل الاقصى لضربات القلب هو 220 ناقص سنوات العمر، مما يجعل المعدل الاقصى للضربات بالنسبة الى غاي 168 ضربة في الدقيقة.
بيد أن علماء النفس المتخصصين في التدريبات الرياضية علموا منذ زمن طويل أن مثل هذه المخططات ليست دقيقة لبعض الرياضات. كما أن خبرة غاي الشخصية ذاتها أبلغته ان المخطط هذا لا يعمل بشكل جيد بالنسبة اليه، فقد استطاع فقط رفع معدل ضربات قلبه الى 175 ضربة خلال فترة قصيرة جدا من الجهد العنيف. وهناك اختلاف كبير في المعدل الاقصى لضربات القلب. فالمرأة التي يبلغ عمرها الخامسة والثلاثين فإن معدل الضربات الذي يصل الى 170 هو الاقصى بالنسبة اليها، أما بالنسبة الى صديقتها من العمر ذاته فقد يكون المعدل 195 لان الامر يتعلق بالاختلاف الوراثي، كما يقول ستيفن بلير رئيس مؤسسة «كوبر» ومديرها التنفيذي، وهي مؤسسة ابحاث غير مربحة تركز على الدراسات المتعلقة بالرياضة واللياقة البدنية. ومما يقلق غاي هو الخطر المترتب على رفع معدل ضربات القلب، لكن الدكتور بلير ينفي ذلك ويقول ان القلب الصحيح لا يمكن ايذاؤه بالتمارين الرياضية.
في اي حال بعد مضي عام على برنامجه الرياضي فقد غاي 12 كيلوغراما من وزنه، لكن المسر في الامر انه تمكن من الجري 10 كيلومترات في سباق أقيم في الرابع من يوليو الحالي، بمناسبة احتفالات استقلال الولايات المتحدة، وكانت هذه هي المرة الاولى خلال 15 سنة التي تمكن خلالها من الجري لمثل هذه المسافة. والسر طبعا انه كان يراقب ويسجل نتائج تمارينه. بيد ان هناك من يخالف ذلك. وأحدهم هو ادوارد كويل الاختصاصي النفسي في الشؤون الرياضية في جامعة تكساس في اوستن الذي يسجل المسافات والجهد المبذول بواسطة آلية تعتمد على النظام العالمي لتحديد المواقع، الذي يقول ان الاشخاص المفرطين في مراقبة نشاطاتهم الرياضية قد يضرون انفسهم أكثر مما ينفعونها، لان بعضهم يراقب النتائج ويقول ان «بمقدوري أن أفعل أفضل من ذلك. فيجهدون أنفسهم حتى درجة الضرر». ان تحسين اللياقة البدنية يأتي بالاعتدال في الرياضة بشكل متعمد خاصة في الايام التي يبذل خلالها جهد كبير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظم جديدة تتواصل مع الإنترنت تدمج فيها أجهزة قياس النبض مع النظام العالمي لتحديد المواقع أو مقاييس الطاقة والأداء
يستخدم عشاق الرياضة بشكل متزايد تقنيات واجهزة إلكترونية مساعدة. منها أجهزة لرصد نبضات القلب، واجهزة كومبيوتر تركب على الدراجات الهوائية، وأجهزة صغيرة تحصي السرعة والمسافة المقطوعة، والزمن الذي استغرقته الرحلة، وعدد دورات العجلات في الدقيقة الواحدة. كما تشهد اقبالا كبيرا أحدث ما توصل اليه المهندسون من هذه الادوات، مثل تلك التي تراقب الجهد المبذول وتقيسه. وهذه تستخدم أجهزة استشعار في محور العجلة الخلفية لحساب القدرة بالواط بعد بذل كمية من الطاقة. كذلك فإنها توفر للرياضيين المعلومات الاخرى التي قد يحتاجونها، مثل معدل ضربات القلب، وأقصى ما يصل اليه، وعدد الدورات في الدقيقة الواحدة، مع قياس الوقت ومعدل السرعة. وبمقدور الرياضي بعد ركوب الدراجة أن يضع جميع هذه المعلومات على الكومبيوتر لتتحول الى رسومات وتخطيطات بيانية تنبئه عن ادائه.
انه لأمر آخاذ ان ترى ما بذلته من طاقة وجهد، لكن ستيفن مادين رئيس تحرير مجلة «بايسكل» (الدراجة الهوائية) الذي يستخدم نفسه مثل هذه العدد والمقاييس، حذر من أن يتحول هذا الامر الى هاجس كبير، فهو يقول «لا تكونوا من أنصار حساب الواط» لكون بعض الناس باتوا يركزون على ذلك بحيث تزول كل لذة بالنسبة الى ركوب الدراجات.
