بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجهزة للمناقشات الحساسة ولا تسبب حرجا للطالب وتستغني عن رفع الأصوات أو الأيدي
غالبا ما يكون الطلاب في حصة الاحياء الخاصة بدراسات السلوك الجنسي البشري التي تقدمها المحاضرة آن أوليب الاستاذة في جامعة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا الاميركية، خجولين من الاشتراك في مناقشات تتعلق بالاجهاض والختان او زواج المثليين والمواضيع الاخرى التي تثير العواطف والحساسيات.
لكن العديد من الطلاب خرجوا من قواقعهم الربيع الماضي وذلك في «حديقة هايد بارك إلكترونية» عندما أدخلت أوليب «ادوات للتكتكة» في صفها، وشرع الطلاب في استخدام هذه الادوات التي كانوا يحملونها في أيديهم مثل أدوات التحكم من بعد بالتلفزيون (ريموت كونترول) للاستجابة لعمليات التصويت في الصفوف، وعلى أسئلة الامتحانات من دون الحاجة الى رفع أيديهم، أو أصواتهم.
نظم استجابة
* عن طريق استخدام أجهزة استقبال خاصة موصولة الى أجهزتهم الكومبيوترية الحضنية «لاب توب» بات بامكان الاساتذة والمدربين الحصول على الاصوات والاجابات فورا مثل «نعم» و«لا» لأسئلة مثل «هل ترغب أن يخضع طفلك الى عملية ختان أم لا؟ وقد استخدمت الاجابات أو ردود الفعل للبدء في مناقشات في صف ضم 350 طالبا.
«وبهذا الاسلوب أمكن الحصول على آراء الناس في ما يعتقدونه ويؤمنون به والتعرف على اعدادهم، كما انه كان أمرا مثيرا بالنسبة الى الطلاب» على حد قول كريستوفر فيشر مساعد أوليب، الذي تابع يقول «هناك قلق يعتري الناس في ما يتعلق بالسلوك الطبيعي، وعليهم أن يتيقنوا ما اذا كانوا ينسجمون مع آراء الاخرين من الطلاب مما يثير أحيانا بعض الجدال». ويبدو أن أوليب ومساعديها مفتونون بهذه التقنية حتى الان التي تعرف أيضا بأنظمة الاستجابة. كما يبدو أنهم ليسوا الوحيدون في ذلك، اذ شرعت هذه الاجهزة تظهر في مئات الكليات والمدارس الثانوية في طول البلاد وعرضها مما يعطي الاساتذة والطلاب على السواء امكانية تقديم ردود الفعل الفورية حول اثر المحاضرات ومقدار ترسخها في الاذهان. كما أن التقنية هذه بامكانها أن تجعل من الصفوف في قاعات المحضرات الفسيحة أكثر تفاعلا وتأثيرا، خاصة بالنسبة الى الطلاب الذين نموا وترعرعوا في عصر الإنترنت والهواتف الجوالة والعاب الفيديو.
إقبال حاد
* تعتمد التقنية هذه على الترددات اللاسلكية، أو الاشارات العاملة بالاشعة ما دون الحمراء التي هي موجودة منذ سنوات، لكنها جذبت انتباه المربين الاميركيين خلال العام الفائت، أو قبله فقط. وقد سارعت المدارس والجامعات، ومعظمها في الولايات المتحدة، الى شراء مليون من «أدوات التكتكة» هذه في العام الماضي، أي بزيادة قدرها الضعفان عن عدد العام الذي سبقه، استنادا الى مؤسسة «دي تي سي وورلدوايد» البريطانية التي تقوم بتقصي أحوال الاسواق العالمية في ما يخص التقنيات التربوية. وتتوقع هذه المؤسسة بيع 8 ملايين من هذه الاجهزة بقيمة 350 مليون دولار سنويا في حلول العام 2008.
وفي مدينة سان فرانسيسكو هناك نحو 40 استاذا ومدربا يستخدمون «أدوات التكتكة» هذه استنادا الى فيشر. ومن الجامعات الكبيرة التي تستخدمها ايضا جامعتا هارفرد ونورثويسترن، وجامعات ولاية أوهايو وبيردو وواشنطن. وتقول «اينانستركشن»، وهي واحدة من الشركات الكبيرة المنتجة لـ «ادوات التكتكة»، أن هناك أكثر من 700 جامعة تستخدم معداتها هذه. وتقول مصادر شركة «تيرنغ تكنولوجبس»، وهي شركة منافسة من أوهايو، انها باعت نسختها من «أدوات التكتكة» الى أكثر من 250 مدرسة ثانوية في الوقت الذي تتبنى المزيد من المعاهد والمدارس هذه التقنية.
