nanci taha
New Member
من منا من أحد إلا وله حبيب أو قريب قد مات وفارق الحياه
وله في القلب منزلة عالية ومكانة غالية
إنطوت صحائفه وانقضت فرصة عمله وأهيل عليه التراب
ليكون بين أطباق الثرى مرتهن بعمله
ينتظر رحمة ربه في يوم فقره وضعفه
فهو في أمس الحاجة وأعظم الرغبة إلى حسنة تأتيه في قبره وتزيد من أجره وترفع من قدره
ويـُغفر بها ما قد سلف من وزره .
وقد حيل بينه وبين الرجوع إلى الدنيا ليستأنف العمل فيها ويتزود من الباقيات الصالحات منها .
قال تعالي :
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِ أرجعون لعلي أعمل صالحآ فيما تركت
كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون .
فما ظنكم إخواني حين تأتيه الحسنات ممن عاش معهم
إنها فرصة لا يحصيها كتاب ولا يحويها جراب !
والحقيقة أن عاطفتنا الفياضة ومشاعرنا الجياشة نحو موتانا لابد أن تكون عملية مفيدة
تنتج ثمرات يانعة يقتطف منها الموتى ما يفرحون به في قبورهم وأثناء حسابهم
فقد ضاقت بهم السبل وتوقفوا عن العمل لكسب الحسنات
وذلك من البر بهم في قبورهم .
ونحن عندما نطلب الإحسان إليهم نحذر غاية التحذير من طلب الإحسان منهم
فهو الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر .
فهم مرتهون في قبورهم مجزيون بأفعالهم
لا يملكون لأنفسهم حولآ ولا طولآ ولا موتآ ولا حياة ولا نشورآ
فكيف يملكونها لغيرهم !!
وهم كما سترون إن شاء الله في أمس الحاجة إلى من يحسن إليهم
بعمل صالح يخفف من عذاب من كتب الله بعدله له العذاب
ويرفع في درجات ويزيد من حسنات من كتب الله برحمته له الثواب والوقاية من العقاب
وفاقد الشيئ لا يعطيه والفقير إلى الرحمة لا يملك أن يهبها لغيره
والمحتاج إلى المغفرة لا يستطيع أن يبذلها لسواه .
..
الميت كائن لا يستطيع أن ينفع الأحياء ولو بقطمير
وإنما كل النفع والضر والخير والشر بيد من بيده مقاليد السموات والأرض
وهو على كل شيئ قدير
فكيف تلتفت القلوب لسواه ممن نزل بساحتهم الأجل وانقطع منهم الأمل
وانطوت عليهم صحائف العمل ؟
..
فاحذر من دركات البدع وابتعد عن فخاخ الشيطان
فليس كل عمل صالح يجوز أن يـُهدى للموتى
فما ورد فيه النص الشرعي عملنا به ورجونا من الله قبوله
وما لم يرد فيه نص شرعي من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقفنا عنده ولم نتجاوزه إلى غيره حتى لا يضيع سعينا هباء وعملنا دون فائدة
وقد حاولت على قلة البضاعة وضعف الصناعة
أن أجمع ما ورد من نصوص شرعية فيما ينتفع به الموتى من أعمال الأحياء
أسأل الله أن يجعله عملآ مقبولآ لوجهه الكريم .
الجلوس عند المحتضر لدلالته على الخير
عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه
قال :
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل
وعبدالله بي أبي أمية بن المغيرة
فقال :
أي عم ! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله
فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية :
أتغب عن ملة عبد المطلب ؟
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة
حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم :
على ملة عبد المطلب
وأبى أن يقول لا إله إلا الله
قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله :
.. ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ..
وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
.. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ..
..
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال :
كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند راسه
فقال له :
أسلم
فنظر إلى أبيه وهو عنده
فقال له :
أطع أبا القاسم
فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار .
عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه
قال :
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل
وعبدالله بي أبي أمية بن المغيرة
فقال :
أي عم ! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله
فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية :
أتغب عن ملة عبد المطلب ؟
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة
حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم :
على ملة عبد المطلب
وأبى أن يقول لا إله إلا الله
قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله :
.. ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ..
وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
.. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ..
..
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال :
كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند راسه
فقال له :
أسلم
فنظر إلى أبيه وهو عنده
فقال له :
أطع أبا القاسم
فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار .