nanci taha
New Member
لهذه النفس غذاء وهو جدير بالإعتناء والتقدير والجد له والتشمير لأن منفعته دنيا
وأخرى ولا نسبة بينها وبين منفعة هذه الأبدان ذلك الغذاء أو القوت هو أنواع
الطاعات كإخلاص الأعمال لله والذكر له والشكر له ومحبته وتعظيمه والقيام
التام بأركان الإسلام الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر الباقيات
الصالحات وأنواع العلوم والمعارف والإعتناء بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم
وما إلى ذلك من أنواع القربات فنحن في شغل شاغل عن الإقبال على النفس
وتغذيتها بأنواع الطاعات ذلك لأن قلوبنا متعلقة بتحصيل غذاء الجسم والإعتناء
به فهو الذي نصب أعيننا ولذلك يشب الواحد منا ويشيب ويموت وهو جاهل
بضروريات الدين الإسلامي وربما مرّ على أحدنا مدة طويلة بدون أن يتفكر
بنعمة الله ويتذكره بلسانه ويشكره على ما أولاه من نعمة وكذلك الآخرة ربما أنها
تمضي المدة لانذكرها ولا نستعد لها .
فكما أن للأبدان أمراض كثيرة فلِنّفس أمراض أكثر وأعظم وأخطر وتلك
الأمراض هي السيئات التي من وُقيها رُحم
قال تعالى " ومن تقِ السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم"
وكذلك من أمراض النفس رذائل الأخلاق والجهل بالشرع الحكيم ولهذه الأمراض
دواء نافع بإذن الله وهو أن نتوب إلى الله توبة نصوح فهل نشتاق إلى هذا الدواء
الشافي كما نشتاق بل نهرول ونسرع إلى طبيب الأبدان ومعنا ما معنا من
الأموال إذا أحسسنا بمرض في بدننا وإن لم نجد في بلادنا ذهبنا نطلب الشفاء
ولو في بلاد الكفر.
أما بديع السموات والأرض فلا نلتجئ له إلا عند الشدائد فيجب أن نلتفت لأنفسنا
ونذكّرها بنعم الله علينا لتتمكن محبته منها .
وكذلك إن غذاء أنفسنا ودوائها عند أهل العلم العاملين به الذين يصدّقون أقوالهم
بأفعالهم المعظمون للشريعة الذين إذا رأيتهم ذكرت الله الذين لا يتشبهون بأعداء
الله ولا يجاهرون بالمعاصي الصادعون بالحق الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم .
ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته.... أتطلب الربح مما فيه خسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
اللهم آتِ نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم وفقنا
لما وفقت به من قبلنا واجعلنا من عبادك الذين يقولون الحق ولا يخشون اللوم
ويتهجدون بالليل ويقللون النوم وارزقنا الإستعداد لذلك اليوم ياحي ياقيوم.