nanci taha
New Member
×
(إن مع العسر يسرا)
يا إنسان بعد الجوع شبع ، و بعد الظمأ ري ، و بعد السهر نوم ، و بعد
المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، و يهتدي الضال ، و يفك العاني ، و
ينقشع الظلام(فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده).
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، و مسارب الأدوية ،
بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ، و لمح البصر ، بشر
المنكوب بلطف خفي ، و كف حانية وادعة .
إذا رأيت الصحراء تمتد و تمتد ، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة
الظلال .
إذا رأيت الحبل يشتد و يشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع .
مع الدمعة بسمة ، و مع الخوف أمن ، و مع الفزع سكينة .
النار لا تحرق إبراهيم الخليل ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة ( بردا و
سلاما على إبراهيم ) .
البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق نطق بـــ ( كلا أن
معي ربي سيهدين ) .
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده جل في علاه معنا ؛ فنزل الأمن و
الفتح و السكينة .
إن عبيد ساعاتهم الراهنة ، و أرقاء ظروفهم القاتمة ، لا يرون إلا النكد و
الضيق و التعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة ، و باب الدار
فحسب . ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب ، و ليطلقوا أعنة أفكارهم
إلى ما وراء الأسوار.
إذا فلا تضيق ذرعا فمن المحال دوام الحال ، و أفضل العبادة انتظار الفرج ،
الأيام دول . و الدهر قلب ، و الليالي حبالى ، و الغيب مستور ، و الحكيم
كل يوم هو في شأن ، و لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، و إن مع العسر
يسرا ، إن مع العسر يسرا .