المخالفات الخاصة بصلاة الاستخارة

akNII-t262_835466063.gif
المخالفات الخاصة بصلاة الاستخارة



لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدا وعلى اله وصحبه اجعين
تحيه طيبة وبعد هذه بعض المخالفات الخاصة بصلاة الاستخارة

(1)ترك صلاة الاستخارة:
كثير من المصلين لا يعرفون قدر صلاة الاستخارة ولا الخير المترتب عليها صلاة الاستخارة اعلان من العبد لربه بالضعف والذل والاستكانة .فالعبد فى تلك الصلاة ينخلع من حوله وقوته الى حول الله وقوته عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الامور كلها ,كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ((اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل :اللهم انى استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألأك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب ,اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خيرا لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى وعاجله وآجله فاقدره لى ويسره لى ثم بارك لى فيه ,وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى وعاجله وآجله فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم رضنى به )) رواه البخارى (1166)الجمعة

(2)الجهل بان الاستخارة تكون فى كل شيء:
يعتقد بعض المصلين ان الاستخارة لا تكون الافى الامر الذى يتردد الانسان فى فعله ولا يعلم عنه شيئا .وهذا خطأ لان الاستخارة تكون فى الامور كلها.فقد يطمئن الانسان الى شيء فيه هلاكه وقد يخاف من شيء فيه نجاته ولذا قال تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة216] فعلى العبد ان يأتى بالستخارة ولا يحتقر أمرا فيترك الاستخارة ,فرب أمر يستخف به ويكون فى الاقدام عليه ضرر عظيم .

(3)الابتداع فى كيفية الاستخارة:
ان صلاة الاستخارة امر واضح لا يحتاج الى تفصيل او الى شرح طويل ولكننا مع ذلك نجد اناسا من بنى جلدتنا يحرفون فى كيفية الاستخارة فيصرفونها عن مجرد الصلاة الى الاستخارة بالسبحة والودع ....الى اخره قال الشقيري: ولقد اعرضوا ويا للاسف عن هذا العلم اللطيف السهل السماوى الى الاستخارة بما سماه الله فسقا فى قوله {وأن تستقسموا بالازلام ذلكم فسق}اى يطلبون قسم الرزق وغيره به . والازلام ثلاثة انواع .احدها مكتوب عليه افعل والثانى لا تفعل والثالث مهمل لا شيء عليه ,فاذا اراد فعل شيء أدخل يده وهى متشابهة فأخرج منها واحدة ,فاذا خرج الاول فعل من عزم عليه ,او الثانى تركه ,او الثالث أعاده .وسماه الله فسقا لانه تعرض لدعوى علم الغيب وضرب من الكهانة فتارة تراهم يستخيرون عند ضراب الودع والرمالين الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم ((من اتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) رواه احمد والحاكم وحسنه فى الجامع الصغير وفى رواية ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما )) رواه احمد ومسلمفسبحن الله ما اسخف عقولهم وما أشد حمقهم وجهلهم اذ يستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير

(4)الاستخارة بعد الفريضة :
نحن نعلم ان الاستخارة تكون بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة كما هو ثابت فى الحديث .وعليه فلا يقع دعاء الاستخارى بعد الفريضة موقعه ولا يكون اتى بالاستخارى الشرعية

(5)الاستخارة فى الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات :

ومن المعلوم ان الاستخارة تكون فى الامور الاختيارية للعبد( أعنى المباحة) واما الامور الواجبة والمستحبة فليس فيها استخارة لانها كلها خير وعليه ان يأتى بها وجوبا او استحبابا وكذلك لا استخارة فى الامور المحرمة والمكروهة لانها كلها شر وعليه الانصراف عنها لان التلبيس بها محرم او مكروه

(6)الاستخارة للغير :
اعلمى ان الاستخارة يقوم بها العبد لنفسه متوكلا على الله لقوله صلى الله عليه وسلم ((اذا هم احدكم بالامر..))واما ما يفعله البعض من طلبهم للغير ان يستخيروا لهم فهو مما لا يعلم له دليل ,بل هو مخالف للحديث وايضا فان الاستخارة توكل على الله ولا يتصور هذا لغير المستخير


(7)ان يستخير وعنده هوى فى فعل هذا الشيء:
بمعنى ان يستخير العبد ربه جلا وعلا فى شراء سيارة بعينها وهو ذاهب لشرائها بالفعل ...اذن فما فائدة الاستخارة!!! بل ينبغى ان يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له فلا ينبغى ان يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة بل ينبغى للمستخير ترك اختياره رأسا والا فلا يكون مستخيرا لله ,بل يكون مستخيرا لهواه

(8)الاعتقاد ان الاستخارة لابد لها من رؤيا :
وهذا خطألان الاستخارة قد يعقبها رؤيا وقد لا يعقبها شيء ,فالرؤيا لن تغير شيء من اقدار الله .لان الله عز وجل يختار لعبده ما يصلحه ويصلح شئون دينه ودنياه وان كان هذا الامر مكروها عند العبد فلا حاجة اذن للمنام او لغيره ,بل على العبد ان يستخير ويسلم امره الى الله وان يمضى لحاجته آخذا بالاسباب متوكلا على الله وليحرص على ما ينفعه ,فاذا قضى الامر فذاك وان صرف عنه فلا يجزع . وعلى هذا فالاستخارة اولها توكل وآخرها استسلام ورضا .


(9)قراءة دعاء الاستخارة بعد التشهد :
قراءة دعاء الاستخارة بعد التشهد مباشرة وقبل التسليم مخالف لهدى النبى صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم ((اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ...)) و(ثم) تفيد التعقيب مع التراخى اى ان الدعاء يقال بعد التسليم مستقبلا القبله ورافعا يديه الى السماء مبتدءا بالحمد والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ,.فهذا كله من اداب الدعاء وحكمة تقديم الصلاة على الدعاء ان المراد من الاستخارة الجمع بين خيرى الدنيا والاخرة .

(10)تكرار الاستخارة سبع مرات :
يعتقد البغض ان من اراد ان يصلى الاستخارة فانه يستحب له ان يصليها سبع مرات واستدلوا على ذلك بحديث باطل لا يصح ان النبى صلى الله عليه وسلم قال لانس بن مالك رضى الله عنه (ياأنس اذا هممت بأمر فاستخر ربك سبغ مرات ثم انظر الى الذى سبق الى قلبك فان الخير فيه )) اخرجه ابن المسنى بسند واه جدا .كما قال الحافظ فى الفتح وشيخه العراقى فى شرح الترمذى وفيه النضر بن انس بن مالك كأنه وقع منسوبا الى جده .وقال الذهبى لا يعرف وفيه ايضا عبد الله بن الحميرى وكذلك لا يعرف وقال الترمذى ان اسناده غريب فيه من لا اعرفه

ومن المعلوم ان الاستخارة دعاء فلا بأس بتكرار صلاة الاستخارة .لكن لا ينبغى التقيد بسبع مرات ولا غيرها
 


جزآك الله خير ع الطرح
والله يجعله في موازين حسناتك
 
عودة
أعلى