nanci taha
New Member
أيها الأحبة
المرء إذا أصيب بهَمٍّ أو غم يحتاج إلى من يواسيه ويسليه ويخفف عنه. بعض الناس _هداهم الله_ يضيفون إلى البلاء بلاء. يأخذون في التعنيف. يكفيه ما هو فيه.
«لا تنهرن غريباً حال غربته»، يعني تكفيه غربته. كذلك إذا ابتلي المرء، وأخذ الناس من حوله يقنطونه ويزيدون همه، عليه ألا يستجيب لهم، وأن يستعن بالله ويتوكل عليه. ماذا قال يعقوب _عليه السلام_ لأبنائه؟
“قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ” (يوسف:86).
كأنه يقول لهم: إليكم عني، دعوني، أنتم لا تعيشون مأساتي ولا تعلمون ما أحسّ به من أمل وتفاؤل وحسن ظن بالله _جل وعلا_. تأملوا هذه المشاهد العجيبة مشهد هذا الأب المحزون المكلوم، ومع ذلك لا يفرط في التفاؤل، وهؤلاء الذين هم سبب المشكلة، ومع ذلك يقنطونه يزيدونه مشكلة إلى مشكلته. “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ” فالمسلم يشكو بثه وحزنه إلى الله لا إلى الخلق.
فإن كان لابد أن يبث بعض همومه لمن حوله فليبثثها لمن يساعده ويخفف عنه، مع أنه إذا استطاع ألا يفعل ذلك إلا للواحد الأحد جل وعلا فليفعل، فهو الذي يسلي المؤمن وهو الذي يرفع البأساء.
“أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ” (النمل:62)
بث همومك إلى الله _جل وعلا_، ابتعد عن الناس كما فعل يعقوب، وابكِ بين يدي ربك بكاءً صادقاً، فستجد عجباً، ستجد فرجاً، ستجد شفاءً من كل علة وبلاء وداء. صل ركعتين لله جل وعلا واسأله الفرج والتيسير وكشف البلاء، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي في فليظن بي ما شاء”.
لو عرفت الناس ما شكوت إليهم
جاء في “فوائد” ابن القيم بتصرف يسير :
” الجاهل يشكو الله إلى الناس ! وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه ؛ فإنه لو عرف ربه لما شكاه ، ولو عرف الناس لما شكا إليهم.
ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته ، فقال : يا هذا ، والله ما زدت عن أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك .
والفطن إنما يشكو إلى الله وحده ، وأفضل منه من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس .
فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه( أي من ذنوبه ) ، فهو ناظر إلى قول الله تعالى ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك) النساء 79
وإلى قوله تعالى : (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) آل عمران 165
فالمراتب ثلاثة :
أخسها أن تشكو الله إلى خلقه ، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه ، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه . ”
رحم الله ابن القيم رحمة واسعة ورزقنا وإياه الفردوس الأعلى … آمين .
قد يفقد المـرء بين الناس عـزته
إذا شكا أمره أو سب محنتـه
فكن كليث الشرى ما باع هيبته
ولا تشك إلى خلق فتشـمته
شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
إذا أرهقتـك همـوم الحيـاة
ومسـَّك منها عظيم الضرر
وذقت الأمرين حتى بكيـت
وضـج فؤادك حتى انفجر
وسدت بوجهك كل الدروب
وأوشكت تسقط بين الحفر
فيـمم إلى الله في لهفـة
وبث الشـكاة لرب البشر
الشكوى لغير الله مذله
قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني
ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان: صديق تسوؤه وعدو تسره.
يا ابن أخي: لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه
ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.
يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما
أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة
و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.
الشكوى لغير الله مذله
الكل منا يقرأ ويسمع هذه الحكمة القيمة
ولكن من منا يعتمدها وحدها فى حياته
القليل القلة كل منا أو معظمنا ليصح الكلام
يعتمد شكواه للآخرين
صديق حميم … صديقة مقربة … أب
أم … أخت … أخ
الكثير منا ينخدع فى الصديق أو الصديقة
ويبدأ بفتح قلبه ودفتر أحلامه لهذا الصديق
وينسى أن هناك زمان يتغير وقلوب تتقلب
آه……..
