nanci taha
New Member
قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}ق(30)
سوف اذكر مجمل اقوال العلماء ثم اذكر الراى الراجح من اقوال المحققين من العلماءاولا:
اختلف العلماء فى الا ستفهام على قولين هل هى على سبيل الانكار او الاستفهام على قولين
1- ان هل من مزيد على سبيل الاستفهام بمعنى الاستزادة
2- ان المعنى قد امتلات فلم يبقى فى موضع لم يمتلىء فهو استفهام انكارى واستدل هؤلاء على رايهم
بقوله تعالى: {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام:47], أي ما يهلك إلا القوم الظالمون، وعلى هذا، فمعنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} لا محل للزيادة لشدة امتلاء النار، واستدل بعضهم لهذا الوجه بآيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة:13], وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود:119] قال: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ, لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}، ، لأن إقسامه تعالى في هذه الآية المدلول عليه بلام التوطئة في {لَأَمْلَأَنَّ} على أنه يملأ جهنم من الجنة والناس، دليل على أنها لا بد أن تمتلىء، ولذا قالوا: إن معنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، لا مزيد، لأني قد امتلأت فليس في محل للمزيد،
وايضا استدلوا ان المقصود بالاية الاستفهام الانكارى اى لامزيد. قالوا لان النار ضيقه لا مكان فيها لا هل النار فاصبح المكان ضيقا بحيث ان الناس يحشرون فى بعض ويصبح المكان ضيقا وهذا عذاب لهم ؛ لان هناك مكان ومكين . فالمكان هو النار والمكين هومن فى النار فلاتوجد سعه فى النار فلاداعى لطلبها الزيادة ؛ بل يحشرون فى بعض وهذا عذاب لهم وتقول النار لامزيد استفهام انكارى اى هل بقى مزيد فالذى يدخل النار يدخل على ضيق وعذاب؛ لا العدد سيقل لانها ضيقة ولا هى ستضيق لمن فيها لكن ليس عن سعة وانما عن ضيق ؛ فالمكان متوفر على قدر المكين ؛ لا احد سيهرب من عذاب النار لان المكان ضيق فالعصاة سيدخلون حتى ولو كان المكان ضيق ويحشرون ببعضهم فوق بعض كما قال الله فى سورة الاسراء(قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ [جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا ) فالنار اذن ضيقه وعلى المقابل الجنة واسعه وفيها سعه كما قال الله( وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ []وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلاٌّرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) وقال فى اية اخرى( سَابِقُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ"] وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالاْرْضِ]أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ )
وقال فى اية اخرى( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى) وهذا الفضل قد قاله فى اية اخرى وهى(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ )
اذن النار ليس فيها سعه على عكس الجنة فيها سعه فالسعه دليل النعيم والضيق دليل العذاب واستدلوا ايضا حين يلقون فى اماكن ضيقه من النار وهم مقيدون فى الاصفاد ومكبلون بالسلاسل والاغلال كما قال الله(إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا ["]مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ]دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً) وقال ايضا(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الاٌّ صْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ)وقالوا لان كل انسان خلقه الله لة مكان فى النار وله مكان فى الجنة فاذا ادخل اهل الكفر النار تركوا اماكنهم يرثوها اهل الجنة واذا ادخلوا اهل الجنة الجنة تركوا اماكنهم لاهل النار فكانت الجنة فيها سعه والنار ضيق... كما قال الله(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)
واستدلوا باحاديث ذكرها الامام الطبرى فى تفسيرة حين قال
وأما قوله: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله, فقال بعضهم: معناه: ما من مزيد. قالوا: وإنما يقول الله لها: هل امتلأت بعد أن يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, وتقول: قطِ قطِ, من تضايقها فإذا قال لها وقد صارت كذلك: هل امتلأت؟ قالت حينئذ: هل من مزيد: أي ما من مزيد, لشدّة امتلائها, وتضايق بعضها إلى بعض. ذكر من قال ذلك:
1-حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال ابن عباس: إن الله الملك تبارك وتعالى قد سبقت كلمته لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ والنّاسِ أجَمعِينَ فلما بعث الناس وأحضروا, وسيق أعداء الله إلى النار زمرا, جعلوا يقتحمون في جهنم فوجا فوجا, لا يلقى في جهنم شيء إلا ذهب فيها, ولا يملأها شيء, قالت: ألستَ قد أقسمت لتملأني من الجِنّة والناس أجمعين؟ فوضع قدمه, فقالت حين وضع قدمه فيها: قدِ قدِ, فإني قد امتلأت, فليس لي مزيد, ولم يكن يملأها شيء, حتى وَجَدَتْ مسّ ما وُضع عليها, فتضايقت حين جَعل عليها ما جعل, فامتلأت فما فيها موضع إبرة
2ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال: وعدها الله ليملأنها, فقال: هلا وفيتكِ؟ قالت: وهل من مَسلكٍ.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ, يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ كان ابن عباس يقول: إن الله الملك, قد سبقت منه كلمة لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها, لا يملأها شيء, حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها, وهي لا يملأها شيء, أتاها الربّ فوضع قدمه عليها, ثم قال لها: هل امتلأتِ يا جهنم؟ فتقول: قطِ قطِ قد امتلأت, ملأتني من الجنّ والإنس فليس فيّ مزيد قال ابن عباس: ولم يكن يملأها شيء حتى وجدت مسّ قدم الله تعالى ذكره, فتضايقت, فما فيها موضع إبرة. انتهى
ومن ذكروا هذا الراى وقالوا به وهو ان الاستفهام انكارى الواحدى فى تفسيرة حين قال (اى هل بقى فى موضع لم يمتلىء اى قد امتلات)
وقال بهذا القول ايضا النيسابورى وابى حيان والمحلى فى تفاسيرهم....
