إلى أمي......ّّّ

إلى أمي......ّّّ

[size=+0]أحظنيني أمِّي

[size=+0]واروِي حقول نفسي بحنانكِ وامسحي على رأسي [/size]
[size=+0]بيديكِ الطاهرتين [/size]
[size=+0]اللتان خُلقتا من نورالعطف والرقّة عساني أصير ذاك الطفل الذي كنتُ ... من جديد ... [/size]
[size=+0]لأحس بما كان ينعم به من دفأ روحكِ المعبِّرة بأصدق وصف عن أقاصي حدود الحب الطاهر العجيب والحنان الوفيرالغريب ...
ضمِّيني ياحبيبة روحي [/size]
[size=+0]بين دِراعيكِ [/size]
[size=+0]فكم اشتقتُ للرجوع إليكِ [/size]
[size=+0]وكم كان يُبعثُ ذاك الصّغيرالمحتاج إليكِ في داخلي طوال ليالِ وحدتي [/size]
[size=+0]وأنا تائه بعيداً عنكِ أتأمل نجوم السماء ... [/size]
[size=+0]تُجالسني نبراتُ صوتٍ ضميرٍ خفيٍّ يسكن نفسي ويُذكِّرني في بعض اللحظات بما اكتشفتُه وأحسستُه من إحباطاتٍ تتكرر مع مرور أيامي...[/size]
[size=+0] لكنني كنتُ أخجل [/size]
[size=+0]بسبب بلوغي سنّا يفترضُ منّي ألاّ أكون ذاك المخلوق [/size]
[size=+0]الذي كان في أمسِّ الحاجة إليكِ [/size]
[size=+0]فبدأتُ أمقتُ تلك القيود المحكمة من قوانين الطبيعة [/size]
[size=+0]التي فرضت علي أن أكون رجلاً يستغني عن اللجوء إلى فضاء صدرك الطاهر ...[/size]
[size=+0] عنوان مملكة الحب الخالص ورِحاب الحنان بلا حدود ... [/size]
[size=+0]إلى نهاية عالمنا المحدود ...
قَبِّليني يا أمي [/size]
[size=+0]بين عينيّ كما كنتِ تفعلين ... [/size]
[size=+0]عساني أعود وأعيش ذاك الإحساس بنفسي [/size]
[size=+0]وهي ترتوي من منهل الوفاء في العطاء والتضحية في قمة السّخاء [/size]
[size=+0]وينهل قلبي من قلبكِ [/size]
[size=+0]الذي يكاد يهتف بإسمي في كل دقّة من دقّاته ليبقى ملادي الأكثر أمناً ... [/size]
[size=+0]وتبقين خلاص روحي عند ضيقها بلا منازع ...
لقد بلغتُ[/size]
[size=+0] ياأجمل إنسانة في حياتي [/size]
[size=+0]من الكِبر ما جعلني أهجر دراعيكِ لأواجه الحياة
بعيداً عن كنفكِ الذي لازم سموه و نبله وجداني وكياني [/size]
[size=+0]أينما حللتُ وارتحلت [/size]
[size=+0]فبقيتُ أسيرَ لحظاته [/size]
[size=+0]مهما تصنّعتُ الرُّشد [/size]
[size=+0]وادّعيتُ بِسلوكي الغِنى عن تلكَ الأيام [/size]
[size=+0]التي كنتِ فيها خادم روحي [/size]
[size=+0]والموجه المُحب الأمين لِذاك الطفل [/size]
[size=+0]الذي كنته فافتقدتُ تلك النظرات الغريبة [/size]
[size=+0]التي ما كنتُ أفهمها لكنني أدركتُ معناها [/size]
[size=+0]وأنا أتيه بين الناس ولم أعُد أرى مثلها تُصوَّبُ نحوي من طرف غيركِ مهما بلغ الإحساس من نُبل فأيقنتُ أنكِ فعلاً ملاك دنياي[/size]
[size=+0] واهتديتُ أنكِ تحبينني أكثرمن حبِّكِ لنفسكِ[/size]
[size=+0] ومن حب الدنيا حولكِ [/size]
[size=+0]وأنكِ وهبتِ وجودكِ في سبيلِ هنائي بوجودي[/size]
[size=+0] تسهرين لأنام[/size]
[size=+0] وتجوعين حتى تشبعينني [/size]
[size=+0]فكيف لا تكونين ملاكي[/size]
[size=+0] وكيف أتخلص من ذاك الطفل الذي لازم روحي بسببكِ مهما كبرت ...
خُدي بيدي أيتها الرائعة في دنيا الجمال ... [/size]
[size=+0]جمال الروح وروعة الخصال [/size]
[size=+0]فما أظنني بلغتُ تمام تحرّر نفسي من قيودِ حبكِ العظيم مادمتِ موجودة في هذه الدنيا
ومادامت أنفاسكِ الزكية تقطر رحيق كل ما هو جميل في حياتي ...
أستحلفكِ بالله يا سيدة وجودي ...[/size]
[size=+0]و أتوسّلُ إلى عطفكِ ياحافظة عهودي ... [/size]
[size=+0]أن تدوسي برجلكِ على جسدي وأن تطأ قدمك كل طرفٍ من أطراف جسمي [/size]
[size=+0]ما دامت الجنة تحت قدميكِ ... [/size]
[size=+0]لتمنحينني النعيم في آخرتي بعدما وهبتِني الحب والحنان في دنياي ... [/size]
[size=+0]لأبلغ درجاتٍ عبركِ في الدّارين ...[/size]
[size=+0] فتصيرين لغزاً في هذا الوجود
لا يعلم رموزه إلاّ من خلقكِ
[/size]
[size=+0]فجعلكِ شعاعاً لا ينطفأ نوره [/size]
[size=+0]إلاّ بخروج روحكِ من جسدك[/size]​

[size=+0]

أتمنى يا أمي الحنون
[/size]

[size=+0]أن أبرّ بك كما أرجو لِكَي يُبرّ بي ... وأتمنى مِمّن خلقنا أن ترضَيْ علي ليرضى عنّي ... فَرِضى الله سبحانه من رضى الوالدين
[/size]​
[/size]
 


بارك الله فيك

5/5 وبانتظار جديد مميزك دائما

تقبل طلتي
 
عودة
أعلى