قَبْلَ آلوَدآعْ...~

nanci taha

New Member
17365_1241036923.gif

أخوتي و أخواتي ../
هذه رسالة من القلب إلى القلب...رسالة لمن أحب...
أرسلها للمحتاجين من أمثالي...فلعلها تكون سبباً لحياتهم و حياتي ...
أكتبها لكم و أملي أن تصل إلى قلوبكم...
فإن وجدتم خلالها ما يذكر ...
فلكم أن تنقلوها إلى كل منتدى او أي بريد ممن تعرفون...
فربما تصل إلى إنسان قبل أن يودع الحياة فتكون له سبباً للحياة...
و لعلها تصل إلى إنسان قد انغمس بالملذات فتكون سبباً للنجاة...
أملي أخي / أختي.. أن لا تقف عند أول سطورها ...
فأكملها فلعلها تكون تذكرة لمن يخشى...
17365_1241038699.jpg

قالى تعالى :
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
} سورة الجمعة
كم من مهموم في تلك المقبرة ممن لامست المنون أصحابهم...
و كم من مكلوم أصيبوا بمصيبة فهزت أركانهم...
و أحاطت بهم تلك الفاجعة فأوجعتهم...و رمتهم بسهمها فأبكتهم...
في تلك المقبرة لا تعلم من يعزي من ..و من يواسي من...
الكل يحبس دموعاً في المقل...و الكل يحوقل و يترحم...
و الكل يستغفر و بذكر الله يتمتم...الكل منكسر...
إنه زائر الموت...
الذي يثني أكثر الناس شدة...و يلين أشد القلوب قسوة..
و يحني أكثر الأجسام جبروت و عظمة...





أتيت القبـور فساءلتهـاأيـن المعظـم والمحتقـر​
وأيـن المـذل بسلطانـهوأين القوي على ما قـدر​
تفانوا جميعاً فمـا مخبـروماتوا جميعاً ومات الخير​
فيا سائلي عن أناس مضواأما لك فيما مضى معتبـر​
تروح وتغدو بنات الثـرىفتمحو محاسن تلك الصور​


17365_1241038789.jpg

إنه الموت الذي يعصف بالنفوس ...فلا يفرق بين ملك أو مملوك...
و لا صغير أو كبير...أو أنثى أو ذكر..إنه الموت..ا
نتزع الطفل الصغير من ثدي أمه...و انتزع الطفل السعيد من حضن أبيه!!
إنه الموت الذي لم يمهل العصاة المتكبرين المتجبرين من أن يتوبوا...
إنه الموت الذي لم يمهل الصالحين الطائعين أن يستزيدوا....
إنه الموت يمر على السقيم و الصحيح...و يختار المرافق قبل المريض...
و يطوي البعيد عن القريب...إنه الموت...فكفى به واعظاً !!
هي سويعات ..فوجدت المقبرة من تلك الأمم خالية...
و لم أجد شيئاً من المظاهر السابقة...القبور
و قد وضعت عليها النصائب...
و غطيت بالتراب و رشت بالماء لكي يثبت رملها...
و بقايا من طين كان أعد لأحد الأموات فزاد عن الحاجة...
فأكتفي ببعضه...دفنت أجساد تحت الأرض...
و سعت أجساد فوق ارض ...أعتبر أناس ...
و مرت هذه اللحظات على أناس...و اقتربت الشمس للمغيب...
و خرجت من المقبرة...
17365_1241046682.jpg