ويقول دأرييل وورد المدير التنفيذي ورئيس شركة «اينانستركشن» التي يقع مقرها في دينتون في ولاية تكساس «ان التقنية انطلقت تماما». وأحد أسباب ذلك أن ناشري الكتب المدرسية يساعدون حاليا في الترويج لها عن طريق ربط كتبهم مع «أدوات التكتكة» هذه المنخفضة السعر وبرمجياتها الخاصة. ولشركة «تيرنغ تكنولوجيس» اتفاقية توزيع حصرية مع «ثومسون هاير ايديوكيشن» التي هي فرع الكتب المدرسية التابع لشركة «ثومسون كوربوريشن». وتقوم شركة «ماغرو ـ هيل هاير ايديوكيشن» ببيع «أدوات تكتكة» من شركات «اينانستركشن». كما تقوم شركة «بيرسون برينتس هول» ببيع أنظمة «تكتكة» مصنوعة من قبل شركة «جي تي سي أو كال كومب».
تقنيات تربوية
* ويبدو أن التقنية هذه قد أصبحت رخيصة أيضا ويمكن التعويل عليها أكثر خلال العام الفائت حين قامت الشركات المنتجة لها باستخدام «أدوات التكتكة» العاملة بالترددات اللاسلكية محل تلك العاملة بالاشعة تحت الحمراء كما يقول تود بيني مدير وحدة التعليم العالي في «تيرنغ تكنولوجيس».
إن تقنية الترددات اللاسلكية هي الاسهل استخداما وتركيبا لكونها لاتتطلب سوى القليل من أجهزة الاستقبال، كما أن الطالب يستجيب لها بسرعة أكثر من الاشعة تحت الحمراء على حد قول المسؤولين. كما انها اسهل على الطالب لكونها لاتتطلب توجيه الاجهزة الى وجهة معينة.
وتستخدم «أدوات التكتكة» اشارات بتردد 2.4 غيغاهيرتز على المدى ذاته الذي تستخدمه الهواتف المنزلية العاملة بلا اشرطة، او شبكات واي ـ فاي . أما أجهزة الاستقبال فهي بحجم أقراص فلاش ويمكن قبسها مباشرة في فتحات «يو اس بي» في أجهزة الكومبيوتر المكتبية والحضنية.
وقد قامت بعض الشركات، بما في ذلك «تيرنغ تكنولوجيس»، بانتاج برمجيات تتضمن أسئلة امتحانية وأجوبتها في شرائح عرض «باور بوينت» من مايكروسوفت، وهي مزية راقت بعين وليام زولر استاذ الكيمياء في جامعة واشنطن الذي شرع باستخدام نظام «تيرنغ تكنولوجيس» في منهج الفريشمان للكيمياء الذي ضم 280 طالبا خلال الربيع الفائت.
ووجد اساتذة اخرون ان النظام هذا مفيد في إحصاء الحاضرين والغائبين عن المحاضرات، فضلا عن ادارة الامتحانات التي تسجل فيها علامات، اذ يجري تسجيل العلامات بشكل أتوماتيكي في النظام مما يقضي على حاجة جمع أوراق ونتائج الامتحانات بواسطة اليد ووضع العلامات عليها.
ورغم أن العديد من الاساتذة والمربين أطروا هذه التقنية الا أن هناك قلة من الابحاث حول كيفية تأثير استجابة الطلاب لاساتذتهم بهذا الاسلوب على أدائهم، بما في ذلك علامات الامتحانات وحضورهم للمحاضرات. كما يمكن هنا بسهولة تصور استخدام الادوات هذه للقيام بعمليات الغش عن طريق تمريرها لرفاقهم الطلاب لتسجيل حضورهم للمحاضرات وهم غائبون عنها.
غير ان مزودي هذه التقنية يقولون إن مثل هذا السلوك السلبي لم يقلق أحدا بعد. «فمع وجود أعداد من هذه الادوات في السوق لم نسمع بعد بكثير من القضايا السلبية المقرونة بالغش» على حد قول مصادر شركة «اينانستركشن».
