الجهاد في سبيل الله

الجهاد في سبيل الله
تعريفه – أهدافه – حكمه – أحكامه – الصلاة في الجهاد
تعريف الجهاد
الجهاد في اللغة بذل الجهد و الطاقة في سبيل أمر ما يقال : جاهد في كسب رزقه و جاهد في فهم درسه و جاهد في كبح جماح نفسه
و الجهاد في الاصطلاح الشرعي يطلق بمعنيين معنى عام و معنى خاص
المعنى العام للجهاد : بذل الجهد في سبيل الله و إعلاء كلمته سواء أكان ذلك الجهد علما أم كتابة أم مالا أم قوة و يدخل في هذا المعنى مجاهدة النفس لتستقيم على العقيدة و الفضائل و تبتعد عن الهوى و الشهوات و الآثام و الجهاد بهذا المعنى واجب على كل مسلم قال تعالى : ( و الذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )
المعنى الخاص للجهاد : هو قتال الكافرين بعد إبلاغهم الدعوة الإسلامية و تعريفهم حقيقتها إن عارضوا في إقامة الدولة الإسلامية أو ناصبوها العداء أو حالوا دون تبليغ الدعوة أو اعتدوا على أرض الإسلام
و هذا المعنى الخاص هو المراد هنا و هو الذي يدور حوله بحثنا و المراد بقوله تعالى : ( يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم و مأواهم جهنم وبئس المصير )

أهداف الجهاد
لقد شرع الإسلام ما يكفل حرية الناس في اعتقادهم و في حياتهم الاجتماعية و حرم الظلم و العدوان و كبت الحريات و لذا كان من الطبيعي أن يكون للجهاد أهداف تنبع من حقيقة مبادئه و إن الجهاد ماض إلى يوم القيامة ما دام هناك مفسدون في الأرض يصرفون الناس عن الهدى و دين الحق و يقفون في وجه من يبلغون رسالة الله إلى الناس جميعا
و فيمايلي أهم هذه الأهداف
1- إقامة حكم الله في الأرض و إزالة العوائق عن طريق الدعوة الإسلامية : إن الإسلام لم يشهر السيف في وجوه الناس ليكرههم الدخول فيه فإن الله عز وجل يقول : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )
و إنما شهر السيف في وجوه الطواغيت و الحكام و المتألهين الذين حالوا دون وصول الدعوة الإسلامية إلى شعوبهم و هي دعوة الحق و الخير و العدل و المساواة و تخليص البشرية من الإلحاد و الوثنية و الخرافات ….
قال تعالى ( فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم )
2- رد الظلم و العدوان الواقع أو المتوقع على الأرض أو الدين أو المال أو العرض أو النفس : إن الإسلام يؤثر السلم بل يدعو إليه دعوة حارة قال تعالى ( و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله ) غير أن الإسلام و إن كان لا يبغي على أحد و يحرم الظلم و العدوان لا يرضى أبدا أن يكون مظلوما أو معتدى عليه لأن ذلك لا يتفق مع المنطق و العقل و لا مع مبدأ العزة التي هي من خصائص هذا الدين .
