القصص المشاركه فى المسابقه مفتوح للاختيار



إليكم القصص المشاركه فى


مسابقة القصه القصيرة

بدون اسماء حتى يكون التصويت حياديا

التصويت يكون باختيار اكثر قصه أعجبتكم

ونالت إستحسانكم


وكذلك التعليق على القصص والنقد مفتوح

للاعضاء ولكن بدون ذكر أى القصص تم

إختيارها

أتمنى تفاعلكم ومشاركتكم بالتصويت

والتعليق لانكم الاساس فى تقييم القصص

وإختيار الفائز بالمركز الاول والثانى والثالث

%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D9%871.gif

القصه الاولى

post-14477-1205616624.gif


إلى رفيقتي الغالية .... التي أتنفس من خلالها نسيم الوطن واشم من ريحها عطر الياسمين وزهر الحنون


إلى الحبيبة الجريحة


العزيزة على قلبى


(...J...)


اخترقت أشعة الشمس نافذة غرفة (حنين) تسللت إلى داخلها من بين غيوم متلبدة في سمائها صحت مبكرا لتجد علما غريبا يرفف في سمائها ونشيدا وطنيا لا يشبه ما اسمعها إياه أبيها ... ألقت نفسها داخل ملبسها انه بخطوط بيضاء وزرقاء انه لا يشبه أحدا فالكل متبسم !!!!!!
حملت (حنين) حقيبتها سارت في طرقات حارتها تتلمس لحظات تشم فيها عبق الحنين لوطنها . وصوت الأنين يهز جدرانها القديمة .... تهمس في أذنها لما عدتي؟؟
جدار مدون عليه حالها ..... سارت داخل أحزانها .... تطوي آلامها الأبواب القديمة ... الجدران المتسخة ... الرصيف المكسور تراوح نفسها عبرة ... تتبعها دمعة احتبست داخل مقلتها أطبقت شفتيها على بعض طال صمتها دارت بها الأيام .
عادت إلى طفولتها تلعب الحجلة..تجري في الأزقة .... تتعثر تقف.
يهرول الجميع إلى المدرسة ..... المصروف ... البرد ... الحر...
الآن تعود إلى طفولتها .... إلى شقاوتها .... إلى مغامراتها .... إلى كل أسرارها
إلى حبها الأول إلى حضن أمها ... إلى زوايا وحنايا نفسها.
تتدافع المشاعر و الأحاسيس تختلط ...
تشابكت الأكف الصغيرة وهمست (حنين) لرفيقتها ( سلام ) نحن نبني وطننا بلا شطئان .. بدون أحلام .. سرقا فيه لحظة من الزمان.... فزرعا حبا انبتت أرضة الجرداء ..... عشقا !!!
صنعا من شعاع الشمس رسما لقلبين التئما في الحب ..... فنحتا على الصخر ...... قلبا
التقى (احمد) .و. (حنين) في يوما سمي عرسا .. تلاقت عيني (احمد) و(حنين) وجمعا حلما أصبح وهما ..
جمعا زهر الحنون والأقحوان ...ظهراتلاقيا عند الغروب فمزجا العقيق خمرا عاشا نشوي الحب ....
على صدر الأيام همسا.
كانت بجواره العاشقة ..الملكةحقا .
اكتوت (حنين) بنار السهد فزرفت عينها دمعا من يبحث بعد هجرك
يا (احمد) .... دربا يسلكه في بساتين العشق ... ليصنع حبا
.ستنسج (حنين) من ذاكرة الأيام .... ثوبا ترتديه . يوم العيد . فجرا....
تعلم أنها ستترك العناق...... يوما كانت أيامها الدامية .... يوم ضاع الوطن غدرا.
ستكفكف السنين دمعك يا(حنين )....
هتفت (حنين) يا صاحبي القلب أصبح وطننا..
الكل يطلب ودك .... يا وطن الحب ما زال العهد عهدك طافت بي مواكب المودعين ... فلا اسمع إلا همسك
باقات من الورود وأكاليل ودمى وهدايا ........صنعت لأجلك
امنحني سر الوجود يا وطني في كلمة ((( احبك )))

misc06rr6.gif




القصة الثانيه
post-14477-1205616624.gif

تمزق .... !!


بعينيها البراقتين جلست تنظر الى القمر و دموع طاهرة تنساب من على خدودها و تحفر فيها اخاديد... و من حين لاخر كانت ترفع يديها بالدعاء . وتناجي خالقه"ا يارب... يا رب...

