لهب شمعة
New Member
عَتْمَة الْلَّيْل وَالْخَوْف الَّذِي يَتَلَبَّس الْقَلْب
وَهَمْس الْأَصْوَات الْمُصَاحِب لزَفُرَات الْأَلَم
الَّتِي تَخْرُج ثُم يَرْتَد صَدَاهَا كَطَعَنَات وَسِهَام
حَادَّة ، هِي أَنِيْسِي فِي هَذِه الْلَّيْلَة وَلَيَال سَبَقَتْهَا
وَلَا يَمُر يَوْم حَتَّى تَطْغَى وَتَزْدَاد ، مُحَاوِلَا
الْهُرُوب مِن شَبَح الْذِّكْرَيَات كَأَبْلَه يَبْحَث
عَن أَي شَيْء يُشْغِلُه
أُقَلِّب صَفَحَات كِتَاب عَلِي أَجِد فِيْه ثُغْرَة
بَيْن الْكَلِمَات أَدْفِن فِيْهَا كُل الَذِكْرَيْات
الَّتِي بَدَأَت تَنْهَال عَلَي تِبَاعَا
تِبَاعا لَا تَنْفَك عَن مُلَاحَقَتِي ، أَقْفِز بَيْن الْجُمَل
كَمَن يَبْحَث عَن شَيْء يَشُدُّه يَلْفِت
انْتِبَاهَه لِشَيْء مَا ، بَيْن الْجُمَل
تُصَادِفُنِي عِبَارَة أَقِف عِنْدَهَا طَوَيْلَا أَتَأَمَّلُهَا
( الْإِنْسَان يَتَغَيَّر كَمَا تَتَغَيَّر الْأَمَاكِن )
كَانَت كِمُحَفْزّة وَشَادَّة لِظَهْر الْذِّكْرَيَات
لَتَلتَّهِمِنِي وَتَقْذِفْني لِأَهْيَم فِي شَوَارِعِهَا
لَم أَجِدْنِي إِلَا مُسْتَسْلِمَا لَهَا رَاضِخِا ، حَاوَلْت
أَن أَهْرُب فَبَائْت مَحَاوَلاتِي كُلَّهَا بِالْفَشَل ، مَرَّت
عَلَي الْأَحْدَاث بِسُرْعَة لَا أَعْلَم مَا سَبَبُهَا !
لَكِنِّي كُنْت أُتَّابِعُهَا بِدِقَّة لَم يَغِب عَنِّي شَيْء
الْأَسْمَاء - الْأَشْكَال وَالْصُّوَر - الْأَصْوَات ..
كُل شَيْء ..كُل شَيْء دُوْن اسْتِثْنَاء
هَل يَتَغَيَّر الْبَشَر ؟
سُؤَال هَبَط عَلَي كَالْصَّاعِقَة
وَقَطَع شَرِيْط الْذِّكْرَيَات !
مُجِيْبَا عَلَى نَفْسِي
نَعَم يَتَغَيَّرُوْن ، التَّغَيُّر مُفِيْد وَمُحَرِّك
لِلْحَيَاة ، الْأَحْيَاء يَتَغَيَّرُوْن
إِمَّا للأَسْوَأ أَو الْأَفْضَل
لَا أَحَد يَظْل فِي مَكَانِه ، لَا بُد مِن تَغَيُّر
يَمَسُّه وَلَو طَفِيْف قد نلاحظه وقد لا نلاحظه
الْأَمْوَات فَقَط هُم الَّذِيْن لَا يَمَسُّهُم هَذَا التَّغَيُّر
وَلَكِن لِمَاذَا بَعْض الْبَشَر يَتَغَيَّرُوْن للأَسْوَأ
لِمَاذَا تُقَسُّوْا قُلُوْبِهِم مَع الْأَيَّام ؟
سُؤَال لَا إِجَابَة لَه عِنْدِي !
