كلمة القرآن

4islam

New Member

تشعبت أقوال أهل العلم حول الأصل اللغوي لكلمة القرآن ويمكن تصنيفها إلى شعبتين :

شعبة القائلين بأن اللفظة غير مهموزة ( القران )

شعبة القائلين بهمزها ( القرآن )

القول الأول:

القائلون بعدم همزها وسبيلهم إلى تخريج هذا الرأي ما يلي :

لفظ ( القران ) غير مشتق ولا مهموز: علم على كلام الله تعالى والذي أنزله سبحانه بلفظه ومعناه على عبده الأكرم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد نسب هذا الرأي للأمام الشافعي رحمه الله وحجته أنه لم يؤخذ من (قرأت) ولو أخذ من (قرأت) لكان كل ما قرئ قرآناً ولكنه اسم كالتوراة والإنجيل وقد ذكر هذا الرأي عن الشافعي رحمه الله في كتب لا تعد حجة عليه ، ولو صحت نسبته إليه لم يكن هذا دافعاً على التسليم به

أن القرآن بغير همز مأخوذ من القرائن جمع قرينة لان آياته إذ يصدق بعضها بعضاً تقوم مقام القرائن بعضها على بعض
ويخالف هذا الرأي سابقه في قوله بأن اللفظة مشتقة وإن وافقه في عدم الهمز وقد قال بهذا الرأي الفراء من النحاة والقرطبي من الفقهاء

أن القرآن غير مهموز من قرن الشيء بالشيء إذا ضمه إليه وجمع بعضه إلى بعض لان الآية تضم إلى مثلها ومثيلاتها والسور بالسور تقرن وقد عزي هذا القول إلى أبي الحسن الأشعري

وقد تعقب العلماء المخالفون لهذه الآراء حجج إخوانهم بالاعتذار لها ، والحاصل من ذلك أن هذا القول سهو والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهذا ما أشار إليه ( الزجاج والفارسى ) وغيرهما وقد قرأ بتسهيل الهمزة من القراء (أبو بكر بن مجاهد - وعبد الله بن كثير- وأبو عمرو بن العلاء رحمهم الله ) وفرق كبير بين القراءة بتسهيل الهمزة وجحدها ، ويؤخذ على من قال بأن لفظة القرآن بالتسهيل جامدة غير مشتقة أمور منها :

أن الأمر في تسمية القرآن وفي قراءاته أمر نقل متواتر وسماع متيقن وليس لهذا الرأي مستند من نقل ولا حجة من سماع
القول بأن القرآن علم غير مشتق دال على ذات معينة خلاف لقاعدة القرآن الكريم في أسمائه الأخرى ، وصفاته مشتقة من ألفاظ دالة على غايات القرآن الكريم
القول بأن القرآن مشتق من القرائن أو من قرن الشيء بالشيء لا ينصاع بيسر إلى قواعد الاشتقاق ثم إن توجيه معناه لا يخلو من تكلف وقد ساق هذا الوجه من الاعتراض قدامى ومحدثون من العلماء

القول الثاني

القائلون بأن لفظ قرآن مهموز ومشتق وقد وجهوا قولهم بما يلي :

لفظ قرآن مهموز على زنة (فُعْلان) مشتق من القُرء أو القَري وهو الجمع ومنه قَريت الماء في الحوض إذا جمعته
وقول عمرو بن كلثوم في وصف ناقة : هجان اللون لم تقرأ جنينا
أي لم تجمع جنينا ولم يَضطَّم رحمها عليه أي لم يجتمع رحمها عليه وقد قال بهذا الرأي الجوهري وغيره من العلماء

لفظ القرآن بالهمز مصدر بوزن الغفران مشتق من قرأ بمعنى تلا وسمي به المقروء تسمية للمفعول بالمصدر وقد رجحه كثير من العلماء وقريب منه (قرأ بمعنى أظهر وبين ) لأن القراءة إظهار للألفاظ وقد نسب الزركشي هذا القول إلى بعض المتأخرين بنص عبارته

الرأي الراجح :

والرأي الذي نؤثره عليه بدليله على غيره من الرأي هو أن لفظة القرآن مصدر من قرأ تقول قرأ قراءه وقرآناً استعمل بمعنى المقروء إطلاقا للمصدر على مفعوله وجعل علما عند إطلاقه على الكلام المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ولا نجد كبير خلاف بين هذا الرأي وبين الرأي القائل: إنه من قرأ بمعنى ضم وجمع فالأصل اللغوي واحد إذ التلاوة ضم أحرف وجمع كلمات بعضها إلى بعض وقد استعملت اللفظة في القرآن بمعنى القراءة في قوله { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} … (سورة القيامة الآيات 19-17 ) 0أي أن الله جلت قدرته يمتن على نبيه بأنه ضمن أن يجمع له القرآن في صدره محفوظا بعد نزوله وملفوظا ميسرا على لسانه ويذهب بعض المفسرين إلى أن القرآن ورد بمعنى القراءة في قوله عز من قائل { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }… (الاسراء: من الآية78) أي وأقسم بقرآن الفجر أونصب على الاغراء أو بمعنى الصلاة وقيل إنها كذلك بمعنى القراءة في قوله تعالى{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ }… (سورة الرحمن الآية 2-1 ) وهو قول فيه نظر والجمهور على خلافه .
 