فالسلم الذي يجنح إليه الإسلام هو السلم العزيز القائم على الحق و القوة الرادعة لا الاستسلام فما دام هناك في كل عصر فئات منحرفة تستخدم قوتها غالبا في العدوان على القيم الإنسانية و على حقوق الناس حبا في السيطرة و الاستعلاء و التسلط فإن الإسلام لم ير بدا من جعل الجهاد فريضة لازمة لمجابهة العدوان و الدفاع عن الحق و حفظ الذات قال تعالى ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله )
3- المحافظة على العهود و المواثيق : فإذا كان بين دولة المسلمين و إحدى الدول عهود و مواثيق و أخلت هذه الدولة بتلك العهود و المواثيق كان ذلك مسوغا لقتالهم قال تعالى ( و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون )


حكم الجهاد شرعا
1- يكون الجهاد فرض كفاية إذا كان لا يتهدد بلاد الإسلام أي عدو من أية جهة و معنى فرض كفاية : أنه يكفي أن يقوم به بعض المسلمين ليسقط الإثم عن الباقين و يقوم بهذا النوع من الجهاد الجيش المدرب الذي أعد للقتال و درب على أصوله الفنية فإذا قام الجيش بهذه الفريضة سقط الإثم عن باقي الأمة و إذا لم يقم به أحد أثم جميع أفراد الأمة الكلفين
2- و يكون الجهاد فرض عين إذا اعتدى على أرض المسلمين أو عرضهم أو مالهم أو مقدساتهم فيجب حينئذ أن يهب جميع المسلمين رجالا و نساءا كل بقدر استطاعته و استعداده للدفاع عن أرض الوطن وسيادة الأمة و يأثم كل من يقعد تهاونا عن الجهاد من غير عذر .
و هذا الفرض لا يقع على عاتق أبناء الدولة المسلمة المعتدى عليها فحسب و إنما يقع على المسلمين في شتى بقاع الأرض
و من هنا فإن على كل مسلم في الأرض أن يهب للدفاع عن الأرض المغتصبة التي سلبها الصهاينة و طردوا أهلها منها و نخبوا ديارهم و مزارعهم و خيراتهم و ياثم كل من يتخلف أداء هذا الواجب .
و مما يدل على فريضة الجهاد دعوة الإسلام إليه و تحريم الفرار من المعركة .
دعوة الإسلام إلى الجهاد و تحريم الفرار من المعركة : لما لفريضة الجهاد من أهمية في حفظ حياة المجتمع و ضمان عزته و صون عقيدته و أعراضه و أمواله فقد :
دعا الإسلام إليه دعوة حارة قوية متكررة قال تعالى ( انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله )
وعد المجاهدين في سبيله جنات تجري من تحتها الأنهار قال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون قي سبيل الله )
توعد المتقاعسين عنه بسوء العاقبة في الدنيا و الآخرة قال تعالى ( ألا تنفروا يعذبكم عذابا أليما و يستبل قوما غيركم و لا تضروه شيئا )
جعل الفرار من المعركة كبيرة من الكبائر تستوجب سخط الله و غضبه قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلىفئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير )


الاستعداد و التبليغ
إن الواجب يحتم أن يكون المسلمون على أتم استعداد للجهاد و هذا الاستعداد يشمل ناحيتين هما :
1- الاستعداد المعنوي : ويتم
بتغذية الروح و النفس بالعبادات الصادرة عن العقيدة ارتضاها الله عز وجل لخلقه جميعا
إعلام الجند أثر الصبر و المصابرة في تحقيق النصر و أن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء قال تعالى ( و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) و أنه ليس بكثرة العدد و لا بكثرة التعداد قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين )
و كذلك يكون الإعداد المعنوي ببيان الهدف من الجهاد و بيان ثمرته إما النصر حيث العزة و الكرامة وإعلاء كلمة الله تعالى و إما الشهادة حيث الكرامة و النعيم في الآخرة قال سبحانه و تعالى ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله )
2- الاستعداد الجسدي : ويكون
بتربية الجسام و العناية بتقويتها : قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير )
بتعويد الأجسام على التقشف في المأكل و الملبس و المشرب و المبيت
الحياة الجدية لأن الحرب لا يستطيع ممارستها المائعون و المترفون
3- الاستعداد المادي : و يكون ب
حشد السلاح بما يتفق وروح العصر و يلقي الهلع في نفوس العدو قال تعالى ( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )
تهيئة المال : لإمداد الجند بالغذاء و السلاح و كفاية أسرهم قال عز وجل ( و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله )
دراسة العلوم العسكرية و التعمق فيها لوضع الخطط الناجحة التي تربك العدو و تلحق به الهزيمة
تهيئة أجهزة إعلامية قوية من صحف و مجلات و إذاعة و تلفزيون تهيء النفوس على الجد و البذل و التضحية و تبعده عن اللهو و العبث و المجون و الشائعات التي تضر بمصلحة المشاهدين
التبليغ :
يجب على المسلمين أن يقوموا بتبليغ غير المسلمين برسالتهم الإنسانية للتعريف بها و التبصير بحقيقتها بالأدلة و البراهين دون إكراه أو إلزام فإن رفضوا إلا الوقوف في طريق تلك الدعوة و مقاومتها أو باشروا الاعتداء على الدولة المسلمة وجب قتالهم بعد إعلان الحرب عليهم
إذ لا بد قبل البدء بالقتال من توجيه الإنذار و إعلان الحرب و ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاتل يوما إلا بعد أن دعاهم فإن استجاب الكافرون فدخلوا في الإسلام و اعتنقوه دينا و عقيدة . أو قبلوا الخضوع له كتشريع أو قانون إلهي كففنا عن القتال و إلا قاتلناهم فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن يعينه أميرا على جيش أو سرية ( إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم و كف عنهم : ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم و كف عنهم فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم و إن هم أبوا قاستعن عليهم بالله و قاتلهم )


أحكام تتعلق بالمعركة
هناك أحكام تجب مراعاتها خلال المعركة نوجز أهمها فيمايلي :
تحرير النية :
و يقصد بذلك أم يعتقد المسلم و هو يقاتل أنه إنما يقاتل لإعلاء كلمة الله وحده قال صلى الله عليه وسلم ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في بسيل الله )
و لا يعتبر القتال في سبيل الله إذا كان الدافع إليه المغنم أو الكسب السياسي أو الحقد العنصري أو الشخصي أو المراءاة أمام الناس قال تعالى محذرا المسلمين من أن يكون جهادهم لغرض من الأغراض السابقة ( و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة )
التأدب بآداب الجهاد التي أمر بها الإسلام :
على الرغم من أن المسلمين يحاربون أعداءهم فقد أمر الإسلام بمراعاة آداب فيها المحافظة على القيم الإنسانية و أهم هذه الآداب :
1- الامتناع عن قتل الرهبان و الشيوخ و الصبيان و النساء إلا من شارك منهم في قتال المسلمين
2- الامتناع عن الغدر و التمثيل بالقتلى أو حرقهم
3- الامتناع عن الإجهاز على الجرحى و تعذيب الأسرى
4- الامتناع عن أتلاف الأموال و قطع الشجر إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة إلى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اغزوا باسم سبيل الله قالوا من كفر بالله اغزوا و لا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا )
و أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أسامة بن زيد فقال ( لا تخونوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا طفلا و لا شيخا كبيرا و لا امرأة و لا تعقروا نخلا و لا تحرقوه و لا تقطعوا شجرة مثمرة و لا تذبحوا شاة و لا بقرة و لا بعيرا إلا لمأكله )