رياضة وبيانات
* ولكن هل مثل هذا الهاجس ممكن؟ ان عالم الرياضة بات يتقولب ويتشكل بشكل متزايد حسب المعلومات والبيانات، خاصة لراكبي الدراجات الذين يملكون افضل العدد والادوات لمراقبة أنفسهم. أما العداءون فيؤقتون المسافات التي يقطعونها ويرصدون معدلات ضربات قلوبهم ويستخدمون أحيانا أجهزة تحديد المواقع (جي بي اس) لقياس سرعاتهم والمسافات التي يقطعونها. ثم هناك الذين يمارسون الرياضات المعتدلة الذين يركبون أجهزة قياس صغيرة على أحزمتهم (بيدوميتر) لقياس عدد الخطوات التي يقطعونها يوميا.
وبعض هذه المعدات جديدة تماما. فأجهزة قياس معدلات النبض متوفرة منذ سنوات، لكن جرى توصيلها أخيرا الى النظام العالمي لتحديد المواقع، أو مقاييس الطاقة والأداء. والان تقوم الشركات بتقديم عدد وادوات تعتمد أساسا على الإنترنت لتسهيل عملية قياس الجهد الذي يقومون به.
منذ ستة اشهر خلت قامت شركة نايك بتأسيس موقع حديث على الشبكة يتيح للعدائين الحصول على برنامج للتدريب حسب المواصفات، وعلى جدول لتوثيق جميع التمرينات المختلفة، وقياس معدل ضربات القلب والمسافة المقطوعة، والمسافة التي قطعتها الخطوة الواحدة، وحالة الطقس والطريق التي يجري عليها التمرين. وتقول الشركة ان نحو 11 الف عداء يستخدمون هذا الموقع اسبوعيا.
أما موقع شركة «موشن بيسد تكنولوجيس» على الشبكة الذي مضت عليه سنة واحدة فيوفر للرياضيين والاشخاص العاديين فسحة لتخزين المعلومات وتحليلها والتي يحصلون عليها من النظام العالمي لتحديد المواقع. ووفقا لما تقوله الشركة هذه فان الموقع المذكور استقطب نحو 10 الاف مستخدم حتى الان استنادا الى كلارك ويبر أحد مؤسسيها.
كذلك فان «كارميشيل ترينغ سيستمس» الشركة التي أقيمت على الإنترنت منذ ست سنوات على يد كريس كارميشيل مدرب لانس ارمسترونغ استطاعت خلال هذه المدة ضم 10 الاف راكب دراجة ورياضي آخر الى زبائنها. ويقوم المشتركون في هذا الموقع بارسال المعلومات الخاصة بتمارينهم الى مدربيهم وتلقي بالمقابل البرامج التي يصفها هؤلاء لهم وفقا لتسعيرة تراوح بين 39 دولارا و499 دولارا حسب كمية توجيهات التدريب التي يحصلون عليها والمعلومات التي يرسلونها.
تقنيات تحفز الرياضة
* ان المشتركين في سباق «تور دي فرانس» الشهير في فرنسا يستخدمون عدادات لقياس الجهد لتقدير مدى لياقتهم خلال تمارينهم لبلوغ اقصى ادائهم خلال الاسابيع الثلاثة من يوليو من كل عام.
أما بالنسبة الى الرياضيين الضعفاء «فإنهم اذا رغبوا في تحسين حالتهم ولياقتهم، وبالتالي ان يصبحوا قادرين على المنافسة»، كما يقول مايكل بيري العالم النفسي بشؤون الرياضة، فما عليهم سوى معرفة كم كان التمرين شديدا. وأوضح قائلا «ان الاسلوب الوحيد لتحسين اللياقة هو العمل بجدية وجهد اكبر، وافضل أسلوب لمعرفة ذلك هو القدرة على رصد ذلك سواء كان ذلك عن طريق مقياس للجهد، أو مقياس لمعدل ضربات القلب».
ويقول البعض ومنهم غرانت ماكاليستر، 35 سنة، استاذ اللغة الالمانية في جامعة وايك فوريست ان رصد جهده الرياضي غير حياته، «فقد قام لاول مرة بمراقبة معدل ضربات قلبه في العام 1997. ولكونه أحد الهواة في سباق الدراجات كان يحاول أن يرى الجهد المبذول من قبله، فكلما ازدادت معدلات ضربات قلبه كلما كان الجهد عاليا. وهو على غرار الاخرين، فقد تحولت عادة رصد معدلات ضربات القلب الى بوابة لهاجس التعلق بالمعلومات والبيانات.
وكان الجهاز الثاني الذي حاز عليه ماك اليستر هو كومبيوتر يركب على الدراجة. فقد كان يشعر انه عار تماما ان لم يكن هناك نوع من أجهزة الكومبيوتر مركبة على عجلته. وقبل عامين استطاع ادخار بعض المال لشراء عداد للجهد بمبلغ 700 دولار، هو الارخص الذي استطاع العثور عليه. وهو الان يستخدمه في كل ركوب ليرسل النتائج والبيانات التي يسجلها الى «كارمايكل ترينغ سيستمز» لتحليلها. فقد منحه هذا الامر غرضا لتدريباته.
