●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
منذ الأربعينات
منذ خمسين عاما .
بدأت أعمال التنقيب عن الحب ...
في داخل الأنثى العربية ..
فقد كنت أعتبر الأنوثة
أهم من الذهب .. والماس .. والبلاتين ..
ومن كل المعادن الثمينة .
كنت أعتبرها
ثروة قومية ، وشعرية ، وتشكيلية ..
وشجرة ثقافية نأكل من خيرها ..
ونتبارك بزيتها المقدس .
منذ الأربعينات .
وأنا أواصل التنقيب عن الحب .
في أقاليمك التي لا تاريخ لها قبلي .
ولكن لها تاريخ بعدي .
كنت أبحث عن الماء والمرعى
تحت خيوط دشداشتك المشغولة بالأزهار ..
وعن تراث من الكحل .. والحزن .. والشعر ..
مخبأ في عينيك ..
من أيام امرئ القيس !!
منذ الأربعينات .
وأنا أنخل رمال جسدك الجميل
حبة .. حبة ..
رابية .. رابية ..
زاوية .. زاوية ..
نبشت تحت إبطيك المكتظين بالحنطة ..
وتحت خاصرتك المكتوبة على البحر الطويل ..
نبشت عن المسك تحت الضفائر ..
تسللت نحو بيوت الحمام ..
وتحت صباغ الأظافر ..
وضيعت اسمي .. وعنوان بيتي ..
فهل صار منفاي بين الأساور ؟؟
منذ خمسين عاما
وأنا أحفر بأظافري قارات العالم الخمس ..
من غابات الأمازون .. إلى مضيق جبل طارق ..
ومن جزر الكناري .. إلى جزر القمر ..
ومن مجاهيل سيبيريا ..
إلى جنوب إسبانيا ..
منذ خمسين عاما
كان حرف الحاء ممنوعا ..
وحرف الباء ممنوعا ..
وجميل بثينة معتقلا ..
وكثير عزة تحت الإقامة الجبرية ..
وولادة بنت المستكفي ..
محبوسة في سجن النساء !!..
عندما بدأت أعمال التنقيب عن الحب ..
ونجحت تجاربي الأولى
خاف أهل البلد على نسائهم ..
وخاف الرجال على رجولتهم ..
وخاف المثقفون والكتاب على وظائفهم ..
وخاف الأمريكيون على استثماراتهم ..
وخاف الإنكليز على إمبراطور يتهم ..
وخاف أهلي على سمعتهم ..
قال أبي : إن مشاريعي خنفشارية ..
فلا الحب يطعم خبزا ..
لا الشعر يطعم خبزا ..
وخشيت أمي أن تخطفني
إحدى حوريات البحر .. على كورنيش بيروت ..
وأن أموت بضربة نهد ..
في إحدى أمسياتي الشعرية ..
في الأربعينات ..
لم يكن أحد في مدينتنا مقتنعا
بأن الحب موجود تحت الأرض ..
أو فوق الأرض ..
المهندسون ضحكوا علي ..
والجيولوجيون ضحكوا علي ..
وذكور القبيلة تعوذوا بالله ..
وخافوا أن تخرج لهم النساء من بالوعة المطبخ ..
ويستلمن السلطة !!..
في الأربعينات ..
كانت المرأة تخاف أن تنظر إلى جسدها في المرآة ..
حتى لا تشتهيه !!..
في الأربعينات ..
كان القمع العاطفي في ذروته ..
فأبوا زيد الهلالي
كان رقيبا على المطبوعات ..
وسيف بن ذي يرن ..
كان يستعمل سيفه في ذبح أي نهد ..
يخرج على طاعة أمير المؤمنين !!..
منذ خمسين عاما
وأنا أعمل كشرنقة في غزل خيطان الأنوثة ..
حتى تهيأ لي ..
أن كل نساء العالم العربي
لا يلبسن إلا حرير قصائدي !!..
في الأربعينات .
لم يكن أحد يجرؤ أن يرتكب قصيدة حب..
أو يرسل أولاده إلى مدرسة الحب ..
أو يوظف قرشا واحدا في بنك الحب ..
لا أحد كان مستعدا ..
أن يتورط في عشق امرأة ..
حتى لا يخسر عذريته ..
وشرفه العسكري ..
وأصواته الانتخابية ..
