DeleGnT
Delegnt.net Moderator
’
خاطب الشاعر إليوت شهر أبريل بأنه أقسى الشهور..
لكن أبريل مساحة زمنية يستأثر بها فصل الربيع ليزيح عن دنيا الناس
رتابة الشتاء و صرامته..و يخلصهم من شراسة الصقيع الذي فرخ
طويلا في أحشاء هذه الأوطان.
بين تلك الأشجار الوارفة و الأغصان المورقة يتجلى سخاء الشمس الحاتمي...
او من خلال تلك البراعم المخضرة حديثا تتسلل الأشعة الدافئة لتعانق الورد المتألق
و لتغازل الياسمين الخجلان في كل بقعة من هذه الطبيعة الآسرة...
رمت بها قدماها الأنيقتان فوق رصيف من تلك الأرصفة المتقاطعة
و المتناسخة هنا و هناك كما الشرايين. قدمان تحاكيان بياض البدر عند اكتماله...
خطواتها حثيثة لكنها واثقة. أنفاسها تتلاحق كأن أحدهم يترصد حركاتها...
تسلمها قدماها أخيرا أمام عمارة شاهقة توشك أن تقبل كبد السماء ...
يعتلي هذا البنيان لافتة ضخمة كتب عليها- المركز التجاري-
قالت الفتاة بصوت تحرص كل
الحرص ألا يثير فضول المارة:
- من فضلك سيدي أين أعثر على السيدة عفاف ؟
- اختصاصية الوشم آنستي ؟؟
- بالضبط سيدي .
- الطابق السابع . الباب الثاني على الشمال .
- ممتنة لك ..
اعترت الفتاة نشوة من الفرح و توردت وجنتاها...
أخيرا ظفرت بضالتها .
هذه المرأة كما الزئبق ليس لها عنوان قار أبدا.
و راحت الفتاة تحدث نفسها و هي تعتلي تلك الأدراج ..
بعد حين سأحقق أمنية خطيبي. الأمر مخيف لي حقا. لكنها رغبته
لطالما سألني أن أرسم وشما . ثلاث نجمات على خذي الأيمن
أسفل الجفن...ليس أكثر من ثلاث . تلك رغبتي.
- تفضل – انبعث صوت مجلجل من جوف الشقة.
صوت ليس بالأنثوي و ليس بالذكوري. دخلت فتاتنا بخطوات
مرتبكة و مترددة. إنها حديثة العهد بهذا اللون من الزينة...
و لولا رغبة عريس المستقبل ما كانت لتسلم خذها
الأسيل كالتفاح الطازج إلى هذه السيدة.
- صباحك سعيد سيدتي عفاف
- مرحبا بنيتي ..
- كانت عفاف قد فرغت للتو من وشم ظهر إحدى النساء ..
واوووووووو..ذهلت الفتاة من هذا الوشم
و سرعان ما استحال ذلك الذهول إلى إعجاب...لقد استهواها ذلك
الوشم الجنوني ذو الألوان الآسرة،
خريطة العالم كاملة بأبحره و قاراته و محيطاته...
لكن شيئا آخر يستأثر بانتباه
الفتاة. ثقب غائر في الجانب الأيمن من ذقن عفاف.
- أرهقني ذلك الوشم يا بنيتي...لقد استغرق خمس حصص كاملة
- نطقت السيدة عفاف في خيلاء بعد انصراف تلك الزبونة ..
قالت الفتاة و بصرها متسمر بذلك الثقب السحيق:
- جهد شاق أكيد لكن الثمر يانع يا سيدتي ..
- راق المرأة هذا الإطراء...
قالت و هي تعد الأريكة للفتاة :
- ما شكل الوشم الذي يروقك بنيتي ؟
- ثلاث نجمات باللون الأسود الصيني على خذي الأيمن أسفل العين ..
تلألأ وجه عفاف بابتسامة عريضة تلاشى على أثرها
ذلك الثقب كما الماء المتدفق فوق الكثيب .
- إلى البنج يا طفلتي كي لا يؤذيك وخز الوشم و الإبر
– استرخت الفتاة على الأريكة و أسلمت جسدها إلى أنامل تلك المرأة...