أما مات كانتر الذي يملك محل «كينس بايك شوب» للدراجات في بلدة «ونستون ـ سالم» في ولاية نورث كارولينا الذي ينافس ماك اليستر في السباقات المحلية فيقول ان ماك اليستر كان جيدا لكنه ليس بمتسابق بارز. لكنه الان يتدرب بمقياس للجهد مما جعله يتغلب على الجميع.
والبعض الاخر يراقب أداءه ليكون دافعا لهم لاحراق المزيد من السعرات الحرارية.
الاعتدال واللياقة
* ستيفن غاي، 52 سنة، من جهته، من مدينة بوتستاون في ولاية بنسلفانيا، بدأ تدريباته في العام الماضي عندما انضم الى دراسة لتخفيف الوزن التي تخضع المنضمين اليها الى حمية معينة وتدريبات رياضية معتدلة في معظم الأيام. لكن غاي رغب في المزيد، ألا وهو استخدام التدريبات الرياضية للاسراع في تخسيس وزنه، فقرر ركوب الدراجات الهوائية وممارسة رياضة الجري والقفز على الحبل.
وبعد فترة اشترت له زوجته جهازا لرصد ضربات القلب مما جعله يسجل كل جهد يقوم به. والجهاز هذا عبارة عن رباط ضيق مرن باداة استشعار بلاستيكية في المقدمة. ويقوم بوضع الرباط حول صدره لتقوم أداة الاستشعار ببث الاشارات الكهربائية الى ساعة خاصة في معصمه التي تبين معدل ضربات القلب في الدقيقة الواحدة.
وكان جهاز غاي هذا قد جاء بمخطط يبين الحد الاقصى لضربات القلب لدى الانسان. والحد الاقصى هذا ينخفض ضربة واحدة عادة مع مرور كل عام، ولا أحد يدري لماذا. ويقول المخطط ان المعدل الاقصى لضربات القلب هو 220 ناقص سنوات العمر، مما يجعل المعدل الاقصى للضربات بالنسبة الى غاي 168 ضربة في الدقيقة.
بيد أن علماء النفس المتخصصين في التدريبات الرياضية علموا منذ زمن طويل أن مثل هذه المخططات ليست دقيقة لبعض الرياضات. كما أن خبرة غاي الشخصية ذاتها أبلغته ان المخطط هذا لا يعمل بشكل جيد بالنسبة اليه، فقد استطاع فقط رفع معدل ضربات قلبه الى 175 ضربة خلال فترة قصيرة جدا من الجهد العنيف. وهناك اختلاف كبير في المعدل الاقصى لضربات القلب. فالمرأة التي يبلغ عمرها الخامسة والثلاثين فإن معدل الضربات الذي يصل الى 170 هو الاقصى بالنسبة اليها، أما بالنسبة الى صديقتها من العمر ذاته فقد يكون المعدل 195 لان الامر يتعلق بالاختلاف الوراثي، كما يقول ستيفن بلير رئيس مؤسسة «كوبر» ومديرها التنفيذي، وهي مؤسسة ابحاث غير مربحة تركز على الدراسات المتعلقة بالرياضة واللياقة البدنية. ومما يقلق غاي هو الخطر المترتب على رفع معدل ضربات القلب، لكن الدكتور بلير ينفي ذلك ويقول ان القلب الصحيح لا يمكن ايذاؤه بالتمارين الرياضية.
في اي حال بعد مضي عام على برنامجه الرياضي فقد غاي 12 كيلوغراما من وزنه، لكن المسر في الامر انه تمكن من الجري 10 كيلومترات في سباق أقيم في الرابع من يوليو الحالي، بمناسبة احتفالات استقلال الولايات المتحدة، وكانت هذه هي المرة الاولى خلال 15 سنة التي تمكن خلالها من الجري لمثل هذه المسافة. والسر طبعا انه كان يراقب ويسجل نتائج تمارينه. بيد ان هناك من يخالف ذلك. وأحدهم هو ادوارد كويل الاختصاصي النفسي في الشؤون الرياضية في جامعة تكساس في اوستن الذي يسجل المسافات والجهد المبذول بواسطة آلية تعتمد على النظام العالمي لتحديد المواقع، الذي يقول ان الاشخاص المفرطين في مراقبة نشاطاتهم الرياضية قد يضرون انفسهم أكثر مما ينفعونها، لان بعضهم يراقب النتائج ويقول ان «بمقدوري أن أفعل أفضل من ذلك. فيجهدون أنفسهم حتى درجة الضرر». ان تحسين اللياقة البدنية يأتي بالاعتدال في الرياضة بشكل متعمد خاصة في الايام التي يبذل خلالها جهد كبير.