أسماء بنت يزيد رضي الله عنها

ماءالورد

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شخصية نسويّة متميزة، صقلها الإسلام فارتفع بها إلى أعلى المراتب ..
واحدة من فتيات الإسلام اللواتي تخرجن من مدرسة النبوة ..

على الرغم مما امتازت به أسماء رضي الله عنها من رهافة الحسن ونبل المشاعر ورقة
العاطفة، فقد كانت إلى جانب كل هذا كغيرها من فتيات الإسلام اللواتي تخرجن من مدرسة
النبوة، لا تعرف الخضوع في القول، ولا الهبوط في المستوى، ولا تقبل الضيم والذل، بل
هي شجاعة، ثابتة، مجاهدة، قدمت لبنات جنسها نماذج رائعة في شتى الميادين.
وفدت رضي الله عنها على رسول الله(ص) في السنة الأولى للهجرة وبايعته بيعة الإسلام.
وأخذت أسماء بعد ذلك تسمع حديث الرسول الشريف، وتسأله عن دقائق الأشياء والأمور
لتتفقه في أمور الدين. وكانت شخصيتها قوية لا تستحي من الحق وبذلك يقول عنها ابن
عبد البر" كانت من ذوات العقل والدين".
و كانت رضي الله عنها تنوب عن نساء المسلمين في مخاطبة الرسول (ص) فيما يتعلق بهن،
وقد أتته ذات مرة فقالت له: " يا رسول الله، إني رسول من ورائي من جماعة نساء
المسلمين كلهن يقلن بقولي، وهن على مثل رأيي، إن الله تعالى بعثك إلى الرجال
والنساء فأمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع
شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد،
وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجرة يا رسول
الله (ص)؟؟" فالتفت رسول الله(ص) إلى أصحابه وقال: " هل سمعتم مقالة امرأة أحسن
سؤالاً عن دينها من هذه؟" فقالوا: بلى يا رسول الله(ص) فقال (ص):" انصرفي يا أسماء،
وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعّل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها
لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال". وحسن التبعّل: أي حسن المصاحبة في الحياة
الزوجية والمعاشرة.
و ما إن قبلت السنة الثالثة عشرة للهجرة بعد وفاة النبي(ص) حتى كانت معركة اليرموك
العصبية الشريرة، وفي هذه المعركة العظيمة كانت أسماء بنت يزيد مع الجيش الإسلامي،
مع أخلاقها من المؤمنات خلف المجاهدين تبذل جهدها في مناولة السلاح وسقي الماء
وتضميد الجراح والشد من عزائم الأبطال المسلمين.
و لكن، عندما تأزمت المعركة، و حمي الوطيس، واحمرت الحدق، حينئذ أدركت أن الواجب
يحتم عليها أن تجاهد بما في وسعها وطاقتها، ولم تجد أمامها إلا عمود خيمة، فحملته
وانغمرت في الصفوف، وأخذت تضرب به أعداء الله ذات اليمين وذات الشمال حتى قتلت به
تسعة من الروم. وخرجت أسماء من المعركة وقد أقلت الجراح كاهلها، وشاء الله لها أن
تظل على قيد الحياة بعد ذلك سبعة عشر عاماً حيث أنها لم تمت إلا في حدود السنة
الثلاثين من الهجرة، وبعد أن قدمت للأمة كل خير.
فرحم الله أسماء بنت يزيد بن السكن، وأكرم مثواها بما روت لنا من أحاديث، وبما بذلت
وعملت لتكون درسا لغيرها في تقديم ما بوسعها وطاقتها في سبيل نصرة الحق، ورفع راية
الإسلام خفاقة، حتى يكون الدين كله لله.:km-0y00001 (87):
 


بآرك الله فيك وجزآك الله كل خير

5/5

في آمآن الله

:3:
 


تسلم الأيادي اللي تتحفنا بكل جديد دوما

ننتظر جديدك بشوق ولهفة

فدمت بهذا الأبداع ليطيب لي المرور بصفحاتك البهية

تقبل مروري

km-0y00001%20%2887%29.gif

 
عودة
أعلى