nanci taha
New Member
بناءالذات على منهج الإسلام؟
لقد ترك لنا نبينا الكريم عليه الصلاة وأتمالتسليم تراثاً ضخماً، ومنهجاً متوازناً،
للبناء والإصلاح متدرج الخطوات،واضح القسمات، يبدأ بالبدايات المنطقية،
ويسير وفق الخطوات الأولية، يأتيالبيوت من أبوابها، ولا يتسلق جدرانها،
آخذاً بعين الاعتبار عناصر البناء،وجواهر الإعداد، فوضع الأسس الأصيلة،
وانتخب القواعد الأولى التي تكوّنالذات، وتنطلق بها إلى تمام البناء شأنه في ذلك شأن بناء الجدار،
لا بدّ فيبنائه من اختيار أحجار نظيفة قوية متينة،
إذ هيهات أن يقوم بناء شاهق ثابتعلى أحجار هشة، وموادّ متآكلة،
)أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهاربه)،
وهكذا المجتمع مؤلف من أفراد، ولا بدلإصلاحه من بناء الأفراد
أولاً وإعدادهم الإعداد الكامل الصالح الرشيد،فكرياً، وجسمياً، وسلوكياً،
بحيث ينصهر فيه المبنى والمعنى، والمادة والروح،
والمحسوس والمعقول، والصعب والذلول،
وتتحد فيه العناصر والأدوات والآلات التيتضع الفرد في ساح المنهج الرباني المتنامي،
المتكامل من البداية إلىالنهاية.
ولا بد في إصلاح الذات وتكوين الفرد من توفيرركائز أساسية،
نذكر بعضها في هذه العجالة والبقية في العددالقادم:
1- أن يكون قوياً،
وليس المقصود قوة الجسم فقط، بل قوة الدين والعقل، قال الله تعالى في حقّموسى
(القويّ الأمين)،
ولخص علماء الإدارة في أن الموظف الجيد هو من تجتمع به هاتينالصفتين،
القوة (يعني التمكن من علمه وفهمه وعقله وجسده) والأمانة
(وهي الصفةاللازمة لأي إنسان تريد أن تعتمدعليه).
2- أن يكون سليم العقيدة،
فعقيدة الإيمان بالله تعالى بأركانها ولوازمها تجعل الإنسان
المؤمن على تصور واضح لما يجب له،ويجب عليه،
وتحدد له مساراً واضحاً في بناءذاته، وبناء تصوراته عن الكون والإنسان والحياة،
وتضعه على المسار الواضحالسليم في كل ما يأتي ومايذر.
3- أن يكون متين الخلق
:متحلياً بالفضائل، متجافياً عن الرذائل، شجاعاً في الحق لايخاف في الله لومة لائم،
صريحاً لا ينافق ولا يخادع، عفيفاً لا يبيع دينهبعرض من الدنيا قليل، مترفعاً عن السفاسف،
آخذاً بعزائم الأمور، كريماً لايبخل إذا دعا داعي الجود للبذل والعطاء.
4- أن يكون مثقف الفكر،
واسع المعرفة، غوّّاصاً وراء دقائقها، ملماً بأبعادها،وأنواعها، خبيراً بمعارف العصر وعلومه،
ولا تغيب عنه خفاياها، متسلحاً بعمق النظر، متثبتاً لا يتبع الظنون،
ويخضع للأوهام، عاملاً على الدوام على تنميةمعارفه،
حريصاً على معرفة كل جديد في دنيا الإبداع، والإنتاج،
فلا يضع علمهفي وجوه التكسب الرخيص،
ولا في دهاليز النصب والاحتيال.