..
2_اما القول الثانى: ان الاستفهام يحمل على الحقيقة وهو طلب الزيادة وأنها لا تزال كذلك حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط أي كفاني قد امتلأت، ولما ثبت في الصحيحين، وغيرهما عن النبي
: "أن جهنم لا تزال تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط"، لأن في هذا الحديث المتفق عليه التصريح بقولها "قط قط"، أي كفاني قد امتلأت، وأن قولها قبل ذلك هل من مزيد لطلب الزيادة،
ومن قال بهذا الراى الطبرى حين قال(وقال آخرون: بل معنى ذلك: زدني, إنما هو هل من مزيد, بمعنى الاستزادة. ذكر من قال ذلك:
1- حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا الحسين بن ثابت, عن أنس, قال: يلقى في جهنم وتقول: هل من مزيد ثلاثا, حتى يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, فتقول: قطِ قطِ, ثلاثا.
24719ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ لأنها قد امتلأت, وهل من مزيد: هل بقي أحد؟ قال: هذان الوجهان في هذا, والله أعلم, قال: قالوا هذا وهذا
سوف اذكر مجمل اقوال العلماء ثم اذكر الراى الراجح من اقوال المحققين من العلماءاولا:
اختلف العلماء فى الا ستفهام على قولين هل هى على سبيل الانكار او الاستفهام على قولين
1- ان هل من مزيد على سبيل الاستفهام بمعنى الاستزادة
2- ان المعنى قد امتلات فلم يبقى فى موضع لم يمتلىء فهو استفهام انكارى واستدل هؤلاء على رايهم
بقوله تعالى: {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام:47], أي ما يهلك إلا القوم الظالمون، وعلى هذا، فمعنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} لا محل للزيادة لشدة امتلاء النار، واستدل بعضهم لهذا الوجه بآيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة:13], وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود:119] قال: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ, لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}، ، لأن إقسامه تعالى في هذه الآية المدلول عليه بلام التوطئة في {لَأَمْلَأَنَّ} على أنه يملأ جهنم من الجنة والناس، دليل على أنها لا بد أن تمتلىء، ولذا قالوا: إن معنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، لا مزيد، لأني قد امتلأت فليس في محل للمزيد،
وايضا استدلوا ان المقصود بالاية الاستفهام الانكارى اى لامزيد. قالوا لان النار ضيقه لا مكان فيها لا هل النار فاصبح المكان ضيقا بحيث ان الناس يحشرون فى بعض ويصبح المكان ضيقا وهذا عذاب لهم ؛ لان هناك مكان ومكين . فالمكان هو النار والمكين هومن فى النار فلاتوجد سعه فى النار فلاداعى لطلبها الزيادة ؛ بل يحشرون فى بعض وهذا عذاب لهم وتقول النار لامزيد استفهام انكارى اى هل بقى مزيد فالذى يدخل النار يدخل على ضيق وعذاب؛ لا العدد سيقل لانها ضيقة ولا هى ستضيق لمن فيها لكن ليس عن سعة وانما عن ضيق ؛ فالمكان متوفر على قدر المكين ؛ لا احد سيهرب من عذاب النار لان المكان ضيق فالعصاة سيدخلون حتى ولو كان المكان ضيق ويحشرون ببعضهم فوق بعض كما قال الله فى سورة الاسراء(قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ [جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا ) فالنار اذن ضيقه وعلى المقابل الجنة واسعه وفيها سعه كما قال الله( وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ []وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلاٌّرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) وقال فى اية اخرى( سَابِقُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ"] وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالاْرْضِ]أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ )
وقال فى اية اخرى( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى) وهذا الفضل قد قاله فى اية اخرى وهى(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ )
اذن النار ليس فيها سعه على عكس الجنة فيها سعه فالسعه دليل النعيم والضيق دليل العذاب واستدلوا ايضا حين يلقون فى اماكن ضيقه من النار وهم مقيدون فى الاصفاد ومكبلون بالسلاسل والاغلال كما قال الله(إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا ["]مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ]دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً) وقال ايضا(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الاٌّ صْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ)وقالوا لان كل انسان خلقه الله لة مكان فى النار وله مكان فى الجنة فاذا ادخل اهل الكفر النار تركوا اماكنهم يرثوها اهل الجنة واذا ادخلوا اهل الجنة الجنة تركوا اماكنهم لاهل النار فكانت الجنة فيها سعه والنار ضيق... كما قال الله(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)
واستدلوا باحاديث ذكرها الامام الطبرى فى تفسيرة حين قال
وأما قوله: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله, فقال بعضهم: معناه: ما من مزيد. قالوا: وإنما يقول الله لها: هل امتلأت بعد أن يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, وتقول: قطِ قطِ, من تضايقها فإذا قال لها وقد صارت كذلك: هل امتلأت؟ قالت حينئذ: هل من مزيد: أي ما من مزيد, لشدّة امتلائها, وتضايق بعضها إلى بعض. ذكر من قال ذلك:
1-حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال ابن عباس: إن الله الملك تبارك وتعالى قد سبقت كلمته لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ والنّاسِ أجَمعِينَ فلما بعث الناس وأحضروا, وسيق أعداء الله إلى النار زمرا, جعلوا يقتحمون في جهنم فوجا فوجا, لا يلقى في جهنم شيء إلا ذهب فيها, ولا يملأها شيء, قالت: ألستَ قد أقسمت لتملأني من الجِنّة والناس أجمعين؟ فوضع قدمه, فقالت حين وضع قدمه فيها: قدِ قدِ, فإني قد امتلأت, فليس لي مزيد, ولم يكن يملأها شيء, حتى وَجَدَتْ مسّ ما وُضع عليها, فتضايقت حين جَعل عليها ما جعل, فامتلأت فما فيها موضع إبرة
2ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال: وعدها الله ليملأنها, فقال: هلا وفيتكِ؟ قالت: وهل من مَسلكٍ.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ, يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ كان ابن عباس يقول: إن الله الملك, قد سبقت منه كلمة لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها, لا يملأها شيء, حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها, وهي لا يملأها شيء, أتاها الربّ فوضع قدمه عليها, ثم قال لها: هل امتلأتِ يا جهنم؟ فتقول: قطِ قطِ قد امتلأت, ملأتني من الجنّ والإنس فليس فيّ مزيد قال ابن عباس: ولم يكن يملأها شيء حتى وجدت مسّ قدم الله تعالى ذكره, فتضايقت, فما فيها موضع إبرة. انتهى
ومن ذكروا هذا الراى وقالوا به وهو ان الاستفهام انكارى الواحدى فى تفسيرة حين قال (اى هل بقى فى موضع لم يمتلىء اى قد امتلات)
وقال بهذا القول ايضا النيسابورى وابى حيان والمحلى فى تفاسيرهم....
..
2_اما القول الثانى: ان الاستفهام يحمل على الحقيقة وهو طلب الزيادة وأنها لا تزال كذلك حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط أي كفاني قد امتلأت، ولما ثبت في الصحيحين، وغيرهما عن النبي
ومن قال بهذا الراى الطبرى حين قال(وقال آخرون: بل معنى ذلك: زدني, إنما هو هل من مزيد, بمعنى الاستزادة. ذكر من قال ذلك:
1- حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا الحسين بن ثابت, عن أنس, قال: يلقى في جهنم وتقول: هل من مزيد ثلاثا, حتى يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, فتقول: قطِ قطِ, ثلاثا.
24719ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ لأنها قد امتلأت, وهل من مزيد: هل بقي أحد؟ قال: هذان الوجهان في هذا, والله أعلم, قال: قالوا هذا وهذا