●¦[ الــفـــارس ]¦●
Well-Known Member
الحِمَارُ يَبيعُ لحْمَا..!!
أرجوكم لا تتعجبوا، ولا تضحكوا من عنوان المقال، لأنه يُعبر عن قصة واقعية حكاها لي صديق ونحن نتجاذب أطراف حديث ذي شجون عن طبيعة الإنسان في الوقت الحالي، ومدى استعداده لأداء مهمته في حدود مؤهلاته وقدراته ومواهبه، دون أن ينشغل بما يصرفه عن إتقانها والإبداع فيها.
قال: يا أخي إنسانُ العصر لا يريد أن يلتزم رغم وجود المنهج والقانون، وتراه دوماً في حالة سعى نحو التمرد والمعارضة، والأعجب أنه يُعارض أوضاعاً هو أحد المشاركين فيها، فتراه يقول: لا للإهمال وهو من المشاركين في صنعه، ويقول: لا للواسطة وهو من يتسلق بها.. وهكذا..!!.
يا صاحبي: لو اهتم كل امرئ بإصلاح ذاته وضبطها على الاستقامة، وإتيان الجاد من الفعل والقول، لأضحى ذلك أنفع بكثير من مجرد لعن الظلام، وتسفيه الواقع، وخلق دوامات متلاحقة من النقد، واصطياد العيوب، وتضخيم الصغائر.
قلت له: وضِحْ ما تقصد؟!!.
قال: سأحكى لك قصة حضرتها وكنتُ شاهداً عليها، ورغم بساطتها الشديدة لكنها غرست في كياني دروساً بلغية.. قال: في بلدتنا الصغيرة كان لي أقارب يمتهنون الجزارة، في وقت كانت المهنة فيه نادرة، ولذا كانوا يقومون بتوزيع اللحوم على المستهلكين في القرى المجاورة لقريتنا، وكانت وسيلتهم الوحيدة للنقل هي "الحمار"!!.
فكان أحدهم يستقل الحمار مرتين في الأسبوع ليوزع قفتين من لفائف اللحم، بدلالة الاسم المكتوب على كل لفيفة، وقد تكرر الأمر أعواماً طويلة، حتى حفظ الحمار أماكن بيوت "الزبائن" فكان يتوقف تلقائياً أما البيوت بالترتيب دون تدخل من السائق!!.
ومرت الأيام والتحق سائق الحمار بالجيش، وكان لزاماً أن يتسلم المهمة سائق آخر في ظل اتساع السوق وتكاثر العملاء.. وجاء يوم التوزيع، ولما ركب السائق الجديد ناوياً السفر.. قال لأبيه: وكيف أعرف بيوت الزبائن وأنا لم اذهب إليها مُطلقاً.. قال الأب: لا تقلق.. الحمار سوف يعرفها!!.. فانفرطنا جميعاً في ضحك هستيري من طرافة ما سمعنا.
قال الأب وقد تملكه الغيظ: والله سيعرف الحمار بيوت الزبائن وأتحداكم، وما عليك - والكلام موجه للسائق الجديد - إلا قراءة الاسم من على لفيفة اللحم، فلن يعرف الحمار ذلك.. فجرفتنا دوامة ثانية من الضحك، فتركنا السائق واستقل الحمار وانصرف إلى حال سبيله، وانتظرنا موعد العودة لنجدد نوبات الضحك..!!، وكانت المفاجأة أن عاد السائق مسروراً بذكاء الحمار الذي وزع اللحم على البيوت بمنتهى الاقتدار!!.
إلى هنا أنهى صديقي القصة ثم قال: حمارٌ تدرب على مهمة فاتقتها ولم يتململ منها، ولم يبحث له عن مهنة أخرى لا يعرف عنها شيئاً.
قلت له ماذا تريد أن تقول.. قال: أسْقِط ( فحوى ) القصة على واقع البشر في الوقت الراهن لتعرف كيف أن الكثيرين بحثوا عن مهام غيرهم ليقوموا بها وهم لا يعرفون عنها شيئا؟ً.. لتعرف كيف اختلطت الأمور، وغاب التخصص، وتداخلت المسئوليات؟.. يا أخي: لو أنشعل كل منا بدوره فقط لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا.. أرأيت الفارق بين المُخيرين والمُسيرين؟.. يا أخي: إن لدينا نعماً فُضلنا بها على جميع المخلوقات، لكنا نسيء استخدامها.
وأخيراً، فعندي مثل انجليزي يقول: " من يعرف كل شيء لا يتقن أي شيء".
