==(( البكاء من خشية الله عز وجل ))==

Crash11

New Member

أهلا بأعضاء وزوار ديليجنت


26642263.gif



إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : " البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار ! " .
وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) [الإسراء 107-109].



البكــاء يغســل أدران القلـــوب


إنها حقيقة لا مِراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه،
قال يزيد بن ميسرة رحمه الله: (البكاء من سبعة أشياء: البكاء من الفرح، والبكاءمن الحزن، والفزع، والرياء، والوجع، والشكر، وبكاء من خشية الله تعالى، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار)
وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً } [الإسراء 107-109]
البكاء شيء غريزي: نعم هذه هي الفطرة فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه،
يقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43] قال القرطبي في تفسيرها:
أي: قضى أسباب الضحك والبكاء، وقال عطاء بن أبي مسلم: يعني: أفرح وأحزن؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء...


أنواع البكاء
لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعا ومن هؤلاء
الإمام ابن القيم رحمه تعالى إذ ذكر عشرة أنواع هي:
- بكاء الخوف والخشية.
- بكاء الرحمة والرقة.

- بكاء المحبة والشوق.

- بكاء الفرح والسرور.
- بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله.
- بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف :
أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب
وبكاء الخوف: يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك، والفرق بين بكاء السرور
والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن: حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يُفرح به هو (قرة عين) وأقرّ به عينه، ولما يُحزن : هو سخينة العين، وأسخن الله به عينه.
- بكاء الخور والضعف.
- بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس.

- البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة
فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
- بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر
فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون.
بكاء النبي
عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ: قال لي النبيُّ
صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (اقْرَأْ علي القُرآنَ) قلتُ: يا رسُولَ اللَّه، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟
، قالَ: (إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي) فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} [النساء : 41]
قال (حَسْبُكَ الآن) فَالْتَفَتُّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ.
ولما رأى النبي أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر وبكى ثم قال: (أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا)، أما عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير رضي اللَّه عنه فيقول: أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ.
وقد روى مسلم عن أبي هريرة قال: زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله... وقام ليلة يصلي فما يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ.
قالت عائشة: وكان جالساً فلم يزل يبكي حتى بل لحيته.
قالت: ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال:
يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال: أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها !
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... } إلى آخرالآية 164البقرة


بكاء الصحابه
رضي الله عنهم
لقد رأينا شيئا من بكائه وقد تعلم الصحابة من نبيهم البكاء فعن أنس قال: خطب رسول الله
خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً
فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين، وفي رواية: بلغَ رسولَ الله عن أصحابه شيء فخطب فقال:
(عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً)
فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين. والخنين: هو البكاء مع غنّة
وكان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته ! فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول الله قال:
(إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه)
قال: وقال رسول الله :
(ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه)
وبكى أبو هريرة في مرضه . فقيل له: ما يبكيك ؟! فقال:
(أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي)
وبكى معاذ بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك؟ قال: لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون.
وبكى الحسن فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي.
وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية : 21]
فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي.
وكان حذيفة يبكي بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك ؟ فقال:
لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟.
وأُتي عبد الرحمن بن عوف يوما بطعامه فقال: قتل مصعب بن عميروكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة – أو رجل آخر – خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي.
وكان ابن مسعود يمشي فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي . وكأنه تذكر النار وعذاب أهلها حين رأى هذا المشهد.
وخطب أبو موسى الأشعري مرة الناس بالبصرة: فذكر في خطبته النار، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً.
وعن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد : 16] بكى حتى يغلبه البكاء.
وقال مسروق رحمه الله: قرأت على عائشة هذه الآية:
{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور : 27] فبكت،
وقالت: (ربِّ مُنَّ وقني عذاب السموم)
وهذا عبد الله بن رواحة كان واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا} [مريم : 71]
فلا أدري أأنجو منه أم لا.
وعن أنس بن مالك أن نبي الله قال لأبيِّ بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرئك القرآن) قال أالله سماني لك ؟ قال: (نعم)، قال: وقد ذُكرت عند رب العالمين ؟ قال: "نعم"، فذرفت عيناه - وفي رواية: فجعل أبيٌّ يبكي
وقد تربى السلف الصالح على هذه المعاني العظيمة فرأينا منهم عجبا...
فهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جارا له – يقول:
كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه، فأتيت أهله، فقلت ما شأنه ؟
يبكي إذا أمسى، ويبكي إذا أصبح ؟! قال: فقالت لي: يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح و إذا أصبح أن لا يمسي.
وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن قال: ويحك، الموت في عنقي، والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي
وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه؟
قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد.
وقرأ رجل عند عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًاضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13]
فبكى حتى غلبه البكاء، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه، فدخل بيته، وتفرَّق الناس.
وأخيرا فقد قال أبو سليمان رحمه الله: عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر.

فضل البكاء من خشية الله

إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم:
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا ًوبكيا ) [مريم58].

وقال تعالى عن أهل الجنة : {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور 25 – 28 ]
أما رسول الله فقد قال: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " . رواه البخارى

وقالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ..."وفي آخره:" ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخارى ومسلم

وقال "عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ". رواه الترمذى والألبانى فى صحيحه

وجاء فى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله".

وكان السلف يعرفون قيمة البكاء من خشية الله تعالى، فهذا عبد الله بن عمر ما يقول: (لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار)
وقال كعب الأحبار: لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً.


من فوائد البكاء من خشية الله
• أنه يورث القلب رقة ولينا
• أنه سمة من سمات الصالحين
• أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة
• أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته


وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟


أسأل الله الكريم أن أكون وإياكم من البكائين من خشية الله رقة من القلب وصدقا ً فى القول والعمل
اللهم أجعلنا ممن يخشونك فى السر والعلن فتسيل دموعهم
خوفا ًورهبة ٍ منك ورجاء وأمل فى عفوك وكرمك



وصلي الله علي محمد صلي الله وعلى آله وصحبه و سلم


26642263.gif


انتهى الموضوع واتمنى ان ينال اعجابكم ,, تحياتي لكمـ

Crash11



للامانة

الموضوع منقووووووووول


 
عودة
أعلى