هي على هذه الحال منذ مدة . في كل ليلة و بعد ان تنام اسرتها . تفترش الارض و تجلس تحت ضوء القمر و تظل تناجي بصوت تخنقه الدموع : يا رب ..


سارة تلك الفتاة الطموحة التي رسمت احلامها باقلام الحب و السلام . و حكت للنجوم و القمر عن طموحاتها ... ضمت بعيونها الكون و ظلت تحلم و تحلم ... و تحلم ...


و لكن . تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. فهذه الوردة التي بدأت لتوها في التفتح تعيش في اسرة ربها رجل قاسي القلب لا يعرف معنى الحب و معنى الحنان و لم يعرف كيف يسقي هذه الوردة . دنياها اصبحت مليئة بالحزن منذ تقاعد أبوها و اصبح شغله الشاغل التعليق على كل ما يحدث في البيت . وتوبيخ هذا.وضرب هذه و الصراخ في وجه تلك ...

و مرت الايام ... ازدادت مشاكل الاب و ازدادت معها عصبيته و اصبح أكثر فظاظة و غلظة ...فصار يصب جام غضبه على زوجته و يضربها ضربا مبرحا . و ينهال على بناته ، و كانت سارة كبراهن،ينهال عليهن بكلمات جارحة تجلد مسامعهن الرقيقة .و تقع عليهن كالسياط . ثم انتهى به الامر الى تطليق زوجته و تفريقها عن فلذات كبدها .

ازداد الوضع سوءا. وأصبحت سارة اسيرة الدموع . و امتلات حياتها بالالام . ودب اليأس في اوصالها و اصبح الحزن يمزق أحاسيسها ...

استحال المنزل الى سجن بدون قضبان .. لم تعد سارة قادرة على انجاز واجبات المدرسة . لم تعد قادرة حتى على ان تحلم ... بدأت ترى كل امالها و احلامها تنهار ..كل يوم صراخ و شجار و أصوات عالية...

أصبح حنينها الوحيد الى الهدوء . الى لمسة يد حنونة الى يوم تنظر الى عيني والدها دون أن تشعر بالخوف ... و لكن هيهات ...


ماذا أفعل ؟ ما الحل ؟: تتساءل كل يوم


" يا الله لا ملجأ الا اليك!!"

و ككل ليلة .و الناس نيام جلست تحت ضوء القمر الذي كان بدرا تلك الليلة .و كان صوت أبيها الغليظ يتردد على مسامعها ...



تذكرت في لحظات كل ما سببه لها من ألم .. تذكرت أمها التي لم تنسها بعد ... فأجهشت بالبكاء . و لكن في صمت لكي لا يسمعها جلادها و بعد مدة توقفت عن البكاء . و أطرقت طويلا ... و بينما هي غارقة في بحر حزنها . سمعت النداء . نداء ربها لتقف بين يديه " الله أكبر... الله أكبر"



انتفضت من مكانها . و لمع بريق عينيها و كأنها تسمع هذه الكلمة للمرة الاولى " الله أكبر... الله أكبر



'يا الله كيف غفلت عنها ؟ كيف لم انتبه ؟ كيف و انا أسمعها دائما ؟.... الله أكبر. الله اكبر من كل شيئ من كل احد ... من أبي ... من غضبه...من الحزن...من الهم...' و نعم بالله



أحست و كأن حملا ثقيلا قد انزاح من على كاهلها ... و فتحت عينيها على حقيقة كانت غافلة عنها وهي أن ربها اسمه الكبيرو صدق الله العظيم اذ يقول"الا بذكر الله تطمئن القلوب"


misc06rr6.gif




القصة الثالثه

post-14477-1205616624.gif

شمس وبحر



بحر جميل تتغير أحواله من حين لآخر هو معنى الإنسان فيه الجمال والصفاء والنقاء وربما أهوال تجبر على الفناء


عشق هذا البحر الشمس عشقها عشق ليس له مثيل تشرق يوميا عليه في الصباح الباكر تبعث البشرى بخيوطها الفضية


فيضحك البحر فرحا تصعد هذه الشمس الى كبد السماء رويدا رويدا كأنها تغريه بالبقاء قريبا منه تبعث فيه الدفء الطمئنينة تكلمه


بحري عشقي مرآتي الأزلية كيف أصبحت بعد أن أظلمت عليك الدنياء بما رحبت بعد فراقي فقال لها البحر أصبحت خاويا عطشا قد ماتت جوارحي فأنت من تبعثي الحياة في أوصالي تخترقيني الى أن تصلي لقاع روحي فتدب فيه الحياة أنا أعيش بك أيتها الشمس الحارقة فلهبك يوقظ في الحياة .