قلت له: أحسنت، لقد وصل المعنى!!.
أرجوكم لا تتعجبوا، ولا تضحكوا من عنوان المقال، لأنه يُعبر عن قصة واقعية حكاها لي صديق ونحن نتجاذب أطراف حديث ذي شجون عن طبيعة الإنسان في الوقت الحالي، ومدى استعداده لأداء مهمته في حدود مؤهلاته وقدراته ومواهبه، دون أن ينشغل بما يصرفه عن إتقانها والإبداع فيها.
قال: يا أخي إنسانُ العصر لا يريد أن يلتزم رغم وجود المنهج والقانون، وتراه دوماً في حالة سعى نحو التمرد والمعارضة، والأعجب أنه يُعارض أوضاعاً هو أحد المشاركين فيها، فتراه يقول: لا للإهمال وهو من المشاركين في صنعه، ويقول: لا للواسطة وهو من يتسلق بها.. وهكذا..!!.
يا صاحبي: لو اهتم كل امرئ بإصلاح ذاته وضبطها على الاستقامة، وإتيان الجاد من الفعل والقول، لأضحى ذلك أنفع بكثير من مجرد لعن الظلام، وتسفيه الواقع، وخلق دوامات متلاحقة من النقد، واصطياد العيوب، وتضخيم الصغائر.
قلت له: وضِحْ ما تقصد؟!!.
قال: سأحكى لك قصة حضرتها وكنتُ شاهداً عليها، ورغم بساطتها الشديدة لكنها غرست في كياني دروساً بلغية.. قال: في بلدتنا الصغيرة كان لي أقارب يمتهنون الجزارة، في وقت كانت المهنة فيه نادرة، ولذا كانوا يقومون بتوزيع اللحوم على المستهلكين في القرى المجاورة لقريتنا، وكانت وسيلتهم الوحيدة للنقل هي "الحمار"!!.
فكان أحدهم يستقل الحمار مرتين في الأسبوع ليوزع قفتين من لفائف اللحم، بدلالة الاسم المكتوب على كل لفيفة، وقد تكرر الأمر أعواماً طويلة، حتى حفظ الحمار أماكن بيوت "الزبائن" فكان يتوقف تلقائياً أما البيوت بالترتيب دون تدخل من السائق!!.
ومرت الأيام والتحق سائق الحمار بالجيش، وكان لزاماً أن يتسلم المهمة سائق آخر في ظل اتساع السوق وتكاثر العملاء.. وجاء يوم التوزيع، ولما ركب السائق الجديد ناوياً السفر.. قال لأبيه: وكيف أعرف بيوت الزبائن وأنا لم اذهب إليها مُطلقاً.. قال الأب: لا تقلق.. الحمار سوف يعرفها!!.. فانفرطنا جميعاً في ضحك هستيري من طرافة ما سمعنا.
قال الأب وقد تملكه الغيظ: والله سيعرف الحمار بيوت الزبائن وأتحداكم، وما عليك - والكلام موجه للسائق الجديد - إلا قراءة الاسم من على لفيفة اللحم، فلن يعرف الحمار ذلك.. فجرفتنا دوامة ثانية من الضحك، فتركنا السائق واستقل الحمار وانصرف إلى حال سبيله، وانتظرنا موعد العودة لنجدد نوبات الضحك..!!، وكانت المفاجأة أن عاد السائق مسروراً بذكاء الحمار الذي وزع اللحم على البيوت بمنتهى الاقتدار!!.
إلى هنا أنهى صديقي القصة ثم قال: حمارٌ تدرب على مهمة فاتقتها ولم يتململ منها، ولم يبحث له عن مهنة أخرى لا يعرف عنها شيئاً.
قلت له ماذا تريد أن تقول.. قال: أسْقِط ( فحوى ) القصة على واقع البشر في الوقت الراهن لتعرف كيف أن الكثيرين بحثوا عن مهام غيرهم ليقوموا بها وهم لا يعرفون عنها شيئا؟ً.. لتعرف كيف اختلطت الأمور، وغاب التخصص، وتداخلت المسئوليات؟.. يا أخي: لو أنشعل كل منا بدوره فقط لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا.. أرأيت الفارق بين المُخيرين والمُسيرين؟.. يا أخي: إن لدينا نعماً فُضلنا بها على جميع المخلوقات، لكنا نسيء استخدامها.
وأخيراً، فعندي مثل انجليزي يقول: " من يعرف كل شيء لا يتقن أي شيء".
قلت له: أحسنت، لقد وصل المعنى!!.