nanci taha
New Member
عندما أطلت العروسة الجميلة بثوبها النرجسي وطرحتها البيضاء الحالمة التي أضاءت ذلك الوجه الملائكي ..
قمت من مكاني استقبلها كغيري من الحاضرات اللاتي ذرفت أعينهن دموع الفرحة والرحمة
.. وكنت بقمة اعجابي بوقفتها الشامخة كهرم وسط صحراء قارية المناخ .. احساسي بك أيتها اليتيمة
فاق حركة الدموع الحارقة ..وبلا شعور رددت نغمات التبريكات أدير نظري حول هالة الليلة النرجسية
فإذا بوصيفات العروس على ذراع كل واحدة باقة وردمشكلة الروائح والألوان وفي أعينهن الصغيرة الفرحة الممزوجة
بحزن فراق الأحبة وفقد أخت جمعتهن معها تلك الدار التي ترعرنا على أرضها تتقاذف عواطفهن أصداء أحاسيس خفية
وبكاء وجدان قاسي .. بقطرات من الدمع خطت الأيادي البائسة
على صفحات الأثير ( من جاء بي إلى هنا من جاء بي ومن أنا ) وعلى صوت الدفوف مشت العروس وجلست فوق كوشة الأحلام
بلسان حال حزين يهتف أمي أين أنت أحتاجك الأن ..أمي لماذا فصلتيني عن
جسد حنانك وحرمتيني عطفك الكبير وضمة أحضانك ..؟؟كم بردت ليلة تدثرني بكل لهفة احلام وجودك ..
اليوم فقط أريدك حولي وبعدها لن افكر بشئ ولن أحزن على شئ ..تعالي لقربي ومن دموع أفراحك أسقيني ..أمي أنت من هؤلاء النساء ؟؟
عرسي الحزين يفتقد أغانيك وألحان دفوفي تصفق بأصوات
تناديك ..اقتربت الحاضرات من العروس فقطعن حبل أفكارها المشدود .. وتحلقن حول مجلسها بقلوب
وفية وبعيون ترقب حركاتها وسكناتها كيف لا وأنت ياعروسنا كقطعة من قلوبنا .!.!
وشق على سمعي أن لا أسمع ضحكاتك وبكت عيني عند ملاقاتك ...وبعد دقائق من بدأ الإحتفال جاءت
رسالة العريس إلى العروس ألقتها مديرة الدار قالت : غاليتي ان عريسك يقول : لنبدأ حياتنا من جديد
لنتخيل أننا ولدنا من جديد أنا لك أب وأخ وزوج وأنت لي أم وأخت وزوجة ...هل نملك من أمرنا شئ
إلا التفاؤل والأمل نحن بشر بحس و مشاعر وأعماق كغيرنا ..يكفينا فخر أننا سنبدأ صح ..ليس ذنبنا
أننا ولدنا مجهولين وعشنا ببيت الأيتام محرومين ...
ساد المكان صمت تلاه صوت الدفوف معلنة أنطلاق العروس نحو زوجها اليتيم ...
ما أروع تلك الإبتسامة التي أرتسمت على جبينك إنها إبتسامة الأمل ..أحسست
عندها أنني أمك وكل من حولك أمهاتك أنظري ياغالية إنك تملكين أمهات بعدد تلك الورود التي تحملينها
كعربون لأيام ستزرعين فيها ورود الأمل بالله ...ألتفتت العروس تنادي أمي ( أم سلمان ) تناولي يدي و
سيري معي نحو سيارة زوجي الحبيب ... الأم البديلة ( أم سلمان ) بكت فراق إبنتها العروس وأوصت
زوجها بحسن العشرة ...وأنتهت زفة العروس اليتيم لزوجها اليتيم ..وأقفل باب دار الأيتام ..
رجعت أحدثكم عن نلك الدار التي تحتضن فئة غالية من المجتمع ..فئة تفتقد أقل مشاعر الحياة السعيدة
فلنرفق بهم ونهبهم من أهتمامنا ما يسد به رمق الحياة ..ما أصعب الحرمان .!.! اللهم كن معهم وسخر
لهم صلاح الأرض ..شكرا يا أبونا الغالي خادم الحرمين الشريفين على احتضانك لهم ....