إذا الشعب يوما أراد الحياة .....أبو القاسم الشابي

غريب

New Member
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ~~~ فلا بُدَّ أَنْ يستجيب القدر
ولا بـدَّ لليـــلِ أَنْ ينجـــلي ~~~ ولا بدَّ وللقيـدِ أنْ ينكســر
هذه الأبيات تُنسَبُ للشاعر التونسي الأصل أبي القاسم الشابي رحمه الله ، و كثيراً ما نسمع من يصف هذه الأبيات ؛ بالأبيات الرائعة ، ويستشهد بإشعارها في بعض المناسبات والكتابات ويجعـلها دليلا على صحة كلامه ،
والبعض يستشـهد بها عندالحــديث عن ثورة الشعــوب على المـحتل ، و عند التعـبير عن الإصـرار والعـزيمة فيتغيير
الواقع ، و لربما البعض قد تلقن هذه الأبيات في مرحلة ما من تعليمه النظامي فهذه الأبيات مقررة في بعض البلدان العربية في مادة الأدب والنصوص .
وفي هذه الأيام ، ومع قيام بعض الشعوب بمحاولات لتغييرالنظام في بلدانها ، نسمع كثيرا ممن يستشهد بهذه الأبيات بل سمعنا من يصرح بهذه الأبيات على وسائل الإعلام ممن هو محسوب بأن له صلة بعلم الشريعة ،
وما عَلِمَ هؤلاء ما تحمله هذه الأبيات لمخالفات صريحة للعقيدة الصحيحة ، ومنافاة لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ،
قال الله تعالى " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [سورة التكوير:29]
وقال تعالى : " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " [سورة الفرقان: الآية]
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة "
و لكي يتبين ذلك لا بدَّ أنْ بين ما هو القدر الذي أخضع الشاعر استجابته لإرادة الشعوب ،
فالقدر : هو حكم الله وهو سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دونه الأستار وحجبه عن عقول الخلق ، ومعارفهم لما علمه من الحكمة ، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب ،
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :-
الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً أزلاً وأبداً .
الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ .
الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى .
الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها وصفاتها وحركاتها .
فإذا عُلم هذا تبين ما في هذه الأبيات من تألي على الله عز وجل ، وكأن ارادة الشعوب تفوق ارادة الله ، عياذا بالله ،
وهذا انحراف عقدي فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عز وجل ، وليس قدر الله الذي هو إرادته ومشيئته
من يخضع لإرادة البشر ، فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت ، أو الاستشهاد به ، أو اتخاذه مثلا يضرب ، أو بالتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته .
و إن كان البعض يقول : إن مقصد الشاعر ليس كذلك ، وأن اللغة تتسع لما قال ، فلو فتحنا هذا الباب و أن كل خطأ عقدي أدخلناه فيما تحتمله اللغة من توسع لما بقي خطأ على وجه الأرض،
فكلام الشاعر فيه نفي البُدّ والتيقن الجازم الذي لا ارتياب معه من استجابة القدر إذا أراد الشعب ذلك، وأين هذا من قول الله جل وعلا :" ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله "
وقد تكلم أكابر أهل العلم حول هذه الأبيات وبينوا ما تحمله في طياتها من عقيدة باطلة .
فتوى الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-
السؤال:
يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
«إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر»
الجواب:
هذا هو الكُفر بعينه! وهو يدلُّ على أنَّ النَّاس ابتعدوا عن العلم، فلم يعرفوا ما يجوزُ وما لا يجوزُ لله وحده،
وما لا يجوزُ لغيرِهِ ، وهذا مِن الغفلة، وهي من الأسباب التي جعلت هذا الشَّاعر يقولُ ذلك ،
وأنْ تَتبنَّى ذلك بعض الإذاعات العربية نشيدًا قوميًّا عربيًّا!
وهذا الشَّعر يقول: «إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر»
يعني: أنَّ القدر تحت مشيئة الشعب! وهذا عكس قول ربِّ العالمين: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾. [التكوير: 29].
اللهم اهدنا فيمن هديت، ولا تُزغ قلوبَنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنَّك أنتَ الوهَّاب.
المصدر: مجلة الأصالة ( العدد: 17، صفحة: 71)
فتوى الشيخ: صالح الفوزان -حفظه الله-:
السؤال:
يقول: ما حكم قول الشاعر:
«إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر»؟
الجواب:
هذا كلام فاضي! (لا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر)؛ يعني أنَّ المرء هو الذي يفرض على القدر أن يستجيب!؟
العكس: القدر هو الذي يفرض على الإنسان ، هذا كلام شاعر. الله أعلم باعتقاده، أو أنَّه جاهل ما يعرف،
على كل حال هذا كلام شاعر ، والله -جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ [ الشعراء: 224].
ويقول أهل البلاغة عن الشعر: "أعذبه أكذبه!". هذا كلام باطل بلا شك.
«إذا المَرءُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر» هذا مبالغة، شر، هذا ينسب إلى الشابي [ما أدري]
الشابي أم الشامي! شاعر جزائري من الشعراء المعاصرين ، نعم.بعض الناس، بعض الصحفيين، يكتبون كتابات سيئة: (يا ظلم القدر!) (ظلمهم القدر)! (يا لسخرية القدر!)!
هذا كلام باطل، يؤدي إلى الكفر -والعياذ بالله-. نعم ، القدر يسخر?! القدر يظلم?! نعم.
فتوى صوتية مفرغة من الموقع الرسمي للشيخ الفوزان حفظه الله
 


.

إبداع في الطرح الراقي والمتميز
أَن تُضَيِّف شَيْئا لِدُّنْيَا الْإِبْدَاع وَالْتَأَلُّق [ ديليجنت ] ..

فَإِنَّه شَيْء جَمِيـل وْكِلِّي فَخُر بِأَضَافَتِي الْمُسَاهَمَة بمواضيعَكُم ..
وَمَن لَم يَزِد شَيْئا إِلَى هَذِه الْمَسِيرَة فَهُو زَائِد عَلَيْهَا .. !
خَالِص الْوُد وَالْتَّقْدِيْر ,, DeleGnT

.
 


بارك الله فيك أخي
دمت ودام عطائك


بأنتظار جديدك


خالص ودي وتقديري


 


post-121126-1266946184.gif
 
عودة
أعلى