موضوع هام ولأول مرة اعرف او اسمع عن هذه الاختلافات في الرأي فكل علمي ان القرآن يكتب هكذا ( القرآن الكريم )
 
الله الله على هذه المواضيع الرائعة و المفيدة
جزاكي الله خيرا و جعلك من الداعيات الصالحات المصلحات
اسمحي لي بهذه المشاركة
كتاب و قراء القرآن الكريم


كُتَّـاب القرآن الكريم

من أشهر هؤلاء بل هو إمام الكتاب وسيدهم : زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن البراء: لما نزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ادع لي زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة" ثم قال:"اكتب (لا يستوي القاعدون) "([1]).
قال ابن حجر رحمه الله : (نعم قد كتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة غير زيد بن ثابت أما بمكة فلجميع ما نزل بها لأن زيد بن ثابت إنما أسلم بعد الهجرة). أي أن جميع ما نزل قبل الهجرة كتبه كتاب آخرون غير زيد الأنصاري المدني الذي أسلم بالمدينة وقال ابن حجر : (وأما بالمدينة فأكثر ما كان يكتب زيد ولكثرة تعاطيه ذلك أطلق عليه:الكاتب بلام العهد وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبيُّ بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة، وأول من كتب له من قريش بمكة عبد الله ابن سعد بن أبي سرح وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة،والزبير ابن العوام،وخالد وأبَّان ابنا سعيد بن العاص بن أمية، وحنظلة بن الربيع الأسدي، ومعيقيب بن أبي فاطمة، وعبد الله بن الأرقم الزهري، وشرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن رواحة)([2]).
القُـَّراء من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد اهتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن كتابة وقراءة وضبطاً وحفظاً، واشتهر عدد منهم بالإقراء وذلك لتميزهم بضبطهم للقرآن، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عن بعض هؤلاء الضابطين، فقد أخرج البخاري رحمه الله بسنده عن مسروق: ذكر عبدُ الله بن عمرو عبدَ الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه،سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيِّ بن كعب"([3]).
والذين اشتهروا بإقراء القرآن من الصحابة كثيرون قال السيوطي:(المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان وعليُّ وأبيُّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء)([4]).
وقال ابن حجر:(وقد ذكر أبو عبيد القرَّاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعداً وابن مسعود وحذيفة وسالماً وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة وعد ابن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضاً تميم بن أوس الداري وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذ الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيد ومسلمة بن مخلد وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص وسعد بن عبادة وأم ورقة)([5]).
قلت: ولا شك أن عدد الصحابة القراء يفوق ما ذكر أضعافاً مضاعفة فقد ذكر أن سبعين من القراء قتلوا في معركة واحدة وهي اليمامة. وذِكْرُ هذه الأعداد الكبيرة من الصحابة القراء يدل على شدة اهتمامهم بكتاب ربهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،ولا يتعارض هذا العدد الكبير مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سبق ذكره ألا وهو :" خذوا القرآن من أربعة" فقد يكون هؤلاء أشد حذقاً وإتقاناً للقراءة من غيرهم وقد يكونون حفاظاً عن ظهر قلب بالإضافة إلى إتقانهم القراءة ولهذا حق لهم أن يكونوا من أشهر الصحابة في الإقراء وشرفوا بنص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن قرأ سورة (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) على أبي بن كعب رضي الله عنه. ففي الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيِّ: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) قال : وسمَّاني؟ قال : "نعم"، قال فبكى([6]).وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: " اقرأ علىَّ القرآن"([7]).وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري فأعجب بها ومدحها. وثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه : " مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس"([8])وعن مسروق قال : قال عبد الله رضي الله عنه:"والله الذي لا إله غيره ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أُنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو كنت أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"([9]).


و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref1([1]) صحيح البخاري 4990.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref2([2]) فتح الباري 8/639.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref3([3]) المرجع السابق حديث رقم 4999.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref4([4]) الإتقان في علوم القرآن 1/204.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref5([5]) انظر فتح الباري 8/669.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref6([6]) أخرجه البخاري برقم 4659 ومسلم برقم 799.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref7([7]) سبق تخريجه.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref8([8]) الترمذي برقم 3672 وقال : حديث حسن صحيح.

http://university.arabsbook.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111557#_ftnref9([9]) اخرجه البخاري برقم 5002.
 
جزاك الله خيرا اخي قصي و شكرا على الدعاء اسال الله ان يجعلك من الصالحين الطائعين القانتين .... و انا مشاركاتي ليست الرائعة بل اضافاتك هي التي تعطيها هذه الروعة ... بارك الله فيك
 
عودة
أعلى