5- أن يكون مجاهداً لنفسه،
يصونها من الردى، ويحميها من الخنى، ويربأ عن سفاسف الأمور،ويتبع بها معاليها،
يلجمها عن المعاصي ويربيها على الطاعة، وإن راودته علىالحرام وقف في وجهها كالطود،
وإن زيّنت له السوء، زيّن لها الكمال، والجميل من الخصال،
يعرف أنها كالطفل إن أهملها شبت على حب النقائص،
وإن فطمها عنهاانفطمت، يعرف قول القائل ويفهمه:
فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم
وإن الجهاد لهذه النفس هو طريق عزتها، وهدايتهاوأمنها وأمانها،
فلا تقعد عن جهادها لحظة فإنها أمارة بالسوء إلا من رحم رب
لقد ترك لنا نبينا الكريم عليه الصلاة وأتمالتسليم تراثاً ضخماً، ومنهجاً متوازناً،
للبناء والإصلاح متدرج الخطوات،واضح القسمات، يبدأ بالبدايات المنطقية،
ويسير وفق الخطوات الأولية، يأتيالبيوت من أبوابها، ولا يتسلق جدرانها،
آخذاً بعين الاعتبار عناصر البناء،وجواهر الإعداد، فوضع الأسس الأصيلة،
وانتخب القواعد الأولى التي تكوّنالذات، وتنطلق بها إلى تمام البناء شأنه في ذلك شأن بناء الجدار،
لا بدّ فيبنائه من اختيار أحجار نظيفة قوية متينة،
إذ هيهات أن يقوم بناء شاهق ثابتعلى أحجار هشة، وموادّ متآكلة،
)أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهاربه)،
وهكذا المجتمع مؤلف من أفراد، ولا بدلإصلاحه من بناء الأفراد
أولاً وإعدادهم الإعداد الكامل الصالح الرشيد،فكرياً، وجسمياً، وسلوكياً،
بحيث ينصهر فيه المبنى والمعنى، والمادة والروح،
والمحسوس والمعقول، والصعب والذلول،
وتتحد فيه العناصر والأدوات والآلات التيتضع الفرد في ساح المنهج الرباني المتنامي،
المتكامل من البداية إلىالنهاية.
ولا بد في إصلاح الذات وتكوين الفرد من توفيرركائز أساسية،
نذكر بعضها في هذه العجالة والبقية في العددالقادم:
1- أن يكون قوياً،
وليس المقصود قوة الجسم فقط، بل قوة الدين والعقل، قال الله تعالى في حقّموسى
(القويّ الأمين)،
ولخص علماء الإدارة في أن الموظف الجيد هو من تجتمع به هاتينالصفتين،
القوة (يعني التمكن من علمه وفهمه وعقله وجسده) والأمانة
(وهي الصفةاللازمة لأي إنسان تريد أن تعتمدعليه).
2- أن يكون سليم العقيدة،
فعقيدة الإيمان بالله تعالى بأركانها ولوازمها تجعل الإنسان
المؤمن على تصور واضح لما يجب له،ويجب عليه،
وتحدد له مساراً واضحاً في بناءذاته، وبناء تصوراته عن الكون والإنسان والحياة،
وتضعه على المسار الواضحالسليم في كل ما يأتي ومايذر.
3- أن يكون متين الخلق
:متحلياً بالفضائل، متجافياً عن الرذائل، شجاعاً في الحق لايخاف في الله لومة لائم،
صريحاً لا ينافق ولا يخادع، عفيفاً لا يبيع دينهبعرض من الدنيا قليل، مترفعاً عن السفاسف،
آخذاً بعزائم الأمور، كريماً لايبخل إذا دعا داعي الجود للبذل والعطاء.
4- أن يكون مثقف الفكر،
واسع المعرفة، غوّّاصاً وراء دقائقها، ملماً بأبعادها،وأنواعها، خبيراً بمعارف العصر وعلومه،
ولا تغيب عنه خفاياها، متسلحاً بعمق النظر، متثبتاً لا يتبع الظنون،
ويخضع للأوهام، عاملاً على الدوام على تنميةمعارفه،
حريصاً على معرفة كل جديد في دنيا الإبداع، والإنتاج،
فلا يضع علمهفي وجوه التكسب الرخيص،
ولا في دهاليز النصب والاحتيال.
5- أن يكون مجاهداً لنفسه،
يصونها من الردى، ويحميها من الخنى، ويربأ عن سفاسف الأمور،ويتبع بها معاليها،
يلجمها عن المعاصي ويربيها على الطاعة، وإن راودته علىالحرام وقف في وجهها كالطود،
وإن زيّنت له السوء، زيّن لها الكمال، والجميل من الخصال،
يعرف أنها كالطفل إن أهملها شبت على حب النقائص،
وإن فطمها عنهاانفطمت، يعرف قول القائل ويفهمه:
فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم
وإن الجهاد لهذه النفس هو طريق عزتها، وهدايتهاوأمنها وأمانها،
فلا تقعد عن جهادها لحظة فإنها أمارة بالسوء إلا من رحم رب