ادب التوفيق في آداب الطريق : قصيدة شيخ الشيوخ أبي مدين الغوث

قصي حمدان

New Member
التوفيق في آداب الطريق : قصيدة شيخ الشيوخ أبي مدين الغوث​
(مــا لــذة الـعـيش إلا صـحبة الـفـقرا هــم الـسـلاطين و الـسـادات والأمـرا)
( فـاصـحبهموا وتـأدب فـي مـجالسهم وخــــل حــظـك مـهـمـا قــدمـوك ورا)
( واستغنم الوقت واحضر دائما معهم واعلم بأن الرضا يختص من حضرا )
( ولازم الـصـمـت إلا إن سـئـلت فـقـل لا عـلم عـندي وكـن بالجهل مستترا )
( ولا تَــــرَ الـعـيـب إلا فــيـك مـعـتـقداً عــيـبـاً بــــدا بـيِّـنـاً لـكـنـه اسـتـتـرا )
( وحــط رأســك واسـتـغفر بــلا سـبب وقــف عـلـى قـدم الإنـصاف مـعتذرا )
( إن بــدا مـنـك عـيـب فـاعـتذر وأقــم وجـه اعـتذارك عـما فيك منك جرى )
( وقــل عـبـيدكموا أولــى بصفحكموا فـسـامحوا وخــذوا بـالرفق يـا فـقرا )
( هــم بـالـتفضل أولـى وهـو شـيمتهم فــلا تـخـف دركــا مـنـهم ولا ضـررا)
( وبـالـتغني عـلـى الإخــوان جـد أبـداً حـساً ومعنى وغض الطرف إن عثرا)
( وقَــدِّمِ الـجِـدِّ وانـهـض عـنـد خـدمته عـساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا )
( فـفـي رضـاه رضـا الـباري وطـاعته يـرضى عـليك فـكن مـن تـركه حذرا )
( واعـلـم بــأن طـريـق الـقـوم دارسـة وحـال مـن يـدعيها الـيوم كيف ترى )
( مــتـى أراهــم وأنــى لــي بـرؤيـتهم أو تـسمع الأذن مـني عـنهموا خبرا )
( مــن لـي وأنـى لـمثلي أن يـزاحمهم عـلـى مــوارد لــم آلــف بـهـا كــدرا )
( أحــبــهــم وأداريـــهـــم وأوثـــرهــم بـمـهـجتي وخـصـوصـا مـنـهم نـفـرا )​
( قوم كرام الســجايا حيــث ما جلسـوا يبـقى المكـــان على آثارهم عـطرا )​
( يهـدي التصوف من أخلاقهم طرفـــا حسـن التألف منهم راقني نظـــــرا )​
( هم أهل ودي وأحبابي الذين همــــوا ممـــن يجـر ذيول العـز مفتخــــرا )​
( لا زال شمـلي بهم في الله مجــتمـعـا وذنبنــا فيــه مغــفورا ومغــــــتفرا )​
( ثم الصلاة عــلى المخـــتار سيدنـــــا محمــد خيـــر من أوفى ومن نذرا )​
 
عودة
أعلى