سوالف بنتـــــــي

سوالف بنتـــــــي



انا اعشق الفصحى واستمتع بمفرداتها وأعجب لمترادفاتها ... الاّ اني هذه المرّة سأحكي خاطرتي باللهجة العاميه ... عامّية اهل الرياض ( ياحبي لهم ) اللهجة التي تربيت عليها وماأنفكّت لأذني لحنــــــــــــــا جميلا ( الله لايحرمنا منه ) وسبب الكتابة بالعامّيه ( مهيب شهوة نســــــــو ) ولكن الحوار او ( السواليف ) مع بنتي الصغينونه ... فلا هي تتحدث الفصحى ولا تفصيحه سيكون له معنى ... لذلك قررت ان يبقى بالعاميه بطعمه ومفرداته وحواره البريء ...
واعلن .. ان هذا الحوار ليس بالضرورة ان يكون هو الحوار الذي دار بكل ما فيه ؟
هــي كلمات ومواقف استجمعتها من ذاكرتي من زمن فات ــ راح وراحت ايامه ــ حوارات كانت تدور في بيوت سكان الرياض ... قبل الطفره بسنين ... ايام البساطه ...
ايام ماكان البيت يعيش فيه كل افراد الاسرة ( شيابه وعجايزه ) وعيالهم وحريم عيالهم ــ في ترابط عجيب ــ للأسف تفكك ــ ماعاد نسمعه الا في سواليف ام حديجان ــ وعاطفه طغى عليها المال غول الحياه لمن اساء استخدامه .
ايام ... لما كان الجار يسأل عن جاره ، بدل ما يلاقي ورقه ــ محطوطه تحت عصا مساحة سيارته ــ اذا طلع من بيته بيروح لشغله مكتوب فيها ( لا توقف سيارتك تحت جداري ) ؟! بدل ان يضيفه بالقهوة والشاهي اذا كان تــوّه نازل ؟
ايام ... كان الجيران في عيد الفطر يفرشون ــ الزوالي والبسط .... وكلّن يجيب عيده ... يقعدون كل واحد ياكل من ذا شوى ومن ذا شوي بين الضحكات والتعليقات الشعبيه المهذّبه
ايام ... كانت مرت الجيران يدخل عليها ولدها ــ كلّه دمّـــان .. فالقه ولد الجيران ــ تاخذه وتحطّ على جرحه ــ قهوه مطحونه والا اي شي يوقف الدم ــ وتعصب راسه وتفصخ ثوبه وتغسله وكن ماصار شي ... حتى جارتها ما تعرف شي الا اذا علّموها العيال .
ايام ... اذا نام الولد عند الجيران مافقدوه اهله ... واذا ــ بغت الجارة شي .. طقّت الجدار اللي بينها وبين جارتها .. بيدها .. وجت ذيك تركض تشوف وش تبي ...
ايام .. اذا جت لاحد الجيران مصيبه كل الجيران يوقفون معهم . والشرطه مرتاحه من مشاكل الجيران يحلونها بينهم .. حكمها الدين والعادات الحلوه المتوارثه من الاجداد
وش ... اقول بعــــد .. ياكثر المواقف ...
خلّوني ارجع لسوالف بنتي ......... وأكرر ان الحوار ,,, كلمات علقت بذاكرتي مما سمعت ورأيت ... مواقف حصلت معي ومع غيري .. البستها ثــوبا رقيقا وجدلت منها سالفه صغيره كشعر بنتي المظفور المنتهي بشرايط بيضا تتراقص فوق كتفيها في شقاوة تتوارى امام شقاوتها .
السالفه :
كل صبح انا وبنتي في شيل وحــطّ
عشان روحت المدرسه ؟!
كل يوم لها عذر .. عشان ماتروح ...
قبل الدراسه لمّا سجلناها في الصيفيه وشرينا لها شنطه تتسلى بها ... اشغلتنا... متى تفتح المدرسه ؟ وتاخذ شنطتها وتحوم في البيت ..
والعام الماضي هي اول من يظهر مع الباب واذا رجعت بها عقب مااودي خواتها تخلّي البيت مناحه.. ليه ما درست .؟
و ... فتحت المدرسه عقب العطله ... ولبست المريول ... كانت فرحانه وتسابق اخوانها .. هذا اول يوم
بكره ... كل اخوانها قاموا ... الا ... هــي !!!
يابنت قومي ... اخوانك خلّصوا ... قطعتينا ..
فتحت عيونها وحطّت يديها الصغينونه عليها وقالت لأمها : خلاص هماني درست امس ؟! صارت امها تحايل فيها : يابنتي الدراسه كل يوم . ماتشوفين اخوانك يروحون كل يوم . قالت : هم كبروا انا توني صغيره ؟!