عندما تهاجمك الغيوم يوما تصيبني الحمى وأبحث عن بصيص ضوء منك أثور وأهيج وربما تنفجر براكيني لكي تهاجم السحاب لحبي لك وعندما يشتد بي الشوق ويهيم بي الهوى والغيوم تحاصرك أيام يجتاحني أعصار ولوعة وحرمان إلى


أصبح توسونامي صحيح سوف أخرب الأرض بمن عليها ولكنني سوف أصل لكي التمس قبلة من يديك أيتها العالية والشامخة يامن تسكنين العلياء .


ردت عليه الشمس وفي عينيها بريق الحب ومكر الأنثى : أنت من تنشغل عني أيها البحر بجزرك التي كثرت وبسفنك التي تشغلك عني ربما سوف أرحل لبحر أخر فالبحار كلها تطلبني وتعشقني مثلك ولكن أنت من تستهويني .



سوف أذهب الى بحر بكر لم تطئه الجزر ولم تستبيح حرمته السفن فرد عليها معشوقها الأزلي لن تذهبي فقد تمكنت من قلبك رغم كل عللي ولكن يا حبيبتي الفاتنة عندما تذهبين الى أي بحر سوف تدب فيه الحياة ويصبح دنجوان عصره وتطلبه الجزر وترمي شباكها السفن .


أنت فقط شمسي ولن أبحث عن غيرك أما رأيت القمر وهو يعاكس النجمات أما رأيت المطر وهو يداعب الغيمات


قمر وله العديد من النجمات كل واحدة تحاول التقرب , مطر وتتزاحم الغيوم عليه لكي تروي عطشها .


وأنت واحدة فقط كل البحار تتحذلق حولك تغريك وتهواك ولكنني أحذرك ان تركتني سوف أنتحر وأجف عن أرضي


فقالت له لا ياحبيبي أنت بحري ومستقري مهما كثرت البحور فأنا بين يديك أجد نفسي ولن أهجرك ما دامت السماوات والأرض .




misc06rr6.gif



القصه الرابعه


post-14477-1205616624.gif


خرج للحياة باكيا


حائرا


من أنا؟


وليجاب عن السؤال


أطلق العنان لمجموعة من الصرخات


فقدموا له من الحليب بعض من الجرعات


إبتسم ثم نام للحظات


أفاق علي صوت إمرأة أحبها للممات


الأم


أنت يا...


أريد أن أقول...


يا...


ما زال يتمتم وحيدا يجوب شوارعا بلا مشاعر حزين النفس كسير البال و قد غلبه دمعه و أثقلت كاهله الذكريات و رسمت الهموم علي وجهه لوحة كلاسيكية بلا ألوان لمنزل بلا عنوان يتمني أن لا يصل إليه كيف لا و هو لن يقول أحبك يا أماه مجددا يواسيه في وحدته قلم الخواطر و تروح عنه علبة السجائر وتجمع دواة الحبر كل دموعه المتساقطة لتكتب عن قصة غريبة لا هي عن حرب و لا هي عن حبيبة

إنه فراق الأم


وبعد مسيرة شهر فكرية


تخونه الأقدام مرة أخري ليجد نفسه وجها لوجه مع ضلال ذلك المنزل المشؤوم الذي

إ تخذ أغنية بعيد عنك حياتي عذاب للسيدة أم كلثوم نشيدا له و أطفأ كل أنواره الإصطناعية منذ فراقه لنوره الروحاني نافثا من مدخنته كل غازات الألم التي ضاق بها صدر بهوه وباتت كل ألوانه سواد في سواد تحيط به مجموعة من الأشجار كانت في وقت سابق تحتضنه بعشق وتقدم كل ثمارها كعربون للمحبة وهاهي اليوم قد غيرت قبلة فروعها إلي منزل أخر و إتخذت فصل الخريف حبيبا أبد الدهر يبكيها مطرا و تبكيه أوراقا
الكل هنا يتقن لغة الدمع كيف لا وحزن فراق الأم يترجم بكل اللغات
يخترق بصمت صمت الجدران وصمت الأشجار بخطوات متثاقلة كتبت و ما زالت تكتب أجمل قصص عن الفراق وعن الحنين و الإشتياق متسائلا من قال أن الحزن لا يجتمع فيه الأحباء
وما أن تراه الأشجار إلا و ترسل إليه أوراق يابسة لا روح فيها تسأل عن غياب ساقيها فيبكي لبكاءها ويحتضن جذعها يقبله ويكمل رحلته إلي باب منزله

