●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
الموالاة والمعادات
موالاة الله ورسوله، وعباده المؤمنين، ومعاداة أعداء الله والبراءة منهم من الأصول الركينة في شرعة الإسلام، ومن دعائمه العظام. وهي من مقتضيات كلمة التوحيد العظيمة لا إله إلا الله.
ومعنى ذلك أن الموالاة في الله هي محبة الله ومحبة ما يحبه الله من الأفعال والأعيان.
وعكسها المعاداة في الله، فهي بغض ما يبغضه الله من الأفعال والأعيان. ومن هنا يظهر أن مرجع الولاء والبراء إلى الحب والبغض، وما يترتب عليهما من النصرة والمعاونة، أو الحرب والقطعية.
ومن البدهيات التي أصبحت معلومة من دين الله بالضرورة، أن كل مسلم فهو ولي لأخيه المسلم، واجب عليه نصره ومعونته، ويحرم عليه خذلانه وتركه ، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بنصرة الدين والعقيدة، وفي الجانب المقابل أن كل كافر فهو عدو للمسلم لا يجوز موالاته، ولا معونته على باطله، وكفره، ولو كان أقرب قريب. كما قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون} وقال: [144] {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا} وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
ونحن نتحدث في هذا الجانب لابد من تقرير بعض الأمور أو التذكير بها:
1- أنه يجب على كل مؤمن أن يتولى المؤمنين، ويناصرهم كما قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم }
وأن هذه النصرة تتأكد إذا كانت في الدين كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} إلى أن قال: {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}
وفي البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)
2- أن ملل الكفر مهما اختلفت مشاربها ومصادرها فهي في نهاية المطاف أمة واحدة ضد أهل الإيمان، ولا تكاد ملل الكفر تجمع على شيء كإجماعها على هذا الأمر. يشهد بذلك الشرع والعقل والحس. قال تعالى: {إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين} وقال عن اليهود والنصارى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
وواقع الحال يشهد على مر العصور، فما قامت فتنة ضد أهل الإسلام، إلا وسعى فيها أهل الكفر من الداخل والخارج، وما حصل من اليهود يوم الأحزاب، ومن بعدهم على مدى التاريخ مروراً بواقعنا المعاصر وما يحدث فيه من تناصر ملل الكفر من يهودية غاصبة وصليبية حاقدة وهندوسية متربصة، وعلمانية كافرة، ومن سار في أذيالهم وركابهم، فاسألوا البوسنة والهرسك، وكوسوفا ، وكشمير، والشيشان وداغستان وتركستان وغيرها من بلاد الإسلام عما تفعله بها أحزاب الشيطان.
3- أن تخلي المؤمنين عن نصرة إخوانهم، واتخـاذهم أولياء دون غيرهم من الفساد الكبير الذي حرمه الله وتوعد عليه كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير. والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} أي: إلا تفعلوا ما سبق من موالاة المؤمنين، وما يلزم لهم من النصرة والعون.. . ومعادات الكفار وبغضهم، فإنه يترتب على ذلك من الفساد والشرور من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وتفويت الكثير من العبادات الكبيرة كالجهاد، والهجرة، والدعوة وغيرها من مقاصد الشرع الحنيف التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون بعضهم أولياء من دون الكافرين.
4- لا يمكن بحال من الأحول اجتماع إيمان في قلب عبد مع وجود مودة لأعداء الله، فمودتهم ضد الإيمان كما قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون }
ومن هنا يظهر الخطر العظيم الذي يقع فيه كثير من المسلمين بموادتهم لأهل الكفر، ومخالطتهم، بل ومشاركتهم في كثير من صفاتهم، وأحوالهم الاجتماعية، ومجاملاتهم وقد يكون ذلك لدافع وقد يكون لغير دافع، والله المستعان.
5- من لوازم البراء من أصحاب الجحيم: عدم مشابهتهم في كل ما هو من خصائصهم، يدخل في ذلك عوائدهم الدينية كالأعياد مثلاً، والإجتماعية، مثل عقود الزواج ولبس خاتم الخطبة، وهو ما يعرف بالدبلة، وكذلك مشابهتهم في اللبس أو قصات الشعر أو لبس السلاسل ووضعها في النحور بالنسبة للذكور، وكذلك مشابهتهم في المآكل والمشارب كالأكل بالشمال، أو الهيئة والمشي أو الكلام ونحوه مما هو مشاهد اليوم ومنتشر بين كثير من شبابنا وشاباتنا مما يندى له الجبين، ويعتصر قلوب الغيورين على دينهم وأمتهم المكلومة.