ولكن هل تستحق هذه الاجهزة ثمنها؟ ربما نعم، لكون الطلاب يرغبون في استغلالها الى أبعد الحدود وهذا مايجعل سعرها يراوح صعودا ونزولا بين ستة دولارات و60 دولارا للجهاز الواحد، وقفا لمميزاتها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجهزة للمناقشات الحساسة ولا تسبب حرجا للطالب وتستغني عن رفع الأصوات أو الأيدي
غالبا ما يكون الطلاب في حصة الاحياء الخاصة بدراسات السلوك الجنسي البشري التي تقدمها المحاضرة آن أوليب الاستاذة في جامعة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا الاميركية، خجولين من الاشتراك في مناقشات تتعلق بالاجهاض والختان او زواج المثليين والمواضيع الاخرى التي تثير العواطف والحساسيات.
لكن العديد من الطلاب خرجوا من قواقعهم الربيع الماضي وذلك في «حديقة هايد بارك إلكترونية» عندما أدخلت أوليب «ادوات للتكتكة» في صفها، وشرع الطلاب في استخدام هذه الادوات التي كانوا يحملونها في أيديهم مثل أدوات التحكم من بعد بالتلفزيون (ريموت كونترول) للاستجابة لعمليات التصويت في الصفوف، وعلى أسئلة الامتحانات من دون الحاجة الى رفع أيديهم، أو أصواتهم.
نظم استجابة
* عن طريق استخدام أجهزة استقبال خاصة موصولة الى أجهزتهم الكومبيوترية الحضنية «لاب توب» بات بامكان الاساتذة والمدربين الحصول على الاصوات والاجابات فورا مثل «نعم» و«لا» لأسئلة مثل «هل ترغب أن يخضع طفلك الى عملية ختان أم لا؟ وقد استخدمت الاجابات أو ردود الفعل للبدء في مناقشات في صف ضم 350 طالبا.
«وبهذا الاسلوب أمكن الحصول على آراء الناس في ما يعتقدونه ويؤمنون به والتعرف على اعدادهم، كما انه كان أمرا مثيرا بالنسبة الى الطلاب» على حد قول كريستوفر فيشر مساعد أوليب، الذي تابع يقول «هناك قلق يعتري الناس في ما يتعلق بالسلوك الطبيعي، وعليهم أن يتيقنوا ما اذا كانوا ينسجمون مع آراء الاخرين من الطلاب مما يثير أحيانا بعض الجدال». ويبدو أن أوليب ومساعديها مفتونون بهذه التقنية حتى الان التي تعرف أيضا بأنظمة الاستجابة. كما يبدو أنهم ليسوا الوحيدون في ذلك، اذ شرعت هذه الاجهزة تظهر في مئات الكليات والمدارس الثانوية في طول البلاد وعرضها مما يعطي الاساتذة والطلاب على السواء امكانية تقديم ردود الفعل الفورية حول اثر المحاضرات ومقدار ترسخها في الاذهان. كما أن التقنية هذه بامكانها أن تجعل من الصفوف في قاعات المحضرات الفسيحة أكثر تفاعلا وتأثيرا، خاصة بالنسبة الى الطلاب الذين نموا وترعرعوا في عصر الإنترنت والهواتف الجوالة والعاب الفيديو.
إقبال حاد
* تعتمد التقنية هذه على الترددات اللاسلكية، أو الاشارات العاملة بالاشعة ما دون الحمراء التي هي موجودة منذ سنوات، لكنها جذبت انتباه المربين الاميركيين خلال العام الفائت، أو قبله فقط. وقد سارعت المدارس والجامعات، ومعظمها في الولايات المتحدة، الى شراء مليون من «أدوات التكتكة» هذه في العام الماضي، أي بزيادة قدرها الضعفان عن عدد العام الذي سبقه، استنادا الى مؤسسة «دي تي سي وورلدوايد» البريطانية التي تقوم بتقصي أحوال الاسواق العالمية في ما يخص التقنيات التربوية. وتتوقع هذه المؤسسة بيع 8 ملايين من هذه الاجهزة بقيمة 350 مليون دولار سنويا في حلول العام 2008.
وفي مدينة سان فرانسيسكو هناك نحو 40 استاذا ومدربا يستخدمون «أدوات التكتكة» هذه استنادا الى فيشر. ومن الجامعات الكبيرة التي تستخدمها ايضا جامعتا هارفرد ونورثويسترن، وجامعات ولاية أوهايو وبيردو وواشنطن. وتقول «اينانستركشن»، وهي واحدة من الشركات الكبيرة المنتجة لـ «ادوات التكتكة»، أن هناك أكثر من 700 جامعة تستخدم معداتها هذه. وتقول مصادر شركة «تيرنغ تكنولوجبس»، وهي شركة منافسة من أوهايو، انها باعت نسختها من «أدوات التكتكة» الى أكثر من 250 مدرسة ثانوية في الوقت الذي تتبنى المزيد من المعاهد والمدارس هذه التقنية.