يلقي إليه نظرة من بعيد و كان كل رجاءه أن يسمع صرخة من صرخات أمه وهي توبخه علي حذائه المتسخ أو أن تقذفه بحذاء تزينه ألف لعنة و لعنة فترتسم إبتسامة وسط أنهار من الدمع يمد من خلالها يده لفتح الباب يستره سكون الليل للحظة ويواسيه الباب الخشبي بأنين فتحه

لقد عدت يا أماه


ويجهش بالبكاء وبصوت مخنوق

لماذا لم تعودي بعد؟....

هاهو الدمع يسبقه إلي الدخول ليقوم برحلته المعتادة تبدأ بتقبيل جدران غرفة قد غابت صاحبتها مرورا بسلالم منذ عام لم تلامسها أناملها لينتهي به المطاف باكيا بين أحضان فرشاة أسنانها يتراءى له خيالها في كل مكان

أماه...
أماااااااااااااااااااااااه
أريدك أن تعلمي أنه عندما كنا نلتقي يتوقف الزمن و الكلمات تنتحر ويسجد التاريخ تعضيما للحظة ما مرت عليه من قبل و لن تمر
ثم يستنفذ ما بقي له من طاقة للوصول إلي مكتب ويرتمي علي ظهره فتهمس الذكريات في أذنه لتعلن بداية ملحمة أخري



أماه...


أماه...


الكل مشتاق لك و لي عظيم الشرف أن أكون واحدا منهم

المطبخ أعلن إضرابا مفتوحا وعلق علي أبوابه نريد صاحبة اليد الندية نريدها الآن حية

فكل يوم ينتحر علي أسواره ألف صحن و كأس
تعانقت كل الملاعق ذابلة يتآكلها الصدأ
طعن السكين نفسه و انتحر
أعلنت الموائد إضرابا عن الطعام
قارورة الغاز تهدد بتفجير المكان
باع ماء الخل خله و باع ماء الورد ورده
واشتري الكل خمرا لينسي مر الفاجعة
غرفة الإستقبال أعلنت أيضا حظر تجول عن أراضيها فمصلاك أصبح مكانا مقدسا أصبح قبلة للباكين
يحج إليه في اليوم سبعة مرات كل ما تملكين
غرفة نومك أصبحت متحفا وطنيا
أماه..
هل أخبرتك من قبل بأني أحبك؟..
كم أحبك يا اماه..
انا..
أنا..
تمتد يد بيضاء لتمسح عنه دمعه
أنت ماذا يا ولدي؟
يفتح عينيه
أماه ...أماه
يحتضنها بشدة
كنت أحلم يا أماه أني فقدتك إلي الأبد
وهل ستبقي تحبني بعد الممات
كيف لا و أنا أحببتك قبل أن أولد
كما كان دمعك لي وطن
سيكون جسدي لك كفن
أطال الله عمرك
وارتمي ليقبل قدميها لتنزل و تحتضنه و يبكيا معا...





misc06rr6.gif



القصه الخامسه


post-14477-1205616624.gif

زمرد


ذات شتاء بارد قبعنا فى المنزل الريفى خاصتنا فى احدى قرى الفيوم, كنا ننتظر على اتون الجمر ولادة المهر الصغير بعد طول انتظار وقد جلست انا وسناء شقيقتى فى الركن فى هدوء وترقب , وقد تصبب العرق غزيراً على جبين أبى الطبيب البيطرى ومساعده يشد ازره ..... بينما وقفت الفرس فجأة ليتدلى منها بعض الماء ثم تستقلى مرة أخرى فى سكون تارة وانتفاضات متلاحقة تارة أخرى تثير العشب الجاف اسفلها ونحن ننظر فى أثارة وقد غاب الوسن عن جفوننا ثم تدلت منها أولى بشائر الحياة وظهر المهر الصغير وقد أحتواه شبه كيس ابيض اللون حينئذ تعالت صيحات الفرح من أبى ومساعده وربت على على جيد الفرس فى حنان.... لم يفوقه سوى حنان الفرس على مهرها الصغير وهى تلعقه بأهتمام ثم تستلقى فى خمول وهى تنظر نظرة أخيرة على وليدها وقد طارت روحها شعاعاً وأنتفض الجسد الأنتفاضة الأخيرة.

