nanci taha
New Member
سأصل فلانة في الغد
سأزيل ماحدث بيني وبين فلان في الغد ..
ســأنجز هذا العمل في الغد .
ســـأحفظ القرآن خلال الأشهر القادمة .
ســـأكمل دراستي في العام القادم .
والأهم .. سأصلح ما بيني وبين ربي
بداية السنة الجديدة ..!
ثم مـــــــــــاذا ؟!!
أيام تتلوها أيام دون حراك يُذكر ، أو إنجاز يُسطر ،
أعذار تُختلق ، و أسباب تُؤلف .. وكل ذلك ماهو إلا نتاج
حقيقي لــ داء استفحل وإن لم يداوَ فحتمًا سيقودنا إلى
دروب الفشل ، وصرخات الندم ، وسيفتك بأوقاتنا ،
ويسلب منّا أيامنا ..!
| التسويـــف |
داء عُضال .. ومرض قتّال كان ومازال وسيظل العدو
الأول لــ كل تقدم ، و نجاح ، و إنجاز ..!
مضمون حديثي ليس بالجديد ، فكلنا يعي خطورة ذلك الداء
إن استشرى في حياة الواحد منا ، ولكن ..["]هل هذا يكفي ..؟!
نعي هذا .. ورغم ذلك مازال يسلبنا الكثير من أيامنا
وقبلاً منها أوقاتنا بكل دقائقها وثوانيها ..
نعي هذا .. ورغم ذلك لم نستفد من تجارب أذاقنا فيها
ذلك الداء مرارة الفشل ، وعلقم الخسارة ..!
إلى متى ؟ ، أما آن الأوان إخوتي لــ مداوته قبل
أن يستفحل ..؟!
تأمل حياتك .. تساءل بين وبين ذاتك كم من أثر
تركه ذلك الداء على صفحات حياتك ، وكم من خطوة
إلى الأمام تراجعت عنها بسببه ، بل كم قصرت في
علاقتك بينك وبين موجدك من العدم سبحانه ..!
طرحت تلك التساؤلات على ذاتك ..؟!
أجبت ..؟! .. إذن :
اعقلها وتوكل .. وبكل عزم ٍ وإصرار أقبل ، و نحو أولى
خطوات القضاء على ذلك الداء أقدم ، بدءًا و مانحن
بحاجة إليه للعبور نحو طرق النجاح والإنجاز هو :
-التغلب على الخوف من الفشل والذي منه ينشأ
التأجيل والتسويف ، لابد من إلغاء هذه الفكرة تمامًا
و التمسك فقط بــ [ الأمل بالله والتوكل عليه ] .
- ومن ثمّ لابد أن نعي جيدًا أن التسويف هو دلالة
مؤكدة على " الضعف والعجز " يقول عمر رضي الله عنه :
[ القوة في العمل أن لا تؤخر عمل اليوم لغد ٍ ] إذن ..
لابد من تحد ٍ للنفس ، وحينها سيتبدل الضعف والعجز
إلى قوة وإنجاز .. وحينها حتمًا سنتغلب على التسويف .
- لابد أن نكون ذوي همم عالية ، وعزائم قوية
تطمح للإنجاز والنجاح ، فلنتأمل سير العظماء والمنجزين
كي نحظى بسير مشرفة كسيرهم ، فسيرة المرء وحده من يخطها ..!
- ومن المهم إخوتي قبل الإقدام على أي عمل في هذه الحياة
التركيز على ما نريد ، كي ننجز ، فلا نشتت أنفسنا بين
مشاريع ، وأعمال ، وأهداف عدة دون التركيز على أحدها .
- ويعقب التركيز خطوة مهمة الترتيب والتنظيم ، وحسن
التخطيط لأي عمل نريد الإقدام عليه - أي عمل - مهما كان
بسيطـًا ، لابد من الجدولة والتنظيم كي نستثمر أوقاتنا ،
وننجز أعمالنا في الأوقات المحددة لها .
ختامًا ياكرام .. لنكن على يقين بأنّ من ينجح في :
| إدارة وقته ، سينجح بإذن الله في إدارة حياته |
وبالتالي سيقضي تمامًا بعد توفيق الله على التسويف ..!