في الأربعينات .
كان الناس ضد الحب ..
وضد الشعر .. وضدي ..
وكانت الاستثمارات العاطفية مغامرة مجنونة ..
كانت كتابة ديوان شعر .. تعادل الفضيحة ..
وكانت قراءته جرما موصوفا ..
تنظر فيه محكمة الجنايات ..
النساء وحدهن ..
كن متحمسات لمشروعي .
وكن يصلين .. ويضرعن إلى الله ..
حتى تنفتح أمامي أبواب الكنز المسحور ..
وتتفجر آبار الحب تحت أقدامي ..
فينتهي عصر الجفاف والملوحة ..
وتتغير خريطة الأرض .. وخريطة الإنسان ..
ونتحول من أمة يقتلها العطش ..
إلى أمة تغتسل بأمطار الحب ..
في الأربعينات .
كان الجاهليون قائمين بجاهليتهم ..
وذكور القبيلة قائمين بذكورتهم ..
أما نساء القبيلة ..
فكن يحلبن مع النوق ..
ويسحقن بالمهباج مع اللبن ..
ويؤكلن مع ( البرياني ) .. والمرق ..
كان الحب لعبة الرجل وحده ..
هو الذي يوزع الورق ..
وهو الذي يسرق ( الجوكرات ) ..
وهو الذي يهزم الجميع ..
ولكنه لا يهزم أبدا ..
قبل خمسين عاما ..
كانت مناداة المرأة باسمها الصغير ..
عورة ..
وحديثها على التلفون عورة ..
وحديثها مع نفسها عورة ..
وكان شاعر الحب العربي ..
يكتب وصيته ..
قبل أن يلامس ظفر حبيبته !!.
بعد خمسين عاما ..
من انضمامي إلى حزب النساء ..
لا تزال أعمالي مزدهرة ..
وقصائدي مزدهرة ..
وبيباني ملء السمع والبصر ..
ولا يزال الأمريكيون ..
يحاولون أن يسحبوا امتيازي
للتنقيب عن الحب ..
ويجردوني من الرأسمال الوحيد الذي أملكه ..
شعري ..
وعشقي ..
وحريتي ..
منذ خمسين عاما .
بدأت أعمال التنقيب عن الحب ...
في داخل الأنثى العربية ..
فقد كنت أعتبر الأنوثة
أهم من الذهب .. والماس .. والبلاتين ..
ومن كل المعادن الثمينة .
كنت أعتبرها
ثروة قومية ، وشعرية ، وتشكيلية ..
وشجرة ثقافية نأكل من خيرها ..
ونتبارك بزيتها المقدس .
منذ الأربعينات .
وأنا أواصل التنقيب عن الحب .
في أقاليمك التي لا تاريخ لها قبلي .
ولكن لها تاريخ بعدي .
كنت أبحث عن الماء والمرعى
تحت خيوط دشداشتك المشغولة بالأزهار ..
وعن تراث من الكحل .. والحزن .. والشعر ..
مخبأ في عينيك ..
من أيام امرئ القيس !!
منذ الأربعينات .
وأنا أنخل رمال جسدك الجميل
حبة .. حبة ..
رابية .. رابية ..
زاوية .. زاوية ..
نبشت تحت إبطيك المكتظين بالحنطة ..
وتحت خاصرتك المكتوبة على البحر الطويل ..
نبشت عن المسك تحت الضفائر ..
تسللت نحو بيوت الحمام ..
وتحت صباغ الأظافر ..
وضيعت اسمي .. وعنوان بيتي ..
فهل صار منفاي بين الأساور ؟؟
منذ خمسين عاما
وأنا أحفر بأظافري قارات العالم الخمس ..
من غابات الأمازون .. إلى مضيق جبل طارق ..
ومن جزر الكناري .. إلى جزر القمر ..
ومن مجاهيل سيبيريا ..
إلى جنوب إسبانيا ..
منذ خمسين عاما
كان حرف الحاء ممنوعا ..
وحرف الباء ممنوعا ..
وجميل بثينة معتقلا ..
وكثير عزة تحت الإقامة الجبرية ..
وولادة بنت المستكفي ..
محبوسة في سجن النساء !!..
عندما بدأت أعمال التنقيب عن الحب ..
