** { ومن أوفى بعهده من الله } **

nanci taha

New Member
{ بسم الله الرحمن الرحيم }

الحمد لله رب العالمين كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه ذى الرضى المرغوب
يعفو ويصفح و يغفر الذنوب ،، يملى ويمهل لعل العاصى يتوب ،، يطعم ويسقى ويستر العيوب
يغنى ويشفى ويكشف الكروب
نحمده حمدا هو للذات العلية منسوب ونعوذ به من شر الوسواس الكذوب ،، ونسأله السلامه فيما مضى وما سوف يأتى من خطوب

صفة الوفاء

{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد }


اشتملت الاية الكريمة على أمر وخبر
أما الامر فأمرنا الله تعالى بالوفاء بالعقود وانواع العقود خمس كما أوضح ذلك ابن عباس رضى الله عنه قال :
( العقود خمس : عقد الأيمان ، عقد الإيمان ، عقد النكاح ، عقد البيع ، عقد العهد )
أما عن الخبر فهو { أحلت لكم بهيمة الانعام } فالحلال هو ما أحله الله فى كتابه فمجال الحلال فى ديننا واسع جدا فالاصل فى الاشياء الإباحة ما لم تحرم بنص او استثناء .

وأمرتنا الاية الكريمة بالتحلى بصفة جميلة رقيقة صفة الوفاء فقد مدح الله عباده الاوفياء كما جاء فى وصف جملة أهل البر { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا }
وكفى الوفاء شرفا وفضلا ان الله تعالى وصف نفسه به كما جاء فى سورة براءة { ومن أوفى بعهده من الله } استفهام معناه النفى اى لا احد اوفى بعهده من الله

أروع الامثلة فى الوفاء

## خليل الرحمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله عنه فى كتابه { وابراهيم الذى وفى } اى وفى بما عهد الله اليه ، قدم بدنه للنيران وقدم ماله للضيفان فكان عليه السلام يخرج من بيته يبحث عن رجل ضيف يأكل معه ان لم يجد والليلة كانت باردة أغلق بابه ونوى الصوم لله وقدم ولده للقربان >>
أرأيتم قلبا أبويا ** يتقبل أمرا يأباه ؟
أرأيتم أبنا يتلقى ** أمرا بالذبح ويرضاه ؟
ويجيب الابن بلا فزع ** أفعل ما تؤمر أبتاه
لن أعصى لله أمرا ومن ** يعصى يوما مولاه ؟
وأستل الوالد سكينا ** واستسلم ابن لرداه
القاه برفق لجبينه ** كى لاتتلقى عيناه
وتهز الكون ضراعات ** ودعاء يقبله الله
ويجيب الحق ورحمته ** سبقت بالفضل عطاياه :
يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ** لا تحزن بذبح فديناه

## وهذا نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام لما قال له صالح مدين { انى اريد ان انكحك احدى ابنتى هاتين على ان تأجرنى ثمانى حجج فإن أتمتت عشرا فمن عندك }
روى البخارى عن سعيد ابن جبير انه قال : سألنى يهودى اى الاجلين قضى موسى ؟ قلت : حتى أسأل حبر العرب فقدم على ابن عباس فقال له : أى الاجلين قضى موسى ؟ فقال ابن عباس رضى الله عنه : (أطيبهما وأكثرهما ان رسول الله اذا قال فعل)
والمقصود برسول الله هنا هو موسى عليه السلام

## يوسف عليه السلام القاه أخوته فى الجب وكانت الجفوة وكانت القسوة التى كانت فى قلب أخوته
دار الزمان دورته وأصبح يوسف وزيرا للمالية على أرض مصر جاء أخوته اليه خاطئين فما كان منه الا قابل السيئة بالحسنة فقال لهم { ألا ترون انى أوفى الكيل وأنا خير المنزلين } وقال أيضا { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم }

## وعلى رأس الانبياء جميعا سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و لا تسعنا صفحتنا هنا للحديث عن وفائه ومواقفه ومآثره صلى الله عليه وسلم ولكن سنفرد له موضوع خاص بأذن الله تعالى

أنواع الوفاء

لكى نؤصل الموضوع أحبتى فالوفاء ثلاثة أنواع :

• اولا : الوفاء مع الله
• ثانيا : الوفاء مع النفس
• ثالثا: الوفاء مع الناس

الوفاء مع الله تعالى >>> فقد أخذ الله منا العهد أخذ الله عليك الميثاق فهل وفيت حق الله تعالى فى الميثاق الذى أخذه علينا كما ذكر الله تعالى فى سورة الاعراف : { و إذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا }
قال ابن عباس : ( مسح الله على ظهر أدم فأخرج من صلبه كل نسمة هو خالقها الى يوم القيامة فأشهدها بالوحدانية له فشهدوا ) شهدوا جميعا انه الواحد الاحد الفرد الصمد الا ان الانسان مع خضم وزخم الحياة ينسى ،، فهل شهدنا لله بالوحدانية اذن فأين الوفاء لله تعالى الوفاء له بعبادته حق العبادة والا تلهينا الدنيا بزخرفها الفانى عن العبودية والاخلاص والاخبات لله تعالى

ومن أعجب القصص التى وردت فى هذا المعنى ان رجلا جاء لعلى ابن ابى طالب ليكتب له عقد شراء دار ولا نرى فى عقد شراء الدار إثم ولكن عليا بفطنته وفراسته رأى ان الدنيا طبعت على قلب الرجل وانسته العهد والميثاق الذى قد أخذه الله علينا فأحضر علي ورقة وقلما فكتب:

(( أما بعد فقد أشترى ميت من ميت دارا تقع فى بلد المذنبين وسكة والغافلين لها أربعة حدود حدها الاول الموت والثانى القبر والثالث الحساب والرابع اما جنة واما نار كما يريد الواحد القهار ))


فأمسك الرجل بعقد الشقة وقال له : جئت اليك لتكتب لى عقد شراء بيت فكتبت لى عقد شراء مقبرة
فقال الامام للرجل كلمات أصبحت مثلا و تناقلتها الجيل بعد الجيل يرويها : قال يا هذا :

النفس تبكى على الدنيا ** وقد علمت ان السلامة فيها ترك ما فيها
فلا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** الا التى كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها ** وان بناها بشر خاب بانيها
اين الملوك التى كانت مسلطنة ** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فأموالنا لذوى الميراث نجمعها ** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن فى الافاق بنيت ** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
ان المكارم أخلاق مطهرة ** الدين أولها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والفضل باقيها
فلا تركنن الى الدنيا وما فيها ** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
أعمل لدار غدا رضوان خازنها ** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها من لبن ومن عسل ** والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
والطير فوق الاغصان عاكفة ** تسبح الله جهرا فى مغانيها
فمن يشترى الدار فى الفردوس ** يعمرها بركعة فى ظلام الليل يحيها

فأصابت تلك الكلمات من قلب الرجل ودمعت عينه وخشع قلبه وتذكر العهد الذى أخذه الله علينا فترك البيت لله وعمل لله وللآخرة

&&&&&&&&&

أسأل الله تعالى لى ولكم السلامة من غرور الدنيا وان يرزقنا الانابة والاخلاص والوفاء اليه تبارك وتعالى
جزاكم الله خير على المتابعة
 


الله يعطك العافية على طرحك الراقي ..

نتامل الأبداع في مواضيعك دوماً فنسأل الله أن لا يحرمنا جديدك دوماً ..

خالص الود والتقدير ..

. . .
 


×يسلمو ع’ـلى الم’ـرور ×
×لآ ح’ـرمـت الطله الح’ـلووه×
×بآٌقــه ورد لكل من م’ـر ×
{ذكريـآإت}

***
 


4931.png
 
عودة
أعلى