حياه الروح وتلك الماساه


حياة الروح ، سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر ، جميلة ومتزوجة ، ولديها ثلاث أطفال ، ولدين وطفلة صغيره .
أنجبت الثلاث بولادة قيصرية ورغم هذا كان زوجها ، لا يكف عن تهديدها ، بأنها ، إذا كفت عن إنجاب المزيد ،
سيطلقها ، ويتزوج من غيرها . وأستمر بتهديدها ، بهذا . وأحتارت ، كيف ترضي غروره ،
فهو لا يطيق الابتعاد عنها . ويرغب بعدد أكبر من الأطفال ، إلى أن ، قررت يوما الكف عن موانع الحمل ،
حتى يرزقها الله بحمل ترضي فيه نهم زوجها وغروره . كم فرحا ، عندما حملت بالـأبن الرابع ، وبدأا في
الإستعداد لأستقبال الضيف الجديد . إلى أن كان يوما ، أخبرها بضرورة سفره ،
إلى دولة مجاورة من أجل متابعة أعمال ، منتدبيه . أوصته بنفسه خير ، على أمل عودته ، بعد عشرين يوما .
مرت الأيام الأولى ، وكان يوميا يطمئن على عائلته ويتصل بهم تلفونيا ، ومع مرور الأيام ،
بدأت إتصالاته ، تقل بالتدريج . حياة الروح لم تعطي الموضوع ، أهمية كبيره ، إلى أن أنقطع إتصاله تماما.
وبعد ثلاثة أيام ، هاتفهم ، كانت هي بمنتهى الشوق ، . بعكسه كان باردا ، في حديثه معها .
حتى أنه لم يطلب أطفاله ، للحديث معهم كعادته ، أستغربت هذا الامر . وسألته عن ما يشغل فكره ، فطمأنها ،
أن لا تخشي شيء ، هي الأعمال فقط لا غير . صدقته ، وأنهى مكالمته ، ووعدها بالإتصال غدا ،
ليعرف ما إذا كانت تريد أمر ، ما ، قبل عودته . ولم يتصل ، ولكن تفاجأ كل من في البيت ، بوجوده بينهم .
فرحت ، حياة الروح بعودة زوجها ، وشاركها الفرحة أطفالهما . وفي تلك الليلة ، لاحظت تغيرا كبيرا في معاملته لها ،
وراجعته ، فقال لها : صدقيني مشاغل حياة ، فلا تهتمي ، كل شيء سينتهي على خير .
وصدقته فالحب أعمى ، ولكن ، لاحظت عليه كثرة الشرود ، والخروج ليلا ، من غرفة النوم ، والبقاء في الصالون ،
لساعات طويله ، يتحدث بالهاتف . لم تكترث للأمر ، كثيرا . إلى أن كانت ليلة ، سمعت بكاء طفلتها .
خرجت من غرفتها ، إلى غرفة أطفالها الصغار . وفي طريقها ، لاحظت الاضاءة ، في الصالون . فأدركت ،
أن زوجها هناك ، أكملت ، طريقها إلى غرفة الأطفال ، دخلت ، وأطمأنت على أبنتها ، وخرجت ، تريد العودة إلى النوم ،
ولكنها سمعت زوجها يضحك ، بصوت ينم عن السعادة ،
وسمعته بعد ذلك يقول : آه حبيبتي ، أتذكرين تلك الليلة ؟.
ففتحت الباب ، ودخلت على زوجها ، فـ أرتبك ، عندما رأها أمامه . وأقفل جواله ، وأسرع خلفها يعتذر لها ،
وأنها كانت نزوة ، في سفرتة الأخيرة . ووعدها أنه سيكف ،عن هذا . صدقته ، حياة الروح ، فهي تثق بزوجها ،
وتحبه . وتكرر ، سفره المفاجىء ، بعد شهور . لنفس تلك الدولة ، وللعمل أيضا . وكانت هي ببداية الشهر التاسع ،
لحملها . ووعدها أنه لن يتأخر ، فهو يعرف أن يوم الولادة بات قريبا . وكان عند وعده ، ولم يتأخر ،
أكثر من عشرة أيام ، وعاد . وكم فرحت حياة الروح ، بهذا . ولكن ، عودة زوجها ، إلى مكالماته
النصف ليلية ، ومغادرة غرفة النوم ، أقلقتها للمرة الثانية . وبليلة ، أحتاجت ،
حياة الروح ، الذهاب إلى الحمام . بسبب قرب الوضع ، وتكرر نفس الموقف ، والضحكة .
ولكن بصورة فاضحة وإستفزازية ، واجهته ، ولم ينكر هذه المرة بل زاد ، نعم تزوجتها ، نظرت إليه ،
