nanci taha
New Member
(الحقد - الحسد - الغيبة - النميمة)
هذه الامراض ابتلي بها غالبية البشر إلا ماندر ..
فلا يخفى علينا أنها تهدد صحتنا ..
وتجعل الحياة أكثر نكداً وغماً ..
وأيضاً لها تأثيراً قوياً على شخصية المرء ..
فهي تجعله أكثر قلقاً وأكثر توتراً وإضطراباً وأقل تركيزاً ..
وبالنهاية إنتاجية أقل ..
هذا من الناحية الدنيوية ..
أما من الناحية الدينية فلها تأثير قوي على دين المرء وأعماله ..
فهي تجعل القلب مثقلاً بالذنوب ..
حتى يثقل على المرء ذكر الله والتلذذ بالعبادة ..
لإنشغال قلبه بحقدٍ على هذا .. وغيرةٍ من هذا .. وحسدٍ لهذا ..
فتتراكم عليه الخطايا والذنوب .. فالسيئة تنادي أختها ..
فيصير على القلب غمامة مظلمة لايرى فيها لا حقٍ ولا باطلٍ
فتختلط عليه الأمور ..
أيضاً لاننسى أن الله لايرفع أعمال المتخاصمين حتى يصلحا كما
أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ..
ولاننسى أن الإنسان لايبلغ حقيقة الإيمان حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .. فلايجتمع في جوف عبدٍ .. الإيمان والحسد ..
ولاننسى أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ..
ولاننسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) ..ـ
وأيضاً لاننسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام .. (لا يدخل الجنة نمام) ..ـ
فقد تتبخر كل أعمالنا وتصبح هباءً منثورا ..
هذه الأعمال التي تعبنا على تحصيلها ..
من مجاهدة النفس وحرمانها من ملذات الدنيا ..
كالإمتناع من المسلسلات والأغاني وحضور الحفلات .... وغيرها الكثير ..إبتغاء الجنة ..
وفي النهاية يكون مصيرنا النار نعوذ بالله منها ..
فنكون خسرنا الدنيا والآخرة ..
فما الحل ؟؟.. وكيف الخلاص من هذه الأمراض ؟؟..
قال الله تعالى ..{ يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } ..ـ
وقال النبي
: { إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا} ..ـ
لنتأمل هذه الآية الكريمة .. وهذا الحديث الشريف ..
في بداية الآية نهانا الله سبحانه وتعالى عن الظن ..
وأيضاً في بداية الحديث حذرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام من الظن ..
ثم ذُكر مابعد سوء الظن كالتجسس والغيبة والبغضاء ..
فسوء الظن بالآخرين هو الذي يولد البغضاء والغيبة ..
فالحل هو ..
ـ1- حسن الظن بالآخرين .. فكلما وسوسة لك نفسك والشيطان بسوء ظن للآخرين ..فوراً تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن ماتحدثك به نفسك فهي أمارة بالسوء ..
ثم أستغفر الله بماحدثتك به نفسك من سوء ظنٍ .. فالله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن سوء الظن إثم ..
فقل .. اللهم أغفرلي ما أسررت وما أعلنت ..
فقل .. اللهم أغفرلي ما أسررت وما أعلنت ..
ملاحظة .. (الإستغفار والإستعاذة مهمة جداً فأكثروا منها)ـ
ـ2- قلة الكلام ومعاهدة النفس على الانضباط وعدم الغيبة والنميمة ..
فقبل أن تجلس مع أهلك .. وقبل أن ترفعي سماعة الهاتف .. وقبل زيارتك لأحد ..
حدث نفسك وعاهدها بأن لاتغتاب وتتجنب أي كلام يكون سبب لجر الغيبة ..
ـ3- الإستغفار والتوبة بعد أي مكالمة أو زيارة .. حتى ولو لم تغتابي .. فربما خرجت منك كلمة سيئة هنا أو هناك وأنت لاتدرين .. فقولي .. (اللهم أغفر لي ) ..ـ
وإن إغتبت .... إستغفر وتب الى الله .. وإدعي لمن إغتبتيها بالمغفرة والرحمة ..
ولا تنس كفارة المجلس قبل القيام من مجلسك ..
ـ4- عند رؤيتك لتصرف سيء من أي شخص .. لاتنقده حتى في نفسك ..
وإن نقدته في نفسك فوراً أستغفر ربك وتب إليه ..
ثم وبخ نفسك وانهرها .. كأن تقول ... (من أنت حتى تنتقد الناس !!؟..) ... ـ
ـ(وهل أنت كامل أو خالي من العيوب ) .. وهكذا ..
ـ(وهل أنت كامل أو خالي من العيوب ) .. وهكذا ..
حتى لايدخل العُجب والغرور في نفسك .. فهو آفة ..
وعسف النفس وعدم الخضوع لها .. يهذبها ويجعلها أكثر إستقامة ..
وكذالك كان دأب الصحابة والسلف الصالح ..
ـ5 و هذا الأهم الدعاء بأن يطهر الله قلبك من الغل والحقد والحسد ..
ـ ( ولاتجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ) .. ـ
ـ ( ولاتجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ) .. ـ
وجاهد نفسك على ذلك .. فإن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
فلا تحقد .. وأعفي عن من أساء إليك من اللحظة الأولى .. فلا تؤجلي العفو والتسامح .. فكلما أجلتي ...،، صعب عليك ذالك .. لأن الشيطان يبدأ في تضخيم الأمر وتصعيبه .. فلا تدعي له مجالاً ..
وفي النهايه ستشعر بالراحة والإطمئنان وبلذة الايمان وحلاوته .. ويُنزل عليك ربي السكينة ..
ومع الوقت تكسب محبة الناس وثقتهم فيك .. وعدم الاكتراث لنقد الناس ومايقولونه عنك ..
ولاننسى أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ..
أتمنى أن أكون قد وفقت لما طرحته .. فهذه حلول أستنتجتها من تجربتي الأخيرة ونجحت معي ولله الحمد والمنة .. بعد تجارب كثيره فاشلة ..
فأتمنى أن يستفيد منها الجميع ..
وحقوق الطبع لجميع الزوار .. فعسى الله أن ينفع بها ..
وأخيراً إن وفقت فهو من الله و إن أخطأت فهو من نفسى و الشيطان ..
من أجمل ما قرأت