فعلمت أن الدنيا و إن طالت فهي قصيرة...و إن أقبلت فهي لابد يوماً مدبرة...
و إن أورقت فهي إلى قريب ساقطة..و إن أينعت فهي لابد يوماً زائلة...
و إن أزهرت فمردها أنها ذابلة...
و يذهب كل شيء و يبقى شيئاً واحداً هي ثمرة أعمالنا الصالحة...
لقد عادت بي ذاكرتي إلى حديث ذلك المؤذن الذي بلغ من العمر الثمانون..
و يقول لقد أذنت لمدة أربعين سنة...فمرت كأنها يوم واحد...
فإذا كانت الحياة سوف تمضي بهذه السرعة ...
و العمر سوف ينقضي بغمضة عين...فلماذا التقصير...و لماذا التأجيل...
و لماذا التسويف...و لماذا ندع الركب يرتحل ...
و أهل الخير يركبون و نحن واقفون...
و نخسر بقية الحياتين الطويلتين الدائمتين ( حياة البرزخ و حياة الآخرة )...
شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال :
{ إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ،
وإن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره
...}




فإنك ما تدري إذا كنت مصبحاًبأحسن ما ترجو لعلك لا تمسي​


فلاش وعظي

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
و تساءلت في نفسي بعد ذلك كثيراً ؟!
لماذا لا نسعى لحياتنا الباقية ؟
17365_1241039140.jpg

إن الحياة قصيرة و أيامها معدودة...و منغصاتها كثيرة...
و آهاتها عظيمة...و مصائبها جليلة...
و رغم ذلك نسعى لخطبة هذه الحياة الفانية ...
فنقدم لها مهراً ثميناً من حياتنا الباقية...
إن الخلق يعيشون ثلاث مراحل من الحياة...الحياة الدنيا ...و حياة البرزخ ...
و حياة الآخرة...فالحياة الدنيا هي أيام معدودة ...
لا يعلم المرء متى انقضاؤها...و لا يدري متى نهايتها...
و لا يعلم متى يرحل منها...و الرسول صلى الله عليه و سلم....
يقول إن أعمار أمتي بين الستون إلى السبعون...
فهي حياة قصيرة على المقصر والمجتهد...
فالمقصر سوف يندم إن لم يتب و يستقيم...
و المجتهد يندم إذ لم يستزيد....فغداً يحين الندم..عندما يحضر ملك الموت...
و عندما نُحمل على الأكتاف...و يعلم هل كنا على خير أم لا
قال تعالى :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ
}سورة آل عمران
17365_1241039222.jpg

عن هانئ مولى عثمان قال:
كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته،
فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا؟
فقال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
«القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه،
وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه
»
ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه»
17365_1241039290.jpg

فهل نحن بمأمن من زائر الموت... ؟
بيت ترفرف السعادة في أطرافه...
فيعتقد أهله أن الأفراح سكنت معهم
و أن السعادة سوف تستمر بالتغرير بينهم...
وأن السرور قد نزل بدارهم...
وفجأة وبدون مقدمات ينتزع ملك الموت روحاً من أرواحهم...
فتتحول السعادة إلى تعاسة ...و يحزن الجميع...
و لكن هو القضاء الذي لا مفر منه...
أم بين أطفالها تُضاحكُ هذا و تنظر إلى حاجة هذا...
و تبتسم لسعادة هذا و تبكي لحزن ذاك...
و فجأة ينتزعها الموت من بينهم...
17365_1241039766.jpg

فيفقد الأطفال عطف أم روؤم و لطف أم حنون...
فيخلعون ثوب السعادة ويلبسون ثوب الحزن أبد الدهر...
فيبكون لفقدها...و يتحسرون لغيابها...و لكن هو الموت الذي لا مهرب عنه .
و أبٌ بين أبنائه يداعبهم تارة ...و يسعى في قوتهم تارة...
فيحل يومه ...وبلا ميعاد...و يدخل عليهم بلا موعد..
و يصبحوا في يوم و ليلة ...أيتام يتصدق الناس عليهم...
فينزل الضيق عليها...و يحيط الهم و الكرب بهم...
و ليس لهم إلا الرضا بالقضاء...إنه هادم اللذات ومفرق الجماعات...
و أخ بين أخوته...
هو أنيسهم ...و رفيقهم...
فينزل القضاء فينزعه من بينهم...
فيفقدوا الأنس و السعادة برحيله ...
فيبحثوا عن بقايا من بسماته...و شيئاً من مداعبته...
و لا يجدوا إلا بعض بقايا من أغراضه التي خلفها بعد وفاته...
فإنا لله و إنا إليه راجعون...
قال الحسن:
( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه)
و نائم ينتظر صباحه...
فيمسي بعداد الأحياء...
و يصبح بعداد الأموات...
فيمسي بين صحبه...
و يصبح في وسط لحده...
17365_1241039447.jpg