ونجحت تجاربي الأولى
خاف أهل البلد على نسائهم ..
وخاف الرجال على رجولتهم ..
وخاف المثقفون والكتاب على وظائفهم ..
وخاف الأمريكيون على استثماراتهم ..
وخاف الإنكليز على إمبراطور يتهم ..
وخاف أهلي على سمعتهم ..
قال أبي : إن مشاريعي خنفشارية ..
فلا الحب يطعم خبزا ..
لا الشعر يطعم خبزا ..
وخشيت أمي أن تخطفني
إحدى حوريات البحر .. على كورنيش بيروت ..
وأن أموت بضربة نهد ..
في إحدى أمسياتي الشعرية ..
في الأربعينات ..
لم يكن أحد في مدينتنا مقتنعا
بأن الحب موجود تحت الأرض ..
أو فوق الأرض ..
المهندسون ضحكوا علي ..
والجيولوجيون ضحكوا علي ..
وذكور القبيلة تعوذوا بالله ..
وخافوا أن تخرج لهم النساء من بالوعة المطبخ ..
ويستلمن السلطة !!..
في الأربعينات ..
كانت المرأة تخاف أن تنظر إلى جسدها في المرآة ..
حتى لا تشتهيه !!..
في الأربعينات ..
كان القمع العاطفي في ذروته ..
فأبوا زيد الهلالي
كان رقيبا على المطبوعات ..
وسيف بن ذي يرن ..
كان يستعمل سيفه في ذبح أي نهد ..
يخرج على طاعة أمير المؤمنين !!..
منذ خمسين عاما
وأنا أعمل كشرنقة في غزل خيطان الأنوثة ..
حتى تهيأ لي ..
أن كل نساء العالم العربي
لا يلبسن إلا حرير قصائدي !!..
في الأربعينات .
لم يكن أحد يجرؤ أن يرتكب قصيدة حب..
أو يرسل أولاده إلى مدرسة الحب ..
أو يوظف قرشا واحدا في بنك الحب ..
لا أحد كان مستعدا ..
أن يتورط في عشق امرأة ..
حتى لا يخسر عذريته ..
وشرفه العسكري ..
وأصواته الانتخابية ..
في الأربعينات .
كان الناس ضد الحب ..
وضد الشعر .. وضدي ..
وكانت الاستثمارات العاطفية مغامرة مجنونة ..
كانت كتابة ديوان شعر .. تعادل الفضيحة ..
وكانت قراءته جرما موصوفا ..
تنظر فيه محكمة الجنايات ..
النساء وحدهن ..
كن متحمسات لمشروعي .
وكن يصلين .. ويضرعن إلى الله ..
حتى تنفتح أمامي أبواب الكنز المسحور ..
وتتفجر آبار الحب تحت أقدامي ..
فينتهي عصر الجفاف والملوحة ..
وتتغير خريطة الأرض .. وخريطة الإنسان ..
ونتحول من أمة يقتلها العطش ..
إلى أمة تغتسل بأمطار الحب ..
في الأربعينات .
كان الجاهليون قائمين بجاهليتهم ..
وذكور القبيلة قائمين بذكورتهم ..
أما نساء القبيلة ..
فكن يحلبن مع النوق ..
ويسحقن بالمهباج مع اللبن ..
ويؤكلن مع ( البرياني ) .. والمرق ..
كان الحب لعبة الرجل وحده ..
هو الذي يوزع الورق ..
وهو الذي يسرق ( الجوكرات ) ..
وهو الذي يهزم الجميع ..
ولكنه لا يهزم أبدا ..
قبل خمسين عاما ..
كانت مناداة المرأة باسمها الصغير ..
عورة ..
وحديثها على التلفون عورة ..
وحديثها مع نفسها عورة ..
وكان شاعر الحب العربي ..
يكتب وصيته ..
قبل أن يلامس ظفر حبيبته !!.
بعد خمسين عاما ..
من انضمامي إلى حزب النساء ..
لا تزال أعمالي مزدهرة ..
وقصائدي مزدهرة ..
وبيباني ملء السمع والبصر ..
ولا يزال الأمريكيون ..
يحاولون أن يسحبوا امتيازي
للتنقيب عن الحب ..
ويجردوني من الرأسمال الوحيد الذي أملكه ..
شعري ..
وعشقي ..
وحريتي ..