أخذ البنج يسري في عروقها كما الليل حينما ينهش في أناة زرقة السماء .
و يحيلها إلى وشاح حالك السواد يجلل هذه العوالم المترامية الأطراف...
شعرت الفتاة بدوار يضغط على جمجمتها و بثقل في أوصالها...
أخذت ترنو في شرود إلى ذلك الثقب الذي
يحتل في إباء و شموخ ذقن هذه المرأة و سرعان ما تمثلته
مغارة سحيقة تكتنز أسرارا تذهب بالألباب
و لا سبيل إلى فك طلاسمها و سبر أغوارها...
و تسلل النوم أخيرا إلى الجفنين الملائكيين يعانقهما في لهفة و شوق.
انفردت عفاف بذلك الوجه الغض...
و انغمست يداها في شغل دءوب بلا كلل أو ملل...
أناملها الرفيعة تجيد فن الوشم فوق تلك التضاريس
الأنثوية البديعة. انقضت ساعة و بعض ساعة و قضي الأمر.
و فرغت عفاف من عملها و جبينها يتفصد عرقا.
استفاقت الفتاة بعد هنيهة . .
صاحت المرأة مغتبطة: - هيه بنيتي . انطلقي إلى المرآة ..
– قالت الفتاة و هي تنط صوب ذلك المربع الفضي الفسيح
- الشوق يغالبني لأرى انجازك سيدتي
- امتقع وجه الفتاة فجأة كأن الدماء استلبت من شرايينها استلابا
صرخت ملتاعة , هذه المرآة كاذبة .. مزيفة .. مخادعة .
عاودت الفتاة مشاهدة المرآة و تأكدت من صدق المشهد...
أسقط في يدها و انحدرت الدموع دافقة من مقلتيها ...
بصوت أجش تعد - واحد . اثنان . ثلاث . أربع .
- كانت هناك ست و خمسون نجمة تسبح فوق خذيها الأسيلين.
إنها حرب النجوم آثرت أن يكون هذا الوجه الملائكي مسرحا تندلع فيه بدلا من الفضاء.
لكن أبريل مساحة زمنية يستأثر بها فصل الربيع ليزيح عن دنيا الناس
رتابة الشتاء و صرامته..و يخلصهم من شراسة الصقيع الذي فرخ
طويلا في أحشاء هذه الأوطان.
بين تلك الأشجار الوارفة و الأغصان المورقة يتجلى سخاء الشمس الحاتمي...
او من خلال تلك البراعم المخضرة حديثا تتسلل الأشعة الدافئة لتعانق الورد المتألق
و لتغازل الياسمين الخجلان في كل بقعة من هذه الطبيعة الآسرة...
رمت بها قدماها الأنيقتان فوق رصيف من تلك الأرصفة المتقاطعة
و المتناسخة هنا و هناك كما الشرايين. قدمان تحاكيان بياض البدر عند اكتماله...
خطواتها حثيثة لكنها واثقة. أنفاسها تتلاحق كأن أحدهم يترصد حركاتها...
تسلمها قدماها أخيرا أمام عمارة شاهقة توشك أن تقبل كبد السماء ...
يعتلي هذا البنيان لافتة ضخمة كتب عليها- المركز التجاري-
قالت الفتاة بصوت تحرص كل
الحرص ألا يثير فضول المارة:
- من فضلك سيدي أين أعثر على السيدة عفاف ؟
- اختصاصية الوشم آنستي ؟؟
- بالضبط سيدي .
- الطابق السابع . الباب الثاني على الشمال .
- ممتنة لك ..
اعترت الفتاة نشوة من الفرح و توردت وجنتاها...
أخيرا ظفرت بضالتها .
هذه المرأة كما الزئبق ليس لها عنوان قار أبدا.
و راحت الفتاة تحدث نفسها و هي تعتلي تلك الأدراج ..
بعد حين سأحقق أمنية خطيبي. الأمر مخيف لي حقا. لكنها رغبته
لطالما سألني أن أرسم وشما . ثلاث نجمات على خذي الأيمن
أسفل الجفن...ليس أكثر من ثلاث . تلك رغبتي.
