mohamadamin
حكيم المنتدى
كيف نعلم أولادنا الأدب ؟
لدى الطفل الاستعداد للتعلّم في سنّ مبكّرة جداً ، وإن كان ثمة اختلاف في درجة هذا الاستعداد ، لكنّ جهد المؤدّبين لم يعمل على استغلال الممكن منه .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: " وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء " وهذا تفسير صحيح لظاهرة اجتماعية واقعة
والحق أن مرحلة الطفولة والصّبا أرض خصبة للغراس الطيب إن حرص عليها الآباء والمربون، نشأ أبناؤهم على معالي الأمور . وإنّ من خير ما ينشأ عليه الأولاد تعلم الأدب بعامة شعره ونثره، فإذا استخلص منه أعفه ، واصطفى منه أمتنه واجزله عمل في عقل الولد ومنطقه أطيب العمل ، فزان من هيئته ، وأعلى مقامه .
أوصى هشام بن عبد الملك سليمان الكلبي لمّا اتخذه مؤدباً لولده فقال : " إنّ أول ما آمرك به أن تأخذه بكتاب الله وتقرئه في كل يوم عٌشراً ، يحفظه حفظ رجل يريد التكسب به ، ثمّ روّه من الشعر أحسنه ، تم تخلل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم هجاءً ومديحاً، وبصره طرفاً من الحلال والحرام ، والخطب والمغازي ، ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " .
هذه وصيه أبٍ ابتغى لولده أعزّ مقام ، والمتأمل فيها يدرك شرفها ، ونستطيع من خلال النظر فيها أن نستضيء بإشاراتها في ميدان التربية ومن أهمها :
- تعلم الولد من صغره لكتاب الله عز وجل أو ما يوصى به ، ففيه تهذيب للنفس ،وسلامة للقلب وحفظ للجوارح ، فهو الأمان من كل سوء .
- الأدب وخاصة الشعر من أهم ما يصوغ شخصية الولد ، فيجب أن نحبب إليه سماع القصائد الفصيحة ذات المعاني الشريفة ، والأوزان الخفيفة ، وأؤكد على الفصاحة : لأنّا بلينا في هذا الزمن بأناشيد وترانيم للطفل وللشباب نظمت باللهجة العامية ، وهي وإن سلم مضمونها خطر على مستقبل الأمة ، وفت في عضدها ، ويجب أن نحذر منها ، بل نعمل على إيقافها . وإنّ عدم معرفة الطفل لمعاني الفصيح من الألفاظ لا يبيح لنا أن نستبدل بها العامي ، لأن هدفنا في هذه المرحلة تقويم لسانه، وتحصينه من أمراض اللحن الخطيرة ، ثم يبين له المعنى شيئاً فشيئاً، وإن الطفل ليملك الاستعداد الفطري لتقبل فصيح القول ، خاصة إذا كان شعراً مناسباً لعمره .
ولنحرص على النصوص العفيفة الشريفة التي تبني فيه المعاني الكريمة والآداب الفاضلة .
- عندما يشق الولد طريقه في التعلم والقراءة فلنقدم له الدواوين الشعرية الصغيرة ليتعلم منها قراءة الفصيح وفهم معناه . ثم القصص القصيرة ذات اللغة السليمة والأسلوب الميسّر.والمعنى الشريف وهي ما غفلنا عنه واستبدلنا به قصصاً صغيرة لأبنائنا من لغات أخرى ، وبيئات غريبة عجّت بها مكتباتنا ، وهي تسيء إلى منطق الطفل وفكره .
ولا نغفل عن إشارة مهمة في تلك الوصية وهي قول هشام " ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " فتدريب الولد على مخاطبة الناس، والحديث معهم ولو كان صغيراً عامل مهم في صياغة النفس الجريئة التي تستطيع التأثير وتحمل المسؤولية .
وليكن التدريب مراعي فيه عدم الاغترار بتلك الجرأة ، وذلك المنطق، وليكن الهم ( أن يتذكر ما حفظه وتعلمه ، ويستطيع المواجهة وتحمل المسؤولية ).
ولنتذكر أخيراً أن التعليم في الصغر أساسّ لما بعده وهو يحتاج إلى مجاهدة وصبر .
