●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
معالي وزير خارجية مصر العربية المحترم ...
في كل تصريح لك , ولقاء صحفي , ولقاء تلفزيوني , أنصت إلى كلماتك المنتقاة بعناية , كلمات تريد بها إقناع الجمهور بما لا تقتنع به معاليك , وأرى في وجهك حرج من الأسئلة التي توجه إليك , والتي يحاول سائلوها البحث عن منفذ , أو فهم , أو حيرة , لما تقوم به مصر العربية الشقيقة الكبرى للإخوة العرب , تجاه شعب تم تجويعه ثم استبيح دمه .
معالي الوزير , ما الذي تغير من زمن عرابي , وسعد زغلول , والشرقاوي . ما الذي تغير من زمن بورسعيد , والسويس , وتشرين . هل ثمن السلام قتل الأبرياء ومحاصرتهم وتجويعهم ؟ هل ثمن السلام بيع حقوق الأمة , والاكتفاء بإطعام أصحاب الحقوق المباعة ؟
معالي الوزير , مازلت أرى في جبهتك علامات الإباء العربي , ومازلت أراهن على هذا الذي يتحرك في قلبك كأي مواطن عربي لما يراه في الفضائيات الشريفة , ومازلت أقرأ من خلف تصريحاتك تعابير الألم الكبير لما تحدثه آلة الإجرام الإسرائيلية من قتل وتدمير .
معالي الوزير , لم تكن مصر يوماً من المعتدلين , بل كانت دائماً من المنصفين , وكانت دائماً نصيراً للمستضعفين , كانت مصر تعني , نصرة الثورة الجزائرية , ونصرة الثورة الليبية , كانت مصر حلم الوحدة العربية , كانت مصر درب النضال والحرية , ومازلنا نسمع صوت العرب وصوت القاهرة , لا ليبثا لنا أغاني القمر والحب والليل , بل لنسمع خبر فتح المعابر , لمن ضاقت بهم السبل , وحاصرتهم رائحة الموت . ولنسمع بعدها نشيد " وطني حبيبي وطني الأكبر ".
معالي الوزير , من الصعب على مواطن عربي مكسور مثلي أن يتقبل صورة السائح الإسرائيلي , تفتح له أبواب المنتجعات , والفنادق , والشواطئ , ويتجول في خان الخليلي , فرحاً بقتل الأبرياء , ويعبر النيل بالقوارب الجميلة يتغنى هو ومن معه بصور جثث الشهداء تحت أضواء برج القاهرة . ويمنع هذا الذي يبحث عن ملاذ , عن ملجأ , عن مكان آمن في بلادكم من تجاوز معبر رفح . هي مفارقة سيدي لا يمكن لعربي مقهور مثلي أن يتحملها . ترى هل تشترطون أن يجرح ويتأذى لمن يود العبور إلى بلادكم ؟
معالي الوزير أرجو أن تعودوا إلى اتفاقية المعابر بين السلطة وإسرائيل ( 2005 ) , وبين مصر وإسرائيل ( 2005 ) وبين مصر وإسرائيل والسلطة ( 2007 ) , لن تجد في بنودها جميعاً , ما يمنعكم من فتح المعابر بوجه المحاصرين , والمجوعين . إن هذا العدوان فريد في التاريخ , لن تجد له مثيلاً أبداً . ففي كل الحروب الغادرة يتمكن المدنيين من الهروب من اللجوء إلى معسكرات آمنة , إلى مخيمات على حدود دول متاخمة . لكن هذا العدوان أعتمد التجويع والحصار والقتل , دون السماح بالهروب من آلة القتل والتدمير الإسرائيلية . فهل تساعدون على ذلك ؟
معالي الوزير , لا أريد أن تدمروا إسرائيل , ولا اطلب قطع العلاقات معها , ولا أناشدكم طرد السفير الإسرائيلي من مصر , بل حتى لا أأمل بسحب سفيركم من تل أبيب , فقط أريد أن تكون إنساناً , يرى الظلم ويساعد على إزالته , يرى الملهوف ويغيثه , يرى الضحية وينجدها , وأذكرك بأنه " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ,فلم تطعمها , ولم تدعها تأكل من خِشاش الأرض "
في كل تصريح لك , ولقاء صحفي , ولقاء تلفزيوني , أنصت إلى كلماتك المنتقاة بعناية , كلمات تريد بها إقناع الجمهور بما لا تقتنع به معاليك , وأرى في وجهك حرج من الأسئلة التي توجه إليك , والتي يحاول سائلوها البحث عن منفذ , أو فهم , أو حيرة , لما تقوم به مصر العربية الشقيقة الكبرى للإخوة العرب , تجاه شعب تم تجويعه ثم استبيح دمه .