5- المحافظة على الرسل : فالإسلام يرعى الرسل في أثناء الحرب ليتمكنوا من إبلاغ الأمور على وجهها الصحيح
التسلح بالصبر و المصابرة و التقوى :
أما الصبر : فهو قوة نفسية إيجابية فعالة و تدفع صاحيها إلى مقاومة كل أسباب الخور و الاستكانة و الاستسلام و تحمله على التجلد في احتمال أعباء الجهاد الشاقة على الرغم مما يعترضه من عقبات و مكاره و محن
و أما المصابرة :فهي مغالبة الاعداء بالصبر للتغلب على الشدائد النازلة سواء وسط المعركة أو خارجها
و اما التقوى : فهي فعل المأمورات و اجتناب المنهيات قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعكم تفلحون )


إنهاء الحرب
إنهاء الحرب إما أن يكون واجبا و إما أن يكون حائزا
يكون إنهاء الحرب واجبا في الحالتين التاليتين :
1- إذا دخل الاعداء في الإسلام و نطقوا شهادة ( أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ) قال تعالى ( و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا )
2- إذا استسلم الاعداء و قبلوا الخضوع لدولة المسلمين و قانونها و قانون الإسلام في هذه الخالة يفرض عليهم الجزية ( و الجزية مقدار من المال يدفعه المواطنون غير المسلمين للدولة الإسلامية لقاء حمايتهم و تأمينهم و مقابل مايدفعه المواطنون المسلمون من التزامات مالية كازكاة و غيرها ) و لا تؤخذ إلا من موسر فلا تؤخذ من فقير و لا عاجز و لا شيخ كبير لا مال له و لا تؤخذ من امرأة أو طفل أو راهب
و يكون إنخاء الحرب جائزا في حالة الصلح او الهدنة :
و يشترك الصلح و الهدنة في أنهما : اتفاق الطرفين المتحاربين على إيقاف القتال : و يسمى هذا الاتفاق صلحا إذا كان مصحوبا بشروط يلتزم بها كل من الجانبين
و يسمى هدنة إذا لم يكن مصحوبا بشروط يبقى الجيشان على حالهما قبل وقف القتال و قد تجري مباحثات بعد ذلك للوصول إلى الصلح
و دليل جواز الصلح أو الهدتة قوله تعالى ( و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله ) و قد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين صلح الحديبية .
شروط الصلح :
لا يجوز للمسلمين أن يستجيبوا للصلح إلا بالشروط التالية :
1- أن يكون في الصلح أو الهدنة مصلحة ظاهرة للمسلمين و ذلك كان يلمس المسلمون من جانبهم تقصيرا في الاستعداد للجهاد قال تعالى ( فلا تهنوا و تدعوا إلى السلم و أنتم الأعلون )
2- أن يكون الصلح إلى مدة معينة
3- ألا يشترط في الصلح شروط تخالف مبادئ الإسلام كإظهار الخمور في بلاد المسلمين مثلا
نقض الصلح أو الهدنة :
يجب على المسلمين أن يحافظوا على الصلح و شروطه و ألا يغدروا أو يخلوا بها إلا أنه يجوز للمسلمين أن ينقضوا الصلح أو الهدنة و يعودوا للقتال في إحدى الحالات التالية :
1- إذا غدرت قيادة الأعادء بالمسلمين قال تعالى ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم )
2- إذا بادر بالغدر بعض أفراد من الأعداء و علمت قيادتهم بغدرهم فسكتت دون أن تحاسبهم لأن سكوتها مشعر أن غدر اولئك الأفراد كلن بتوجيه من القيادة و تواطؤ
3- إذا ظهر من الأعداء ما يخاف منه الخيانة لقوله تعالى ( و إما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )
شروط معاودة القتال :
غير أنه مهما كانت الأسباب الموجبة لنقض الصلح أو الهدتة مع الأعداء فإن المسلمين لا يجوز لهم معاودة القتال إلا بعد أن :
1- يعلن المسلمون على مسامع قيادة الأعداء و أفرادهم الخيانة التي بدرت منهم
2- ينذر المسلمون أعداءهم بأنهم قد أصبحوا في حل من صلحهم أو هدنتهم .