لدى الطفل الاستعداد للتعلّم في سنّ مبكّرة جداً ، وإن كان ثمة اختلاف في درجة هذا الاستعداد ، لكنّ جهد المؤدّبين لم يعمل على استغلال الممكن منه .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: " وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء " وهذا تفسير صحيح لظاهرة اجتماعية واقعة
والحق أن مرحلة الطفولة والصّبا أرض خصبة للغراس الطيب إن حرص عليها الآباء والمربون، نشأ أبناؤهم على معالي الأمور . وإنّ من خير ما ينشأ عليه الأولاد تعلم الأدب بعامة شعره ونثره، فإذا استخلص منه أعفه ، واصطفى منه أمتنه واجزله عمل في عقل الولد ومنطقه أطيب العمل ، فزان من هيئته ، وأعلى مقامه .
أوصى هشام بن عبد الملك سليمان الكلبي لمّا اتخذه مؤدباً لولده فقال : " إنّ أول ما آمرك به أن تأخذه بكتاب الله وتقرئه في كل يوم عٌشراً ، يحفظه حفظ رجل يريد التكسب به ، ثمّ روّه من الشعر أحسنه ، تم تخلل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم هجاءً ومديحاً، وبصره طرفاً من الحلال والحرام ، والخطب والمغازي ، ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " .
هذه وصيه أبٍ ابتغى لولده أعزّ مقام ، والمتأمل فيها يدرك شرفها ، ونستطيع من خلال النظر فيها أن نستضيء بإشاراتها في ميدان التربية ومن أهمها :
- تعلم الولد من صغره لكتاب الله عز وجل أو ما يوصى به ، ففيه تهذيب للنفس ،وسلامة للقلب وحفظ للجوارح ، فهو الأمان من كل سوء .
- الأدب وخاصة الشعر من أهم ما يصوغ شخصية الولد ، فيجب أن نحبب إليه سماع القصائد الفصيحة ذات المعاني الشريفة ، والأوزان الخفيفة ، وأؤكد على الفصاحة : لأنّا بلينا في هذا الزمن بأناشيد وترانيم للطفل وللشباب نظمت باللهجة العامية ، وهي وإن سلم مضمونها خطر على مستقبل الأمة ، وفت في عضدها ، ويجب أن نحذر منها ، بل نعمل على إيقافها . وإنّ عدم معرفة الطفل لمعاني الفصيح من الألفاظ لا يبيح لنا أن نستبدل بها العامي ، لأن هدفنا في هذه المرحلة تقويم لسانه، وتحصينه من أمراض اللحن الخطيرة ، ثم يبين له المعنى شيئاً فشيئاً، وإن الطفل ليملك الاستعداد الفطري لتقبل فصيح القول ، خاصة إذا كان شعراً مناسباً لعمره .
ولنحرص على النصوص العفيفة الشريفة التي تبني فيه المعاني الكريمة والآداب الفاضلة .
- عندما يشق الولد طريقه في التعلم والقراءة فلنقدم له الدواوين الشعرية الصغيرة ليتعلم منها قراءة الفصيح وفهم معناه . ثم القصص القصيرة ذات اللغة السليمة والأسلوب الميسّر.والمعنى الشريف وهي ما غفلنا عنه واستبدلنا به قصصاً صغيرة لأبنائنا من لغات أخرى ، وبيئات غريبة عجّت بها مكتباتنا ، وهي تسيء إلى منطق الطفل وفكره .
ولا نغفل عن إشارة مهمة في تلك الوصية وهي قول هشام " ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " فتدريب الولد على مخاطبة الناس، والحديث معهم ولو كان صغيراً عامل مهم في صياغة النفس الجريئة التي تستطيع التأثير وتحمل المسؤولية .
وليكن التدريب مراعي فيه عدم الاغترار بتلك الجرأة ، وذلك المنطق، وليكن الهم ( أن يتذكر ما حفظه وتعلمه ، ويستطيع المواجهة وتحمل المسؤولية ).
ولنتذكر أخيراً أن التعليم في الصغر أساسّ لما بعده وهو يحتاج إلى مجاهدة وصبر .