ويقول دأرييل وورد المدير التنفيذي ورئيس شركة «اينانستركشن» التي يقع مقرها في دينتون في ولاية تكساس «ان التقنية انطلقت تماما». وأحد أسباب ذلك أن ناشري الكتب المدرسية يساعدون حاليا في الترويج لها عن طريق ربط كتبهم مع «أدوات التكتكة» هذه المنخفضة السعر وبرمجياتها الخاصة. ولشركة «تيرنغ تكنولوجيس» اتفاقية توزيع حصرية مع «ثومسون هاير ايديوكيشن» التي هي فرع الكتب المدرسية التابع لشركة «ثومسون كوربوريشن». وتقوم شركة «ماغرو ـ هيل هاير ايديوكيشن» ببيع «أدوات تكتكة» من شركات «اينانستركشن». كما تقوم شركة «بيرسون برينتس هول» ببيع أنظمة «تكتكة» مصنوعة من قبل شركة «جي تي سي أو كال كومب».
تقنيات تربوية
* ويبدو أن التقنية هذه قد أصبحت رخيصة أيضا ويمكن التعويل عليها أكثر خلال العام الفائت حين قامت الشركات المنتجة لها باستخدام «أدوات التكتكة» العاملة بالترددات اللاسلكية محل تلك العاملة بالاشعة تحت الحمراء كما يقول تود بيني مدير وحدة التعليم العالي في «تيرنغ تكنولوجيس».
إن تقنية الترددات اللاسلكية هي الاسهل استخداما وتركيبا لكونها لاتتطلب سوى القليل من أجهزة الاستقبال، كما أن الطالب يستجيب لها بسرعة أكثر من الاشعة تحت الحمراء على حد قول المسؤولين. كما انها اسهل على الطالب لكونها لاتتطلب توجيه الاجهزة الى وجهة معينة.
وتستخدم «أدوات التكتكة» اشارات بتردد 2.4 غيغاهيرتز على المدى ذاته الذي تستخدمه الهواتف المنزلية العاملة بلا اشرطة، او شبكات واي ـ فاي . أما أجهزة الاستقبال فهي بحجم أقراص فلاش ويمكن قبسها مباشرة في فتحات «يو اس بي» في أجهزة الكومبيوتر المكتبية والحضنية.
وقد قامت بعض الشركات، بما في ذلك «تيرنغ تكنولوجيس»، بانتاج برمجيات تتضمن أسئلة امتحانية وأجوبتها في شرائح عرض «باور بوينت» من مايكروسوفت، وهي مزية راقت بعين وليام زولر استاذ الكيمياء في جامعة واشنطن الذي شرع باستخدام نظام «تيرنغ تكنولوجيس» في منهج الفريشمان للكيمياء الذي ضم 280 طالبا خلال الربيع الفائت.
ووجد اساتذة اخرون ان النظام هذا مفيد في إحصاء الحاضرين والغائبين عن المحاضرات، فضلا عن ادارة الامتحانات التي تسجل فيها علامات، اذ يجري تسجيل العلامات بشكل أتوماتيكي في النظام مما يقضي على حاجة جمع أوراق ونتائج الامتحانات بواسطة اليد ووضع العلامات عليها.
ورغم أن العديد من الاساتذة والمربين أطروا هذه التقنية الا أن هناك قلة من الابحاث حول كيفية تأثير استجابة الطلاب لاساتذتهم بهذا الاسلوب على أدائهم، بما في ذلك علامات الامتحانات وحضورهم للمحاضرات. كما يمكن هنا بسهولة تصور استخدام الادوات هذه للقيام بعمليات الغش عن طريق تمريرها لرفاقهم الطلاب لتسجيل حضورهم للمحاضرات وهم غائبون عنها.
غير ان مزودي هذه التقنية يقولون إن مثل هذا السلوك السلبي لم يقلق أحدا بعد. «فمع وجود أعداد من هذه الادوات في السوق لم نسمع بعد بكثير من القضايا السلبية المقرونة بالغش» على حد قول مصادر شركة «اينانستركشن».
ولكن هل تستحق هذه الاجهزة ثمنها؟ ربما نعم، لكون الطلاب يرغبون في استغلالها الى أبعد الحدود وهذا مايجعل سعرها يراوح صعودا ونزولا بين ستة دولارات و60 دولارا للجهاز الواحد، وقفا لمميزاتها.