- تفضل – انبعث صوت مجلجل من جوف الشقة.
صوت ليس بالأنثوي و ليس بالذكوري. دخلت فتاتنا بخطوات
مرتبكة و مترددة. إنها حديثة العهد بهذا اللون من الزينة...
و لولا رغبة عريس المستقبل ما كانت لتسلم خذها
الأسيل كالتفاح الطازج إلى هذه السيدة.
- صباحك سعيد سيدتي عفاف
- مرحبا بنيتي ..
- كانت عفاف قد فرغت للتو من وشم ظهر إحدى النساء ..
واوووووووو..ذهلت الفتاة من هذا الوشم
و سرعان ما استحال ذلك الذهول إلى إعجاب...لقد استهواها ذلك
الوشم الجنوني ذو الألوان الآسرة،
خريطة العالم كاملة بأبحره و قاراته و محيطاته...
لكن شيئا آخر يستأثر بانتباه
الفتاة. ثقب غائر في الجانب الأيمن من ذقن عفاف.
- أرهقني ذلك الوشم يا بنيتي...لقد استغرق خمس حصص كاملة
- نطقت السيدة عفاف في خيلاء بعد انصراف تلك الزبونة ..
قالت الفتاة و بصرها متسمر بذلك الثقب السحيق:
- جهد شاق أكيد لكن الثمر يانع يا سيدتي ..
- راق المرأة هذا الإطراء...
قالت و هي تعد الأريكة للفتاة :
- ما شكل الوشم الذي يروقك بنيتي ؟
- ثلاث نجمات باللون الأسود الصيني على خذي الأيمن أسفل العين ..
تلألأ وجه عفاف بابتسامة عريضة تلاشى على أثرها
ذلك الثقب كما الماء المتدفق فوق الكثيب .
- إلى البنج يا طفلتي كي لا يؤذيك وخز الوشم و الإبر
– استرخت الفتاة على الأريكة و أسلمت جسدها إلى أنامل تلك المرأة...
أخذ البنج يسري في عروقها كما الليل حينما ينهش في أناة زرقة السماء .
و يحيلها إلى وشاح حالك السواد يجلل هذه العوالم المترامية الأطراف...
شعرت الفتاة بدوار يضغط على جمجمتها و بثقل في أوصالها...
أخذت ترنو في شرود إلى ذلك الثقب الذي
يحتل في إباء و شموخ ذقن هذه المرأة و سرعان ما تمثلته
مغارة سحيقة تكتنز أسرارا تذهب بالألباب
و لا سبيل إلى فك طلاسمها و سبر أغوارها...
و تسلل النوم أخيرا إلى الجفنين الملائكيين يعانقهما في لهفة و شوق.
انفردت عفاف بذلك الوجه الغض...
و انغمست يداها في شغل دءوب بلا كلل أو ملل...
أناملها الرفيعة تجيد فن الوشم فوق تلك التضاريس
الأنثوية البديعة. انقضت ساعة و بعض ساعة و قضي الأمر.
و فرغت عفاف من عملها و جبينها يتفصد عرقا.
استفاقت الفتاة بعد هنيهة . .
صاحت المرأة مغتبطة: - هيه بنيتي . انطلقي إلى المرآة ..
– قالت الفتاة و هي تنط صوب ذلك المربع الفضي الفسيح
- الشوق يغالبني لأرى انجازك سيدتي
- امتقع وجه الفتاة فجأة كأن الدماء استلبت من شرايينها استلابا
صرخت ملتاعة , هذه المرآة كاذبة .. مزيفة .. مخادعة .
عاودت الفتاة مشاهدة المرآة و تأكدت من صدق المشهد...
أسقط في يدها و انحدرت الدموع دافقة من مقلتيها ...
بصوت أجش تعد - واحد . اثنان . ثلاث . أربع .
- كانت هناك ست و خمسون نجمة تسبح فوق خذيها الأسيلين.
إنها حرب النجوم آثرت أن يكون هذا الوجه الملائكي مسرحا تندلع فيه بدلا من الفضاء.
حَرب النجَـــوُمْ ’ للكَاتب قبآنــي مُصطفى ..