معالي الوزير , ما الذي تغير من زمن عرابي , وسعد زغلول , والشرقاوي . ما الذي تغير من زمن بورسعيد , والسويس , وتشرين . هل ثمن السلام قتل الأبرياء ومحاصرتهم وتجويعهم ؟ هل ثمن السلام بيع حقوق الأمة , والاكتفاء بإطعام أصحاب الحقوق المباعة ؟
معالي الوزير , مازلت أرى في جبهتك علامات الإباء العربي , ومازلت أراهن على هذا الذي يتحرك في قلبك كأي مواطن عربي لما يراه في الفضائيات الشريفة , ومازلت أقرأ من خلف تصريحاتك تعابير الألم الكبير لما تحدثه آلة الإجرام الإسرائيلية من قتل وتدمير .
معالي الوزير , لم تكن مصر يوماً من المعتدلين , بل كانت دائماً من المنصفين , وكانت دائماً نصيراً للمستضعفين , كانت مصر تعني , نصرة الثورة الجزائرية , ونصرة الثورة الليبية , كانت مصر حلم الوحدة العربية , كانت مصر درب النضال والحرية , ومازلنا نسمع صوت العرب وصوت القاهرة , لا ليبثا لنا أغاني القمر والحب والليل , بل لنسمع خبر فتح المعابر , لمن ضاقت بهم السبل , وحاصرتهم رائحة الموت . ولنسمع بعدها نشيد " وطني حبيبي وطني الأكبر ".
معالي الوزير , من الصعب على مواطن عربي مكسور مثلي أن يتقبل صورة السائح الإسرائيلي , تفتح له أبواب المنتجعات , والفنادق , والشواطئ , ويتجول في خان الخليلي , فرحاً بقتل الأبرياء , ويعبر النيل بالقوارب الجميلة يتغنى هو ومن معه بصور جثث الشهداء تحت أضواء برج القاهرة . ويمنع هذا الذي يبحث عن ملاذ , عن ملجأ , عن مكان آمن في بلادكم من تجاوز معبر رفح . هي مفارقة سيدي لا يمكن لعربي مقهور مثلي أن يتحملها . ترى هل تشترطون أن يجرح ويتأذى لمن يود العبور إلى بلادكم ؟
معالي الوزير أرجو أن تعودوا إلى اتفاقية المعابر بين السلطة وإسرائيل ( 2005 ) , وبين مصر وإسرائيل ( 2005 ) وبين مصر وإسرائيل والسلطة ( 2007 ) , لن تجد في بنودها جميعاً , ما يمنعكم من فتح المعابر بوجه المحاصرين , والمجوعين . إن هذا العدوان فريد في التاريخ , لن تجد له مثيلاً أبداً . ففي كل الحروب الغادرة يتمكن المدنيين من الهروب من اللجوء إلى معسكرات آمنة , إلى مخيمات على حدود دول متاخمة . لكن هذا العدوان أعتمد التجويع والحصار والقتل , دون السماح بالهروب من آلة القتل والتدمير الإسرائيلية . فهل تساعدون على ذلك ؟
معالي الوزير , لا أريد أن تدمروا إسرائيل , ولا اطلب قطع العلاقات معها , ولا أناشدكم طرد السفير الإسرائيلي من مصر , بل حتى لا أأمل بسحب سفيركم من تل أبيب , فقط أريد أن تكون إنساناً , يرى الظلم ويساعد على إزالته , يرى الملهوف ويغيثه , يرى الضحية وينجدها , وأذكرك بأنه " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ,فلم تطعمها , ولم تدعها تأكل من خِشاش الأرض "