عاندت .. نادوني لها : بتقومين والا ..لا
ــ انتم ماتحبّوني
ــ الاّ نحبك بس يالله قومي
ــ ترى تجيبون لي عسكريم
ــ ايه مايخالف ...يالله قومي عاد
لبست بعد ما اشقــتنا ... ومن غير حماس ... وشانت طبايعها .. أختها تقول لها حطّي الشنطه كذا .. ترد عليها : مالك دخل .
( واللـــــــــه النشبـــــــــــه )
وطول الطريق لاحكت ولا ضحكت ..
بعد الظهر ........ اول مادخلت مع الباب .. قامت امها ترحّـــب وتهلّــــي ــ من باب التشجيع .. والبنت مبوّزه وشكلها مبهذل ... ووحده من الشرايط مهيب فيه ... والشنطه مفتوحه .. انا لله .. وش القصّه ؟
وش فيك
ماردّت ... ... نطلت الشنطه في الارض ... ونصت المركا وقعدت تصيح ...
راحت لها امها و .. بوبزت عندها وقالت وهي ترفع راسها بيدها : وشفيك ؟
ردّت وهي تشاهق : الابلا هاوشتني
ـــ ليــــــه ؟
ـــ عشان طقيت البنت !
ـــ هوه ... وراك تطقينها ؟
ـــ اجل تدزني وتقوللي يام القنازع !
ـــ عاد تطقينها ... كان سفهتيها والا شكيتيها للبلا .
ـــ خلاص انا قلت لكم ماعاد ابي ذا المدرسه .
ـــ يعني تبينّا نفتح لك مدرستن لحالك ؟ وبعدين وين شريطتك الثانيه ؟
ـــ مدري ضاعت في الفسحه
ـــ خلاص .. تعوّذي من بليس وقومي افصخي مريولك واغسلي وجهك وتعالي نشوف واجباتك وباكر ابروح معك للمدرسه واكلّم البلا عشان ماعاد تهاوشك ... زين .يالله قومي حبيبتي .. جعلني ماذوق يومك.......... ياشيخ هالبنت شيخاه .
وقامت البنت نافختن خشّتها وكن ماودّها وتتأفف .. يالله صلاح العطا
هذا حالنا معها اول اسبوع ... كل يوم سالفه وحنّــا نداريها مدارى ونشتري هدايا وندلعها ... واخوانها طقتهم الغيره ويساحرونها الين تقسّم عليهم من الحلاوه والبسكوت ... وأمها راحت للمديره وشرحت لها اللي صاير ...
بعد اسبوع بدت تسلك وهداها الله .. يمكن خذت على المدرسه يمكن شافت ان مافيه فايده ... او خافت تنقطع هالصوغات اللي تجيها او قالوا لها اخوانها انها بتروح ولو بالطّـــق ...
والحقيقه ان البنيّه وهي راضيه ... تنحبّ ... سويليفاتها وش زينها ... وحركاتها وش حليلها ... ... بس لاحد يعاندها ...
بعد شهر صارت ابلتها تسأل خواتها عنها اذا غابت .. وش فيها عسى ماشر ؟ وراها ماجت اليوم ؟
وماقضى النصف الدراسي الاول الا وهي من الشاطرين ومستانسه من المدرسه واذا سألتها امها : بتروحين باكر ؟ قالت : ايه ابروح وبنجح .
تمتمت امها في نفسها : اشوى ... بركه اللي الله هداك يابنتي .
المهم ان البنت الشقيه الدلوعه الحلوه اللي ظفايرها تتراقص على كتفيها في شقاوة تتوارى امام شقاوتها ... كبرت ... واعرست ... وجابت بنت ... هي هالحين مشقيــتن امها ... مثل ماأشقتنا .. واذا شكت لأمها من بنتها ... تقول لها : لا ... ... ســـاد ... خلّك ... نسيتي سواياك فينا يومك صغيّره...
كانت ترد عليها وهي تضحك ...
حاجات كثير ... تتغيّر ... وحاجات ثابته ... مايغيرها الزمن ... ومنها ... البرائـــه ...
ياحليل سوالف بنتـــــــي .

القاكم السالفه الجايه

هديه :

وأنا لو مات غــرسي من ظما ... مالي عن المكتــــوب
عذابـــي إنــــي سقيتــه وارتـــوى من قلبــي الصافــي
وإلى خان الشجر والطين .. لا تشـره على المحبـــوب
زرعـت ولا جنيت .. بها الزمــن .. لي صاحب وافــي
 
عودة
أعلى