خاص فلسطين الآن :-
مجزرة بيت حانون : دموية بشعة تفوق الوصف في روايات حية
لم يتصور سكان بلدة بيت حانون وأهالي الشهداء من عائلة العثامنة وجيرانهم من عائلة عدوان وحمد والكفارنة في شارع حمد ببلدة بيت حانون تلك المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق عائلة فلسطينية كاملة بعد انسحابها عن البلدة بأربع وعشرين ساعة خلفت ورائها ما يقارب 60 شهيداً وأكثر 250 جريحاً منهم أطفال ونساء خلال ستة أيام من الحصار والدمار والخراب حل بالبلدة ، لترتكب أبشع مجازرها دموية وبشاعة بحق عائلة العثامنة في شارع حمد لتتناثر الأشلاء في الطرقات ويبقى صباح بيت حانون أحمر دام بفعل ما خلفته قذائف الموت من دماء الأبرياء الذي نزف وسال في كل مكان .
رائحة الموت
ونفذت الآليات الاسرائيلية جريمتها البشعة حين أطلقت نيران حقدها تجاه منازل المواطنين في شارع حمد في بلدة بيت حانون تمام الساعة السادسة والنصف من صباح الأربعاء 8/11/2006م لتتناثر الأشلاء في الشوارع ، وتمتزج الرمال بالدماء ، ويرتقي قوافل الشهداء ، ليخلف العدو وراء جريمته النكراء آثار الجريمة ، حيث رائحة الموت وشلال من الدماء الممزوجة بالرمال ، والحجارة التي اختلطت بدماء الشهداء ، والأشلاء المتناثرة هنا وهناك ليكون ثمانية عشر من الشهداء على موعد مع الارتقاء لصفوة الشهداء .
أحد عشر شهيداً من النساء والرجال والأطفال كلهم من عائلة العثامنة من بلدة بيت حانون ، ولا زال سبعة آخرين يصعب التعرف عليهم بعد وصولهم إلي المستشفيات أشلاءاً ممزقة ، مقطعة الأوصال ومنها من غابت معالمها بالكامل وعدد آخر بحسب مصادر طبية وصل إلي أكثر من 35 من الجرحى وصفت حالتهم بالخطيرة ، وصلوا مستشفى الشهيد كمال عدوان والعودة ومشفى الشفاء صباح هذا اليوم اثر وقوع المجزرة ، تلك المشاهد المؤلمة والتي ستظل شاهدة على إجرام الإحتلال الاسرائيلي .
دموية بشعة
المواطنون من أهالي المنطقة وصفوا المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال بالدموية والبشعة مؤكدين انه يجب محاكمة مجرمي الحرب وقادة الاحتلال سفاكي الدماء والذين تسببوا في قتل ما يقارب 57 مواطناً خلال ستة أيام وارتكاب مجزرة بحق المواطنين المدنيين دون أي ذنب يذكر .
وكانت أبشع صور المجزرة تلك الجثث التي وصلت للمستشفى وهي عبارة عن أكوام من أشلاء الشهداء ، وما خلفته المجزرة من مشاهد تقشعر منها الأبدان حيث الأشلاء متناثرة في كل مكان ، ودماء الشهداء التي تركت صورة أشبه ببركة من الدماء .
أول الصور الحية والتي عبر بها يسري المصري أحد رجال الإسعاف والطوارئ والذين توجهوا لنقل جثث الشهداء وإسعاف الجرحى وهو ما وثقه خلال حديثه لمراسل فلسطين الآن فقال : " وجدنا اشلاءاً من الأطفال هنا وهناك أوصالا ًمقطعة غابت معالمها وبركاً من الدماء ستظل شاهدة على الإجرام الاسرائيلي.
وأضاف : " ما شاهدناه هو منظر مخيف ومدهش ، جثث مقطعة من الأطفال والرجال والناس ملقاة في الشوارع ، وقمنا بنقل ما استطعنا رغم خطورة المكان إلي مستشفيات شمال غزة ."
أشلاء متناثرة
ولم تستطع كلمات المواطنين الذين تجمعوا بعد وقوع المجزرة بدقائق في شارع حمد أن يصفوا المجزرة من شدة البشاعة وما خلفته من دماء وأشلاء متناثرة ، فيما لم يستطع آخرون الذي طبق على معظمهم الصمت أن يتحدثوا ، فيما أخذ آخرين بالصراخ أن يصفوا تلك المشاهد المؤلمة وما شاهدوه من أهوال في تلك المجزرة إلا بكلمة واحدة ' مجزرة دموية بشعة '.
ويقول محمد عدوان " 30 عام " والذي شاهد المجزرة فور وقوعها : " كانت أصعب اللحظات ، فأنا أذهلت من شدة بشاعة المشهد ، فمعظمهم من عائلة واحدة من النساء والرجال والأطفال استهدفتهم القذائف المدفعية وهم آمنين في منزلهم ."
ويضيف :" بعد سماع صوت الانفجاريات ذهبت لمكان المجزرة فلم أشاهد أمام عيني إلا دماء كبركة من المياه وأشلاءاً قد تناثرت ، هنا وهناك ."
وواصل يقول " لم استطع أنا وغيري ممن تواجدوا على الفور من القيام بعمل أي شيء فوقفنا وصرخنا بصوت عالٍ ولم نستطع القيام بأي شيء من بشاعة المشهد ونحن ننظر إليه بأعيننا"
أما علاء عدوان "26 عام " بدا يتحدث بنبرة قوية عن مشاهد المجزرة فأخذ قائلا: " كان انفجاراً قوياً وشديداً ، وكنت معتقدا أنه قصف بطائرات حربية من نوع " أف 16" ، ولم أدر ما ذنب أولئك الأطفال والنساء الآمنين في منازلهم . "
حداد عام
مشهد من الحزن والألم وحداد عام أعلن لثلاث أيام في جميع محافظات قطاع غزة على أرواح الشهداء الثماني عشر ورغم بشاعة الحادثة لم تنته معاناة سكان بلدة بيت حانون في ظل استمرار العدوان منذ ثمانية أيام متواصلة رغم انسحاب الجيش منها .
ويبقى لأهالي بيت حانون شعورهم بالمرارة والحزن الذي خيم على البلدة بعد وقوع المجزرة الأخير صباح هذا اليوم وتبقى القلوب حزينة على فقدان الأحبة بانتشار عشرات بيوت العزاء في البلدة حيث ان الجرح لم ينتهي بعد .
.