أتكئ أبى على قدميه وهو يمسك برأس الآم ويصرخ فى مساعدة أن يغرس حقنة تنشيطية بها لكن هيهات فقد استجمعت المسكينة أخر أنفاس الحياة لتهب للصغير حياة أخرى .
كانت المرة الأولى التى يبكى فيها أبى أمامنا......... وقد أرتعنا أيما أرتياع وجرينا الى أمنا وقد وقفت بملابس النوم على مدخل باب الاصطبل فهى كانت نائمة وقد أيقظنا أبى فى هدوء لكى نحضر هذه الولادة وبدلا من زجرنا شعرت بالخطب وربتت علينا بحنان وهى تمسك بذراع أبى وتقول أنهض عزيزى أن للك أن ترتاح قليلاً.

كانت عيناه حمروان من البكاء المر وقد ألمه أن يترك الفرس هكذا ملقاة فازاح يداها فى رفق وهو ينظر فى أتجاهنا ويقول أذهبى بالطفلتين الأن وماهى إلا فينة وأنا وسناء نرتمى فى احضا ن والدنا ونبكى لبكائه وقد أرتعشت أمى للموقف بينما أنهمك المساعد فى المهر الصغير الذى نسينا أمره تماماً.


كان الصبح بدأ يتنفس وبدأت السماء الزرقاء وقد تناثرت على جبينها لوحات من السحب البيضاء الداكنة تمضى بلهو من مكان لاخر تطاردها أشعة الشمس فى قسوة وتششت شملها ولم تستطع عيوننا الناعسة أن تقف أمام جبروت الشمس ومضينا مع أمنا لنغفو فى تعب ولم أستيقظ سوى فى الظهيرة ورائحة الطعام تداعب انفى فنظرت تجاه سرير سناء ولم أجدها ..حينئذ تذكرت قصة المهر وقصة الآمس الحزينة .. يومها كنت فى نحو العاشرة وسناء فى الثانية عشر وقد وقفت تساعد أمى فى وضع الأطباق وهى تنادى سما أيتها الكسولة أستيقظى ....فغسلت يدى ووجهى سريعاً وأرتديت سروالى البنى المفضل وكنزة خضراء أشتراها أبى لى العام الماضى من القاهرة بثمن باهظ رغم نقوده القليلة التى ضاع اغلبها على البيت الريفى وتربية الجياد وقد باع هذا العام أخر جوادين يملكهما لسداد الديون المتراكمة ولم يبقى سوى" سلوى" الفرس الآثيرة لديه.. ورفض بيعها بكل الطرق وقد غضب أيما غضب حينما علم بحملها فهى لم تكن تحتمل الولادة وقد قضت نحبها وها هو يجلس باكتئاب على المائدة يلهو بحبيات الأرز فى طبقه وأمى لآ تعلق بل أكلت بكل هدوء وهى تشير لى:-
أجلسى يا سما واعطتنى طبقاً مليئا بالطعام وقد أزحته جانباً وأنا أنظر لأمى فى وجل لأنى أعلم أنها أتفقت الصيف الماضى مع مساعد أبى على تلقيح الفرس وحذرتنى بقطع رقبتى أن تفوهت بكلمة. ...وها هى تجلس بكل هدوء وتأكل ثم تقول دون أن تنظر لأحد
"الطعام جيد" , تمتم ابى وهو ينهض:-
لا شهية لى وسار باتجاه الباب وانا اقفز فى سرعة لألحق به وقد أخذت بعض من أفخاذ الدجاج ورغيفى خبز وسط صيحة أمى وسخطها وهى تردف أنت أبنه أبيك أيتها الفتاة الصبى .