لا تبحث فى الصديق عن جمال الوجه بل ابحث عن جمال الروح
لا تنسى أننا بشر تحكمنا قيود وتقاليد وعادات
تجعلنا نتغير مع تغير الزمان
أخوانى وأخواتى
بمعهد ديليجنت
ما رأيكم بالشكوى
الكل عنده مايكفيه من الهموم الأحزان
كل منا يبحث عن أحد يشتكى له همه ومواجعه
يشتكى له أحزانه وهمومه
وننسى أن الشكوى لغير الله مذله
يأتى أحدنا بكل ما يملك من هموم وأحزان وأحلام…
ويضعهم أمام صديق أو صديقة
ويظن أنه أزاح بعضا من هذه المواجع عن قلبه
لا بل ستزيد المواجع سرعان ما ستتحول هذه الأحلام الى سراب
لأن هناك من أصبح يمتلكها معنا ولا يحق لنا أن نحلم بها الا…
اذا رجعنا لمن يشاركنا امتلاكها …
ياه أين ذهبت هذه الأحلام والأحزان لقد زادت المواجع والهموم
ويا ويلتاه لو تقلب قلب هذا الصديق وتغير به الزمان
سيصبح العدو اللدود لك وستزيد المشاكل والمصاعب
وسيكون هو الغالب وأنت المغلوب على أمره
وهنا نتذكر أن الشكوى لغير الله مذلة
ليس فقط الصديق بل هناك الأم … لو كانت أما غير سوية
ولا أحد يقول أن كل الأمهات سويات أو غير ذلك
لو كانت الأم غير سوية ستحدث كل المشاكل
هناك بعض الأمهات تعتقد بأن أولادها لا يخطئون أبدا
تأتى البنت وتشتكى زوجها لأمها وتبدأ الأم أو …
الأب لو كانت عقليته مثل عقلية الأم بابداء الحلول الخاطئة
وتبدأ معها المشاكل ويبدأ الندم من الشكوى..
وأكيد الكل فهم ما أقصد..
وهنا نتذكر أن الشكوى لغير الله مذلة.
أين نحن من الشكوى لمن لا يغفل ولا ينام
الله ……………الله
نعم هو الله
هل نسينا أن هناك من يسمع لنا بدون أن يحمل علينا
أو يحملنا أى متاعب .. هل نسينا أن هناك من يعلم ما هى نيتنا
ولا يحللها كما يحلو له
هل نسينا أن الله هو الذى يعطينا الأمل فى هذه الحياة ويستجيب لنا
أجعل الامل فى الله هو شعارك
تنام ليلك وترتاح فى نهارك
هناك من سيقول لى ياه كيف وبأى طريقة أشكو لله
هناك طرق عدة ستجعلك تكسب راحة نفسك وعزتها
أخوانى.
لو جلس أحدكم لله ركعتين وجلس على السجادة بعد التسليم
وبينه وبين نفسه أباح لله بكل ما فى قلبه
بكل جوارحه ومواجعه هل سيلقى غير القبول لا والله
وهناك طريقة أخرى
أحضروا معى ورقة وقلم واجلسوا بساعة صفاء
مع الله واتركوا كل ما فى أيديكم وافتحوا قلوبكم لله
وابدأوا بالكتابة باسمه تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
يارب يا من تعلم السر وما يخفى
يارب يا منصف يا حق
يا حى يا قيوم
يارب يا مجيب الداعى اذا دعاك
يارب أنت أعلم بحالى وبسؤالى منى يا الله
يا رب ألهمنى الصواب واستجب لدعائى وحقق لى لآمالى
يا رحمن يا رحيم يا حق يا قيوم
ارحم هذا العبد الفقير اليك وأنت الغنى المغنى
يارب يا معز الصادقين .. ومزل الخائنين
وابدأوا بكتابة مشاكلكم وأحزانكم وهمومكم ومواجعكم
وستعلمون أن الله موجود ولن ينسى من يدعوه بالحق
اللـــــــــــــــــه ………… اللـــــــــــــــــــــــــه
كم هى الراحة النفسية التى ستحظون بها
مع اللــــــه
وبعدها ستعلمون وتعرفون وتتأكدون
أن من يعتمد لله شكواه لن ينال الا العزة والكرامة