وما أن سألته : كيف ؟! حتى سقطت ، مغشيا عليها . حملها بسرعة ، إلى السرير . ولكنها طلبت منه نقلها ،
للمستشفى . فهي تشعر ، بأعراض الولادة . فنقلها ، وفعلا ، وضعت حملها ، بعملية قيصرية رابعة .
وكان ذكر ، تبارك الله فيمن خلق . وبسبب ، حالتها النفسية ، لم تستطع ، الإهتمام أو إرضاع الطفل .
إلا أن كان ذلك اليوم الأسود ، لم تسمع بكاء طفلها ، ولم تشعر بوجوده نتيجة هدوئه التام . فلم تشك بالامر ،
ولكن ، عندما طال الأمر . أضطرت ، أن تتفقده ، وكان قد بلغ من العمر شهرين ، فعرفت حينها ،
أنه قد فارق الحياة ، ومنذ الصباح . فصرخت وصرخت ، ولكن مافائدة الصراخ ، فلقد توفي الرضيع .
وتبادلا ، التهم من السبب في موت الصغير ، وكلاهما ، يكابر ويلقي بالمسؤولية على الأخر .
وتقرر ، أنها سكتة دماغية ، هي التي أودت بحياة الرضيع . ساءت الأمور ، بينهما . إلى أن أنتهيا بأن الطلاق ،
هوالحل الأمثل ، بينهما . لم تكن تصدق ، أن حياتها ، وحياة أطفالها الثلاث ستنتهي ، بدون أب يراعي أمورهم .
وإزدات الحالة سوءا ، عندما قرر ترك البلاد ، والإلتحاق بزوجته الثانيه ، مما إضطرها ،
هي أيضا أن ترتحل إلى هناك . حتى يكون الاطفال ، بمقربة من أبيهم ، إذا أستدعى الامر وجوده .
وأستقر ، حالها مع أطفالها ، قليلا بعد فترة بسيطة . وخاصة ، بعدما وجدت عمل ، لمساعدتها ، على
مصاريف الاطفال .وذات ليلة سمعت ، أنين صغيرتها ، فجست ، حرارتها ووجدتها مرتفعة جدا .
ولابد من طبيب ، لمعالجتها . فرأت أنها ولابد ، من أن تطلب النجدة ، من والد الطفلة . فهاتفته ،
وما أن سمعت صوت زوجته ، حتى أقفلت الخط ، وإنشغلت بالطفلة ، قليلا . وعاودت الاتصال ، وكان على
الطرف المقابل ، من كان زوجها يوما ما . فأبلغته ، بحالة أبنته المتردية .
وقال لها : حسنا سأتي حالاً .
ولكن ، أين له أن يذهب من تلك المرأة البغيضة . التي ، سرقته من أطفاله .
أغرته ، وأستعملت كل وسائلها لثنيه عن الذهاب إلى إبنته ، ففضل البقاء، وقضاء ليلتة معها ،
. وعندما تأخر قدومه ، لم ترى أم الطفلة حياة الروح بدا ، من طلب النجدة ، من المستشفى .
هاتفتهم ، ووافتها عربة الأسعاف ، ولكن ، مع الأسف ، ولكن بعد فوات الآوان. فلقد ، أسلمت
الصغيرة روحها ، إلى بارئها ،قبل دقائق من وصول عربة الإسعاف . فنقلوها للمستشفى ، وفي ساعات
الصباح الأولى ، هاتفت المستشفى الأب . وطالبته ، بالقدوم ، لأجل إستلام جثة طفلته . صرخ ولم
يستوعب الأمر ، وقال : ماذا تقول ؟ من أنت ؟
فـ أعاد المسؤول عليه الطلب ، وأقفل الخط .
سألته الزوجة الثانية : ماذا هناك ؟
نظر إليها نظرة ، أحست معها أن هناك أمر جلل .
وتبعت تلك النظرة كلمة : أنتِ طالق طالق طالق . وخرج مسرعا يود الوصول إلى المستشفى .


إنتهت
 


.

إبداع في الطرح الراقي والمتميز
أَن تُضَيِّف شَيْئا لِدُّنْيَا الْإِبْدَاع وَالْتَأَلُّق [ ديليجنت ] ..

فَإِنَّه شَيْء جَمِيـل وْكِلِّي فَخُر بِأَضَافَتِي الْمُسَاهَمَة بمواضيعَكُم ..
وَمَن لَم يَزِد شَيْئا إِلَى هَذِه الْمَسِيرَة فَهُو زَائِد عَلَيْهَا .. !
خَالِص الْوُد وَالْتَّقْدِيْر ,, DeleGnT

.
 


سلمت يداك على الطرح الجميل
في أنتظار جديدك

:314471:
 
عودة
أعلى