وهى على حق فأنا أشبه كثيراً بجسده النحيل وشعره البنى وطبعه الحنون بيد أنى احمل الكثير من النمش على وجهى , كان أبى بطلى الآثير وأنا ارقبه يحنو على المهر الصغير وقد نمت ملامحه عن فرحه ممزوجة بالألم ثم انقلب ملامحه لآهتمام حقيقى وهو يقول شئ عجيب حقا..... وقد جلست بجانبه على العشب والفرس الصغير ينهض بقوائمه فى ضعف ويتقبل من ابى زجاجة حليب بكل جوع وقد أرتعش جسده فى حبور وبرقت عيناه التى اثارت أبى بلونهما الأخضر الزمردى وهويمسح جسد الفرس وقد أنتعش كلاهما من جديد وابى يقول هذه معجزة يا سما معجزة أن يكون لفرس عينان خضروان.......... وهكذا اطلقنا عليه أسم زمرد ونحن نلتهم افخاذ الدجاج بمرح.

كبر زمرد وخلال شهروصار يملاء البيت الريفى صخباً... ومع نموه زادت المشاكل بين أبى وأمى التى رأت فى بيع زمرد حل لمشاكلنا ورفض أبى فى أصرار ..وأن وظيفته تدر عائد معقول ولكن أسرافها وسفرها الكثير هو ما يثقل كاهله وكان كلامه هو القشة التى قصمت ظهر البعير فلم تمضى ساعة الا وقد وشحنت كل شئ فى سيارة وغادرت أبى ونحن برفقتها دون حتى أن تودعه , وحتى دون أن تسمح لنا بوداعه وقد بكت سناء كثيراً وهى ترجوها أن تعيدنا للبيت وأمى تردف أنكما الأثنتان ابنتا أبيكما......كلما تذكرت هذه الفترة المريرة بين تعنت أمى واسرتها وتوسلات ابى ابكى كثيرا فقد غلقت علينا الحجرات وأنهمرت دموعنا ونحن نرقبه من خلف النافذة وهو يمضى كسيراً فى كل مرة يأتى فيها, وقد حصلت أمى على الطلاق وتزوجت رجلاً ثرياً يناسب طموحها ولم يياس ابى ابداً حتى استعدانا وقد عدنا لبيتنا الريفى ولشدة دهشتنا وجدنا الرخاء يعم فيه ولم نجد زمرد فعلمنا أن أبى قد باعه من أجلنا.


ولم تكن هذه نهاية قصتنا فذات مساء ونحن نجلس فى حديقة المنزل الريفى فاذا بسيارة شحن كبيرة تتقدمها سيارة فارهة وقد هبط منها رجل وقور تقدم أبى بتجاهه... ثم هرع لسيارة الشحن وهو يصعدها والفرس يداعبه فى جنون بعد أن رفض الطعام وهزل كثيراً ولم يأكل إلا من يدى أبى وسط فرحتنا أنا وسناء والرجل الوقور يرقبنا فى هدوء وبعد ساعات جلس مع أبى الذى أخبره أن يسطيع أن يرد جزء من ثمن الفرس وسيقسط الباقى ....إلا أن الرجل قاطعه وقال أنا لن أبيعه ولكن سأبيقه معك وغير ذلك سنبدأ فى أنشاء مزرعة كبيرة هنا للخيول وأردف وهو يقول هذا أذا كنت تقبلنى شريكاً .......كانت هذه الليلة أجمل ليالينا وقد عاد زمرد لنا مرة أخرى وماهى الا شهور قليلة وتدب الحياة فى المزرعة التى ضمت أراضى إليها أعطت للفرس الآصيل مكانا اوفر للهو والركض وأعطت لأبى الحياة مرة أخرى .........وفى ليلة شتوية أخرى كنا نقف بجوار أبى نشد ازره فى توليد الفرس الجديدة وليفة زمرد, وكانت فرس شابة قوية ولم تمض لحظات إلا وكانت تمسح جسد صغيرها بكل همة , بينما وقفت أمنا على الباب وقد أتت دون ميعاد تنظر إلينا بعيون خاوية وقد خلا أصبعها من محبس الزواج الجديد وقد خطت بأتجاهنا ولكن أبى لم يسطع أيجاد لها مكان بجانبنا وأن حلت علينا مرات ضيفة عزيزة, تأتى لتنظر مبهورة إلى الفرس الذهبى بعيونه الزمردية الخضراء وقد تطاير شعره يصافح عنان السماء, بنجومها الكبيرة اللامعة وتتساءل وهى تسمح دموع رقراقة هل يصلح الزمن الآخطاء.







basma8.gif



تمت القصص المشاركه اتمنى لكم المتعه والفائده والمشاركه الايجابيه فى التصويت



post-14477-1205615543.gif

 
عودة
أعلى