وهذا كله داخل في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).
6- يحرم بل هو معدود في نواقض الإسلام معاونة أهل الكفر على أهل الإسلام بحال من الأحوال، لا بالقول، ولا بالفعل، ولا بالمشورة، وكل من أعان أهل الكفر على أهل الإيمان فهو مرتد عن الدين، لما في ذلك من هدم للدين، وتقويض لأركانه، ومحو لرسومه، واستعلاء الأعداء عليه، وبالتالي السعي في طمسه وإذهاب نوره.
7- قسم بعض أهل العلم الموالاة للكفار إلى قسمين:
موالاة عامة، وهي كفر صريح، وهي التي ورد الوعيد عليها في نصوص الشارع، وعدَّ فاعلها ممن تولاهم. وموالاة خاصة، وهي موالاة لغرض دنيوي مع سلامة الإعتقاد، وعدم إضمار نية الكفر والردة عن الدين، وذلك مثل فعل حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- في غزوة مكة.
على أنه يمكن تقسيم الموالاة إلى صور شتى، وذلك بحسب درجات التولي لهم، فمن والاهم في الظاهر والباطن فهذا لا شك في كفره وردته، وكذلك من والاهم باطناً وخالفهم ظاهراً فهو مثل الأول، وهذا هو النفاق بعينه، ومن والاهم في الظاهر وخالفهم في الباطن، فإن كان مكرهاً على ذلك لأن لهم عليه سلطاناً، ولا يجد منهم مخرجاً مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان فهذا يجوز له موافقتهم في الظاهر دون الباطن اتقاءً لشرهم كما فعل المشركون مع عمار بن ياسر .
أما موالاتهم ظاهراً وموافقتهم ظاهراً دون إكراه، وإنما حمله على ذلك طمع في الرياسة، أو المال، أو الجاه، أو مشحة بوطن أو عيال ونحو ذلك فهذه ردة عن الدين، وهو ممن قال الله فيهم: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخبر سبحانه أنه لم يحملهم على الكفر إلا حظوظ الدنيا، فآثروها على الآخرة(1)
هذا ونسأل الله أن يبصر المسلمين بدينهم، وأن يرزقهم الفقه فيه، والعمل به أنه ولي ذلك والقادر عليه، وعلى كل شيء و -صلى الله عليه وسلم- على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
موالاة الله ورسوله، وعباده المؤمنين، ومعاداة أعداء الله والبراءة منهم من الأصول الركينة في شرعة الإسلام، ومن دعائمه العظام. وهي من مقتضيات كلمة التوحيد العظيمة لا إله إلا الله.
ومعنى ذلك أن الموالاة في الله هي محبة الله ومحبة ما يحبه الله من الأفعال والأعيان.
وعكسها المعاداة في الله، فهي بغض ما يبغضه الله من الأفعال والأعيان. ومن هنا يظهر أن مرجع الولاء والبراء إلى الحب والبغض، وما يترتب عليهما من النصرة والمعاونة، أو الحرب والقطعية.
ومن البدهيات التي أصبحت معلومة من دين الله بالضرورة، أن كل مسلم فهو ولي لأخيه المسلم، واجب عليه نصره ومعونته، ويحرم عليه خذلانه وتركه ، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بنصرة الدين والعقيدة، وفي الجانب المقابل أن كل كافر فهو عدو للمسلم لا يجوز موالاته، ولا معونته على باطله، وكفره، ولو كان أقرب قريب. كما قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون} وقال: [144] {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا} وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
ونحن نتحدث في هذا الجانب لابد من تقرير بعض الأمور أو التذكير بها:
1- أنه يجب على كل مؤمن أن يتولى المؤمنين، ويناصرهم كما قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم }
وأن هذه النصرة تتأكد إذا كانت في الدين كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} إلى أن قال: {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}
وفي البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)
2- أن ملل الكفر مهما اختلفت مشاربها ومصادرها فهي في نهاية المطاف أمة واحدة ضد أهل الإيمان، ولا تكاد ملل الكفر تجمع على شيء كإجماعها على هذا الأمر. يشهد بذلك الشرع والعقل والحس. قال تعالى: {إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين} وقال عن اليهود والنصارى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
وواقع الحال يشهد على مر العصور، فما قامت فتنة ضد أهل الإسلام، إلا وسعى فيها أهل الكفر من الداخل والخارج، وما حصل من اليهود يوم الأحزاب، ومن بعدهم على مدى التاريخ مروراً بواقعنا المعاصر وما يحدث فيه من تناصر ملل الكفر من يهودية غاصبة وصليبية حاقدة وهندوسية متربصة، وعلمانية كافرة، ومن سار في أذيالهم وركابهم، فاسألوا البوسنة والهرسك، وكوسوفا ، وكشمير، والشيشان وداغستان وتركستان وغيرها من بلاد الإسلام عما تفعله بها أحزاب الشيطان.
