هذه لك يآ آبي

nanci taha

New Member
عاقب رجلٌ إبنته ذات الثلاث أعوام لأنها أتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية.

فقد كان المال شحيحاً واستشاط غضباً حين رأى

الطفلة تحاول أن تزيّن إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية
على الرغم من ذلك أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو
جالس يشرب قهوة الصباح وقالت له: "هذه لك .. يا أبي".


أصابه الخجل من ردة فعله السابقة، ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة واكتشف أن العلبة فارغة

. ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً:

ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية
يفترض أن يكون بداخلها شيء ما ..
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات ودفن وجهه بيديه في حزن.

عندها .. نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان وقالت:


يا أبي .. إنها ليست فارغة

.. لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة"
وكانت كل القبل لك يا أبي
تحطّم قلب الأب عند سماع ذلك.
وراح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة، وتوسّل لها أن تسامحه، فضمّته إليها وغطّت وجهه بالقبل؛ ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات .. وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهّب .. وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة .. وكانت إبنته تضحك وتصفق وهي في قمة الفرح...إستمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم.... وأخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته .. وقد فعل ..

وازداد الأب وابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام.

ثم خطف حادثٌ مأساوي حياة الطفلة بعد مرور عشر سنوات.


وقد قيل أن ذلك الأب وقد حفظ تلك العلبة

الذهبية كل تلك السنوات
قد أخرج العلبة ووضعها على طاولة قرب سريره

وكان كلما شعر بالإحباط، كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية

ويتذكر ذلك الحب غير المشروط من إبنته.

كل واحد منا كبشر، قد أعطي وعاء ذهبياً قد مُلى بحبٍ
غير مشروط من أبنائنا وأصدقائنا وأهلنا.
وما من شيء أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان؟!
 


الله يعطيك العافية

لك مني خالص الود والتقديـر

~
 


الله يوفقك ويرفع قدرك ويعلي مقامك

بإنتظار كل جديد منك ياغلا
 
عودة
أعلى