لهب شمعة
New Member
أنقلـُهـَا لكـُمْ مِن بيتِ سمير ٍ أسيرُ كرسيّ ٍ ينتـَمِي لأسرةٍ فقيرةٍ فاجَأتـْهُ ليلـَة ً نبْضة ُ ُ جدّ ُ مُؤلِمَة ٍ كأنها سكاكينُ تـُمزقُ بطنـَهُ، عُرضَ على الطبيبِ فنـََصَحَهُ بإجراءِ عمليةٍ جراحِيَّةٍ جدّ ُ مُكلفةٍ، اسْتغاثَ بأمّهِ فـَلمَسَ عَجْزهـَا عَن فِعْل أيّ ِ شيءٍ أمامَ هوْل ِ المُصيبَةِ التي أحلـّـَت به، فقالَ لها:"يَا أمّي... مَن تـَظني أن يُساعِدَنـَا"، قالت:"عائلتـَنـَا"، أحضرتـْهم فحوّلوا المشهدَ جَنائِزيا ً وانصَرَفوا، فقال:"مَن تظنيهِ أيضا يُساعِدُنـَا"، قالت:"جارنـَا"، أحضرتـْهُ وقد وقفَ مكتوفَ الأيدي ينظرُ ويتأسّـَفُ ثم انصرفَ، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"غنِيّ ُ ُ فِي حَيّـِنـَا"، أحضرتـْهُ فتأسفَ لحَالِهِ ووعَدَهـَا بالمُساعدَةِ وانصرفَ"، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"وَالِي (مُحَافِظ ُ) مَدينـَتِنـَا وإنما يحتاجُ طلبا في رسالةٍ مكتوبا بأيدينا"، قال:"أحضري لي قلما ً لأكتـُبَهـَا"، سلمّـَتـْهـَا لِمَكتـَبـِهِ فقالوا لها انتظِري في منزلِكِ حتـّـَى يأتيكِ رَدّ ُنـَا، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"وزيرُ بلادِنـَا، وكذلكَ يحتاجُ طلبا في رسالةٍ مكتوبا بأيدينا"، قالَ:"أحضري لي قلما لأكتـُبَهـَا"، سلمّـَتـْهـَا لِمَكتـَبـِهِ فقالوا لها لن تعودي إلينا حتى يأتيكِ جوابا منا"، فقالَ:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"ملكُ بلادِنـَا، وكذلكَ هوَ الآخرُ يحتاجُ إلى طلبٍ في رسالة مكتوبٍ بأيدينا"، أخذهُ التعبُ الشديدُ، وفي صباح ِ الغدِ قامَ أخوهُ ليـُوقِظهُ فإذا هوَ جُثة هامدَة ً، فوجَدَ بجانِبـِهِ ظرفا ً كـُتِبَ على ظهرهِ "رسَالة ً إلى الملك"، فقالَ لأمّهِ:"مسكين ٌ أخِي كتبَهـَا قبلَ أن يمُوتَ أمَلا ً منهُ فِي العلاج والحياة"، قالت أمّه:"وما نفعُ الرسالةِ الآن، ومَا انتـَفـَعْنـَا حتى بـِسَابـِقـَاتِهـَا"، رغبة ً مِنَ الأخ في الإطلاع على فحوى الرسالة أخذها بين يديهِ وأخذ يتتبعُ سُطورَهـَا ويبكي بكاءً شديدا ومُؤثرا جدا فقالَ:"يَا أمي إنها رسالة ً عجيبَة ً"، قالت اقرأها عليّ َ، فقال:"يا مولايَ... طرقتُ كلّ الأبوابِ أملا في العلاج، فوجدتُ قلوبا ً كثيرة ً غافلة ً عن مُعاناتي وآلامي، فرجَوت ُ لقاءكَ في أقربِ الآجال، يا ربي، يا خالِقِي، ولن أطلـُبَ بعْدَ الآن سواكَ...)...