الأسرى :
و هم من وقعوا تحت قبضة الجيش الإسلامي من المشركين قبل دخولهم في الإسلام أو إعلانهم ولاءهم لحكمه و قانونه
حكم الأسرى :
يختلف حكم الأسرى حسب قوة دولة الإسلام و ضعفها
1- 1- فإذا كانت ضعيفة مهددة الجانب من أعدائها تحتم على المسلمين قتل الأسرى
2- 2- أما إذا كانت دولة المسلمين قوية منيعة فالمسلمون مخيرون بين أمرين
الأول : المن على الأسرى بإطلاقهم دون عوض مالي
الثاني : إطلاقهم بفدية من المال على كل منهم
قال تعالى : ( حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد و إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها )

الصلاة خلال الجهاد
لما كانت الصلاة عماد الدين و كان الجهاد من أجل التمكين لهذا الدين لم تسقط فريضة الصلاة حتى في ساحة القتال و اشتداد المعركة
غير أن الإسلام شرع للصلاة أثناء الجهاد أحكاما خاصة تتناسب هي و حالات القتال وقد سميت هذه الصلاة ( صلاة الخوف )
هناك حالات ثلاث في القتال لكل منها أحكام خاصة تتعلق بالصلاة و هي :
أن يكون العدو في حهة القبلة :
ففي هذه الحالة يصف الإمام المقاتلين صفين و يبدأ الصلاة بهم جميعا بتكبيرة الإحرام
فإذا ركع الإمام ركعوا معه جميعا فإذا سجد يتابعه الصف الأول وحده في السجود أما الصف الثاني فيبقى واقفا للحراسة حتى يقوم الإمام إلى الركعة الثانية فحينها يؤدي الصف الثاني السجود الذي فاته ثم يلحق الإمام في قيام الركعة الثانية
فإذا ركع الإمام في الركعة الثانية ركعوا معه جميعا فإذا سجد يتابعه الصف الثاني وحده و يبقى الصف الأول واقفا للحراسة حتى يقعد الإمام للتشهد فحينئذ يؤدي الصف الأول السجود الذي فاته ثم يلحق الإمام في التشهد فيسلم الإمام بالصفين معا إذا كانت الصلاة ثنائية
أما إذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية فيقوم الإمام مع الصفين إلى الركعة الثالثة و الرابعة و يصلي بهما كما صلى في الركعتين الأولى و الثانية هذا إذا كانت لإقامة الصلاة جماعة ممكنة و ميسرة و مأمونة
أن يكون العدو في غير جهة القبلة :
ففي هذه الحالة يقسم الإمام المقاتلين لإلى فئتين يصلي بالفئة الأولى ركعة واحدة إذا كانت الصلاة ثنائية و إذا كانت الصلاة رباعية ركعتين ثم تقطع هذه الفئة الصلاة مع الإمام لتقوم بالحراسة مكان الفئة الثانية
يصلي الإمام مع الفئة الثانية تتمة الصلاة
و حين يسلم الإمام منهيا الصلاة تقوم الفئة التي تصلي وراءه وقتها و هي الثانية بلإتمام ما بقي عليها من الركعات كصلاة المسبوق ( و المسبوق : هو منسبقه الإمام بركعة فأكثر من بداية الصلاة ) و حينما تنتهي من الصلاة تقوم إلى الحراسة مكان الفئة الأولى
ترجع الفئة الأولى لتتم ما نقصها من الركعات و هذا أيضا إذا كان الاجتماع إلى إقامة الصلاة ممكنا
هكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عزوة الرقاع ( سنة أربع للهجرة ) إذ هم المشركون أن يوقعوا بالمسلمين و هم في صلاة العصر فأنزل الله أحكام صلاة الخوف قبل مجيء وقت العصر بالآيات الكريمة ( و إذا كنتم فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم و ليأخذوا أسلحتهم ف‘ذا سجدوا فليكونوا من ورائكم و لتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك و ليأخذوا حذرهم و أسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكت فيميلون عليكم ميلة واحدة و لا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم و خذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ) .
أن يكون المسلمون في حالة التحام مع العدو :
ففي هذه الحالة يصلي المقاتلون كيفما استطاعوا متوجهين إلى القبلة أو غير متوجهين قال تعالى ( قأينما تولوا فثم وجه الله ) راكبين أو راجلين قائمين أو قاعدين أو مضطجعين فرادى أو جماعات قال تعالى ( حافظور على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا )
و إذا لم يستطع المسلمون أن يصلوا في حالة الالتحام أخروا الصلاة كما أخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ترامى الناس بالنبل في غزوة الخندق النهار كله فجمعها عليه السلام الظهر و العصر و المغرب و العشاء و قال ( ملأ الله قلوبهم و قبورهم نارا شغلونا عن الصلاة الوسطى و الصلاة )
 
عودة
أعلى