nanci taha
New Member
"لكل أمة أمينا وامين هذه الأمة أبوعبيدة عامر الجراح"
أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري000يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في
أحد أجداده (فهر بن مالك)000وأمه من بنات عم أبيه000أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر 0
وإشتهر بكنيته ونسبة إلى جده، وأمه "أميمة بنت غنم بن جابر" التى أدركت الإسلام وأسلمت، ولقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة، وهو أحد العشرة السابقين فى الدخول إلى الإسلام، وهاجر أبو عبيدة رضى الله عنه الهجرتين، وهو من أبطال الإسلام المشهورين وقادته الكبار.
وكان رضي الله عنه نحيفاً، معروق الوجه، خفيف اللحية، طويل القامة، أثرم الثنيتين، يصبغ رأسه ولحيته بالحناء.
وكان له رضى الله عنه مواقف عظيمة نذكر منها عندما كان فى غزوة بدراً وتصدى له أبوه وكان مشركاً فتجنب أبو عبيده قتالة إلا ان أباه أصر على قتالة فقاتله أبو عبيدة وقتله، فأنزل الله تعالى فيه: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22)
كما أبلى بلاءً عظيماً يوم أحد، يقول أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم )000 فحسن ثغره بذهابهما، حتى قال البعض : "ما رؤي هتم أحسن من هتم أبي عبيدة".
غزوة الخبط
أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباعبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ، فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط000
وكان رضى الله عنه حسن الخلق، حليماً متواضعاً كثير المناقب، وكان من المعدودين الذين جمعوا القرآن، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ولقبة بأمين الأمة وقال عنه : "ما منكم من أحد إلا لو شئت أخذت عليه بعض خلقه إلا أبا عبيدة" ثم توفي وهو عنه راض، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها: من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه قالت: (أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة).
مكانته000أمين الأمة
قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا000فقال عليه الصلاة والسلام ( لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين )000فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها000 ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و سلم- "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك000بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي صلى الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله ي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه ( لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله )000
معركة اليرموك
في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد000وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد :
( يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟)000فأجاب أبوعبيدة :
( اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة )000وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0
تواضعه
ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ، فجمعهم وخطب فيهم قائلا ( يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!)000
وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له : من ؟)000قال :
( أبوعبيدة بن الجراح )000وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم ( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟)000فأجاب أبوعبيدة :
( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل )000
وقد عزم أبو بكر الصديق رضى الله عنه على توليته الخلافة يوم السقيفة وقال: "قد رضيت لكم أحد هذين" وأشار إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة، وأرسلة الصديق إلى بلاد الشام في عام 13 هجريا ليكون قائدا من قواد الأجناد، وولاه الفاروق عمر بن الخطاب القيادة العامة لجيوش الفتح في بلاد الشام وفتح الله على يديه فتوحاً عظيمة.
وكان الفاروق يقول: (لئن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي لأستخلفنه فإن سألني ربي لأقولن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح").
وعندما ذهب الفاروق إلى الشام دخل بيت أبو عبيدة فوجده كأفقر ما يكون، فقال: "أعندك طعام؟" فقام وأحضر كسيرات، فبكى الفاروق رضى الله عنه وقال: "غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة".
وحين أصيبت بلاد الشام بوباء الطاعون كتب عمر إلى أبي عبيدة: "إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها فعجل إلي"، فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: "عرفت حاجة أمير المؤمنين، إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق"، ثم كتب إليه: "إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك فإني في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم". فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: "مات أبو عبيدة؟" قال: "لا، وكأن قد".
وكان من أقوالة رضي الله عنه: "ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها غداً مهين، بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن"، ومن أقواله أيضاً: "وددت أني كنت كبشاً فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي".
وعندما كان رضى الله عنه متوجها من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة فيه أصابه الطاعون وهو بفحل وهي مكان فى الأردن فدعا من حضره من المسلمين فقال لهم: "إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحجوا، واعتمروا، وتواصوا، وانصحوا لأمرائكم، ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن امرأ لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده، والسلام عليكم ورحمة الله" ثم أوصى معاذ بن جبل أن يصل بالناس، ثم مات.
وتوفى رضى الله عنه فى العام الثامن عشر من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب، عن عمر يناهز ثمان وخمسين عاما بفحل، ودفن فيها، وقيل أنه توفي بفحل ودفن بعمواس.
اتمـــــــنى لكم الاستفادة من الموضوع
تحيااتي لكم ..