إِذَاً بِمَا أَن التَّغَيُّر قَد يَكُوْن لِلْأَفْضَل
لِمَاذَا لَا أَتَغَيَّر وَأَرّتَدْي لِبَاس الْأَمَل
وَأَخْلَع لِبَاس الْحُزْن
لَازَالَت كَلِمَات ذَلِك الْشَّخْص لَم تُغَادِرُنِي
لَم يَجْمَعُنِي بِه إِلَا الْصَدَفَة
كُنْت أُرِيْد الْحَدِيْث ، الْحَدِيْث فَقَط
وَدُوْن شُعُور وُجِدَت نَفْسِي أَسْرُد
عَلَيْه كُل الْخُطُوب وَالْآَلَام الَّتِي َلقِيتهَا
كَان كَرِيْما مَعِي ، طَيِّبَا ، صَبُوْرَا
إِن أُحُدْا غَيْرِه لَم يَكُن لِيُشَغِّل بِالّه
بِشَخْص لَا يَعْرِفُه و فَوْق ذَلِك مُغَطَّى بِالْحُزْن
مِن كُل جَوَانِبِه
يَجْلِب الْكَآبَة لِكُل مَن يَسْتَمِع إِلَيْه
امْتَد الْحَدِيْث مَعَه طَوَيْلَا
شُعُور بِالْرَّاحَة وَالْسَّكِينَة كَانا يُلَازِمَاننِي
وَأَنَا أُحَدَّثُه لَا أَعْلَم مَا سَبَبُه
الْبَشَر لَا يَهْدَأ لَهُم بَال حَتَّى
يَجِدُوْا تَفْسِيْرا لِكُل مَا يَحْدُث !
وَبِذَلِك يُقَتَّلُوا الِاسْتِمْتَاع بِالْلَّحْظَة !
سَأُطْبِق اقْتِرَاحُه
الْآَن أَمْسَكَت الْقْلُم ، سَأَتَخَيّل شَيْئا جَمِيلَا
وَأَبَدأ بِالْكِتَابَة ، شَيْء جَمِيْل ، نَعَم لَا بُد
أَن يَكُوْن جَمِيلَا كَمَا طَلَب مِنِّي
نَعَم هُو ذَا وَجَدْتُه
سَأَكْتُب عَن تلك الَليْلَة ، هي
كَانت جَمِيْلَة ، كُنْت فِيْهَا سَعِيْدا
مَهْلَا ، كَيْف تَكُوْن جَمِيْلَة وَنِهَايَتُهَا كَانَت حَزِيْنَة
الْأَحْدَاث الْجَمِيْلَة كَانَت بِدَايَتُهَا سَعِيْدَة
لَكِن الْنِّهَايَة كَثيراً مَا تَكُوْن مُخَيَّبَة لِلْآَمَال
رُبَّمَا لَيْس لِلْكُل ، عَلَى الْأَقَل لِي !
لَا أَذْكُر شَيْئا جَمِيلَا وَاسْتَمَر عَلَى جَمَالُه
الْنَّوْم غَلَبَنِي سَأَقِف هُنَا
الْنَّوْم نَوْع مِن الْهُرُوْب فِي
مِثْل هَذَا الْمَوْقِف
سَأَنَام سَأَنَام سَأَنَام...
فِي الْصَّبَاح صَحَوْت وَبِغَضَب شَدِيْد
حَمَلْت الْقَلْم وَأَلْقَيْتُه أَرْضَا ودهَسَّتِه
رُّبَمَا كَان تَعَبِيْرا عَن عَجْزِي
عَلَى تَنْفِيْذ مَا طَلَبَه مِنِّي ذَلِك الْشَّخْص
سَأَعْتَذِر مِنْه ، نَعَم سَأَعْتَذِر
أَعْتَذِر مِنْك
فَكثير من الْأَشْيَاء الْجَمِيْلَة
لَم تَكُن نِهَايَتُهَا جَمِيْلَة
وَإِن كُتِبَت عَنْهَا فَلَن تُعْجِبُك نِهَايَتِهَا !
عُذْرَا مِنْك ، أَعْتَذِر بِشِدَّة
هَل قَبِلَتَ اعْتِذَارِي ؟