و كم من بعيد أمل أن يعود لحبيبه...
فطواه الموت قبل أن تكتحل عينه بلقيا حبيبه....
فانقطع الأمل بالتلاقي في الحياة...
بعد أن أصبح في عداد الأموات...
قال التميمي:
( شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى )
أخي العزيز...
إن الملك الموكل بقبض الأرواح ينتظر من يحل يومه...فمن ياترى تحمل القائمة ؟
و هل يومي الآن ...أو بعد لحظات... أو بعد حين ..
العلم عند رب العالمين
نسأل الله حسن الخاتمة...و أن يمد بالأعمار على طاعة
إن اللبيب هو الذي لا يهمه متى موعد موته...
بل هو بشغل دائم بالتزود من موارد الخير...و سُلوك طريق المتقين ..
فأمن النهاية ...
و لا تخيفة متى تكون ومتى تحين تلك النهاية...



تزود من التقوى فإنـك لا تـدريإذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر​
فكم من صحيح مات من غير علةوكم من سقيم عاش حينا من الدهر​
وكم من صبي يرتجى طول عمـرهوقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري​


همسة ..

أخي الحبيب...
إن للموت لسكرات...
تذكر أشد كربات الدنيا ...فالسكرات منها أشد...
تذكر أشد مصائب الدنيا فالسكرات منها أعظم...
تذكر أشد الضيق الذي يحل بالمرء فالسكرات منها أعلى...
كفى به ألماً أنه آلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم
و هو الصابر المحتسب فقد روت عائشة رضي الله عنها
و قالت :
( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل
يديه في الماء فيمسح بها وجهه
ويقول :
لا إله إلا الله إن للموت سكرات , ثم نصب يده فجعل يقول :
في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده )رواه البخاري
يال قلبي.. و بأبي أنت و أمي يارسول الله...فقد آلمتك السكرات...
ويال حزني و أنت أفضل الخلق ...لقد حرتك لحظات الممات...
إذا كنت أنت الحبيب المصطفى قد أعيتك السكرات...
فكيف بمثلنا من المقصرين الضعفاء ؟!...
فاللهم نسألك العون ... فإنه لا مهرب منه ...
و لا ملاذ عن كرباته إلا بعونك ياربنا ..
قال تعالى
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )
فاللهم رحمتك بنا عندما يشتد بنا و يشتد...
و اللهم لطفك بنا عندما ينتزع انتزاعاً من أطراف أجسامنا
حتى يصل التراقي ...فلا ينفع طبيب أو راق..
قال تعالى :
{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ
السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ
} القيامة
فنسألك حسن الخاتمة...
و أن تجمل النهاية...
فإنها عندما نبلغ النهاية ..تقفل أبواب قبول الأعمال..
و يصير المرء مرهوناً بما كسبت يمينه..
قال تعالى :
{ فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ
} الواقعة
فياليت شعري ماذا يتمنى المرء في موقفه هذا...
و ليت شعري فهل يتمنى مسرف على نفسه أنه وقع في شراك معصيته...
قال تعالى :
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
) سورة الأنعام
و هل يتمنى مفرط أن فرط في جنب الله...
و هل يتمنى مقصر على تقصيره...
فهناك تحين ساعة الندم و لات ساعة مندم...
قال تعالى :
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )
سورة الأنبياء​
 
عودة
أعلى