«صفعة ألم.. أيقظتني!!»

nanci taha

New Member
تمنيت أني بحلم.. تمنيت بأن صدمتي لم توقظ داخلي نومة الغفلة.. أشعر بأني وصلت مرحلة الغباء لطيبة قلب وسط غابة مظلمة.. شلت كياني.. ربطت لساني!!

لم أعد قادرة على الاستيعاب.. فالمواقف كالسحاب فوق رأسي أراها تصافح جرحي..

عبارة كنت أجهل معناها.. مع أنني أرى الكل من حولي في سباق لتكرارها «نحن في زمن المصالح»
كنت مغرقة بالوفاء والإيثار.. أحرم نفسي لأهديه غيري.

أسامح لأعطي بصفاء.. أدفن الأذى وأمدَّ يد الوفاء!!

ماذا دهاك يا قلبي!! إلى متى غفلتك؟ إلى متى تظل غارقاً في زمن لم يعد كما كان - لم يعد كبراءة طفولتنا.. ولم يعد كتربية آبائنا.

لا أود البكاء على الأطلال.

مرير جداً طعم ذاك الشعور الذي أعيشه..

لم أعرف يوماً أن ذلك سيكون مصدراً لألم قلب إلا عندما وخزت من إبرة كادت توقف نبضات قلبي.. لو كنت أدرك يوماً بأن الزمن يعود للوراء قليلاً لأصافح ذاك الزمان والصفاء ولو للحظة لما لُذْتَ بالهروب..

لن أستطع أن أكمل فصول الوفاء والإيثار بتفاصيله فقد توقفت بأسبابهم.

سئمت من شعور النكران!! سئمت بوضع قلوب تدوس فصول المحبة وأجملها وتزيد بدفنها..

سئمت وضع الهذيان.. فقد وصلت قمة الشعور بالسأم، سئمت وقع قلب لم يكتفِ بآلامه.. ليصرخ بأعلى صوته:

كفاكم جرحاً ونكراناً.. أي ذنب اقترفته لتأخذ من هذه الحياة درساً يشل أطرافك.. يفقدك الثقة بمن حولك.. لتنظر إلى عالمك نظرة سوداوية يعكسها خنجر من حولك..

أعيش يومي بصفاء وطهر.. أضع رأسي لأغفو في ليل فيه الناس رقود وقلباً بين أضلعي لا يحمل لهم إلا كل خير.. ومن حولي ساهرون ليختاروا وقتاً مناسباً لرمي سهامهم..

أصبحوا لأقابلهم بابتسامة ولسان حالي يقول:-

لما ملامحكم أصابها التعب

رحماً لحالهم.. هه!!

لم أعلم بأن تعبهم كان لأجل أن يتفننوا ويصلوا إلى قمة غرس الألم بداخلي..

وقتها ماذا يمكن أصف فيه نفسي..

قمة الغباء واللؤم!! أم أنعتها بالسقم والسخف!! رفقاً بحالي لأنني لا أملك لدغاتكم التي أصابتني بالألم..

ولا أملك خبثكم ولا أستطيع إخفاء ما أنوي به من ضرر..

ولا أملك نفاقاً يكسو ملامحي.. كل ما أملكه قلب بطيبته استمد عطائي وسعادتي.. ما أملكه ابتسامة صادقة.. وتضحية وإيثاراً.. عفواً.. توقفوا!!

لن أسمح لخبثكم ولن أسمح لم بالقرب مني بعد اليوم..

سأعيش ما بقي بحذر وأحمل قلبي بعيداً عنكم حيث أبعد نقطة يمكن أن تصل فيه قلوبكم.

سأظل أحافظ عليه بلطف وأرعاه باهتمام.. لن تدفنوه بسواد أفعالكم.. لن يظل صامدا بوجه التيار..

فكلي ثقة برب السماء بأن يوماً ما سأكون بين بشر يقدرون قلباً بينهم.

فبشراك يا قلبي.. لا تيأس من أفعالهم التي طعنت كرياتك. فغداً بقرب قلوب تشعر بقلبك ستكون أحلى.. وبدعوة أب وأم سأظل أسعد.. سؤال؟!

أي جرم ارتكبته ذات مساء أو في بزوغ فجر لأطعن في الصميم؟!

عالم طفولي..!!

أعيش في براءة طفولتي.. لتكون نبراس تعاملي.. أبتسم في وجوه قد تحمل لي الأذى قد أسمع كلمات التحذير ممن هم حولي.. أصم آذاني قائلة.. لما تفكيركم هكذا؟!

هم طيبون.. هم ابتسموا في وجهي ولن يحملوا إلا الخير لي.. يالغبائي!!

ففي عز انشغالي بما يسعدهم أتيقظ من خنجر مسموم وصدمة تجمد فيه أعضائي.. اُصَاب بالذهول!!

أحقاً ما نطقوا به!! احذري تلك العقارب..

أصدقاً ما تفوهوا به!! سيطعنونك من حيث غفلة.. أعيش في دوامة انبهار وأشعر بأن الزمن يتوقف بصفعة توقظني..

يا أنت.. يا قلب.. إلى متى ستظل غارقاً في زمن لم يعد!!

يا قلب كفاك نوماً وغفلة!! لما الرقود ومن حولك يتفنون في رسم الآلام!!

ما تبقى لقلبي من صدمة!!

عذراً سأظل أنعتكم بالأفاعي والعقارب الحية المسمومة!! ولكن سأرسل شكراً لصفعة أفعالكم.

لأنها أيقظت غفلتي من لذيذ رقادها.. لأرى ما حولي بمنظار حذر وأتعامل بخوف وترقب لأنتظر وقت غرس خناجرهم..

لن أحكم على الجميع بهذا اللفظ القاسي ولكن سيظل الحذر يحتويني لأحافظ على قلب خسرته أفعال قلوبكم..

همسة..


«الختام» شكراً لصفعتك فقد أيقظتني..!!

في الحياة يجب أن نحذر من أن نعايش من حولنا بقلوبنا فقط بل بعقولنا أيضاً!!



. .
 


مآ أروع قلمك حين يصول ويجول
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها
دمت بحب وسعاده
 
عودة
أعلى