●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأي الإسلام في الاحتفال بعيد الحب (الفالانتاين)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى . والصلاة والسلام على المصطفى وبعد ...
لقد انتشر في الآونة الأخيرة الإحتفال بعيد الحب , وهو عيد من أعياد النصارى حيث يلبسون فيه الزي لأحمر ويتم تبادل الزهور الحمراء وغيرها من الهدايا .
هذا وإنه لمن الغفلة والسطحية وخداع الذات أن يظن المرء أنه لا يشاركهم في معتقدهم وإنما يبث هذا اليوم في أصحابه معاني الحب والبهجة خصوصاً عن طريق التهاني والهدايا .
فما قصة هذا العيد وما رأي الإسلام فيه؟
أولا الحب في الإسلام كلمة كبيرة لها مفهومها ودلالتها وحدوها كما ورد في الحديث" عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا أنتم فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " (رواه مسلم وأبو داود ), لكن العجيب والمحزن حينما يستغل الحب والعاطفة استغلالاً شهوانيا سيئا حتى ارتبط بأساطير وخرافات وأعياد لا يقبلها العقل السوي ومن ذلك أن ترى في منتصف شهر فبراير ( 14 شباط) من كل عام من يحتفل احتفالاً كبيراً ويسمونه عيد الحب الذي هو من أعياد الرومان الوثنيين الذي ورثتهالنصارى أيضا , ووردت فيه أساطير كثيرة تدور حول محور واحد وأشهرها : كان فالنتاين أسقفاً مسيحيا ً في روما قبل أن يباح الدين المسيحي في الإمبراطورية الرومانية , في نحو سنة 270 للميلاد , وكان اسم الامبراطور الروماني آنذاك كلاوديوس , وكان ذا همة في الحرب .
ولذا كان يريد ان يتطوع الرجال في جيشه . ولما كان قلة من المتزوجين يقبلون عل التطوع , أخذ على العزوبية . ولم يعجب هذا الأمر فالتاين بالطبع بل قام هذا الأسقف بعقد قران العشرات سراً في غرف مظلمة .
وكان لا بد من الشموع , التي صارت رمزاً لمشاعر الحب الحالم . وكان لا بد من الهمس كذلك حتى ثارت هذه الطقوس تقليداً يتوارثه المحبون .
ولما علم الإمبراطور الروماني بذلك قبض على فالنتاين , وحكم عليه بالموت . وفي انتظار حكم تنفيذ الحكم كان العشاق يأتون الى سجنه , ويلقون اليه بالزهور وبطاقات الحب . وكان من زوار فالنتاين ابنة السجان , وهي فتاة آمنت بالحب , وبأن فالنتاين كان على حق , وعندما حان وقت الإعدام ترك لها الاسقف بطاقة كتب عليها :"اليك حبي – فالنتاين ." كان ذلك في يوم14شباط سنة 269 للميلاد.
حُكم الإحتفال بعيد الحب: لا يجوز وهو من المحرمات بدليل :
1- لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة , لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي مردود على من أحدثه .
2- أن فيها مشابهة للكفار وتقليداً لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبها بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) . ولما كان من أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء والبراء وجب تحقيق هذا الأصل لكل من يقول لا إله ألا الله محمد رسول الله فيحب المؤمنين ويبغض الكافرين ويعاديهم ويشنئهم ويخالفهم ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك . قال سبحانه : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله (المجادلة:22)
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن " رواه مسلم.
3- ما يترتب على ذلك المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء او بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات , أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها , ولا يبرز ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح , فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها .
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشترى يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركاً لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.
آراء العلماء :
1- رأي الأستاذ عمر عبد الكافي :
أحمد الله رب العالمين وأصلى وأسلم على سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم أما بعد أخوتي الكرام فإن الأمة عندما تفقد هويتها وتبعد عن كتاب ربها وشرع نبيها صلى الله عليه وسلم تتخبط في هذه الحياة بشكل عشوائي والله سبحانه وتعالى أوجد لنا لا أقول البديل بل الأصل الأصيل وهما عيدا الفطر وعيد الأضحى .والعجيب في الإسلام أن هناك مناسبات كثيرة يحتفل بها المسلمون في كل مناسبة , فمنذ بداية ولادة الطفل هناك الوليمة في العرس والعقيقة بعد الولادة , وهناك اجتماع المسلمين في كل مناسبة من المناسبات التي تؤصل الصلات الاجتماعية وتقوى روابط الحب بمعناه الحقيقي وهذه هي حقيقة الإسلام . أما ما يسمى بعيد الحب أو عيد الكره أو مثل هذه الأمور التي هي بعيده كل البعد عن الإسلام فيصدق فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم " والله سبحانه وتعالى يقول " ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى " فلا شيء في الإسلام يسمى فالنتين أو غير فالنتين وإنما نحن بفضل الله أمه لها هوية خاصة ولها معالم خاصة والها مرجعية في كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم لا تحيد عنه قيد أنمله رأى والله أعلم
ما هوى رأى فضيلتكم فيما يفعله الشباب في هذا اليوم وما هو حكم الاحتفال بمثل هذه الأعياد ؟ هذا شباب مهزوم داخلياً وقد نكون نحن قد قصرنا في تربيتهم كآباء ومربيين ومعلمين ودعاة ومدرسين في مدارس وأساتذة في الجامعات وبيئات تربية من وسائل الإعلام إلى ما غير ذلك . وكل هذا نتيجة تقصيرنا وبالتالي نحظى بهذا الشباب الشموه الذي ينتمي إلى الإسلام اسما ولا ينتمي إلى الإسلام عملاً , يحمل أسماء إسلامية . يتكلم بلغتنا ولكن قلوبه قلوب أعجمية ويحرم على شبابنا هذه المشاركات ويحرم علينا تقصيرنا في إعادتهم إلى حظيرة الإسلام وتوعيتهم بإن الإسلام فيه الغنى عن كل هذا , هذا وإن الإسلام ليس ضد الحب فالإنسان المسلم يحب الله حبا جما ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم ويحب الصحابة ويحب الصالحين والعلماء والقدوات وأبيه وأمه وزوجته وابنه وابنته وأخيه في الله وأخته في الله ومن كان يحب أخاه في الله فيبلغه بهذا ويقول له انى احبك في الله , وهذه المحبة كلها اذا ترسمت في القلب فإنها لا تدع لتلك الأمور الأخرى التي هي حب زائف وكاذب وحب يخاطب غرائز محمومة وأشياء مؤقته تزول بزوال المؤثر ولكن لو جرب أبنائنا كيف يحبون دينهم لملأ هذا الحب قلوبهم عن اى حب مزيف آخر.
2- يقول ابن القيم :
( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق , مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك , أو تهنأ بهذا العيد ونحوه , فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات , وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب , بل إن ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل , كمن هنً عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) أ. هــ .
3- فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في عيد الحب فتوى رقم (21203) وتاريخ 23/11/1420 هـــ.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه , وإذا أنضاف إلى العيد المخترع مونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبه بهم ونوع مولاة لهم وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟أنه قال : ((من تشبه بقوم فهو منهم )). وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله او أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته , كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : (( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.))
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لا سيما في أوقات الفتن وكثر الفساد وعليه أن يكون فظناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يعرفون بالإسلام رأساً , وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إللا هو سبحانه وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
تم والحمد لله رب العامين
أخوكم في الله والمحب لله ورسوله
الرجاء نشر الموضوع كي
تفيد غيرك
ويعلم حقيقة عيد الحب
الرجاء نشر الموضوع كي
تفيد غيرك
ويعلم حقيقة عيد الحب
نرجو التثبيت