ــ قل أأنتم أعلم أم الله ـــ


الحمد لله الذي شرفنا بهذا القرآن ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والحمد لله الذي رحمنا و شرفنا بإرسال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، أفضل رسله وخيرته من خلقه ، الحمد لله الذي جعلنا خير الأُمم ، وجعلنا أمة وسط ، والحمد لله الذي خلقنا في هذه البلاد الطاهرة بلاد الحرمين الشريفين ، أطهر بقاع الأرض ، التي هي قبلة المسلمين في صلواتهم ومقصدهم في جميع الأوقات والأزمان لأداء الحج والعمرة والزيارة ، هذه والله من أكبر النعم التي مَنَّ الله بها علينا خاصة دون غيرنا من المسلمين ، فهي نعمة محسودون عليها ، وضيف إلى ذلك هذا الأمن المبارك الذي نعيش فيه ، ميزة أُخرى عن غيرنا ، بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكمة حكومتنا المباركة التي تطبق شرع الله في أرض الله على عباد الله كما أمر الله وبينه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذه ميزة أُخرى محسودون عليها ، فربنا واحد ، ورسولنا واحد ، وديننا واحد ، ودستورنا هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، شريعة خالدة تالدة ، لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يخرج عنها إلا فاجر كافر ، قـال تعـالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ــ 103ــ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ــ104ــ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ــ 105ــ آل عمران ، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ). رواه مسلم في صحيحه والترمذي وغيرهما ، وفي بعض الروايات ، وسنة نبيه ، نعم نحن يداً واحدة ، على قيادة واحدة ، معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، حكومة وشعباً ، قال تعالى : { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } المائدة 56 ، وقال تعالى { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المجادلة 22ــ فبلاد الحرمين [ المملكة العربية السعودية ] ليست كغيرها من بلدان العالم أجمع لأن دستورها القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف القرآن : ــ فيه حكم ما بينكم وخبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن أبتغى الهدى من غيره أضله الله ــ فالشعب السعودي حكومة وشعباً هم لوحدهم أعرف بما يحتاجون وما يريدون بالمناقشات الهادئة والحوار البناء عبر مركز الحوار الوطني الذي أنشاه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من أجل الشعب ، وليسوا بحاجة إلى إملاآت من الغير ، فماذا يريد هؤلاء الناعقين كنعيق الغربان بالإصلاح هل يريدون منا أن نترك القرآن ونذهب إلى غيره من القوانين الوضعية التي لا تصلح إلا لوقت محدود مع ما فيها من نقص في التنظيم والإصلاح والصلاح ، والرب سبحانه وتعالى الذي هو أعلم بمصالح العباد وأرحم بهم من أنفسهم يأمر بأن نعتصم بحبله المتين الذي هو القرآن الكريم ، فهل الذين باعوا أنفسهم للشيطان يدركون هذا ويفهمونه إن كان كذالك فليحكموا عقولهم فيما يقولون ويعملون ويبتعدوا عن أن يكونوا من حزب الشيطان حتى لا يندموا على أفعالهم في الدنيا والآخرة ولا يكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } المجادلة ــ 19ــ نعم كلنا نعرف ونفهم جميعاً خطوات الشيطان والنتيجة التي يؤول إليها من يتبعه عندما ينتهي الأمر، يقوم يوم القيامة خطيباً في أتباعه ، كما قال الله تعالى : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } إبراهيم 22ـــ فهل بعد هذا حسرة وندامة لا والله إنها لأكبر حسرة وأكبر ندامة ، فماذا بعد الحق إلا الظلال ، نعوذ بالله من الظلال ، وما هذه الحملة الشرسة في بعض وسائل الإعلام المغرضة الحاسدة إلا دعوة للظلال والفتنة والفرقة والفوضى والرذيلة ولكن الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات رد الله كيد الكايدين في نحورهم حتى شرقوا بريقهم فأسكتهم الله بفضله ومنته علينا وعافانا مما أُبتيلوا به ، والحمد لله أن الشعب السعودي النبيل أثبت إنظباطه والتفافه حول قيادته وحكومته الراشدة التي لا تألوا جهداً في تلمس احتياجات شعبها وتأمينها له ، وهذا بفضل الله منتهى الحب والتلاحم بين القيادة والشعب نرجو من الله عز وجل أن تدوم ، ولا نريد بهذا سب أحد ولا نريد أن نكون عوناً للشيطان عليهم ولكن من غيض ما في القلوب مما نسمع ونرى ، (أأنتم أعلم أم الله بما يصلح البشر) نسأل الله العلي القدير أن يهدي ضال المسلمين ويردهم إليه رداً جميلاً ويتوب عليهم فإنه يتوب على من تاب وأقلع ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجمع شملنا وأن يوحد على الخير صفنا ولا يكون معنا ولا فينا ولامنا من يكونوا من حزب الشيطان ، وأن يجعلنا جميعاً من حزب الرحمن ويحفظنا جميعاً من كل مكروه ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على سيدنا وقدوتنا وشفيعنا نبينا محمد بن عبد الله صلاة وسلاماً دائمين مادامت السموات والأرض ، أترككم إخواني في حفظ الرحمن
 
عودة
أعلى