3- أن تخلي المؤمنين عن نصرة إخوانهم، واتخـاذهم أولياء دون غيرهم من الفساد الكبير الذي حرمه الله وتوعد عليه كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير. والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} أي: إلا تفعلوا ما سبق من موالاة المؤمنين، وما يلزم لهم من النصرة والعون.. . ومعادات الكفار وبغضهم، فإنه يترتب على ذلك من الفساد والشرور من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وتفويت الكثير من العبادات الكبيرة كالجهاد، والهجرة، والدعوة وغيرها من مقاصد الشرع الحنيف التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون بعضهم أولياء من دون الكافرين.
4- لا يمكن بحال من الأحول اجتماع إيمان في قلب عبد مع وجود مودة لأعداء الله، فمودتهم ضد الإيمان كما قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون }
ومن هنا يظهر الخطر العظيم الذي يقع فيه كثير من المسلمين بموادتهم لأهل الكفر، ومخالطتهم، بل ومشاركتهم في كثير من صفاتهم، وأحوالهم الاجتماعية، ومجاملاتهم وقد يكون ذلك لدافع وقد يكون لغير دافع، والله المستعان.
5- من لوازم البراء من أصحاب الجحيم: عدم مشابهتهم في كل ما هو من خصائصهم، يدخل في ذلك عوائدهم الدينية كالأعياد مثلاً، والإجتماعية، مثل عقود الزواج ولبس خاتم الخطبة، وهو ما يعرف بالدبلة، وكذلك مشابهتهم في اللبس أو قصات الشعر أو لبس السلاسل ووضعها في النحور بالنسبة للذكور، وكذلك مشابهتهم في المآكل والمشارب كالأكل بالشمال، أو الهيئة والمشي أو الكلام ونحوه مما هو مشاهد اليوم ومنتشر بين كثير من شبابنا وشاباتنا مما يندى له الجبين، ويعتصر قلوب الغيورين على دينهم وأمتهم المكلومة.
وهذا كله داخل في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).
6- يحرم بل هو معدود في نواقض الإسلام معاونة أهل الكفر على أهل الإسلام بحال من الأحوال، لا بالقول، ولا بالفعل، ولا بالمشورة، وكل من أعان أهل الكفر على أهل الإيمان فهو مرتد عن الدين، لما في ذلك من هدم للدين، وتقويض لأركانه، ومحو لرسومه، واستعلاء الأعداء عليه، وبالتالي السعي في طمسه وإذهاب نوره.
7- قسم بعض أهل العلم الموالاة للكفار إلى قسمين:
موالاة عامة، وهي كفر صريح، وهي التي ورد الوعيد عليها في نصوص الشارع، وعدَّ فاعلها ممن تولاهم. وموالاة خاصة، وهي موالاة لغرض دنيوي مع سلامة الإعتقاد، وعدم إضمار نية الكفر والردة عن الدين، وذلك مثل فعل حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- في غزوة مكة.
على أنه يمكن تقسيم الموالاة إلى صور شتى، وذلك بحسب درجات التولي لهم، فمن والاهم في الظاهر والباطن فهذا لا شك في كفره وردته، وكذلك من والاهم باطناً وخالفهم ظاهراً فهو مثل الأول، وهذا هو النفاق بعينه، ومن والاهم في الظاهر وخالفهم في الباطن، فإن كان مكرهاً على ذلك لأن لهم عليه سلطاناً، ولا يجد منهم مخرجاً مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان فهذا يجوز له موافقتهم في الظاهر دون الباطن اتقاءً لشرهم كما فعل المشركون مع عمار بن ياسر .
أما موالاتهم ظاهراً وموافقتهم ظاهراً دون إكراه، وإنما حمله على ذلك طمع في الرياسة، أو المال، أو الجاه، أو مشحة بوطن أو عيال ونحو ذلك فهذه ردة عن الدين، وهو ممن قال الله فيهم: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخبر سبحانه أنه لم يحملهم على الكفر إلا حظوظ الدنيا، فآثروها على الآخرة(1)
هذا ونسأل الله أن يبصر المسلمين بدينهم، وأن يرزقهم الفقه فيه، والعمل به أنه ولي ذلك والقادر عليه، وعلى كل شيء و -صلى الله عليه وسلم- على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.