nanci taha
New Member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
وبعد :
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد:
أخواني اختواتي ..
إن ذكر الله نعمة كبرى ، ومنحة عظمى ، به تستجلب النعم ، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب ، وقرة العيون ، وسرور النفوس ، وروح الحياة ، وحياة الأرواح . ما أشد حاجة العباد إليه ، وما أعظم ضرورتهم إليه ، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال .
ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله وأنواعه وفوائده ، وفيما يلي صفحات من كلام العلامة ابن القيم ، نقلناها باختصار من كتابه "الوابل الصيب". قال رحمه الله :
فضل الذكر
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله : { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم } قالوا : بلى يا رسول الله. قال : { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { مثل الذي يذكر ربه ، والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت }.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) [الأحزاب:41]، وقال تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) [الأحزاب:35] ، أي : كثيراً. ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة .. لشدة حاجة العبد إليه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : ( لكل شيء جلاء ، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ) .
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما ، وجلاؤه بالذكر ، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء . فإذا ترك الذكر صدئ ، فإذا ذكره جلاه .
و صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر .
قال تعالى : ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُط ) [الكهف:28].
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر ، أو من الغافلين ؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة ، وأمره فرط ، لم يقتد به ، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك .
كلمات خفيفات على اللسان ثقيلات في الميزان .. بها الوقاية في صباحك ومساءك مما يضرك .. حفظكِ الله ورعاكِ .