nanci taha
New Member
تُرى هل يموت الورد فوق الأغصان موتة طبيعية....
أم أنه ينتحر بطريقة نجهلها نحن البشر.....
أم أنه ينتحر بطريقة نجهلها نحن البشر.....
يُقال...
أن للورد معاني كثيرة ..
إن للورد صوتاً ولهجة لا يتقنها سوى العشاق...
فالوردةالحمراء تعني {أحبك}
والوردة الصفراء تعني{أغار عليك}
والوردة الخضراء تعني{أثق بك}
والوردة البيضاء تعني{أحتاج إليك}
والوردة الجافة تعني{انتهى كل شئ}.....
تُرى..
هل مازال الورد يقوم بدور حمامة السلام..
التي تطير إلى من نحب
لتنقل إليه أشواقنا وأحاسيسنا..؟؟
أم أن حمامة السلام قد فقدت جناحيها
في زمن أصبح للحب فيه أكثر من لسان
وأكثر من قلب
وأكثر من طريق...!!!
أعترف..
بأنني عندما كنت طفلة كنت أحب الورد كثيراً
وكنت أظن أن الورد لايُهدى إلا لمن نُحب...
فكنت أقدمه على استحياء..
وكنت أستقبله بفرحة طفولية...
وأحتفظ به بين طيات الكتب
كأدق الأسرار...
وأعترف أيضاً..
بأنني عندما كبرت فقد الورد معناه
ومكانته لديّ...
فأصبحت أتجنب إهداؤه لمن يهمني أمرهم..
وأفضل عليه الهدايا الأُخرى...
ربما لأنني أصبحت أكثر واقعية..
للأشياء طريقتها في الموت..
حتى الورد...
وأظن أن للورد طريقة بشعة عند الموت...
فهو ينزف كل دمه حتى يفقد بريقه ولونه...
أو يموت مخنوقاً بين طيات الدفاتر...
ولا ذنب للورد في موته...
سوى أنّ أحدهم فكّر أن يهديه لمن يحب...
فأباح لنفسه....قتل الورد...؟؟
في الماضي..
كنا نتعامل مع الورد بصدق أكبر...
فكنا نضع فيه الكثير من أحاسيسنا وأحلامنا
قبل أن نقدمه إلى من نحب..
أما الآن فقد أصبحنا نقدمه بإسم التحضر....
وبإسم " الإيتيكيت"...
وبإسم أشياء أخرى لاتمت للعاطفة بصلة..!!
من منا فكّر يوماً...
أن يعتذر للورد قبل أن يقتله
ويكفنه بأوراق الهدايا...
ويضع فوقه الشرائط الملونة
ويلصق فوقه بطاقة صغيرة تحمل...الكثير...
من الكلمات
التي ربما كُتبت بلا إحساس...
أو سُرقت من أحد الكتب؟؟...
ذات يوم...
كنت امرأة رومانسية..
فكنت أظن أنه ليس للورد معنى آخر
غير الحب...
فكنت أسافر فوق بساط الخيال إلى مدن جميلة...
وأحلم بأن أسكن مدينة من الورد
لكنني اضطررت إلى أن أتنازل
عن حلمي الجميل...
حين أدركت أن البعض يقدم الورد
{ لأشياء أخرى }
بعيدة عن الورد...ومعناه الحقيقي....
في الماضي...
كان الورد أجمل...وأغلى....
ربما لندرته في ذلك الوقت...
تماماً...ككل الأشياء الأخرى التي تفقد
مكانتها لدينا...
حين تفقد صفة " النادر " وتصبح أكثر
انتشاراً....
هل يُحِب الورد..؟؟
أم أنه خُلق فقط كي يُحب..؟؟
ويدفع ضريبة هذا الحب من عمره...
ولهذا فالورد لا يعيش طويلاً....
وينتهي سريعاً بالذبول...
صباح الورد...
هكذا يُبادرك البعض حين يراك...
مع أنه قد يكون أبعد الناس عن الورد...
ومعانيه الجميلة...
لكنه فقط يتبع الموضة...
وليس حباً في الورد...
*** آخر الهمس...
أعتذر لكم...
وللورد....
ولأُناس مازالوا يتمسكون بصدقهم...
ومازالوا
يجدون في الورد المعنى الجميل
والقديم له...
مماراق لي ..